يروي السفير العراقي محمد المشاط في كتابه "كنت سفيراً للعراق في واشنطن... حكايتي مع صدام في غزو الكويت" تفاصيل غزو صدام حسين للكويت في عام 1990، عندما كان الكاتب سفيرا للعراق في واشنطن.
قدم للكتاب الدكتور سيار الجميل وهو يرى أن المؤلف يروي سيرة الأحداث الدراماتيكية لفترة خصبة بالأسرار السياسية، والمواقف الدبلوماسية.
تتركز هذه المذكرات على فترة عمل المؤلف في واشنطن. لقد تم نقل الدكتور المشاط كسفير من لندن إلى العاصمة الأمريكية في أواسط شهر أغسطس 1989، في فترة بدء تحسن العلاقات بين أمريكا والعراق.
وكما يقول الكاتب، أنه يقتضي العرف المتبع في حالة نقل سفير من عاصمة إلى عاصمة دولة أخرى أن يعود السفير إلى بغداد لتلقي التعليمات من وزير الخارجية والمسئولين الآخرين عن طبيعة مهامه في المكان الجديد.
ولما عاد إلى بغداد والتقى طارق عزيز، وزير الخارجية آنذاك، ونزار حمدون، وكيل الوزير، فوجئ بتعليمات لم يكن يتوقعها فيما يتعلق بسياسة الدولة والحزب.
وهنا يصاب الكاتب بخيبة أمل عندما أبلغ بعدم أنتقاد إسرائيل وإن العراق يقبل ما تقبله منظمة التحرير فيضيف قائلاً: "لقد أدهشني هذا القول من وزير الخارجية وعضو القيادة القطرية، إذ أن أساس التحاقي بحزب البعث كان إعجابي بأحد المبادئ الأساسية في أدبيات الحزب. وهي اعتبار القضية الفلسطينية هي العمود الفقري وأساس القضية العربية. ولكنني نجحت في إخفاء دهشتي، حيث سألته عن بعض الأمور الروتينية المتعلقة بواشنطن.
ومن ثم التقى بوكيل الوزير، نزار حمدون، الذي كان قد عمل سفيراً في واشنطن لعدة سنوات، فيقول المؤلف وفق ما كتب أنور الياسين بصحيفة "البيان" الإماراتية: "وكان اللقاء طويلاً حيث شرح لي الوضع في أمريكا وقدم عرضاً مسهباً عن الشخصيات المهمة في واشنطن. وعن العلاقات التي كونها معهم، وطلب مني الاستمرار في الاتصال بهم وتعميق العلاقة معهم، وقدم لي أسماء هذه الشخصيات، سواء في حقل الإعلام أو في الكونجرس، وقد قمت بتدوين الملاحظات عن هذه الشخصيات خاصة المتعلقة بأعضاء الكونجرس".
وعندما استلم المؤلف مهام عمله كسفير في واشنطن، بدأت حملة ضد الحكومة العراقية وتجاوزاتها الفظة على حقوق الإنسان، وحملات إبادة الجنس، الأنفال وحلبجة وغيرهما، وكان على السفير بحكم عمله، أن يدافع عن سمعة الحكومة التي يمثلها، لذا وجد نفسه في موقف حرج، لأنه كان عليه أن يدافع عن سياسة لا يؤمن بها.
فمن الواضح أنه كان يعرف في قرارة نفسه أنه يدافع عن قضية باطلة تتنافى مع ضميره، فيقول بهذا الصدد: "ولكن يجب أن أقولها صراحة إن موقفي الدفاعي كان كثيراً ما يحز في قلبي، إذ كان لا بد من تكذيب ما هو واقع فعلاً في العراق، أي إنني لم أكن مؤمناً بصدق ما أتحدث به.
وكنت أقاسي من هذا الأمر، ولكن لم تكن لدي أية حيلة سوى السكوت أو محاولة تفسير ما لا أؤمن به، خاصة فيما يتعلق باستعمال العراق الأسلحة الكيمياوية ضد الأكراد، وخروقات حقوق الإنسان المستمرة.
وبالطبع فإني لم أكن مرتاحاً أبداً في الاستمرار في استعمال ما تورده لي وزارة الخارجية من توجيهات كمادة دفاعية في مواجهة الحملات الإعلامية".
وبعد قيام صدام بجريمة غزو الكويت في 2 أغسطس 1990حيث أدخل العراق في أحلك فترة. ومعظم المذكرات تخص الأحداث التي وقعت بعد ذلك اليوم الأسود، وهي يوميات التيهئة للحرب التدميرية للعراق، ومساعي السفير لدرأ هذه المخاطر، ونشاطاته في واشنطن في هذا الخصوص، والنتائج التي توصل إليها، ومفادها أن الغرض من هذه الحرب هو تدمير العراق وإعادته إلى مرحلة ما قبل الثورة الصناعية، وليس تحرير الكويت فقط.
قدم للكتاب الدكتور سيار الجميل وهو يرى أن المؤلف يروي سيرة الأحداث الدراماتيكية لفترة خصبة بالأسرار السياسية، والمواقف الدبلوماسية.
تتركز هذه المذكرات على فترة عمل المؤلف في واشنطن. لقد تم نقل الدكتور المشاط كسفير من لندن إلى العاصمة الأمريكية في أواسط شهر أغسطس 1989، في فترة بدء تحسن العلاقات بين أمريكا والعراق.
وكما يقول الكاتب، أنه يقتضي العرف المتبع في حالة نقل سفير من عاصمة إلى عاصمة دولة أخرى أن يعود السفير إلى بغداد لتلقي التعليمات من وزير الخارجية والمسئولين الآخرين عن طبيعة مهامه في المكان الجديد.
ولما عاد إلى بغداد والتقى طارق عزيز، وزير الخارجية آنذاك، ونزار حمدون، وكيل الوزير، فوجئ بتعليمات لم يكن يتوقعها فيما يتعلق بسياسة الدولة والحزب.
وهنا يصاب الكاتب بخيبة أمل عندما أبلغ بعدم أنتقاد إسرائيل وإن العراق يقبل ما تقبله منظمة التحرير فيضيف قائلاً: "لقد أدهشني هذا القول من وزير الخارجية وعضو القيادة القطرية، إذ أن أساس التحاقي بحزب البعث كان إعجابي بأحد المبادئ الأساسية في أدبيات الحزب. وهي اعتبار القضية الفلسطينية هي العمود الفقري وأساس القضية العربية. ولكنني نجحت في إخفاء دهشتي، حيث سألته عن بعض الأمور الروتينية المتعلقة بواشنطن.
ومن ثم التقى بوكيل الوزير، نزار حمدون، الذي كان قد عمل سفيراً في واشنطن لعدة سنوات، فيقول المؤلف وفق ما كتب أنور الياسين بصحيفة "البيان" الإماراتية: "وكان اللقاء طويلاً حيث شرح لي الوضع في أمريكا وقدم عرضاً مسهباً عن الشخصيات المهمة في واشنطن. وعن العلاقات التي كونها معهم، وطلب مني الاستمرار في الاتصال بهم وتعميق العلاقة معهم، وقدم لي أسماء هذه الشخصيات، سواء في حقل الإعلام أو في الكونجرس، وقد قمت بتدوين الملاحظات عن هذه الشخصيات خاصة المتعلقة بأعضاء الكونجرس".
وعندما استلم المؤلف مهام عمله كسفير في واشنطن، بدأت حملة ضد الحكومة العراقية وتجاوزاتها الفظة على حقوق الإنسان، وحملات إبادة الجنس، الأنفال وحلبجة وغيرهما، وكان على السفير بحكم عمله، أن يدافع عن سمعة الحكومة التي يمثلها، لذا وجد نفسه في موقف حرج، لأنه كان عليه أن يدافع عن سياسة لا يؤمن بها.
فمن الواضح أنه كان يعرف في قرارة نفسه أنه يدافع عن قضية باطلة تتنافى مع ضميره، فيقول بهذا الصدد: "ولكن يجب أن أقولها صراحة إن موقفي الدفاعي كان كثيراً ما يحز في قلبي، إذ كان لا بد من تكذيب ما هو واقع فعلاً في العراق، أي إنني لم أكن مؤمناً بصدق ما أتحدث به.
وكنت أقاسي من هذا الأمر، ولكن لم تكن لدي أية حيلة سوى السكوت أو محاولة تفسير ما لا أؤمن به، خاصة فيما يتعلق باستعمال العراق الأسلحة الكيمياوية ضد الأكراد، وخروقات حقوق الإنسان المستمرة.
وبالطبع فإني لم أكن مرتاحاً أبداً في الاستمرار في استعمال ما تورده لي وزارة الخارجية من توجيهات كمادة دفاعية في مواجهة الحملات الإعلامية".
وبعد قيام صدام بجريمة غزو الكويت في 2 أغسطس 1990حيث أدخل العراق في أحلك فترة. ومعظم المذكرات تخص الأحداث التي وقعت بعد ذلك اليوم الأسود، وهي يوميات التيهئة للحرب التدميرية للعراق، ومساعي السفير لدرأ هذه المخاطر، ونشاطاته في واشنطن في هذا الخصوص، والنتائج التي توصل إليها، ومفادها أن الغرض من هذه الحرب هو تدمير العراق وإعادته إلى مرحلة ما قبل الثورة الصناعية، وليس تحرير الكويت فقط.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
أضف تعليق