Facebook

عدم تخلي تركيا عن الفلسطينيين وحقوقهم، حتى ولو تخلى العالم عنهم".

إسرائيل ترفض الاعتذار لتركيا وتعتبر قطع العلاقات مسألة وقت



متظاهرون أتراك يحرقون العلم الإسرائيلي

عواصم - وكالات: أعلنت الحكومة اليمينية التي تحكم إسرائيل بزعامة المتطرف بنيامين نتنياهو، رفضها تقديم أي اعتذار لتركيا على مجزرة "أسطول الحرية" التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المتضامنين على السفينة التركية "مرمرة" فجر الاثنين الماضي واسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الناشطين غالبيتهم من الأتراك.

وتأتي هذه التصريحات على خلفية التهديدات التركية بأنه في حال لم تعتذر إسرائيل عن المس بالمواطنين الأتراك على أسطول الحرية، فإن أنقرة سوف تقطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.

ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الأحد، عن مسئول بارز في وزارة الخارجية طلب عدم ذكر اسمه، أن طلب تركيا للاعتذار الرسمي هو في المقام الأول حجة لتبرر مساعي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان لقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بشكل تام.

وبحسب الخارجية الإسرائيلية فإنها فوجئت من تصريحات السفير التركي في الولايات المتحدة، ناميق تان والتي طالب فيها إسرائيل بالاعتذار، من جهة أنه لم يتم نقل هذا المطلب عبر أي قناة دبلوماسية بين إسرائيل وتركيا.

وفي المقابل، قالت المصادر ذاتها إن السفير التركي في واشنطن، كان في السابق سفيرا لتركيا في إسرائيل، ويعتبر صديقا لإسرائيل، وتربطه علاقات حسنة مع اليهود في الولايات المتحدة، ومن هنا فإنه يجب أخذ تصريحاته بمنتهى الجدية، على اعتبار أن مصدرها تعليمات من المستويات العليا في أنقرة.

وقال المصدر نفسه "يبدو أن التدهور في العلاقات سوف سيستمر، وأن قطع العلاقات بين البلدين هو مسألة وقت".

وكان تان أكد أن التوتر الراهن في العلاقات التركية الإسرائيلية يمكن أن يزول إذا نفذت تل أبيب ثلاثة مطالب تركية.

ونقلت شبكة "إن تي في" الإخبارية التركية, عن تان قوله, أمس, إن المطالب التركية, والتي تمثل شروطا لعودة الهدوء للعلاقات مع تل أبيب, تتمثل في اعتذار إسرائيل أمام الرأي العام والاعتراف بمسؤوليتها عن مأساة اسطول الحرية, ورفع الحصار المفروض على غزة, والموافقة على إجراء تحقيق دولي مستقل.

وأضاف اننا "لا نرغب في تجميد العلاقات مع إسرائيل, لكنها إذا استمرت على موقفها فقد تضطر حكومتنا لاتخاذ مثل هذه الخطوة", مشيرا إلى أن اسرائيل دولة صديقة لتركيا ولكنها ستفقد صديقها.

وأعرب عن خيبة أمله لعدم إدانة واشنطن العدوان الاسرائيلي على قافلة المساعدات الإنسانية لغزة, لافتاً إلى أن مثل هذه الإدانة, ربما كانت ستؤدي الى تهدئة الأمور بشكل أسرع لو اتخذت الإدارة الأميركية موقفاً مخالفا وضغطت على إسرائيل وطلبت منها مزيدا من التفسيرات المتعلقة بالهجوم على سفن الحرية.

إردوجان يصعد



اردوجان

وكان اردوجان اعتبر الجمعة في مهرحان شعبي في مدينة كونيا وسط الأناضول أن "مصير القدس مرتبط بمصير اسطنيول.. وأن مصير غزة مرتبط بمصير أنقرة"، متعهداً "بعدم تخلي تركيا عن الفلسطينيين وحقوقهم، حتى ولو تخلى العالم عنهم".

وقال أردوجان في أعنف كلمات له حتى الآن "أنا أتحدث إليهم بلغتهم. الوصية السادسة تقول "لا تقتل". ألا تفهمون؟". وأضاف في خطاب تلفزيوني لأنصار "حزب العدالة والتنمية" الحاكم "سأقول مجدداً. أقول بالإنكليزية "لا تقتل". هل ما زلتم لا تفهمون؟ سأقول لكم بلغتكم. أقول بالعبرية "لا تقتل".

وكرر في حديث لقناة (ان.تي.في) التركية: "نحن جادون بشأن هذا الأمر. نعتزم خفض علاقاتنا مع إسرائيل إلى الحد الأدنى، لكن افتراض إنهاء كل العلاقات مع دولة أخرى على الفور، والقول إننا حذفنا اسمكم تماماً، فإن ذلك ليس من عادات بلدنا".

وقارن أردوجان بين الأفعال الإسرائيلية وبين ما يفعله المتشددون الأكراد في تركيا، وأعلن تأييده لحركة "حماس" الفلسطينية واصفاً إياهم بأنهم "مقاومون يقاتلون من أجل أرضهم".

وجدد إدانته للاعتداء الإسرائيلي على سفن "أسطول الحرية"، مؤكداً أن "تركيا لن تدير ظهرها للفلسطينيين حتى لو أدار العالم كله ظهره لهم".

واضاف: "إن قضية فلسطين وغزة والقدس والشعب الفلسطيني قضية مهمة بالنسبة لتركيا، وتركيا لن تدير ظهرها لهذه القضية"، مشيراً إلى أن" إسرائيل لم تكتف بقتل الأطفال الفلسطينيين في أحضان أمهاتهم، لكنها ترى في المواد الغذائية الموجهة إلى أطفال غزة خطراً يهدد أمنها ويخافون من الأبرياء العزل ويدمرون المستشفيات".

وتابع أردوجان أن "إسرائيل ترتكب جميع الجرائم اللاإنسانية والأعمال الدنيئة التي تجلب العار، وتحاول تغطية جرائمها بإيجاد مبررات كاذبة عن استهدافها للإرهاب من حركة حماس ومنظمة القاعدة وأعداء السامية"، مشيراً إلى أن "حماس فازت بالانتخابات الفلسطينية بإرادة الشعب".

وأضاف: "لا يمكنني أن أقبل وصف حماس بأنها منظمة إرهابية، وقد قلت ذلك لمسؤولي الإدارة الأمريكية، وأؤكده اليوم مرة أخرى، وأؤكد من جديد أن الإسرائيليين كاذبون ويعرفون جيداً كيف يقتلون الأطفال والنساء والعجائز والأبرياء".

وحث أردوجان إسرائيل على ضرورة أن تكون واقعية وألا تحاول خداع أحد. وقال: "إننا إذا كنا نحاول ونعمل من أجل تأسيس الاستقرار بالعالم فيجب علينا تأسيسه على أرضية الحق والعدل".

"العسكر وإردوجان"

من ناحية اخرى، توقع ديبلوماسي بريطاني في حديث لصحيفة "السياسة" الكويتية، ان تقوم المؤسسة العسكرية التركية التي تحكم من خلف الستار والتي تعتبر حليفا قويا للولايات المتحدة واسرائيل بخلق مشكلات داخلية جانبية لرئيس الوزراء رجب طيب اردوجان وحزبه الحاكم اذا استمر في تصعيده الراهن ضد تل ابيب ومحاولاته كسب الشارع العربي المعبأ ضدها.

واشار إلى ان هذه المشكلات ستبدأ بعد خفوت الازمة اذ ان المؤسسة العسكرية التي تحكم تركيا منذ عهد اتاتورك لن تتنازل عن عقيدتها في التقرب من اوروبا بل ان جنرالاتها يعتبرون انفسهم اوروبيين ويرفضون الانغماس في عالم عربي منقسم على نفسه ويفتقر الى الارادة والقرار علما بأنه هو ايضا تابع للغرب في اغلب قراراته.

وأعرب الديبلوماسي البريطاني عن قناعته بأنه على الرغم من مظاهر الغضب التي ابداها رئيس الوزراء التركي حيال إسرائيل وتحذيرها من "الا يستهتر احد بتركيا او ان يختبر صبرها لان عداوة تركيا قوية بمثل ما تكون صداقتها مفيدة" ومن ان العلاقات بين البلدين "لن تعود الى سابق عهدها ابدا"،

إلا ان تركيا الممسوكة من الولايات المتحدة وأوروبا بلجام حلف شمال الاطلسي الذي هي عضو مهم فيه و"الموعودة" بدخول جنة الاتحاد الاوروبي بشروط لايمكن تنفيذها حتى الان لن يكون باستطاعتها خسارة كل ذلك بقطعها علاقاتها الكاملة مع اسرائيل،

بدليل ان اردوجان في ذروة "هياجه الفلسطيني" وحنقه التركي لمقتل رعاياه في "سفينة الحرية" استدعى سفيره في تل ابيب الى انقرة "للتشاور" دون ان يضرب السفير الاسرائيلي لديه بـ "وردة" كما توقعت الخارجية الاسرائيلية فاستدعت عائلات ديبلوماسييها في سفارتها بالعاصمة وقنصليتها في اسطنبول ودعت رعاياها الموجودين في تركيا الى الرحيل والعودة الى بلدهم,.

وقال الديبلوماسي ان الولايات المتحدة بادرت منذ اللحظة الاولى لاقتحام اسطول الحرية الى تغطية فعلة اسرائيل غير المبررة في اي منطق دولي، فخففت من عنف بيان مجلس الامن وامتصت منه اي فعالية في المحاسبة, ثم انبرى نائب رئيسها جون بايدن ليعلن تأييده حق اسرائيل في تفتيش السفن التي تتجه الى غزة لمنع تهريب السلاح الى حركة "حماس"،

وذلك فيما كان الناطق باسم الخارجية الامريكي فيليب كراولي يعرب عن اعتقاده ان الدولة العبرية هي الاكثر اهلية للقيام بتحقيق حول حقيقة ما جرى في "اسطول الحرية" وهي قادرة على القيام بهذا التحقيق بكفاءة, ومن ثم زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس النواب بالكونغرس سايني هوبر الذي منح حكومة نتانياهو حقا شرعيا في الدفاع عن النفس.

أوغلو و باراك

في سياق متصل، نشرت جريدة "خبر تورك" التركية نص المكالمة الهاتفية التي جرت بين وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود بارك في أعقاب الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية. وفيما يلي ترجمة المكالمة كما نشرها موقع أخبار العالم التركي:

باراك: وقع هجوم عنيف على جنودنا، وجرحوا بالسيوف، وتم الاستيلاء على أسلحة جنودنا واستخدامها ضدهم.

أوغلو: ننتظر منك الاعتذار. لقد اقترفتم جريمة دولية. وعليكم أن تسمحوا بإرسال القتلى والجرحى إلى تركيا.

باراك: هل تريدون الجرحى؟

أوغلو: سنأخذهم. فإن من يقتل المدنيين لا يمكن أن يعالجهم. إن كان المدنيون هم المعتدون، فمن القتلى؟

باراك: لقد تحركنا على أساس الحصار المفروض على العدو في غزة.

أوغلو: وهل القتلى أعداء؟

باراك: توجد صواريخ كثيرة. ولقد تعرض شعبنا لهذه الاعتداءات من قبل. ونحن مختلفون مع حماس. ليست لدينا مشكلة مع عزة.

أوغلو: وهل القتلى وجهوا صواريخ تجاهكم. كيف استطعتم قتلهم. إن تركيا ليست أي دولة. تركيا لديها من القوة ما تحمي به مواطنيها.

باراك: نحن نحترم لأقصى درجة تركيا، والدور الذي تقوم به.

أوغلو: أي احترام هذا؟ وأنتم تقتلون أبنائنا في المياه الدولية. لا يمكن لأي شخص أن يمس مواطنينا. إنكم تناضلون منذ خمس سنوات من أجل جندي إسرائيلي واحد. ومواطنونا بالنسبة لنا أيضا مهمين. وعليكم التعامل معهم باحترام.

Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق