Facebook

الحرب تشتعل بين أوباما وتشيني


يبدو أن أحلام أوباما حول تغيير صورة أمريكا لن تكون بالسهولة التي كان يتوقعها ، وهذا ما ظهر واضحا في ردود الأفعال حول خططه لإغلاق معتقل جوانتانامو والتي دفعته لتوجيه خطاب للشعب الأمريكي لتبرير سياسته والرد على انتقادات الجمهوريين المتصاعدة ضده.
ففي 21 مايو / أيار ألقى أوباما خطابا حول قضية إغلاق معتقل جوانتانامو ،أكد خلاله أنه ملتزم بإغلاق معتقل جوانتانامو رغم الجدل الذي أثير حول هذه القضية وأشار إلى أنه أمر بإغلاقه بالفعل وأن إدارته ستوفر للمعتقلين هناك محاكمة عادلة ، قائلا :"لانستطيع حماية أمننا مالم نحافظ على قيمنا ، منعت أساليب التعذيب مثل تغميس الرأس في الماء لأنها منافية للقانون ، جوانتانامو أدى إلى زيادة الإرهابيين بدل القضاء عليهم".
وفيما يبدو وكأنه محاولة لطمأنة الأمريكيين وإجهاض انتقادات الجمهوريين ، قال أوباما :" نحن لن نطلق سراح أي شخص إذا شعرنا أن ذلك سيعرض أمننا للخطر ، تنظيم القاعدة يخطط لضرب أمريكا مجددا وواشنطن مستعدة للتصدي ،نحن في حالة حرب لكن علينا أن نفعل ذلك وفق القانون".
هجوم تشيني
ولم يتأخر الجمهوريون في التعقيب ، ففي رد فعلي فوري غاضب على قرار أوباما إغلاق معتقل جوانتانامو ، جدد نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني هجومه على أوباما متهما إياه بتعريض أمن أمريكا للخطر.
واستطرد قائلا :" أحداث الحادي عشر من سبتمبر دفعت بنا إلى تغيير سياستنا بشأن الأمن القومي وبالنظر إلى الأحداث التالية لـ 11 سبتمبر ، نتأكد من أن الاستراتيجية الأمريكية الشاملة نجحت في إفشال عمليات الهجوم على الولايات المتحدة من الداخل لأن العدو في حالة دفاع دائم وقد نجحنا في تفكيك شبكة العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان وإفشال البرنامج النووي الليبي ".
وكان تشيني هاجم أوباما أكثر من مرة في السابق على خلفية تلك القضية ، ففي 15 مايو / أيار حذر أوباما من أن سياسته ستجعل من العالم مكاناً أقل آمناً ، وقال في حديث لشبكة "ABC":"في المستقبل لن نحظى بذات الأمن الذي نعمنا به خلال السنوات الثمانية الماضية" ، مشيرا إلى الانعكاسات السلبية التي ستنجم عن إلغاء أوباما سياسات سلفه بوش إزاء معتقل جوانتانامو العسكري وأساليب استجواب معتقلين مشتبهين بالإرهاب.
وواصل كيل انتقاداته لسياسات الإدارة الراهنة ، قائلا : "تحركوا لإبطال تلك السياسات التي صغناها للحفاظ على أمن البلاد لقرابة ثمانية أعوام من هجمات مماثلة لهجمات 11/9 ".
وحول إمكانية إغلاق جوانتانامو ونقل المعتقلين إلى سجون عسكرية في الأراضي الأمريكية، وهو أحد الخيارات التي تدرسها إدارة أوباما، قال تشيني :"إن الحكومة ستجد صعوبة في ترويج هذا الخيار " ، منتقدا بشدة خطط أوباما لإغلاق معتقل جوانتانامو .
ودافع بشدة عن تقنيات استجواب قاسية استحدثتها إدارة بوش لاستخلاص اعترافات المشتبهين بالإرهاب، وبرنامج التصنت الإلكتروني، قائلاً إنها كانت ضرورة مطلقة للحيلولة دون وقوع هجمات إرهابية على غرار عمليات 11/9 عام 2001 .
وخلال شهر إبريل / نيسان الماضي ، أطلق نائب الرئيس الأمريكي السابق أيضا ما يشبه الحملة المناوئة لأوباما، وانتقد نبرة سياسته الخارجية التي قد تؤثر على مكانة أمريكا كأعظم قوة بالعالم كما انتقد سياسته الداخلية التي قال إنها تزيد إمكانية تعريض البلاد للخطر.
وأضاف في مقابلة مع شبكة "فوكس" الإخبارية:"أنا قلق من الطريقة التي نمثل بها في الخارج " ، وأبدى "انزعاجه" من جولات أوباما الخارجية واعتذاره عن السياسات الأمريكية السابقة، وخاطبه قائلا :" عليك الحذر للغاية.. العالم الخارجي، الأصدقاء والأعداء، على حد سواء، قد يسارعون لانتهاز وضع يعتقدون فيه بأنهم يتعاملون مع رئيس ضعيف، أو شخص قد لا يهب واقفاً للدفاع عن مصالح أمريكا بشراسة ، للولايات المتحدة دور ريادي في العالم توليناه منذ وقت طويل.. ولا أعتقد أن هناك الكثير لنعتذر عنه".
أوباما في خطر
حرب كلامية بين أوباما وتشينى
الهجوم العنيف السابق يؤكد أن أ وباما الذي رفع خلال حملته الانتخابية شعار التغيير تعهد بتبني سياسات مغايرة عن تلك التي انتهجتها إدارة سلفه جورج بوش ، لن يجد الطريق مفروشا أمامه بالورود ، فهو هنا في خيار صعب بين أخلاق أمريكا وأمنها ولعل تراجعه عن موافقته على نشر صور تعذيب المعتقلين إبان حكم بوش يؤكد الحقيقة السابقة ، وهناك أيضا الصفعة التي وجهها له أنصاره في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون ، فقد رفضمجلس الشيوخ الأمريكي في 20 مايو / أيار بأغلبية ساحقة الخطة التي كان البيت الأبيض قد قدمها بشأن تمويل ونقل المعتقلين في سجن جوانتانامو ، كما رفض منح أوباما 80 مليون دولار سعى للحصول عليها لإغلاق المعتقل إلى أن يتخذ قرارا بصدد ما سيفعله مع المعتقلين الموجودين هناك وعددهم 240.
ويشعر مشرعون ديمقراطيون بالقلق من احتمال أن يحتجز بعض المعتقلين في سجون بالولايات المتحدة أو يتم إطلاق سراحهم هناك وهذا الأمر قد يسبب حرجا بالغا لهم ويؤثر على شعبيتهم ، خاصة بعد أن هدد الجمهوريون المعارضون لخطط أوباما بوصف الديمقراطيين بالتعاون مع "الإرهاب".
أيضا فإنه في الوقت الذي يتفق فيه معظم الديمقراطيين على أنه يجب إغلاق معتقل جوانتانامو فإنهم يطالبون بخطة مفصلة قبل الموافقة على تخصيص الأموال اللازمة لإغلاقه ، وإذا لم يتم تخصيص الأموال قريبا فقد يكون من الصعب على أوباما الالتزام بالموعد النهائي الذي حدده في يناير / كانون الثاني 2010 لإغلاق السجن الذي أمر بوش بإنشائه بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على الولايات المتحدة وتندد به جماعات دولية معنية بالدفاع عن حقوق الانسان منذ فترة طويلة.
والخلاصة أن تعهد أوباما في اليوم الثاني من توليه الحكم بإغلاق المعتقل سيء السمعة في غضون عام في اطار جهوده لتحسين صورة الولايات المتحدة التي شوهت في الخارج ، لن يمر دون ثمن فادح ، بل إنه قد يعجل بنهاية مستقبله السياسي.
Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق