Facebook

رجال حول الرئيس

عمر سليمان.. مشروع رئيس بدأ في أديس أبابا

نجوم تتلألأ في عالم السياسة المصرية نجحوا ان يتجاوزوا الصعاب وان يصعدوا سلم السياسة درجة بعد درجة حتي اعتلوا صدارة المشهد ..بايديهم خيوط اللعبة كاملة يحركونها كيفما شاءوا .. وسنرصد في حلقات متواصلة ابرز الشخصيات العامة أو ما يطلق عليهم " رجال حول الرئيس " ..


الرجل الثاني.. الرجل القوي.. رئيس المستقبل، كلها ألقاب وتوصيفات أطلقت علي اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة. منذ أول ظهور له في الحياة السياسية التي دخلها، بخلاف ما كان يحدث لأسلافه ممن أشرفوا علي المخابرات العامة في الظل، ولم يعرف عن أحدهم أية معلومات إلا بعد رحيلهم أو الخروج من الخدمة.. ومنذ أن تصاعدت وتيرة المطالبات بضرورة تعيين نائب لرئيس الجمهورية، في ظل وجود معطيات تحبذ ذلك، من أهمها: النفي الواضح من الرئيس مبارك وابنه جمال مبارك لأية فرصة لتوريث الحكم، مما جعل الجميع يفكرون فيمن يصلح لهذا المنصب بعيدا عن جمال مبارك، وانحصرت الآراء بشكل تقريبي في شخص عمر سليمان. وكانت فترة مرض الرئيس والوعكة الصحية التي ألمت به منذ فترة، سببا مباشرا آخر لفتح مجال للحديث عن ضرورة تعيين نائب للرئيس لحماية مصر من مؤثرات الأحداث الطارئة. وأيضا لم كانت صورة عمر سليمان أكثر وضوحا في ترشيحات الداخل والخارج لهذا المنصب.


وقد اعتمدت معظم الترشيحات علي دلالات هامة في حياة عمر سليمان وعلاقته بالرئيس مبارك للتأكيد علي انه المرشح الأكثر حظا في خلافة مبارك أو تولي منصب نائب الرئيس.. هذه الدلالات تجمعت وأصبحت معطيات محددة الملامح منذ خرج اسم عمر سليمان وبعض أعماله من السرية الي العلن، بتوجيه من الرئيس مباشرة..


وتؤكد كل المصادر التي حاولت القاء الضوء علي شخصية عمر سليمان أن نقطة البداية الحقيقية لعلاقة مميزة مع الرئيس بدأت في عام 1995، وبالتحديد مع حادث أديس أبابا ومحاولة اختيار الرئيس، حيث أصر عمر سليمان علي اصطحاب السيارة المصفحة معه في الرحلة، رغم اعتراض رجال الخارجية وتأكيدهم علي أن هذه الخطوة يمكن أن تثير غضب الجانب الأثيوبي، إلا أنه أصر علي رأيه واصطحب السيارة المصفحة معه، وكان يجلس بجوار الرئيس في الكرسي الخلفي أثناء انهمار الرصاص عليهم من كل اتجاه، حيث أمر السائق بالعودة الي المطار، ومن ثم الي القاهرة سالمين، بفضل الله، ثم تمسكه بوجود السيارة المصفحة التي تحملت كل هذه النيران التي لا يمكن لسيارة أخري تحملها.


ملفات ساخنة


ومن هنا بدأت أهميته تزداد لدي الرئيس مبارك، خاصة أنه شارك بفاعلية في العديد من الملفات الأمنية الهامة، وأهمها ملف الجماعات المتطرفة، ومواجهة عملياتها الارهابية وتحقيق نجاح كبير في الحد منها بل توقفها تماما..

ومع تدهور الوضع في الشرق الأوسط عموما، والقضية الفلسطينية خصوصا، ومجيء الرئيس بوش الي الحكم في الولايات المتحدة، وشارون في اسرائيل، واعتماد بوش في انجاز المهام الخارجية خاصة في الشرق الأوسط علي شخصية جورج تينت رئيس المخابرات الأمريكية، وكذلك فعل شارون حيث أرسل رئيس المخابرات الاسرائيلية الي مصر أكثر من مرة، للقيام بمهمات خاصة لدي السلطات المصرية، وكذلك فعل الرئيس مبارك وانتهج نفس الأسلوب، وسحب ملف القضية الفلسطينية من الدكتور أسامة الباز مستشار الرئيس الذي كان يتولي أمره لسنوات عديدة، أو علي الأقل وقف الوساطات العلنية للباز، واعطاء فرصة أكبر للأسلوب المخابراتي الجديد، حيث رأي الرئيس أن عمر سليمان، وهو يحظي بثقته وثقة العديد من الدول العربية، انه أكثر قدرة علي التعامل مع نظرائه وعهد اليه بالملف، الذي أصبح أكثر حساسية لسخونة الأحداث وتدهور العلاقات بين الجانبين، وان المعالجة لابد أن تتم في السر قدر الامكان.


ثقة المعارضين


وبالفعل استطاع عمر سليمان أن يحقق نتائج متميزة علي جميع المستويات، وأصبح الرجل الذي تلجأ اليه كل أطراف الصراع في الأزمات والمواقف الصعبة، بل انه كسب ثقة المعارضين قبل المؤيدين، و علاقته بحماس ورجالها خير دليل علي ذلك. وقبل هذا وذاك رضا الولايات المتحدة التي رأت أن التعامل معه أفضل كثيرا من التعامل مع وزير الخارجية الاسبق عمرو موسي، بل أن سليمان أصبح أكثر المسئولين المصريين زيارة للولايات المتحدة في السنوات الأخيرة.


ويعد كل ما هو معروف الآن عن علاقات عمر سليمان بالغرب والولايات المتحدة، وحتي تنامي دوره داخل المؤسسة الحاكمة في مصر، يأتي في اطار جهود وسائل اعلام غربية ومصادر دبلوماسية ليست مصرية ولا عربية أيضا، لأن الثقافة العربية تركز مفهوم الغموض الدائم حول شخصية رجل المخابرات بصفة عامة، وأن نشر أية معلومات حوله يأتي في اطار الخطر الذي يمكن أن يصيب الأمن الوطني عموما.. لذا فإن معظم ما هو متوفر عن سليمان من معلومات أتت علي السنة رجال اعلام غربيين حصلوا عليها من دبلوماسيين غربيين أيضا.. ولتعدد مهماته، وصفاته وأهميته داخل رئاسة الجمهورية فقد أطلقت عليه وسائل الإعلام والاسرائيلية والغربية أكثر من لقب وظيفي يحمل أكثر من معني فهو: رئيس مجلس الامن القومي، ورئيس جهاز الاستخبارات المركزية المصرية.. ومدير المخابرات العامة ، ووزير في رئاسة الجمهورية..


الـ «هيرالد تريبيون» الدولية تناولت حياته بشيء من التفصيل، حيث أشارت إلي إنه من مواليد محافظة قنا عام 1936، أي بلغ من العمر 74 عاما، والتحق بالكلية الحربية وعمره 19 عاما، وأرسله الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إلي الاتحاد السوفييتي السابق لاستكمال دراسته العسكرية في أكاديمية فرونز العسكرية بموسكو فدرس العلوم السياسية في جامعتي عين شمس والقاهرة، وتدرج في الوظائف العسكرية حتي تولي أمر المخابرات الحربية أثناء حرب الخليج في عام 1991، ونوهت الصحيفة الي أنه يعد واحدا من القلائل المحيطين بالرئيس مبارك ممن يتمتعون بإحترام وتقدير كبيرين في الأوساط العربية والأجنبية وخصوصا الولايات المتحدة.


رجل قوي


وكتبت النيويورك تايمز ووصفته بأنه رئيس المخابرات القوي لمدة 19، أصابعه في كل شيء، ويتمتع بعلاقة قوية مع الرئيس، لم يصل إليها قبله أحد، ومجهول نسبيا مقارنة بالاخرين، ورغم ظهوره في وسائل الاعلام في الفترة الأخيرة، إلا أنه يظل غامضا في المجال السياسي.


وعرفته بعض وسائل الاعلام العربية والعالمية ولأول مرة من خلال حضوره مؤتمر لندن الاول للسلام الذي رعاه توني بلير في يناير 2003، وصفته الصحافة بالذكاء والدراية التامة بالشئون الدولية، إنه يمسك بالخيوط الرئيسية المحركة للسياسة الخارجية لقربه من الرئيس وإطلاعه علي المعلومات الحساسة والهامة. وقالت عنه الـ جورو زليم بوست إنه كان العقل الموجه للمحادثات خلال فعاليات المؤتمر.


أما الصحف والكتاب الاسرائيليون فكانوا أكثر من إهتم به، خاصة خلال الفترة التي سحبت فيها مصر سفيرها من تل أبيب، وإعتمدت علي تحركات سليمان المكوكية وبصفة خاصة أثناء الحوادث والازمات.


وقد هاجمته الصحافة الاسرائيلية كثيرا، لدرجة التصريح بأن وزير الاستخبارات المصري لم يعد مقبولا في القدس، ولكنهم كانوا متأكدين من أهمية دوره عموما، للدرجة التي دفعت صحيفة هاآرتس للقول بأن الاسرائيليين يتعاملون معه كنائب لرئيس مصر، وإن لم يعين في المنصب رسميا، غير أن يديعوت وعقب نفي مبارك توريث نجله تنقل عن أحد قادة الموساد أقام علاقات وثيقة وحميمة مع سليمان، إنه تحدث معه مرات عن فرصة للوقوف علي رأس الهرم. وإن سليمان لم يكتف بالنفي بل شرح لي بالتفاصيل لماذا هو غير معني ولماذا لن يكون هو الخليفة.


ماري ويفر صحفية امريكية شهيرة كتبت عنه تقول: إن أحد المسئولين الامريكيين عمل معه لسنوات قال عنه: إنه معتدل ومهذب وله خبرة طويلة، ومقبول من رجال الأعمال، لكن عددا قليلا للغاية يعرف اراءه السياسية، سنشعربالراحة في التعامل معه.


شبكة بن لادن


صحفي أمريكي أخر يدعي جوردن توماس يؤكد إنه قبل 8 أيام من هجمات 11 سبتمبر، قام عمر سليمان بأخبار رئيس محطة السي أي إيه في القاهرة، أن مصدرا موثوقا أخبره بأن شبكة أسامة بن لادن في مراحل متقدمة من تنفيذ عملية مهمة ضد أهداف امريكية.


في تقرير للأسوشيتدبرس: أكدت أن سليمان يتعامل مع أكثر من ملف حساس وأنه خلال المشاكل، ولم يقتصر دوره علي الملف الفلسطيني فقط، فهو يتولي ملف النزاع العربي الاسرائيلي والعلاقات مع الولايات المتحدة والعراق، ويعالج المشاكل في اليمن وليبيا والسودان التي تؤثر علي مصالح القاهرة، واستطاع تمهيد الطريق لزيارة الرئيس مبارك الاولي الي الخرطوم بعد 14 سنة.


ماري ويفر الصحفية الامريكية التي إهتمت بعمر سليمان وسعت لجمع المعلومات الخاصة عنه من أكثرمن مصدر حتي من داخل مصر، وصلت إلي بعض اصدقائه ممن درسوا معه في موسكو، والذي قال لها إن الرئيس عبدالناصر استدعانا وقال لنا إنني أريدكما أن تعودنا كارهين للشيوعية، وقد فعل سليمان، وتقول إنها سألت منتصر الزيات عن موقفه من الاسلاميين؟ فلم يعطها جوابا علي الفور، ثم قال: أحيانا يقف مع المتشددين.. وفي أحيان أخري يكون معتدلا، اعترض دائما علي تعذيب الاسلاميين لانه أدرك أن التعذيب يهزم نفسه في النهاية، يري السماح لعدد محدود بخوض الانتخابات كجزء من العملية ماداموا ملتزمين بقواعد اللعبة، وهناك من ربط بين ظهوره علي الساحة السياسية وظهور جمال مبارك في نفس التوقيت، مما يعني الربط تلقائيا بين الخطط المستقبلية لمستقبل الرجلين.


(قول الحق)


وتقول ماري إن عمر سليمان كان وراء نجاح النظام في تجاوز سقوط عملية سقوط بغداد دون مشاكل، وأهم ما يميزه لدي الرئيس مبارك إنه يقول الحقيقة وما يحدث علي أرض الواقع خلاف من حول الرئيس الذين يقولون ما يريد أن يسمعه فقط.


وكانت آخر ملاحظات الصحفية الامريكية ماري حول شخصية عمر سليمان إنه رغم أن اللعبة السياسية لا تجري في دمائه، إلا أنه يذكرها بالسادات، فهو طويل ونحيف، له ملامح أهل الصعيد والنوبة كما السادات، بشرته شديدة السمار وقسمات وجهه لا توحي بالهم كما معظم المصريين، شعره داكن.. شبه اصلع الان ويعوض الصلع شارب رمادي داكن.


وعموما فقد أكدت معظم التقارير الدولية أن عمر سليمان أبرز الشخصيات المؤثرة في النظام السياسي المصري وإنه يتمتع بثقة عالية من الرئيس مبارك وأنه شخصية كتومة ولديه قدرة فائقة علي التخطيط الاستراتيجي وأن هذه القدرة تجعله من أفضل الشخصيات السياسية المؤهلة لشغل منصب نائب الرئيس او الرئيس المنتظر في الانتخابات الرئاسية المقرر اجرائها العام المقبل.


كما ذهبت بعض التقارير الامريكية الي أنه ينحاز الي مفاهيم الاستقرار والأمن في الشرق الاوسط وإنه يؤيد العمل الوطني المصري في الإطار الاقليمي والدولي الذي يعظم من الدور المصري مستندا إلي الفلسفة العالمية وأن قدرته علي التفاوض السياسي وتحقيق نتائج مؤثرة ومهمة دفعت الرئيس مبارك الي أن يحيل إليه أعقد الملفات.


أول ظهور


أما الشعب المصري فظل يجهل كل شيء عن الرجل اللهم إلا اسمه، حتي القي في أول ظهور تليفزيوني رسمي كلمة أمام إجتماع حوار الفصائل الفلسطينية بالقاهرة، في أول مناسبة يسمع فيها كثير من المصريين صوت الرجل الذي تردد اسمه كثيرا خلال الاعوام الماضية بصفته وسيطا بين الفلسطينيين واسرائيل او بين الفصائل الفلسطينية بعضها البعض.


وقد عبر عدد من المراقبين عن ظهوره العلني بأنه أمر مقصود لتقديمه بصورة رجل دولة، وأن ظهوره بهذا الشكل أمر ملفت وانه ربما يكون إشارة إلي دور جديد وأعداده ليكون نابا لرئيس الجمهورية وقتئذ وقيل أيضا إنه ظهر بشكل إيجابي كرجل يؤدي عمله ويساعد في الحفاظ علي الأمن القومي.


في النهاية يبقي أن نعرف كيف سيكون وضعه في الانتخابات الرئاسية المقبلة اذا ما قرر الرئيس مبارك عدم ترشيح نفسه خاصة وان عمر سليمان يحظي بقبول ودعم مؤسسات سيادية من العيار الثقيل فهل يعتلي سليمان صدارة المشهد السياسي المصري ام يظل في موقعه الرجل اللغز في السياسة المصرية الايام القليلة القادمة تحمل حلا لكثير من الالغاز التي تدور في عقول المصريين قبل غيرهم

Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق