دائماً ما يثير الدعم الأمريكي اللامتناهي للكيان الصهيوني حفيظة العرب والمسلمين, وربما يكون أحد أهم أسباب العداء بين أمريكا والعالمين العربي والإسلامي, فمنذ إنشاء الكيان الصهيوني, على الأرض العربية الفلسطينية, والدعم الأمريكي له لاينقطع, وتاريخ هذا الدعم قديم للغاية, إلا أنه ظهر للعيان عام 1919م, عندما بدأت التحركات الصهيونية تحت غطاء من الرئيس الأمريكي ولسون, فى التحضير لأكبر سرقة وطن حدثت فى التاريخ.
وبغض النظر عن أسباب هذا الدعم, فالظاهر أنه وصل إلى أقصى مراحله أثناء فترة ولاية الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش, خاصة بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر, وتربع إسرائيل كأكبر حلفاء أمريكا فى محاربة ما يسمى"بالإرهاب".
ولكن اليوم ومع تولي الرئيس الأمريكي باراك أوباما, فإن علاقة جديدة بدأت تظهر فى الأفق بين أمريكا وإسرائيل, خاصة بعد صعود اليمين الإسرائيلي المتطرف وتوليه زمام الأمور فى الدولة الصهيونية.
وبالرغم من إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال فترة ترشحه للرئاسة الأمريكية عن تأييده للكيان الصهيوني, والتمسك به شريكا فعالاً, وتأكيده على العلاقات التاريخية والفريدة التى تربطها, وتوصيفه انشاء اسرائيل "بالمعجزة".
إلا ان ذلك لم يخرج عن دعاية انتخابية كان الغرض منها كسب تأييد اليهود فى أمريكا, وخارجها, ليقينه بأن لا يمكن الفوز بالانتخابات الأمريكية إلا عن طريق اللوبي الصهيوني.
فالناظر إلى العلاقة الامريكية الإسرائيلية فى الآونه الأخيرة سيجد أنها تمر بأصعب مراحلها على الإطلاق, حيث تعيش فى خليط من التوتر والشك والقلق, وذلك لعده أسباب منها النظرة الجديدة التى ينظر بها الرئيس بارك أوباما للعرب والمسلمين, والتى عبر عنها فى عده مواقف منها كلمته في البرلمان التركي، وإعلانه أن الولايات المتحدة "ليست ولن تكون ابدا في حرب مع الإسلام", والذى جاء متوافقاً مع استطلاع أمريكي للرأى كشف أن أكثر من نصف الامريكيين أيدوا سياسة رئيسهم الجديدة تجاه تحسين العلاقة مع العالم الاسلامي, إضافة إلى التحول التدريجي للرأي العام الأمريكي نحو مفهوم أنه يجب عدم السماح لإسرائيل بأن تكون عائقا أمام ملاحقة مصالح أمريكا الإستراتيجية,
وبذلك خسرت إسرائيل أكثر العوامل التى تستخدمها لاجتذاب التأييد الأميركي لحسابها عبر استعداء الأخيرة ضد المسلمين.
ثانى أسباب الصدام يتمثل فى القضية الفلسطينية, وموقف الرئيس باراك اوباما المتناقض مع موقف الحكومة الاسرائيلية اليمينة المتشددة, فالرئيس الامريكى يرى ضرورة قيام دولتين إسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن, لأن ذلك من وجهه نظره لا يخدم الفلسطينيين والإسرائيليين فقط، وإنما الولايات المتحدة وبقية العالم.
وهو ما يتناقض مع موقف الحكومة اليمينة المتطرفة, فقد بدأ وزير خارجيتها أفيجدور ليبرمان نشاط منصبة الجديد برفضه نتائج اتفاقية أنابولس, والتى ترى أن حل المشكلة, يكمن فى إقامة دولتين, بل ازداد الأمر توتراً عندما أعلن ليبرمان رفضه التدخل فى الشؤون الداخلية الإسرائيلية, إضافة إلى ما صرح به وزير البيئة الاسرائيلي جلعاد اردان في خطاب أمام الكنيست بأن "إسرائيل لا تتلقى أوامرها من الرئيس أوباما", وانها لن تكون الولاية الحادية والخمسين للولايات المتحدة, وهى لغه جديدة بدأت تظهر فى الأفق بين الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل.
أما أهم القضايا الشائكة, والتى تعتبر القشة التى قصمت ظهر العلاقات الأمريكية الإسرائيلية, فتمثل فى الملف النووي الإيراني, ففيما أعلن أوباما التزام إدارته بالدبلوماسية التي من خلالها تعالج كل القضايا المتعلقة بينهما, وتعقيب الرئيس الإيراني أحمدى نجاد بالقول ان إيران لا تسعى الى امتلاك القنبلة الذرية, وهو ما يتناقض مع الاتجاه الإسرائيلي الذى يرى ان العقوبات الدولية ضد إيران ليست فعالة, والتهديد فى أكثر من مناسبة بضربها إذا استمرت في "برنامج التسلح النووي", وأن المواجهة المسلحة لا مفر منها.
وربما بعد إعلان طهران عن انجازها المرحلة الأخيرة من دورة التخصيب النووي, ستتخذ العلاقات الاسرائيلية الامريكية منحى أكثر حدة.
أما فيما يخص حزب الله, والذى ترى فيه اسرائيل أحد أجنحه الإرهاب, ومحاولتها تسويق ذلك عالمياً, فأن نظرتها للحزب تتعارض مع نظره الإدارة الأمريكية, والتى اتضحت مع ظهور تقارير صحفية توضح أن إدارة الرئيس الأمريكي تشعر بالارتياح تجاه مساعي الحكومة البريطانية لإجراء مباحثات مع حزب الله.
ومن هنا تأتى إشكالية التعامل الاسرائيلى تجاه الإدارة الأمريكية فى ظل السياسة الامريكية الجديدة فى الشرق الأوسط, وهو ما يجعلنا نتسأل عن السيناريوهات المحتملة, التى سيتعامل من خلالها الكيان الصهيوني مع الإدارة الأمريكية فى ظل ما سبق من مواقف.
أول هذه السيناريوهات هو أن تزعن الحكومة الصهيونية لاتجاهات ومواقف الإدارة الأمريكية تجاه قضايا المنطقة, وهو أمر غير وارد, لأنها ترى فى إيرن وحلفائها فى المنطقة خطراً كبيراً عليها, واعتبارها "خطرا وجودياً عليها". , فضلاً على ما ينطوى عليه البرنامج النووى الإيراني من خطر ربما يودي إلى سقوطها, ونهايتها,.
أما ثانى السيناريوهات هو أن يقوم الكيان الصهيوني بمؤامرة مماثلة لمؤامرة الحادي عشر من سبتمبر, الغرض منها تشوية صورة المسلمين والعرب أمام الشعب الأمريكي وإدارة أوباما, خاصة مع وجود شكوك حول تورط الصهاينة في أحداث الحادي عشر من سبتمبر سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة, وظهور العديد من ذلك الأدله التى تدينهم, كان أكثرها لغز عدم حضور خمسة الآف يهودي للعمل في مركز التجاره يوم وقوع الحادثه.
وثالث السيناريوهات هو أن تقوم إسرائيل بتوجية ضربة عسكرية تستهدف تدمير المنشآت النووية الإيرانية, وعلى الرغم من أن هذا السيناريو وارد ويمكن حدوثه على أرض الواقع, إلا أنها تدرك بأن هذه الضربة لن تقتصر على إيران فقط, ولكن هناك حلفاء لإيران على حدودها, لن يقفوا مكتوفى الإيدى أمام الهجوم, كما أنها تدرك تماماً أن المجتمع الدولى يرفض مثل هذا التصرف, إلا عن طريق قنوات شرعية.
أما أخر هذه السيناريوهات وأخطرها على الإطلاق هو أن يقوم الكيان الصهيونى باغتيال الرئيس الامريكي باراك أوباما, وهو أمر وارد للغايه, خاصة وأنهم قاموا بمثل هذه العمليات من قبل فى مواضيع أقل سخونه من هذه, منها على سبيل المثال اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدى, والاشتباه فى تورط الموساد فى عملية الاغتيال, خاصة بعد إعلان الرئيس الإمريكي الراحل وفى أكثر من مناسبة عن عن رغبته في إخضاع المنشآت النووية الإسرائيلية للتفتيش من جانب المؤسسات والعلماء الأميركيين في عدد من الخطابات للكيان الصهيونى.
أما دورنا نحن العرب فيجب أن لا يقتصر على طور المشاهدة, بل لابد من المشاركة فى الحراك الذي بدأه الرئيس الأمريكي, بأن يستغل الفلسطينيون فرصة وجوده على رأس الإدارة الأمريكية, ورؤيته حول الصراع العربى الإسرائيلي, عن طريق إنهاء خلافاتهم, وأن يدركوا بأن المصالحة واجب ديني ووطني, وغير ذلك سيضر كثيراً بالقضية الفلسطين.
بقلم* جمال جابر الملاح
وبغض النظر عن أسباب هذا الدعم, فالظاهر أنه وصل إلى أقصى مراحله أثناء فترة ولاية الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش, خاصة بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر, وتربع إسرائيل كأكبر حلفاء أمريكا فى محاربة ما يسمى"بالإرهاب".
ولكن اليوم ومع تولي الرئيس الأمريكي باراك أوباما, فإن علاقة جديدة بدأت تظهر فى الأفق بين أمريكا وإسرائيل, خاصة بعد صعود اليمين الإسرائيلي المتطرف وتوليه زمام الأمور فى الدولة الصهيونية.
وبالرغم من إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال فترة ترشحه للرئاسة الأمريكية عن تأييده للكيان الصهيوني, والتمسك به شريكا فعالاً, وتأكيده على العلاقات التاريخية والفريدة التى تربطها, وتوصيفه انشاء اسرائيل "بالمعجزة".
إلا ان ذلك لم يخرج عن دعاية انتخابية كان الغرض منها كسب تأييد اليهود فى أمريكا, وخارجها, ليقينه بأن لا يمكن الفوز بالانتخابات الأمريكية إلا عن طريق اللوبي الصهيوني.
فالناظر إلى العلاقة الامريكية الإسرائيلية فى الآونه الأخيرة سيجد أنها تمر بأصعب مراحلها على الإطلاق, حيث تعيش فى خليط من التوتر والشك والقلق, وذلك لعده أسباب منها النظرة الجديدة التى ينظر بها الرئيس بارك أوباما للعرب والمسلمين, والتى عبر عنها فى عده مواقف منها كلمته في البرلمان التركي، وإعلانه أن الولايات المتحدة "ليست ولن تكون ابدا في حرب مع الإسلام", والذى جاء متوافقاً مع استطلاع أمريكي للرأى كشف أن أكثر من نصف الامريكيين أيدوا سياسة رئيسهم الجديدة تجاه تحسين العلاقة مع العالم الاسلامي, إضافة إلى التحول التدريجي للرأي العام الأمريكي نحو مفهوم أنه يجب عدم السماح لإسرائيل بأن تكون عائقا أمام ملاحقة مصالح أمريكا الإستراتيجية,
وبذلك خسرت إسرائيل أكثر العوامل التى تستخدمها لاجتذاب التأييد الأميركي لحسابها عبر استعداء الأخيرة ضد المسلمين.
ثانى أسباب الصدام يتمثل فى القضية الفلسطينية, وموقف الرئيس باراك اوباما المتناقض مع موقف الحكومة الاسرائيلية اليمينة المتشددة, فالرئيس الامريكى يرى ضرورة قيام دولتين إسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن, لأن ذلك من وجهه نظره لا يخدم الفلسطينيين والإسرائيليين فقط، وإنما الولايات المتحدة وبقية العالم.
وهو ما يتناقض مع موقف الحكومة اليمينة المتطرفة, فقد بدأ وزير خارجيتها أفيجدور ليبرمان نشاط منصبة الجديد برفضه نتائج اتفاقية أنابولس, والتى ترى أن حل المشكلة, يكمن فى إقامة دولتين, بل ازداد الأمر توتراً عندما أعلن ليبرمان رفضه التدخل فى الشؤون الداخلية الإسرائيلية, إضافة إلى ما صرح به وزير البيئة الاسرائيلي جلعاد اردان في خطاب أمام الكنيست بأن "إسرائيل لا تتلقى أوامرها من الرئيس أوباما", وانها لن تكون الولاية الحادية والخمسين للولايات المتحدة, وهى لغه جديدة بدأت تظهر فى الأفق بين الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل.
أما أهم القضايا الشائكة, والتى تعتبر القشة التى قصمت ظهر العلاقات الأمريكية الإسرائيلية, فتمثل فى الملف النووي الإيراني, ففيما أعلن أوباما التزام إدارته بالدبلوماسية التي من خلالها تعالج كل القضايا المتعلقة بينهما, وتعقيب الرئيس الإيراني أحمدى نجاد بالقول ان إيران لا تسعى الى امتلاك القنبلة الذرية, وهو ما يتناقض مع الاتجاه الإسرائيلي الذى يرى ان العقوبات الدولية ضد إيران ليست فعالة, والتهديد فى أكثر من مناسبة بضربها إذا استمرت في "برنامج التسلح النووي", وأن المواجهة المسلحة لا مفر منها.
وربما بعد إعلان طهران عن انجازها المرحلة الأخيرة من دورة التخصيب النووي, ستتخذ العلاقات الاسرائيلية الامريكية منحى أكثر حدة.
أما فيما يخص حزب الله, والذى ترى فيه اسرائيل أحد أجنحه الإرهاب, ومحاولتها تسويق ذلك عالمياً, فأن نظرتها للحزب تتعارض مع نظره الإدارة الأمريكية, والتى اتضحت مع ظهور تقارير صحفية توضح أن إدارة الرئيس الأمريكي تشعر بالارتياح تجاه مساعي الحكومة البريطانية لإجراء مباحثات مع حزب الله.
ومن هنا تأتى إشكالية التعامل الاسرائيلى تجاه الإدارة الأمريكية فى ظل السياسة الامريكية الجديدة فى الشرق الأوسط, وهو ما يجعلنا نتسأل عن السيناريوهات المحتملة, التى سيتعامل من خلالها الكيان الصهيوني مع الإدارة الأمريكية فى ظل ما سبق من مواقف.
أول هذه السيناريوهات هو أن تزعن الحكومة الصهيونية لاتجاهات ومواقف الإدارة الأمريكية تجاه قضايا المنطقة, وهو أمر غير وارد, لأنها ترى فى إيرن وحلفائها فى المنطقة خطراً كبيراً عليها, واعتبارها "خطرا وجودياً عليها". , فضلاً على ما ينطوى عليه البرنامج النووى الإيراني من خطر ربما يودي إلى سقوطها, ونهايتها,.
أما ثانى السيناريوهات هو أن يقوم الكيان الصهيوني بمؤامرة مماثلة لمؤامرة الحادي عشر من سبتمبر, الغرض منها تشوية صورة المسلمين والعرب أمام الشعب الأمريكي وإدارة أوباما, خاصة مع وجود شكوك حول تورط الصهاينة في أحداث الحادي عشر من سبتمبر سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة, وظهور العديد من ذلك الأدله التى تدينهم, كان أكثرها لغز عدم حضور خمسة الآف يهودي للعمل في مركز التجاره يوم وقوع الحادثه.
وثالث السيناريوهات هو أن تقوم إسرائيل بتوجية ضربة عسكرية تستهدف تدمير المنشآت النووية الإيرانية, وعلى الرغم من أن هذا السيناريو وارد ويمكن حدوثه على أرض الواقع, إلا أنها تدرك بأن هذه الضربة لن تقتصر على إيران فقط, ولكن هناك حلفاء لإيران على حدودها, لن يقفوا مكتوفى الإيدى أمام الهجوم, كما أنها تدرك تماماً أن المجتمع الدولى يرفض مثل هذا التصرف, إلا عن طريق قنوات شرعية.
أما أخر هذه السيناريوهات وأخطرها على الإطلاق هو أن يقوم الكيان الصهيونى باغتيال الرئيس الامريكي باراك أوباما, وهو أمر وارد للغايه, خاصة وأنهم قاموا بمثل هذه العمليات من قبل فى مواضيع أقل سخونه من هذه, منها على سبيل المثال اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدى, والاشتباه فى تورط الموساد فى عملية الاغتيال, خاصة بعد إعلان الرئيس الإمريكي الراحل وفى أكثر من مناسبة عن عن رغبته في إخضاع المنشآت النووية الإسرائيلية للتفتيش من جانب المؤسسات والعلماء الأميركيين في عدد من الخطابات للكيان الصهيونى.
أما دورنا نحن العرب فيجب أن لا يقتصر على طور المشاهدة, بل لابد من المشاركة فى الحراك الذي بدأه الرئيس الأمريكي, بأن يستغل الفلسطينيون فرصة وجوده على رأس الإدارة الأمريكية, ورؤيته حول الصراع العربى الإسرائيلي, عن طريق إنهاء خلافاتهم, وأن يدركوا بأن المصالحة واجب ديني ووطني, وغير ذلك سيضر كثيراً بالقضية الفلسطين.
بقلم* جمال جابر الملاح
0 التعليقات:
إرسال تعليق
أضف تعليق