مبارك ونجليه جمال وعلاء |
بهذه العبارات لخص نجلي الرئيس السابق، علاء وجمال محمد حسني مبارك موقفهما من الشعب والقضاء والاعلام المصريين في الخطاب الذي أرسلاه إلى رجل الأعمال العمانى البارز ومستشار السلطان قابوس سلطان عمان، عمر الزواوى .
استغاثة جمال وعلاء
حسب مقال كتبه "أرنولد بورشجراف" الذي كان مراسلا سابقا فى القاهرة – و كبير المحررين فى وكالة يونايتد انترناشيونال برس الأمريكية ومقرها واشنطن تحت عنوان "رسالة استغاثة من نجلى مبارك"، طالب " الأخوان مبارك " رجل الأعمال العماني الى استخدام مركزه المرموق لإلقاء الضوء على ما أسمياه المعاناة التى يتعرضان لها على يد السلطات المصرية.
إلا أن مصادر قضائية مصرية تشير الى أن النائب العام المصري المستشار عبدالمجيد محمود بدأ التحقيق فى كيفية تسريب خطاب الاستغاثة الذى وجهه علاء وجمال مبارك، ابنا الرئيس السابق، إلى السلطان قابوس.
خاصة أن الرسالة تضمنت ما يوصف بـ"التأثير على سير العدالة وإجراءات القضية"، واتهامات بالغة غير صحيحة.
الحديث عن دور قوى الخارجية سواء أكانت عربية أو غربية في التأثير على محاكمة " ال مبارك " لم ينقطع تقريبا منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك .
فبعد أيام من سقوط الرئيس تداولت الأوساط الإعلامية أنباء عن تدخل بعض الدول العربية مثل " السعودية، الإمارات، الأردن " من أجل الضغط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة للحيلولة دون محاكمة الرئيس مبارك وأسرته في قضايا تتعلق بقتل المتظاهرين والاستيلاء على المال العام .
إلا أن رئيس الوزراء المصري، الدكتور عصام شرف، قد نفى خلال الزيارة التي قام بها لعدد من دول الخليج بدأها بالمملكة العربية السعودية، وجود أي ضغوطات على الحكومة المصرية أو المجلس العسكري من أجل التأثير على ملف محاكمة الرئيس السابق.
محاولات يائسة
السلطان قابوس بن سعيد |
وكذلك أيضا فان من أبرز النقاط التي جاءت في الخطاب المستفز هي أن جمال وعلاء مبارك مازالا يستخدمان نفس الأساليب تجاه التيارات الإسلامية وخاصة جماعة الإخوان المسلمين.
فقد جاء في نص الخطاب " إن جماعة الإخوان المسلمين هى التى تقف وراء ذلك ، واقتنصت اللحظة مع حكومة ضعيفة تستجيب للغوغاء مع غياب لأى قيادة ووسائل إعلام حكومية وشنوا هجوما علينا واغتابوا مبارك "،مما يعني إصرارهما على استخدام نفس الفزاعة التي كان يستخدمها نظام مبارك من تخويف للعالمين العربي والغربي من التيارات الإسلامية .
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تضمن الخطاب أيضا تشكيكا في نزاهة السلطات القضائية المصرية واتهامها بالانسياق وراء الضغوط الشعبية على حساب العدالة في محاكمة " ال مبارك " .
ووفقا لما جاء في نص الخطاب " كل هم السلطات هو إدانة المسئولين السابقين لإرضاء الغوغاء والمحاكم تستجيب لذلك،أن على العالم الخارجى أن يعلم مالذى يدور فى مصر وأن مبارك وعائلته تدفع الثمن لكل هذه الغوغائية " .
استياء واستفزاز
في السياق ذاته أثار " خطاب نجلي مبارك " حالة من الاستياء الواسعة في الشارع المصري كما أثار أيضا تحفظات لدى عدد من المحللين والمراقبين الذين وصفوه " بـ " الاستفزازي " .
ومن جهته يرى منتصر الزيات، محامى الجماعات الإسلامية وعضو مجلس نقابة المحامين السابق، في حديثه لصحيفة الأهرام المصرية، أن الخطاب فيه "استعلاء" و" تشكيك " علي القضاء المصري، وهذا أمر غير مقبول .
ويشير إلي أن القضاء المصري الآن هو نفسه الذي كان النظام السابق بتشدق دائما باستقلاليته، وهم الآن يعزفون سيمفونية واحدة وهي التشكيك في القضاء.
لكن الدكتور مصطفي النجار، منسق حملة البرادعي للترشح رئيسا للجمهورية، يشكك في صحة الخطاب ويقول: لا أدري مدي صحة الرسالة لكن، أراها غير منطقية ولو صحت فهي لن تغير شيئا وإنما هي محاولات يائسة لأن الشعب المصري لن يتهاون في محاكمة النظام السابق ورموزه ولن تستطيع قوي داخلية أو خارجية أن تغير الأمر.
أما الدكتور عمار علي حسن، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط، فيوضح أن هناك عدة دلالات لهذه الرسالة الآن .
الدلالة الثانية: أن الرسالة بها خبث شديد لأنها تشكك في القضاء المصري وبالتالي تمهد لعدم حصول مصر علي الأموال المنهوبة لأن جزءا أساسيا من موافقة الرأي العام الدولي علي إعادتها هو نزاهة القضاء المصري.
الدلالة الثالثة: أن الرسالة تكشف عن كون أوضاعهما في السجن مستريحة وليس هناك رقابة كافية عليهم بدليل أنهما كتبا الرسالة وأرسلاها إلي السلطان قابوس بهذه الطريقة وهي دعوة لتشديد الرقابة عليهما حتي لا يتماديا في تجريح مصر وحتي لا يرسلا رسائل تسبب مشاكل وغضبا داخليا.
لغة استعلاء
بغض النظر عن صحة هذا الخطاب من عدمها إلا أن لغته تقترب الى حد كبير من لغة الاستعلاء التي جاء بها خطاب الرئيس السابق حسني مبارك و الذي أذيع على قناة " العربية " في أول تصريحات له بعد التنحي عن منصبه كرئيس للجمهورية.
وكذلك فإن وصف علاء وجمال مبارك للشعب المصري بـ " الغوغاء " يكرس هذه النظرة الاستعلائية من جهة، ومن جهة أخرى فهما بهذا الخطاب يشكوان الشعب المصري إلى العالم .
محيط
0 التعليقات:
إرسال تعليق
أضف تعليق