الكارثة الأخلاقية التي شهدها إستاد جامعة المنصورة، وكان بطلها المطرب الهارب من التجنيد تامر حسني تستحق التوقف عندها كثيرًا ومحاسبة المتسببين عنها وأولهم رئيس جامعة المنصورة الدكتور أحمد بيومي شهاب الدين، وكل من شارك معه في هذه المهزلة وعلى رأسهم المطرب المشئوم.
بدأت الكارثة عندما تعاقدت الجامعة ضمن أسبوعها الثقافي مع المطرب البائس لإحياء حفلة في إستاد الجامعة نظير مبلغ 180 ألف جنيه، وأصدر رئيس الجامعة أمرًا بشراء شاشة كبيرة قيمتها 550 ألف جنيه لعرض هذا الحفل، في الوقت الذي تمتلئ فيه الجامعة بالمقاعد المتهالكة والمعامل التي تحتاج للتجديد.
ولأن الجامعة انطلقت من منطلقات ترفيهية وثقافية فاسدة وتافهة، فقد فتحت أبواب الإستاد للجمهور العادي، حتى وصل عدد الذين حضروا لمشاهدة الحفل، قرابة مائة ألف فرد، مما أدى إلى ازدحام شديد.
حينما بدأ الحفل ووصل المطرب التعيس وبدأ الغناء، لاحظ أن المنظمين قد جعلوا الطالبات في أرضية الإستاد بينما الطلاب في المدرجات، فلم يعجبه ذلك وطلب أن ينزل الطرفان أرضية الإستاد لكي يتفاعلوا مع أغانيه، وما كادت تفتح البواب التي تفصل بين الطرفين، حتى حدث هرج ومرج وتحرشات جنسية بالطالبات، نتج عنها إصابة أكثر من مائة وخمسين طالبة، وأمام هذه الفوضى لم يجد الأمن وإدارة الجامعة بدًا من إلغاء حفلة المطرب المشئوم.
هذه المهزلة الأخلاقية تستحق أن يسأل أصحابها ويحاسبوا، لأنهم لم يراعوا تقاليد وعادات محافظة تقع في قلب الريف، ولم يلتفتوا إلى شأن ثقافي جيد ومفيد بل تعاقدوا مع مطرب بائس وهارب من التجنيد.
إن المشكلة اللافتة في هذه القضية هي مدى الافتتان بهذا الشاب البائس، الذي أصبح قدوة لكثير من الشباب والشابات يحتذون به، مما يجعلنا مضطرين للحديث عن نمط القدوة الذي انهار في مجتمعاتنا.
إن الإنسان منذ ولادته يتعامل مع مؤسسات مثل الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام ودور العبادة والمؤسسات السياسية والاجتماعية والترفيهية في المجتمع، وكل هذه المؤسسات يقودها قيادات يكونون محل قدوة حيث ينقدهم النشء ويتمثلونهم وقد يقتدون بهم. كما أن هناك قدوة تأتي من مؤسسات خارج المجتمع بفعل أجهزة الإعلام والانبعاث والرحلات .. الخ.
وهناك علاقة لاشك بين القادة وأعضاء المجتمع، والقادة هم من لهم سلطة مثل الأب والأم والمدرسون وأجهزة الإعلام والأجهزة الرياضية والفنانون، وكل إنسان في مرحلة من مراحل حياته يقتدي ببعض ممن حوله من الذين يتعاملون معه، والقدوة هي محصلة لما تعلمه النشء من المجتمع على المستوى المحلي أو العالمي.
ومجالات القدوة هي الأسرة والمجال الدراسي والمجال الديني والمجال السياسي.. وهكذا. هذه معلومات مبدئية أساسية .. والقدوة المنتشرة بين النشء والشباب هي تعبير عن الحالة التي يعيشها المجتمع، فإذا كان المجتمع جادًا تسوده القيم العلمية كان العلماء هم القدوة ،وإذا كان المجتمع متديناً كان الشيوخ هم القدوة وهكذا.
أما القدوة التي نراها في مجتمعنا الآن فهي مؤشر خطير على انحطاط مجتمعنا، فشبابنا يلبسون كما يلبس المغنون والممثلون ولاعبو الكرة ويحلقون رؤوسهم كما يفعل أولئك، وكذلك تقلد فتياتنا الممثلات وتصبح أمنية حياتهن أن يصبحن مثل الممثلة المحلية فلانة أو المطربة العالمية فلانة، وهكذا ضاع الشباب والعيب ليس فيهم إنما فيمن يضعون المناهج والبرامج والخطط وفي القائمين على أمر المؤسسات.
فالناس خاصة صغار السن منهم ينبهرون بما يرونه من نجوم في التمثيل والغناء والرياضة، وتكمن المشكلة في أن أجهزة الإعلام تتبنى خطًا يتعارض مع المؤسسات التربوية مثل المدارس والجامعات، وزاد الطين بلة الانفتاح الإعلامي فيما يسمى بالبث المباشر. وهكذا أصبحت هناك قدوة مفروضة علينا من الإعلام المحلي والإعلام العالمي وكلاهما نار.
والمجتمع لا يفرز مؤسسات مضادة ولكن يأكل نفسه بنفسه، ولا يحافظ على ثروته البشرية ومستقبله، وإنما يسلط عليها هذا الوحش الكاسر ويقف متفرجًا.
ولا سبيل أمامنا إلا بتطعيم الشباب وتحصينهم ضد كل ذلك. إن المجتمع يظل يربي الشباب قرابة ربع قرن (25 سنة) ما بين المدرسة والجامعة يتعلم ويتشكل، فإذا سلطت عليه أجهزة إعلامنا الفاسدة أمثال تامر حسني، فإنها تدمر مجهود كل هذه السنوات.
إن هناك ارتباطًا بين القدوة ونسق القيم السائد فإذا ركزت وسائل الإعلام على شيء معين وقمنا في نفس الوقت بإجراء دراسة عن القدوة فسوف تنعكس آراء الناس بما يشاهدونه ويسمعونه ويقرؤونه في وسائل الإعلام. فأجهزة الإعلام اليوم لها دور خطير في صناعة القدوة في أي مجتمع.
بدأت الكارثة عندما تعاقدت الجامعة ضمن أسبوعها الثقافي مع المطرب البائس لإحياء حفلة في إستاد الجامعة نظير مبلغ 180 ألف جنيه، وأصدر رئيس الجامعة أمرًا بشراء شاشة كبيرة قيمتها 550 ألف جنيه لعرض هذا الحفل، في الوقت الذي تمتلئ فيه الجامعة بالمقاعد المتهالكة والمعامل التي تحتاج للتجديد.
ولأن الجامعة انطلقت من منطلقات ترفيهية وثقافية فاسدة وتافهة، فقد فتحت أبواب الإستاد للجمهور العادي، حتى وصل عدد الذين حضروا لمشاهدة الحفل، قرابة مائة ألف فرد، مما أدى إلى ازدحام شديد.
حينما بدأ الحفل ووصل المطرب التعيس وبدأ الغناء، لاحظ أن المنظمين قد جعلوا الطالبات في أرضية الإستاد بينما الطلاب في المدرجات، فلم يعجبه ذلك وطلب أن ينزل الطرفان أرضية الإستاد لكي يتفاعلوا مع أغانيه، وما كادت تفتح البواب التي تفصل بين الطرفين، حتى حدث هرج ومرج وتحرشات جنسية بالطالبات، نتج عنها إصابة أكثر من مائة وخمسين طالبة، وأمام هذه الفوضى لم يجد الأمن وإدارة الجامعة بدًا من إلغاء حفلة المطرب المشئوم.
هذه المهزلة الأخلاقية تستحق أن يسأل أصحابها ويحاسبوا، لأنهم لم يراعوا تقاليد وعادات محافظة تقع في قلب الريف، ولم يلتفتوا إلى شأن ثقافي جيد ومفيد بل تعاقدوا مع مطرب بائس وهارب من التجنيد.
إن المشكلة اللافتة في هذه القضية هي مدى الافتتان بهذا الشاب البائس، الذي أصبح قدوة لكثير من الشباب والشابات يحتذون به، مما يجعلنا مضطرين للحديث عن نمط القدوة الذي انهار في مجتمعاتنا.
إن الإنسان منذ ولادته يتعامل مع مؤسسات مثل الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام ودور العبادة والمؤسسات السياسية والاجتماعية والترفيهية في المجتمع، وكل هذه المؤسسات يقودها قيادات يكونون محل قدوة حيث ينقدهم النشء ويتمثلونهم وقد يقتدون بهم. كما أن هناك قدوة تأتي من مؤسسات خارج المجتمع بفعل أجهزة الإعلام والانبعاث والرحلات .. الخ.
وهناك علاقة لاشك بين القادة وأعضاء المجتمع، والقادة هم من لهم سلطة مثل الأب والأم والمدرسون وأجهزة الإعلام والأجهزة الرياضية والفنانون، وكل إنسان في مرحلة من مراحل حياته يقتدي ببعض ممن حوله من الذين يتعاملون معه، والقدوة هي محصلة لما تعلمه النشء من المجتمع على المستوى المحلي أو العالمي.
ومجالات القدوة هي الأسرة والمجال الدراسي والمجال الديني والمجال السياسي.. وهكذا. هذه معلومات مبدئية أساسية .. والقدوة المنتشرة بين النشء والشباب هي تعبير عن الحالة التي يعيشها المجتمع، فإذا كان المجتمع جادًا تسوده القيم العلمية كان العلماء هم القدوة ،وإذا كان المجتمع متديناً كان الشيوخ هم القدوة وهكذا.
أما القدوة التي نراها في مجتمعنا الآن فهي مؤشر خطير على انحطاط مجتمعنا، فشبابنا يلبسون كما يلبس المغنون والممثلون ولاعبو الكرة ويحلقون رؤوسهم كما يفعل أولئك، وكذلك تقلد فتياتنا الممثلات وتصبح أمنية حياتهن أن يصبحن مثل الممثلة المحلية فلانة أو المطربة العالمية فلانة، وهكذا ضاع الشباب والعيب ليس فيهم إنما فيمن يضعون المناهج والبرامج والخطط وفي القائمين على أمر المؤسسات.
فالناس خاصة صغار السن منهم ينبهرون بما يرونه من نجوم في التمثيل والغناء والرياضة، وتكمن المشكلة في أن أجهزة الإعلام تتبنى خطًا يتعارض مع المؤسسات التربوية مثل المدارس والجامعات، وزاد الطين بلة الانفتاح الإعلامي فيما يسمى بالبث المباشر. وهكذا أصبحت هناك قدوة مفروضة علينا من الإعلام المحلي والإعلام العالمي وكلاهما نار.
والمجتمع لا يفرز مؤسسات مضادة ولكن يأكل نفسه بنفسه، ولا يحافظ على ثروته البشرية ومستقبله، وإنما يسلط عليها هذا الوحش الكاسر ويقف متفرجًا.
ولا سبيل أمامنا إلا بتطعيم الشباب وتحصينهم ضد كل ذلك. إن المجتمع يظل يربي الشباب قرابة ربع قرن (25 سنة) ما بين المدرسة والجامعة يتعلم ويتشكل، فإذا سلطت عليه أجهزة إعلامنا الفاسدة أمثال تامر حسني، فإنها تدمر مجهود كل هذه السنوات.
إن هناك ارتباطًا بين القدوة ونسق القيم السائد فإذا ركزت وسائل الإعلام على شيء معين وقمنا في نفس الوقت بإجراء دراسة عن القدوة فسوف تنعكس آراء الناس بما يشاهدونه ويسمعونه ويقرؤونه في وسائل الإعلام. فأجهزة الإعلام اليوم لها دور خطير في صناعة القدوة في أي مجتمع.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
أضف تعليق