الكاتب: ستيف كول " Steve Coll"
وأما في حديثه عن الكاتب واختيار هذا الموضوع قال المصدر نفسه:
على عكس العديد ممن فضلوا الكتابة عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، وانعكاساتها على السياسة الأمريكية على الصعيدين الداخلي والخارجي، وتقييم إجراءات الأمن القومي الأمريكي، وتوقع مسيرة ومستقبل الإرهاب عالمياً، كتب ستيف كول Steve Coll عن نشأة وحياة شخصية فرضت نفسها على المؤرخين وكتاب التاريخ، وهي شخصية زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن.
ويختلف هذا الكتاب عن غيره من الكتب الأخرى في أن كاتبه رجل ذو باع في العمل الصحفي، فقد حصل مرتين على جائزة بليتزر Pulitzer في المجال الصحفي، وكاتب في العديد من الصحف والمجلات الأمريكية كالواشنطن بوست The Washington Post وقد كان مدير تحريرها، ومجلة نيويوركر The New Yorker، وهو حالياً رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لمؤسسة أمريكا الجديدة The New America Foundation وهي مؤسسة غير حزبية، يقع مقرها بالعاصمة الأمريكية واشنطن Washington DC. فضلاً عن أنه يتناول السياق الاجتماعي لأسامة بن لادن بعيداً عن التركيز على الحرب الأمريكية على الإرهاب (سياسياً). وأنه يُنشر في وقت تشهد فيه الساحة الأمريكية حالة من التنافس المحتدم بين المرشحين للاستحقاق الرئاسي القادم أواخر هذا العام (نوفمبر 2008)، واحتلال قضية الحرب على الارهاب أحد أولويات الناخب الأمريكي، فضلاً عن تزايد دور زعيم تنظيم القاعدة في الآونة الأخيرة إلى أن أصبح الأب الروحي للعديد من المنظمات والجماعات الإرهابية المنضوية تحت لواء تنظيم القاعدة، أو تلك المتبنية للجانب التكتيكي والعملياتي للتنظيم.
وعن الكتاب جاء في موقع البوابة:
لم يشأ أي من عائلة بن لادن التحدث مع ستيف، كلهم رفضوا الإدلاء بتصريح واحد عن العائلة أو حتي عن تاريخها، لكنه استطاع التحدث مع كل من له صلة، صغيرة كانت أم كبيرة، بآل لادن.
ومن المعلومات التي جمعها ستيف كول، خرجت قصة عائلة بن لادن التي يبدأها المؤلف قائلا: في عام 1925 وبعد رحلة قصيرة لليمن، عاد محمد بن لادن، مؤسس العائلة، الأمي، ذو العين الواحدة، هو وأخيه الأصغر، عبدالله، إلي جدة، مسقط رأسيهما.
وفي غضون ست أعوام من عودتهما، أنشأ محمد الطموح شركة صغير حملت اسم "شركة بن لادن". وبجدية شديدة، أخذ محمد بن لادن يتقرب من بلاط آل السعود الذي سيؤسس بعد عام واحد المملكة العربية السعودية.
وما إن تم اكتشاف الثروة البترولية التي غيرت شكل الحياة في بلاد الحجاز، حتي تغيرت حياة محمد بن لادن هي الأخري، اتسع نشاط شركته الصغيرة، فأقام الطرق والفيلات والمساجد، ونال جوائز عدة منحتها المملكة له لجهوده التعميرية، وهكذا سنحت له الظروف أن يقيم واحدة من أكبر مؤسسات المملكة، مؤسسة بن لادن.
وفي عام 1967 توفي محمد بن لادن في حادث طائرة، فخلفه في إدارة شئون العائلة، أكبر ابنائه، سالم، الذي تعلم ودرس بالغرب فاستهوته موسيقي الروك وتدخين البايب.
سالم هو النموذج الذي سار وراءه بقية أبناء محمد بن لادن، خاصة في تأثره بالحياة الغربية وتمسكه في ذات الوقت بجذوره العربية، إلا أسامة، الذي صار في منتصف السبعينيات خروفا ضل عن قطيع العائلة - وفق جريدة "البديل" المصرية.
يرصد ستيف كول نشأة أسامة بن لادن والدوافع التي جعلته ينبذ مجتمعه. فعندما كان أسامة صغيرا تولي تعليمه، من خلال دروس خصوصية، مدرس سوري من جماعة الإخوان المسلمين، ساعده في حفظ القرآن، وكان يقص له حكايات من التراث، ولقد حكي له ذات مرة عن "الولد الشجاع" الذي قتل والده لأنه حال بينه وبين الله.
وعندما انضم أسامة للمجاهدين الأفغان، رأي سالم أن في إرسال التبرعات لدعم أسامة ومن معه هناك بمثابة صيد عصفورين بحجر واحد، أولهما لم شمل العائلة باحتوائها ودعمها لابنها الضال مما يعطي صورة جيدة عن العائلة التي أرسلت ابنها لإعلاء راية الاسلام، وثانيهما الفوز برضي الملك فهد وحلفائه الأمريكان بدعم المجاهدين الأفغان في حربهم ضد الروس.
ولما فتحت السعودية أرضها للقوات الأمريكية لتحرير الكويت ثار أسامة بن لادن وصب اتهاماته بالخيانة والعمالة علي الملك فهد، الأمر الذي هدد علاقة آل لادن بالقصر الملكي.
وفي عام 1991 سافر أسامة للسودان وفشلت مساعي آل لادن في إقناعه بالعدول عن موقفه والعودة ثانية للسعودية، مما جعلهم في النهاية يصرحون بموقفهم الرافض له وتبرئهم منه ومن أفعاله علانية ورسميا في أرجاء المملكة.
يكتب ستيف كول: "بينما أسامة كان يسعي في عام 1996 حثيثا للعنف، كانت العائلة تتحرك لتوطيد علاقتها بأمريكا". وهكذا كانت أمريكا هدفا للعائلة وابنها الضال، كل منهما يسعي اليها بطريقته. وبعد هجمة 11 سبتمبر، غادر الكثير من آل لادن أمريكا في رحلات طيران خاصة، خوفا علي حياتهم، البعض منهم أقسم أنه لو قدر له العودة إلي أمريكا ثانية سيغيرون اسمهم، الذي صار لعنة في مسامع الآخرين.
الغريب أنه بعد ذلك قوي وضع آل لادن المادي وتحسنت أعمالهم. ومن أجل إعادة المياه لمجاريها مع أمريكا، كما يوضح ستيف "توجب علي آل لادن طلب الصفح من أمريكا والتبرؤ تماما من أسامة"، الأمر الذي يعتقد معه ستيف أنه سيخلف انطباعا عن آل لادن بأنهم جبناء في العالم العربي الذي مازالت تتركز فيه مصالح العائلة، مما يجعلهم واقعين بين مطرقة وسندان.
يعتقد ستيف كول مؤلف كتاب "آل لادن: قصة عائلة وثروتها" أن رحلة العودة من أمريكا إلي جدة تشبه رحلة عودة محمد بن لادن من اليمن، فمثلما استفاد محمد من الصحوة البترولية في ثلاثينيات القرن الماضي، حصد مؤخرا آل لادن أغلبية عقود التعمير الأخيرة في المملكة، كما أن علاقتهم مع البلاط الملكي لم تتغير كثيرا. وبقى أسامة بن لادن وحده تائها في صحاري أفغانستان.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
أضف تعليق