سفينة حربية إسرائيلية في ميناء اشدود
اعترضت البحرية الاسرائيلية بدون عنف قبالة سواحل غزة صباح امس، سفينة المساعدة ريتشل كوري التي استأجرتها منظمة ايرلندية، حسبما ذكرت لجنة استقبال السفينة في غزة لوكالة فرانس برس.
وقال امجد الشوا المسؤول في لجنة استقبال السفينة ومنسق شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية لوكالة فرانس برس ان «عدة زوارق بحرية اسرائيلية اعترضت هذه السفينة على بعد نحو 30 الى 35 ميلا (بحريا) من شواطئ بحر غزة».
واضاف «لا معلومات لدينا عن استخدام العنف او اطلاق النار».
وتابع «اقتادوا السفينة ربما الى ميناء اشدود او مكان آخر»، موضحا انه اجرى اتصالا هاتفيا مع السفينة قبل انقطاع الاتصالات.
وقالت مصادر في اللجنة نفسها ان ثلاثة زوارق من البحرية الاسرائيلية على الاقل حاصرت السفينة وفقا لمعلومات من المتضامنين على متن السفينة قبل انقطاع الاتصالات معهم.
واكد الشوا ان «الاتصال قطع تماما مع المتضامنين على متن السفينة وسنحاول معاودة الاتصال بهم».
وقالت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان ثلاثة زوارق تابعة للبحرية الاسرائيلية تواكب سفينة الشحن في منطقة تبعد بين ثلاثين و35 ميلا عن الساحل المتوسطي لمصر.
واضافت انها نجحت في الاتصال بمسؤول السفينة الذي اكد «نواصل طريقنا». وقالت الاذاعة ان الاتصالات مع السفينة قطعت.
وردا على سؤال لفرانس برس، اكتفى الجيش الاسرائيلي بالقول انه لم يتم «الصعود» الى السفينة.
واضاف «عندما نجري اتصالا مع السفينة سنعلن ذلك».
وفي دبلن، صرح ناطق باسم وزارة الخارجية الايرلندية ان سفنا اسرائيلية اعترضت السفينة ريتشل كوري.
وقال هذا المصدر «نحن على اتصال مستمر مع السلطات الاسرائيلية ولم نتلق اي معلومات منها تفيد انهم (القوات الاسرائيلية) صعدوا على متنها».
واضاف «حسبما فهمنا القوات الاسرائيلية تتمركز قرب ريتشل كوري لكنها لم تصعد على متنها».
واوضح ناطق باسم المنظمة الايرلندية حملة التضامن ايرلندا فلسطين، لفرانس برس انه تمكن من الاتصال بالاشخاص الموجودين على متن السفينة عن طريق هاتف بالاقمار الاصطناعية.
وتابع لفرانس برس ان «سفنا اسرائيلية كانت تلاحقهم ورادارات مشوشة لكن هواتف الاقمار الاصطناعية كانت تعمل».
فيما قالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان القوات الاسرائيلية سيطرت على السفينة الايرلندية امس واعتلت متن السفينة بالقرب من شاطئ غزة.
وتابعت «اعتلت (القوات) السفينة ولم تكن هناك مقاومة من الطاقم والركاب».
تجاهل
وكان الجيش الاسرائيلي قد قال ان سفينة المساعدات، تجاهلت دعوات للتوجه الى ميناء اشدود الاسرائيلي وهي تتجه الى قطاع غزة.
وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي في القدس لوكالة فرانس برس «ابلغنا عدة مرات المسؤولين عن السفينة انه يتعين عليهم التوجه الى ميناء اشدود وان قطاع غزة محاصر لكنهم تجاهلوا دعواتنا وواصلوا طريقهم باتجاه غزة».
وكانت لجنة الاستقبال الفلسطينية التي تنتظر السفينة في غزة قالت في وقت سابق انه تم اعتراض السفينة بدون عنف على بعد نحو 35 ميلا (65 كلم) قبالة غزة.
وتقل السفينة 15 شخصا من الجنسيتين الايرلندية والاندونيسية اضافة الى الف طن من المساعدة، بحسب المنظمين.
وكان يفترض ان تكون سفينة ريتشل كوري ضمن اسطول الحرية الذي هاجمته البحرية الاسرائيلية الاثنين الماضي في المياه الدولية ما خلف تسعة قتلى.
اتفاق
من جانبه قال وزير الخارجية الايرلندي مايكل مارتن في وقت سابق ان السفينة «ريتشل كوري» تواصل سيرها نحو قطاع غزة بعد ان رفض الاشخاص الـ15 الموجودون على متنها عرضا يقضي بالعدول عن محاولتهم كسر الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة وافراغ حمولة السفينة في ميناء اشدود الاسرائيلي على ان يتم نقل هذه المساعدات من هناك الى القطاع برا.
وقال الوزير الايرلندي ان بلاده «اشارت بوضوح الى انها تعتقد انه يجب ان يسمح لريتشل كوري بالوصول الى غزة وافراغ حمولتها الانسانية هناك».
ومن المتوقع ان تصل السفينة الى قبالة سواحل القطاع صباح السبت.
واضاف مارتن «في الوقت الذي تواصل فيه ريتشل كوري الاقتراب من غزة، فان الهم الاول للحكومة هو امن المواطنين الايرلنديين وباقي الاشخاص الموجودين على متن السفينة»، مشددا في الوقت عينه على وجوب ان تصل المساعدات الانسانية بشكل عاجل الى سكان القطاع المحاصر.
واشار الوزير الايرلندي الى انه «تم التوصل الى تفاهم مع الحكومة الاسرائيلية الجمعة يقضي بان تقترب ريتشل كوري من منطقة الحصار الاسرائيلية قبل ان توافق على تغيير وجهتها الى ميناء اشدود الاسرائيلي».
واضاف ان الاقتراح قضى بان يتم افراغ حمولة السفينة في المرفأ الاسرائيلي وتفتيشها باشراف الامم المتحدة ومسؤولين ايرلنديين ومن ثم نقلها الى قطاع غزة برا على ان يرافق الحمولة شخصان من بين الـ15 الموجودين على متن السفينة.
ولكن مارتن اشار الى ان الاشخاص الموجودين على متن السفينة اعلنوا بعد ظهر الجمعة «رفضهم» لهذا الاقتراح.
وقال «احترم بالكامل حقهم في انجاز مهمتهم ومواصلة تحركهم الاحتجاجي عبر السعي للوصول الى غزة. في حال عمدت الحكومة الاسرائيلية، كما سبق لها وان اعلنت، الى اعتراض ريتشل كوري فان الحكومة (الايرلندية) تطالبها بضبط النفس».
واضاف ان «الاشخاص الموجودين على متن السفينة قالوا بوضوح ان نواياهم سلمية واشاروا الى انهم لن يقاوموا القوات الاسرائيلية» في حال اعترضت سفينتهم.
وتابع محذرا «بناء على هذه الضمانات لا يمكن ان يكون هناك اي مبرر لاستخدام القوة ضد اي كان على متن ريتشل كوري».
عدم رضا عن الحصار
من جهتها دعت الولايات المتحدة السفينة الأيرلندية «ريتشل كوري» المتجهة الى قطاع غزة الى تغيير وجهتها الى ميناء اشدود الاسرائيلي لتجنب المواجهة مع البحرية الاسرائيلية.
وشدد مايك هامر، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الامريكي، في بيان ان البيت الأبيض لا يشعر بالرضا ازاء الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وقال ان «الترتيبات الحالية لا يمكن تحملها، ويجب تغييرها».
الا أنه أردف أنه ينبغي على « ريتشل كوري» الالتزام بطلب اسرائيل بأن ترسو في ميناء اشدود حيث تفرغ السفن التي تحمل المساعدات الانسانية الى قطاع غزة حمولتها بشكل روتيني.
وأكد البيان ان تقديم المساعدة لشعب غزة لايزال يمثل أولوية للولايات المتحدة، وشدد على أنه من أجل الحفاظ على سلامة جميع المشاركين والنقل الآمن للمساعدات الى غزة، «نشجع بقوة الأشخاص على متن ريتشل كوري والسفن الأخرى على الابحار الى اشدود لتوصيل المواد الخاصة بهم الى غزة».
وأضاف البيان «نعمل بشكل عاجل مع اسرائيل والسلطة الفلسطينية، وغيرهما من الشركاء الدوليين من أجل وضع اجراءات جديدة لتقديم المزيد من السلع والمساعدة الى غزة، مع زيادة الفرصة لشعب غزة، ومنع استيراد الأسلحة».
وشدد البيان على ان «نحن ندعو جميع الأطراف الى الانضمام الينا في تشجيع اتخاذ قرارات مسؤولة من قبل كل الأطراف لتجنب أي مواجهات لا داعي لها، وضمان سلامة جميع المشاركين».
0 التعليقات:
إرسال تعليق
أضف تعليق