أعرف أنك ترفض، أدرك نزاهتك، وصدقك مع نفسك وزهدك فى الحياة، لم تسع فى يوم ما إلى منصب، لم تعرف الطريق إلى النفاق، لم تقل سوى كلمة الحق، حتى فى ظل الأزمات، كنت صادقا، كنت تدرك المخاطر، لكنك لم تتردد، أوفيت بالعهد، بالقسم، أنقذت الوطن، والآن اسمح لنا أن نتحدث، وأن نطالبك ولن يكون أمامك من خيار، سوى أن تستجيب لصوت الشعب، وأن ترضخ لرغباته، وأن تنقذ البلاد، كما أنقذتها فى وقت مضى، «كمَّل جميلك» ليس من أجلك، ولكن من أجل مصر!! منذ رحيل الزعيم الخالد جمال عبدالناصر، نبحث عنك، بين الحوارى والدروب، كتبنا ملامحك على حوائط جدران البيوت الفقيرة، انتظرناك، كنا ندرك أنك موجود بيننا، لم نكن نعرف أن هناك حيث كتب نجيب محفوظ ثلاثيته الشهيرة «قصر الشوق، السكرية، بين القصرين»، هنا فى الجمالية، حيث الأصالة والشهامة ونبل وشجاعة أولاد البلد، هنا حيث التاريخ والذكريات حيث الناس، الذين لا يعرفون سوى الانتماء والتضحية بلا حدود.. أدرك يا سيادة الفريق أول، أنك لست فى حاجة إلى كلمات الإطراء، ولا الإشادة، أذكرك بكلمات قلتها لى فى مارس 2012، كنت يومها أسألك: إلى متى الصمت على المتطاولين ضد الجيش والمؤامرات التى تحاك؟ يومها قلت لى: البلد تعيش فى حالة ثورية.. الأوضاع ستهدأ رويداً رويداً، لا تنسى أن هؤلاء أهلنا وهؤلاء أولادنا، إحنا اتربينا فى مناطق شعبية ونحن نعرف أهلنا جيداً، كنت حريصا على كل نقطة دم، وكنت تقول دوما إن الوفاء لهذا الشعب هو واجب على الجميع.. ربما أنت من هذا النوع الذى يفضل «الصمت» فى كثير من الأحيان، لكنك تبقى دوما الأكثر حسما فى لحظات يتوجب فيها الحسم.. ويتوجب فيها اتخاذ القرار!! تعرضت لحملات ظالمة، التزمت الصمت، رفضت التعليق، كنت تدرك أن الأيام ستكشف كل شىء، كنت هادئا رزينا، لديك ثقة كبيرة فى النفس، ترفض الانجرار، تكتم غيظك، تعرف ماذا تريد، لديك خطوط حمراء لا تستطيع تجاوزها، عنوانك الأهم فى حياتك منذ الصغر «مصر»!! ربما لهذا السبب اخترت الكلية الحربية وأصررت عليها، وربما لهذا السبب اختزنت ثورتك على مدى أكثر من عام تولى فيها الإخوان حكم مصر، للحظة لم يشك أحد فى أنها قادمة.. عندما صدر قرار تعيينك وزيرا للدفاع فى 12 أغسطس 2012، ظن البعض أنك تحالفت مع مرسى من خلف ستار، لم يدركوا أن المشير والمجلس العسكرى هو الذى رشحك، وأن الجميع كانوا يعرفون منذ شهر مايو 2012، أنك أنت وزير الدفاع القادم، لكن صمت ورفضت الحديث، أو الرد على كل ما أثير!! قالوا إنك إخوانى وسليل أسرة إخوانية، لكنهم لم يدركوا أن تدينك الصادق منذ الصغر هو أكبر من أى تنظيمات، وأن عقيدتك الوطنية ووفاءك لها يتعدى كل الحدود، لم تعلق بكلمة واحدة وتحملت لأنك دوما كنت تنظر إلى الأمام.
لم تكن معاديا لأحد، لم تكن ضد «شرعية» أحد، لكنك أخذت على نفسك عهداً بأن تحمى مصر، وأن توقف محاولات تفكيكها وتقسيمها والتفريط فى ترابها الوطنى، تركتهم يعبثون كما يشاءون ولكن ساعة الجد، كنت تقول الكلمات وتواجه بصراحة وقوة، كنت تحذر وتهدد، لم تسع إلى بطولة وهمية، لكنك كنت دوما تتدخل فى اللحظات الحاسمة، كنت وفيا مع القسم الذى أقسمته منذ تخرجك فى الكلية الحربية فى أبريل 1977.. كان حزنك عميقا، وأنت ترى من قتلوا السادات يتصدرون المشهد الاحتفالى فى 7 أكتوبر 2012. بينما تم تغييب صناع النصر، اختصر مرسى انتصار أكتوبر فى أهله وعشيرته، راح يتجول بسيارة مكشوفة وحيداً، بينما جلست أنت ضيفا مثلك مثل الآخرين، كان وجهك حزيناً، لكنك تحملت من أجل الوطن، صمت، لم تعلق، واعتبرت أن هذا أمر شكلى.. كنت تعرف من البداية أنهم فشلة وعجزة، ثم بعد قليل أدركت أنهم «خونة» وسيدفعون البلاد إلى الانقسام والفوضى، فكانت لك تحذيرات وخطوطك الحمراء التى ألزمتهم بعدم تجاوزها، أو سعيت إلى فرملتها بقراراتك وإجراءاتك التى كانوا يفاجأون بها ولم يكن أمامهم من خيار.
عندما أصدر الرئيس المعزول إعلانه الدستورى الانقلابى فى 21 نوفمبر من العام الماضى، كان تحذيرك واضحاً، لقد ذهبت إليه وقلت له: «إن هذا الإعلان سيحدث انقساماً خطيراً فى المجتمع»، وأنك تحذره من خطورة التداعيات، لكنه رفض الاستماع إلى نصيحتك، وانصاع وراء رغبة جماعته فى الاستحواذ على كل شىء، والإطاحة بكل الأعراف والقوانين.. كان تحذيرك الثانى، عندما قرر مرسى أن يبعث بأنصاره وأهله وعشيرته لحصار المحكمة الدستورية ومنع قضاتها من إصدار أحكامهم المتوقعة لمجلس الشورى والجمعية التأسيسية فى 2 ديسمبر من العام الماضى، لكنه رفض الاستماع إلى كلماتك، وقرر المضى فى طريقه.. كان يوم الرابع من ديسمبر حاسماً، عندما رفض الجيش التصدى للمتظاهرين السلميين الذين خرجوا رافضين للإعلان الدستورى فى 21 نوفمبر، والمطالبين بإسقاط حكم الجماعة، لقد تدخل الجيش بعد الأحداث التى شهدتها المنطقة المحيطة بالقصر الجمهورى فى الاتحادية وأصدرت بياناً للمرة الأولى يحذر وينذر ويؤكد أن الجيش لن يسمح بسقوط الدولة وحدوث الانقسام، يومها دعوت إلى مائدة حوار تضم الجميع، لكنهم تعمدوا أن يحبطوا الدعوة وأن يضعوا القوات المسلحة فى موقف «حرج» أمام الجميع، رغم أن مرسى هو الذى وافق، لكن الجماعة أقوى من الرئيس، وكان هو مجرد أداة.
إننى لا أريد أن أعدد مواقفك التى يعرفها الجميع، من حماية سيناء وإصدار قانون منع تملك الأراضى على الحدود إلى حماية مدن القناة ووضع الشروط المقيدة لاستباحة الأمن القومى فى قناة السويس وصولاً إلى حماية مؤسسات الدولة وحماية الشعب فى ثورته والانتصار لإرادته.. هناك حقائق ربما لم يحن الوقت لكشفها، لكنها تحمل جميعها عنوانا واحدا ووحيدا يقول إن الفريق السيسى راهن بكل شىء، حياته ومستقبله، ولكن فقط من أجل حماية هذا الوطن وتحريره من براثن أعدائه الذين كادوا يدفعون به إلى النهاية.
بعد الانتصار والانحياز إلى إرادة الشعب ورفض الضغوط الأمريكية وهزيمة مشروع الشرق الأوسط الجديد، قرر السيسى أن يسلم السلطة إلى رئيس المحكمة الدستورية العليا الذى شكل حكومة انتقالية مهمتها إدارة هذه الفترة وإنجاز خارطة الطريق نحو المستقبل. أعرف أنك لم تسع إلى سلطة، وكنت صادقا فى كل كلمة قلتها وتعهدت بها، لم تتدخل فى أى من شئون الحكم، تركتهم يديرون البلد وفق ما يرون، انسحبت من المشهد السياسى بعد أن أديت دورك على الوجه الأكمل.. تعرف تماما يا سيادة الفريق أول أن المصريين شعب لديه إرادة لا تلين، ووعى بلا حدود، وإحساس بالمسئولية يضع مصلحة مصر فوق كل اعتبار، لذلك يدرك الناس أن «فقه الأولويات» يجب أن يكون هو عنوان هذه المرحلة، التزموا الصمت، تراجعت مطالبهم الحياتية والفئوية، لحساب المطلب الأكبر وهو حماية الوطن من أعدائه الذين لا يزالون يتربصون به. والمصريون شعب يعرف أقدار الناس جيداً، يدرك أن قرار عزل مرسى وجماعته وتحدى أوباما وعملائه، لا يأخذه سوى الرجال، وهكذا وجد المصريون فى السيسى نموذجا للحاكم الذى يبحث عنه، المخلص الوطنى، الجسور، المؤمن، الشجاع، الذى يؤمن جانبه. وهكذا اجتمعت إرادة المصريين، توحدت آمالهم، نحو هذا الرجل الذى يستطيع أن ينقذ البلاد من خطر لا يزال قائما، ومن مؤامرة حيكت خيوطها فى الخارج ويجرى تنفيذها على يد «خونة» الداخل. فى كل بيت وفى كل حارة وقرية وكفر ونجع ومدينة تجد اسم السيسى متصدراً المشهد، إنه الرجل الزاهد الذى يحب هذا الوطن بكل ما يملك من مشاعر، إنه الرجل الذى حمل روحه على كفه وقرر التصدى، ونجح ببسالته المعهودة فى إنقاذ البلاد من حرب أهلية، وحمى الوطن ورموزه من خطر كان يحيق بالجميع. هل يعرف الناس أن السيسى أحبط مخططا أعده الرئيس المعزول وجماعته منذ 25 يونيو للقبض على القادة السياسيين والعسكريين ورموز الإعلام المصرى، وأنه بفضل الجيش تم إحباط هذا المخطط، بعد أن قرر السيسى إنزال القوات إلى الشارع فى تحدٍ صارخ للرئيس ودون التشاور معه.. إن الخطة التى وضعها الإخوان كانت قد تضمنت اعتقال قادة الجيش وفى مقدمتهم الفريق أول السيسى واعتقال وزير الداخلية ورئيس جهاز الأمن الوطنى ومدير المخابرات العامة ورئيس جهاز الأمن القومى وقادة جبهة الإنقاذ وشباب تمرد وأكثر من 36 إعلاميا وصحفيا معارضاً، وكان الحرس الجمهورى هو المكلف بتنفيذ هذه الخطة. وعندما أبلغ اللواء محمد زكى قائد الحرس الجمهورى الفريق أول السيسى بهذا المخطط، طالبه بتوخى الحذر ومتابعة الرئيس واتصالاته لحماية البلاد فى هذه الفترة التاريخية الهامة.
وعندما قرر مرسى بعد فشل مخططه مع قائد الحرس ومن قبل مع المخابرات العامة والأمن الوطنى.. تكليف ميليشيات الإخوان بارتداء ملابس عسكرية وملابس شرطة لتنفيذ المخطط، كان السيسى يحذر الجميع وأرسل منذ هذا اليوم دباباته إلى مبنى المخابرات العامة لحمايته من محاولات اقتحامه من قبل جماعة الإخوان وحلفائها.. لقد حذر السيسى فى هذا الوقت الرئيس المعزول بالتوقف عن تنفيذ هذا المخطط، وهدد بمواجهة أية مجموعات ترتدى ملابس عسكرية لتنفيذ خطة القبض على المعارضين، مما دعا الرئيس إلى التراجع عن هذه الخطة، وبذلك كان لهذا القرار عامله الكبير فى نجاح الثورة التى انطلقت فى الثلاثين من يونيو وسط حماية من الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية المختلفة لقد تحقق الانتصار بأقل قدر من الخسائر، لكن المؤامرة لم تنته.. إن أمامك يا سيادة القائد العام ثلاثة خيارات لا رابع لها.. الأول: أن تمضى إلى منزلك وتقدم استقالتك وأن تحذو حذو سوار الذهب، وفى هذه الحالة ستكون قد تخليت عن رسالتك وتركت جيشك ووطنك فى فترة تاريخية هامة وحاسمة، وهو خيار مرفوض مرفوض مرفوض.. لن يقبل به الشعب ولن تقبل به أنت بالقطع، لكنك أبدا لم تتعود الهروب من المعارك. الثانى: أن تظل قائدا عاما للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع وأن تستمر فى منصبك وأن تحمى الانتخابات القادمة البرلمانية والرئاسية، وأن يجرى انتخاب رئيس جديد لمدة 4 سنوات. وفى هذه الحالة دعنى أصارحك يا سيادة الفريق أول، أنت تعرف مقدار شعبيتك وحب الناس لك وخروج 40 مليوناً، وهو ما لم يحدث من قبل.. لتفويضك على بياض، وفى هذه الحالة أيا كان الرئيس القادم فسيجد نفسه بين نارين.. إما أن يصمت أمام هذا الوضع حيث يوجد قائد آخر يتمتع بشعبية كاسحة فى البلاد وله من النفوذ والقوة ما يجعل القول بأن البلد يدار «برأسين ورئيسين» صحيحا، وفى صمته انتقاص منه ومن وضعيته.
وإما أن يلجأ الرئيس الجديد إلى محاولة حسم الأمر وإبعادك من منصبك، وفى هذا الحال قد يقود البلاد إلى أزمة خطيرة قد تؤدى بمصر إلى طريق الفوضى والانقسام الذى سيدفع الجميع ثمنه وبهذا يكون هدف القوى الأجنبية قد تحقق.. يا سيادة القائد العام.. ماذا إذا جاء رئيس لا يرغب فى وجودك كوزير للدفاع؟ لا أظن أن انقلابا سيحدث فى هذا الوقت، ولا أظن أنك ستسعى إلى رفض تنفيذ القرار، غير أن المشكلة ليست فيك أنت، المشكلة ستكون داخل الجيش وفى أوساط الشعب، لن يسمح أحد أبداً بعزلك مهما كان الرئيس ومهما كانت صلاحياته، سيفتح الباب واسعاً فى هذا الوقت أمام تطورات خطيرة قد تهدد الكيان الوطنى وتهدد أيضاً بحدوث انقسام كبير داخل الجيش، الذى سيرفض عزلك، فتتولد بذلك أزمة كبرى قد تهدد بتدخلات خارجية تدفع من جرائها الثمن غاليا.. قد يقول البعض إن مادة فى الدستور الذى يجرى نقاشه قد تعطى للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الحق فى عدم عزل وزير الدفاع إلا بموافقته، ولكن ماذا إذا طلب الرئيس ورفض المجلس الأعلى بأكمله أو بعضه، هنا ستحدث الأزمة الكبرى، وقد يلجأ الرئيس إلى تعطيل العمل بالدستور لينفذ قراره، ونكون بذلك قد دخلنا أزمة لا أحد يعرف مداها، وسوف تجد فى هذا الوقت حالة من الانقسام الشديد أنت لن تقبل بها، وستقرر على الفور تقديم استقالتك وساعتها ستمضى البلاد نحو طريق لا نهاية له من المشكلات والأزمات.
أما الخيار الثالث: خيار الشعب، فهو أن تكلف من الشعب بالترشح لانتخابات الرئاسة لعدة أسباب:
1ـ إن الشعب المصرى لا يثق فى أحد فى الفترة الراهنة قدر ثقته فيك، فأنت أنقذت البلاد من خطر المؤامرة الإخوانية وحميت الشعب من حرب أهلية كانت قادمة بلا جدال، وأنت تمتلك من المواصفات الفكرية والإنسانية والإدارية ما يجعلك حلما لكل المصريين وقائدا سيحقق لمصر ما عجز الكثيرون عن تحقيقه، وستقدم لها نموذجا فى الحكم والديمقراطية والنهوض سوف يجعلها بالفعل «أد الدنيا» كما قلت.
2ـ إن الوطن يحتاج فى هذا الوقت إلى حاكم يجمع ولا يفرق.. منزه عن الهوى، زاهد فى الحياة، يعشق مصر، يرفض التبعية، يتحلى بالقيم الدينية والخلقية، لديه خبرة ورؤية وثوابت وعقيدة وطنية.
3ـ السيسى هو القائد الذى يمكن أن يحسم المعركة الانتخابية من أول جولة انتخابية، ليحمى البلاد من مخاطر شتى، ويضمن وحدتها فى هذه الفترة التاريخية المهمة ويؤهلها للاستقرار والتنمية وصولاً إلى النهوض الديمقراطى والاقتصادى فى البلاد.
4ـ هناك خيار مطروح بأن يكون هناك نص أو تفويض يمنح السيسى قيادة البلاد لحين إتمام المرحلة الانتقالية التى يمكن خلالها تحقيق مهام الأمن والاستقرار وفقاً لما طرحه الأستاذ والكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، وهو أمر يستحق المناقشة والشعب هو صاحب الخيار الأصيل فيه وليس أحداً آخر من الداخل أو الخارج.
5ـ إن اختيار السيسى رئيسا للبلاد يقضى على الازدواجية التى يمكن أن تنشأ حال اختيار رئيس غيره مع استمراره فى منصب وزير الدفاع والقائد العام.
6ـ إن السيسى يتمتع بشعبية خرجت عن حدود الدولة المصرية إلى الشارع العربى، كما أن هناك أطرافا عربية وإقليمية عديدة ترى فيه قيادة مؤهلة لقيادة مصر والعالم العربى لمواجهة تحديات مخطط الشرق الأوسط الجديد الذى يستهدف تفتيت الأمة وتمزيقها، وهو أمر من شأنه أن يساعد مصر فى اجتياز الصعوبات التى تعانيها فى الوقت الراهن.
إن خروج فئات الشعب المصرى يوم السادس من أكتوبر القادم للاحتفال مع قواتنا المسلحة ودعمها وتوجيه الشكر إليها ومطالبة الفريق أول السيسى بالاستجابة لرغبة وإرادة الشعب يجب أن يؤخذ مأخذ الجد، لأن الفريق أول السيسى أيا كان موقفه وعزوفه وزهده، ففى النهاية يجب أن ينصاع لإرادة الشعب المصرى.. إن عليك يا سيادة الفريق أول، أن تعرف أن الرأى العام المصرى هو الأكثر إحساساً بواقعه وبالظروف والتحديات التى تواجهه، ولن يكون أمامك من مناص سوى الاستجابة لرغبته.. سيقول لك البعض: حذار، لأن أمريكا ستعترض أو أن غيرهم سيعلنون الحرب والمواجهة، وكل هذا مجرد أوهام، فأمريكا وكما أبلغك وزير الدفاع «هيجل» مؤخرا لن يكون أمامها من خيار سوى التعامل مع أى رئيس يرتضيه الشعب المصرى، كما أن «خونة» الداخل لن يرضوا عنك، حتى ولو تركت الساحة وذهبت إلى بيتك.. دعك من أصحاب المصالح، دعك من أدوات الغرب والأمريكان على أرض مصر، دعك من بعض هؤلاء الذين لديهم حقد شديد على جيش مصر ولعبوا فى الشارع والصحافة والإعلام أدواراً مشبوهة طيلة الفترة الماضية.. أرجوك أن تستمع إلى صوت الناس، إلى الخائفين على مصر حاضرها ومستقبلها، استمع إلى هؤلاء الذين يبحثون عن الأمن والاستقرار، وقد وجدوا فيك قائدا مخلصا تستطيع أن تنقذ بلادهم من الأخطار المحدقة بها.. يا سيادة الفريق أول.. ليس أمامنا من خيار، وليس أمامك من خيار سوى الاستجابة لإرادة الشعب. نعرف أن ذلك يشكل بالنسبة لك عبئا ثقيلاً، وندرك أن هذا ليس هدفك أو طموحك، ولكن لا تنسى أنك جندى فى كتيبة الوطن، وأنت القائل قبل ذلك: «الشعب يأمر ونحن ننفذ»!! أدرك أنك لن تخذلنا، حلمك بدأ فى كل بيت وكل شارع، الناس تحلم بيوم الإنقاذ الكبير، أنت الأكثر إخلاصاً والأكثر وفاء والأكثر عشقاً لهذا الوطن، نحن نثق فيك، قائدا وزعيما ورئيساً، فلا ترد دعوتنا، ولا تتركنا ونحن فى حاجة إليك، لا تدع مصر تسقط من بين أيدينا، لقد حققت لها الانتصار، فامض فى طريقك ونحن معك، سنحميك بأرواحنا وسنبنى معك وطن الحرية والكبرياء، وطن الغلابة والأغنياء، وطنا للجميع، لا يفرق ولا يميز بين أبنائه، أنت وحدك المؤهل فى هذه الفترة الصعبة والعصيبة، استخر الله، وثق أن الله معك، «يالَّا يا سيسى كمّل جميلك».
0 التعليقات:
إرسال تعليق
أضف تعليق