Facebook

نجاد ليس معنيا بحل القضية ويتكلم كما يشاء


لا نجاد ولا أردوغان معنيان بحل قضية فلسطين مثل الدول العربية وخاصة المحيطة بإسرائيل والتي تتأثر بشكل مياشر بالنزاع. نجاد وربما أردوغان يستطيعان المزايدة علي قضية لا تؤثر علي دولتيهما دون تحمل أية مسئولية فعلية فلا جيوشهما حاربت اسرائيل ولن تحارب ولا حدودهما مشتركة مع اسرائيل والمتابع لدور الدولتين المسلمتين سوف يعرف أن إيران الشاه كانت المزود الرئيسي لإسرائيل بالبترول وغيره في عصر المقاطعة وتركيا عضو الأطلنطي تقيم أوثق العلاقات مع اسرائيل وخاصة في الجانب العسكري كل ما في الأمر هو تغير النظم والتكتيكات. انسحاب أردوغان وهجوم نجاد الكلامي ضد اسرائيل لا يضيفان شيئا حقيقيا لحل القضية بل يزيدانها تعقيدا وتشددا، والعرب يجدون أنفسهم في مواجهة سماسرة جدد جاءوا للمزايدة الكلامية فحسب. الحل بالنسبة للعرب لا يكون بالانسحاب والهروب والهجوم الكلامي بل بالمواجهة دبلوماسيا كما فعل عمرو موسي، وعسكريا ان اقتضي الأمر. ولو لم تكن هناك استحالة لحالة الحرب بسبب أنه لا حرب بدون مصر، ما نطق نجاد ولا أردوغان بكلمة واحدة ضد اسرائيل، وهذا هو السر في استماتة إيران والعمل من خلال أذرعها في المنطقة علي جر مصر للحرب مع اسرائيل بشتي الطرق والوسائل ومنها مؤامرة حسن نصر الله التي كانت ستؤدي للمواجهة العسكرية من جديد لو تطور الأمر وضربت الطائرات الأمريكية والإسرائيلية قواقل السلاح المهرب علي الأرض المصرية كما حدث في السودان. مالذي يدعو مصر للحرب وقد حققت أهدافها بالكامل وتنعم بالسلام والاستقرار. مصر حددت موقفها منذ البداية ودعت السوريين والفلسطينيين لاستثمار نصر اكتوبر وتحرير باقي الأرض المحتلة علي مائدة المفاوضات بعد تعهد أمريكا بالضغط الجاد علي اسرائيل بسبب ما رأته من تصميم في ميدان القتال لا سيما في سيناء، لكن السوريين والفلسطينيين كان لهم قرار مختلف وخطة مختلفة أظهروا أنهم متأكدين من نجاعتها في تحرير أرضهم. مصر نجحت في تحرير أرضها حربا وتفاوضا وتحكيما وهم لا زالوا يتعثرون ويقفون عند مفترق الطرق بعد كل هذه السنوات فما ذنب مصر والقرار كان قرارهم ناهيك عن الشتيمة والتجريح الذي نالته مصر منهم، ومع ذلك لم تتخل عنهم مصر في ضوء الظروف الدولية التي تغيرت كثيرا ضد مصالح العرب. إيران وتركيا لن يحاربا معركة العرب العسكرية فلا مناص من أخذ زمام المبادرة العربية فما حك جلدك مثل ظفرك.


نجاد دائما يتحدث بالمسكوت عنه ويتحدث بما يجول بالضمائر والخواطر حول حقيقة اسرائيل


بعد سنوات من الخنوع و الذل للعدو الصهيوني جاءمحمود احمدي نجاد و قال ("اسرائيل"غده سرطانيه يجب ان تزول) لن ينفع الصهاينه كل هذه القوى العنصريه المسانده لهم فقد دنى زوال هذا الكيان اللقيط. فنحن معكم معكم لان عدونا وعدوكم واحد في خندق المقاومة .وسعيه لإمتلاك السلاح النووي ربما يكون على مراحلة الاخيرة لكن الرجل الان لايهمه ولا امريكا ولااسرائيل ودائما وابدا يصرح باهانة مستمرة لهذا العدو الغاشم واخرها في مؤتمر العنصرية المشكلة بالأساس أن هناك فروقا جوهرية في المعايير بيننا وبينهم، وكلمة نجاد أكدت عرضيا، وربما عن دون قصد، تلك الفروق فالاتفاق على بيان فضفاض مبني على "النفاق" والتنازلات وتحاشي تسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية لا يعني في النهاية توافقا. فنحن نقدس الأديان وهم يعتبرون التجديف بحق الأديان "حرية تعبير". نحن نحترم حرية التعبير وهم يضعونها فوق كل اعتبار.نحن لا ننكر المحرقة لكننا لا نقدسها مثل الديانة. هم يعتبرون اسرائيل والهولوكوست خطا أحمر.نحن نرى أفعال اسرائيل ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وضد عرب 48 عنصرية واستعمالها للأسلحة المحرمة في غزة جرائم حرب. هم يعتبرون اسرائيل دولة ديمقراطية من "العالم الحر" ويرون مجازرها في غزة دفاعا عن النفس ضد "مفرقعات" المقاومة.هم يرتكبون الجرائم ضد اليهود. ونحن علينا أن نعوض وندفع تكلفة المعاناة.هم يقدمون أرضا بلا شعب الى شعب بلا أرض. ونحن علينا أن نقبل بدولة محتلة.نحن نريد تحرير أرضنا والسلام لشعبنا. هم يريدون كل شيء دون أن يقدموا أي شيء.من الواضح أن المفاهيم بيننا وبينهم لا تستقيم بالطول ولا بالعرض وكل ما فعله أحمدي نجاد في مؤتمر دوربان2 هو أنه أطلق الرصاصة الأخيرة على العقل الغربي وكشف نفاق هذا العقل واستمراره في التلاعب بالقيم كيفما يشاء وكيفما يراه مناسبا.فهل من العدالة أن تستأثر حفنة من الدول بالمقاعد الدائمة في الأمم المتحدة وان تعطل العدالة الدولية في مجلس الأمن بلعبة "الفيتو"؟ هل يعقل أن تظل دولة محتلة رافضة للقرارات الدولية طيلة 60 عاما؟ فما معنى هذه المنظمة وما جدواها؟لقد أثبتم فشلكم في العراق وفي أفغانستان كما فشلتم سابقا في الصومال وفي فيتنام. وزرعتم قنابل الفتن العرقية والطائفية والدينية والايديولوجية في الشرق الأوسط وفي افريقيا والبلقان وشبه الجزيرة الكورية وشبه القارة الهندية.فماذا تنتظرون بعد كل هذا الفشل. هل تنتظرون حروبا كونية اخرى حتى تتغير الحقائق من جديد كما تغيرت في الحربين العالميتين الأولى والثانية؟خلاصة القول إن مؤتمر دوربان 2 جاء نسخة مشوهة للمؤتمر الأول الذي انعقد منذ ثماني سنوات في جنوب افريقيا وخطوة الى الوراء لتحدي العنصرية في العالم.واذا كان الغرب قد برر مقاطعته للمؤتمر بسبب خطابات نجاد المحرجة و"التشهير" باسرائيل فإن الغياب لا يمكن ان يعني سوى اصرار ضمني على ابقاء الواقع على ما هو عليه. واذا كان هناك من مستفيد في هذه "المعمعة" فإن نجاد الجسور هو من فاز بـ"اللذة" في النهاية ليعود الى بلاده مظفرا، تماما كما فعل أردوغان من قبله في دافوس أما العرب، والقضية قضيتهم بدرجة أولى، فرغم الثناء والتقدير اللذين تلقوهما في المؤتمر بسبب مرونتهم في مفاوضات البيان الختامي والتنازلات الكبيرة التي قدموها بشأن اسرائيل والتمييز الديني الا أنهم مرة أخرى مروا بجانب الحدث دون أن يرفعوا صوتهم ودون أن يشعر بهم أحد.وماجرى هذه الأيام أمام أنظار العالم في جنيف لا يختلف كثيرا عما حدث في دافوس.. لكن الاختلاف كان في بعض الفصول..على عكس دافوس لم يسمع الجمهور الغربي هذه المرة شيئا من بكائيات اسرائيل، بل سمع ما كان يكره سماعه دائما ويتغاضى عن الجدال فيه وبدل التصفيق اضطر لمغادرة القاعة لأن العرض الإيراني لم يكن ليوافق هواه.قد تكون لإيران أجندتها الخاصة وقد تكون للرئيس الايراني أهدافه التسويقية والدعائية أوغيرها من الأسباب التي اعتاد البعض الاتكال عليها لتحجيم الدور الايراني او للعب على الدور الخفي لهذا القوة المتنامية. لكن كلمات نجاد في مؤتمر جنيف وتركيزه من جديد على المثال العنصري الاسرائيلي أدار رقاب العالم العربي والاسلامي واليساريين إليه مرة أخرى.والسبب وراء ذلك بكل بساطة، أنه ينطق بالمسكوت عنه ويتحدث بما يجول بالضمائر والخواطر حول حقيقة اسرائيل، ويثير علنا تلك الأسئلة المحرجة حول المسؤولين عن نشأة هذا الكيان وغياب العدالة الدولية. وهذا ما لا يحب الغرب سماعه.
Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

3 التعليقات:

  1. صدقت ايها الكاتب حقا هذا ما تريده ايران ومن مثلها

    ردحذف
  2. شكرا لك ايها الكاتب على توضيح هذا الامر

    ردحذف
  3. موضوع جميل ومدونة أجمل
    تحياتى

    ردحذف

أضف تعليق