Facebook

العراق وفلسطين وجهان لهدف صهيوني واحد؟

العراق وفلسطين وجهان لهدف صهيوني واحد؟
د فيصل الفهد
لماذا هوجمت غزه في هذا الوقت؟ سؤال ربما يختلف كثير ممن يعنيهم الأمر في الإجابة عليه! إلا أن الإحاطة ببعض المبررات التي تقف وراء العدوان الصهيوني قد تمكننا من تلمس الطريق لفهم السؤال والإجابة عليه ومنها:

أولا - تخليص الرئيس بوش من مأزقه الكبير ووعوده للفلسطينيين بإنشاء دولة فلسطين المستقلة في نهاية عام 2008 ومن هنا لم يعد احد يتحدث عن مصير تلك ألدوله المزعومة لأنها ماتت تحت أنقاض وركام القصف الصهيوني لغزه.

ثانيا – توجيه أنظار العالم عن الحادثة المثيرة أو التخفيف من تداعياتها التي كان بطلها الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي رشق الرئيس الأمريكي بوش بزوجي حذائه في سابقه تركت بصماتها على كافة الصعد العربية والعالمية ومن هنا جاء هذا العدوان ليبعد هذه ألواقعه عن اهتمام الرأي العام في كل مكان.

ثالثا – تكرار نفس السيناريو الذي نفذه الصهاينة في جنوب لبنان عام 2006 حيث سينتهي الأمر إلى وضع قوات دوليه ظاهرها الفصل بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني وباطنها وهدفها هو حماية الكيان الصهيوني من هجمات المقاومة الفلسطينية.

رابعا – تفكيك العلاقة بين حركة حماس وحاضنتها ألشعبيه لاسيما في غزه التي كانت مركز أساسي للحركة وقوتها.

خامسا – إعادة القضية ألفلسطينيه إلى المربع الأول وتجريف المطالب ألفلسطينيه وتقليمها وصولا إلى تصبح في حدود مشكله وليس قضيه متكاملة الأبعاد كما يجتهد مناصري تحرير فلسطين بالتعامل معها.

سادسا – فصل غزه عن باقي الأراضي ألفلسطينيه قولا وفعلا ولا نستبعد أن يفكر البعض بإعادة السيطرة ألمصريه على غزه من جديد مثلما يرى البعض إمكانية إرجاع الضفة الغربية إلى السيطرة الأردنية وهنا نذكر أن الضفة الغربية وغزه كانتا بيد النظامين المصري والأردني ولم يفكر أي منهما في إقامة دوله فلسطينية على هذه الأراضي قبل نكسة عام 1967 .

سابعا – فرصه للتخلص من حماس أو إضعافها إلى الحد الذي لا تكون فيه قوه منافسه وخصم قوي لأنصار مؤتمر مدريد الاستسلامي وفي مقدمتهم رموز السلطة ألفلسطينيه أمثال أبو مازن ومجموعته.

ثامنا - تحطيم إرادة ألمقاومه لدى الشعب الفلسطيني وان تكون معاناة غزة درسا ونموذجا للآخرين.

تاسعا – تغليب روح ألمهادنه ودعم معسكر التسوية في منهج عمل فصائل ألمقاومه على القتال والخيار العسكري.

عاشرا – دعم وإسناد ما يسمى بمعسكر الاعتدال العربي في الأنظمه العربية لاسيما دعم النظام المصري والأردني والقطري والسعودي وغيرهم.

احد عشر – انكفاء أهل غزه على أنفسهم والتركيز على إعادة بناء ما تم تحطيمه من بنى إرتكازية وترميم الوضع النفسي لسكان غزه
إن ما يجري في الأرض المحتلة وتحديدا في غزه لا يبتعد كثيرا عما حدث ولا يزال يحدث في العراق وأن ما نراه اليوم من جرائم بشعة في غزه مشابهه لما يحدث يوميا في العراق على يد المحتل الأمريكي الصهيوني .

إن الأنظمة العربية التي لم تحرك ساكنا عندما استبيح العراق بل إن اغلب هذه الأنظمة وفر أو شارك في احتلال العراق لا يتوقع منها أن تفعل شيئا لأهل غزه خارج مصلحة الكيان الصهيوني وما نراه اليوم من انقسام حول الموقف من جرائم الصهاينة على شعب غزه العربي بات أمر طبيعي لان لكل من الأنظمة مرجعيته التي لابد وان يعود إليها في كل صغيره وكبيره ومن هنا لن يحدث أي شيء الا بعد أن ينتهي الكيان الصهيوني من تحقيق كامل أهدافه أو الجزء المهم منها بعمليته العسكرية الهمجية..أما ما نسمع عنه من جعجعة كلامية ومؤتمرات عربية هنا وهناك فهي لا تعدو أن تكون مجرد ذر الرماد في العيون ليس إلا.

إن ملاحظه متأنية لما نراه من قتل وتدمير ضد غزه يذكرنا بما نراه يوميا في العراق رغم ان الاعلام لا يسلط الضوء عليها فهناك اليوم طبخه اخرى ضد العرب أبطالها الأنظمة العربية ونعيد هنا إلى الأذهان ما يؤكد الترابط العضوي بين استهداف غزه وما جرى عندما تم غزو العراق عام 2003 .

فعندما بدء الغزو الأميركي – الصهيوني على العراق , قدّمت المذيعة” الإسرائيلية” ميكي حايموفيتش برنامجا” على التلفزيون ” الإسرائيلي” والذي اظهر مدى الغبطة والانتشاء الذي رافق هذه المذيعة طيلة فترة البرنامج , ولم لا؟ فإذا كان ضرب العراق هو مهمة نفطية أميركية فان ” لإسرائيل” مهمات أخرى تستطيع منها جني ثمار لم تكن لتحلم بها .

قالت المذيعة : لكم انتظرنا هذا اليوم , كم نحن سعداء , ثم أرادت أن تقدم المفاجأة حيث انضم إلى برنامجها مصمم “إسرائيلي ” في المدن حيث أخذ يفاخر بأنه تبرع بتقديم خرائط مفصلة عن الأماكن الأثرية العراقية للقوات الأميركية ( دون مقابل!( ثم تتابع المذيعة قولها:” ينبغي أن يبادر طيارو التحالف الى قصف هذه الأماكن الأثرية من البر والبحر والجو لأنها أخطر من أسلحة الدمار الشامل ” وتضيف:

” لا يمكن التخلص من الإرهاب الشرقي إلا بتدمير شامل للتاريخ “, احرموا سكان هذا الجزء من العالم تاريخهم الحضاري المتراكم , وحرروهم من تراثهم واتركوهم بلا ثياب داخلية “.

في مقابل هذا أصدر عدد من حاخامات اليهود في “إسرائيل” فتوى “دينية !” مع بدء الحرب تنصّ على أن العراق هو جزء من أرض “إسرائيل ” الكبرى

وطلبت هذه الفتوى من الجنود اليهود في الجيشين الأميركي والبريطاني والذين يربو عددهم على الأربعة آلاف عنصر ويشاركون في الحرب على العراق أن يؤدوا الصلاة الخاصة عندما يقيمون كل خيمة أو بناء في أرض غرب نهر الفرات وأن يتلو كل جندي يهودي حين يشاهد بابل “صلاة ” تقول: مبارك أنت ربنا ملك العالم لأنك دمرت بابل المجرمة!.

وفي خطٍ مواز , فقبل بدء الهجمات الأميركية على العراق , ردد الجنرال الأميركي وليام دالاس قائد القوات الأميركية في الكويت كلمات في جنوده لتحفيزهم على القتال حيث قال : مثل صوت الرعد الذي يهزّ الجبال , ومثل صوت النار التي تأكل الهشيم ..هانحن المستعدون للحرب .. سنتحرك يا رجال ” .
وببساطة فان ما قاله هذا القائد الأميركي لا يعدو كونه تردادا” لما ورد بشكل حرفي في التوراة في سفر يوئيل .

وعلى نفس المستوى من الجاهزية, أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن جنودا” أميركيين وليسوا إسرائيليين!! فتشوا مقر الاستخبارات العراقية في بغداد بحثا” عن نسخة قديمة من كتاب التلمود تعود إلى القرن السابع .

في حين كان الرئيس الأميركي يهدي شارون “خريطة للأراضي المقدسة”! تعود إلى عام 1678حيث تشمل هذه الخريطة دول المشرق العربي “بلاد الرافدين وبلاد الشام” بما فيها طبعا” مدينة بابل , ثم أن العراق بعد احتلاله شهد نشاطا”واسعا” لممثلي الوكالة اليهودية والموساد , بحيث يعملون تحت إشراف الوزير المتطرف ” ايهود أولمرت ” وبالتنسيق المباشر مع مركز العمليات المشترك للموساد ووكالة الاستخبارات الأميركية . CIA

إذن لا فرق عند الصهاينة وأدواتهم من تدمير العراق او فلسطين أو لبنان فكل المنطقة هي هدف مباشر ولم يعد هذا سرا تخفيه (إسرائيل) بل أصبح لديها القدرة على التبجح به ولكن لا حياة لمن يعنيهم الأمر من الأنظمة العربية التي لا يهمها سوى الحفاظ على كراسي الحكم ولو شكليا وليأتي على الأمة بعد ذلك الطوفان.

إن الذي نتمناه على من يدعون معاداتهم للمشروع الصهيوني الأمريكي أن يوحدوا جبهتهم فالعدو واحد في العراق وفلسطين وفي كل ارض العرب والمسلمين وأعداؤنا لن يستكينوا إلا بعد أن يحققوا كل أهدافهم ضد العرب والمسلمين لاسيما وقد تيسر لهم أدوات تتبرع بخدمتهم حتى وان لم يطلبو
Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق