Facebook

يهود يقتلون اليهود

ترددت شائعات بوسائل الإعلام الغربية مؤداها أن عملية الديسكو بتل أبيب من فعل الأجهزة الإرهابية الإسرائيلية . وملخص الشائعة أن العملية من فعل جماعات مدعي السيادة اليهودية Jewish supremacists من المخابرات الإسرائيلية ، وقد دلل مطلق الشائعة بجريدة الصنداي تايمز على صحة ادعائه بأن العملية تمت ليلة السبت وهي ليلة المفروض ألا يسهر فيها "اليهودي الصالح" وتمت فيها التضحية بشباب من اليهود الروس لخلق نوع من التوازن مع الفعل الإعلامي لبطش اليهود بالفلسطينيين ، وكانت نتيجة ذلك إحداث ضغط على ياسر عرفات لقبول الشروط الإسرائيلية لاتفاق "وقف إطلاق النار" إلى جانب إظهار شارون بمظهر المعتدل لعدم رده الفوري على العملية. كما أن العملية قد بذرت العداوة بين اليهود الروس المحايدين والفلسطينيين ، على حد قول الشائعة.

تمضي قصة الصنداي تايمز إلى القول بأن البوليس السري الإسرائيلي قد سهل تسريب الفلسطيني الذي قام بالعملية ومد الفيزا الخاصة بإقامته حيث أنه كان هاربا من الأردن التي كان يعمل بها كعميل بالاستخبارات الأردنية . يستمر السيناريو كقصص "جيمس بوند" قائلا بأن ناطقا بلسان الجيش الإسرائيلي قد صرح بأن العميل كان حاملا لشحنة المتفجرات دون علم بطبيعتها وأن تفجيره تم بالتحكم البعيد "ريموت كنترول" .

وتستمر القصة إلى القول بأن اختيار موقع العملية لم يكن مصادفة حيث يقع بجوار فندق "دافيد إنترناشيونال هوتيل" وهو فندق خمس نجوم لكنه ليس محلا معتادا للنزلاء الهامين لأنه لا يقع بالجزء الراقي من تل أبيب ، إلا أنه قد تصادف وجود " جوشكا فيشر" وزير خارجية ألمانيا بالفندق وقت الانفجار فأصبح بذلك شاهد عيان هام متعاطف تماما مع الجانب الإسرائيلي في اللعبة الدبلوماسية التي تلت الحادث بهدف الضغط على الجانب الفلسطيني لفرض "وقف إطلاق النار".

وتمضي القصة إلى ذكر بعض الدلائل المشيرة إلى أن استخدام الإرهاب لتحقيق المآرب السياسية لعبة قديمة لعبتها الأجهزة السرية الإسرائيلية في الماضي ، وضربت الأمثلة بعدد من الأحداث مثل ضبط اليهود الذين كانوا يضعون القنابل لتفجير القنصليتين الأمريكية والبريطانية بالقاهرة عام 1950 فيما سمي حينئذ بفضيحة "لافون" حيث أراد اليهود تصوير الانفجار على أنه من عمل "الإرهاب الإسلامي" لزرع العداوة بين مصر وأمريكا.

وهناك قصص أخرى عن قتل اليهود لبني جلدتهم "في سبيل القضية". تقول بأنه في يوم 25 نوفمبر1940 قام عملاء الوكالة اليهودية بإغراق السفينة "باتريا" في مياه البحر الأبيض وعليها 250 مهاجر يهودي بهدف كسب التعاطف مع اليهود الذين لم تسمح السلطات البريطانية حينئذ بدخولهم فلسطين. وقد اعترف القائمون بعملية التفجير بجريمتهم بالصحف الإسرائيلية منذ سنوات متعللين بأن شحنة المتفجرات كانت أقوى مما كان بنيتهم. ولم يعد اليوم خافيا أن حوادث تفجير المعابد اليهودية بالعراق كان من فعل إرهابيين إسرائيليين بعد أن اعترف الإسرائيليون بذلك بالوثائق الرسمية الإسرائيلية القديمة التي تم فك الحظر على سريتها . وقد تسببت تلك التفجيرات في نزوح العديد من يهود العراق إلى إسرائيل رغم المعروف عن يهود العراق من أنهم أشد اليهود تمسكا بالبقاء وعدم الرغبة في الهجرة إلى أرض الميعاد الزائف.

ويقول الكثيرون بأن العمليات الفلسطينية الانتحارية (الاستشهادية) بالماضي كانت كلها محدودة الفعالية فعملية الشهيد ضياء الطويل الطالب بجامعة بير زيت الذي فجر نفسه بالقرب من حافلة إسرائيلية كانت حصيلتها إصابة عدد من اليهود بجراح طفيفة. وهناك عدد آخر من العمليات انتهى باستشهاد الفاعل دون موت يهودي واحد. وقد فشل الفلسطينيون مرارا في تقمص دور الإرهاب لأنهم بطبيعتهم قوم مسالمون أغلبهم يعمل بالزراعة ولا يريد الفلسطيني العادي سوى الأمن والطمأنينة لنفسه ولأسرته.

لا أود أن أقول بأن الفلسطيني تنقصه الشجاعة لكنني أود القول بأنه أجنح منه للسلم عن الجنوح للعدوان لأن العدوان طبيعة صهيونية تجدها في مجرم إرهابي من طراز دافيد بن جوريون أو إريل شارون ولا تجدها في وداعة الشاب الفلسطيني البسيط الذي يستشهد يائسا في سبيل قضيته دون أن تكون لديه غريزة التخطيط الشيطاني للإرهاب والعدوان. أما اليهود فإنهم عريقون في فنون الإرهاب والإجرام ، فهناك على سبيل المثال لا الحصر عملية نسف فندق الملك دافيد بالقدس عام 1947 التي كان ضحيتها 92 قتيلا ، وقتل مئات الأبرياء في قانا وقصف مدارس الأطفال وتفجير طائرات الركاب ، إلى غير ذلك من أعمال العدوان والكراهية والانحطاط الخلقي المتأصل باليهود.

لذلك فإن قصة الصنداي تايمز قد تكون صحيحة ، ومن ناحية أخرى قد تكون القصة من وحي خيال أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية تم تسريبها للتغطية على عجز أجهزتهم ولطمأنة يهود "إسرائيل" إلى أن الفلسطينيين لا يستطيعون القيام بمثل تلك العمليات في المستقبل ، وبذلك تهدأ النفوس ولا يفكر اليهود في الهجرة المضادة والعودة من حيث أتوا.
القصة أيضا بها بعض الشوائب فالقول بأن العملية زرعت الضغينة بين اليهود الروس والفلسطينيين أمر مضحك ، لأن اليهود الروس من أشد اليهود شراسة وعداوة وكرها لغير اليهود .
Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق