أكدت شركة "جوجل" عملاق البحث الإلكتروني أمس السبت أنها ستسلم بيانات جمعتها من شبكات لاسلكية إلى السلطات الفرنسية والألمانية والأسبانية، وخاصةً أنها تواجه دعاوى قضائية متزايدة بشأن أسلوب جمعها للبيانات.
وكشفت "جوجل" عن أنها جمعت بيانات خاصة وهى تلتقط صوراً لخدمتها، كما أنها بينت في إبريل الماضي أن السيارات التي تستخدمها والمجهزة بكاميرات كانت تجمع أيضاً بيانات لاسلكية، مؤكدة أنها لم تجمع أي معلومات شخصية من شبكات "الواي فاي" ولكن وبعد طلب ألماني بإجراء مراجعة بهذا الشأن أقرت "جوجل" في مايو الماضي أنها جمعت بعض البيانات دون قصد.
وبدأت كندا مؤخراً تحقيقاً في أنشطة "جوجل" وسط مخاوف أزاء انتهاك الخصوصية فيما يتعلق بخدمة "جوجل ستريت فيو" والتي تستخدم فيها أساطيل من السيارات المجهزة بكاميرات لالتقاط صور شاملة لخدمة الأطلس الألكتروني، طبقاً لما ورد بـ"الوكالة العربية السورية".
ورفعت دعاوى قضائية ضد "جوجل" في واشنطن وكاليفورنيا وماساتشوستس وأوريجون أقامها أفراد اتهموا الشركة بانتهاك خصوصيتهم بجمع بيانات من شبكات "واي فاي" مفتوحة.
ومن جانبه، أكد روبرت مكليلاند المدعي العام الاسترالي اليوم الأحد، أن الشرطة طلب منها التحقيق مع عملاق البحث على الإنترنت "جوجل" حول انتهاك محتمل لقوانين خصوصية الاتصالات.
ويأتي التحقيق عقب بلاغات من مواطنين بشأن أنشطة موظفي "جوجل" أثناء التقاط صور لصالح خدمة خرائط "جوجل". وهو يأتي وسط موجة من الانتقادات حول استخدام محركات البحث العملاقة لبيانات شخصية.
وصرح مكليلاند للصحفيين في ملبورن في مستهل منتدى حول أمن الإنترنت بأن القضية أحيلت إلى شرطة استراليا الاتحادية يوم الجمعة بعد بلاغات من مواطنين.
جوجل توقف خدمة "ستريت فيو"
أثارت خدمة "ستريت فيو" التي أطلقتها شركة "جوجل" عملاق التكنولوجيا الأمريكية العديد من الاحتجاجات، حيث يعتبر البعض أن هذا النوع من البرامج يمكن أن يستبيح خصوصية الفرد ويهدد أمنه.
ولحسم هذه الاحتجاجات أوقفت "جوجل" أسطولها من سيارات "ستريت فيو" عقب اعترافها أن السيارات التي استخدمت لتصوير الشوارع في المناطق الحضرية من أجل تطبيقات الخرائط الخاصة بها، جمعت أيضاً لقطات تضمنت بيانات خاصة في الوقت الذي كانت تمر فيه عبر شبكات لا سلكية غير مشفرة.
ومن جانبه، اعتذر لاري بيج أحد مؤسسي شركة "جوجل" في تصريحات لوسائل الإعلام الألمانية عن أخطاء جمع البيانات في خدمة رسم الخرائط التابعة لشركة جوجل الأمريكية للبحث الإلكتروني. وقال بيج في تصريح لصحيفة "فيلت" في عددها الأحد: "إنني آسف. لقد كان خطأ بالتأكيد".
وعندما انتقد مسئولو حماية المستهلكين في ألمانيا "جوجل" في بادئ الأمر بسبب فحصها شبكات خاصة أصرت الشركة على أنها لم تكن تصور أي بيانات اليكترونية تمر عبر الشبكات، وأطلق ممثلو الإدعاء في مدينة هامبورغ الألمانية منذ ذلك الحين تحقيقاً أولياً في هذه القضية.
وكانت إلزه أيجنر وزيرة شؤون حماية المستهلكين في ألمانيا انتقدت في السابق خدمة "ستريت فيو" التابعة لـ"جوجل" التي تستخدم في إظهار صور مفصلة للشوارع والمباني بمستوى الأرض على شبكة الإنترنت.
وسعت أيجنر إلى منع استخدام خدمة ستريت فيو في ألمانيا، مؤكدة أنها تنتهك الخصوصية ويمكن أن تشجع على عمليات السطو.
وذكرت "جوجل" في مدونة لها أن جمع البيانات بهذه الطريقة نجم عن خطأ في البرمجة عام 2006، مشددة على أنها لم تستغل مطلقاً هذه البيانات بأي شكل من الأشكال.
كما قللت إدارة محرك البحث "جوجل" من أهمية المخاوف التي نجمت عن قيام سيارة تابعة للشركة بتجميع معطيات عن نشاطات الأشخاص على الإنترنت عبر شبكات الإنترنت اللاسلكية.
وأشار اريك شميدت مدير "جوجل" إلى أن ذلك لم يسبب ضرراً للمستخدمين، وكانت منظمة في الولايات المتحدة قد طالبت بتحقيق اتحادي حول الموضوع، طبقاً لما ورد بموقع "البي بي سي "، مؤكدين أن الحادث أساء الى سمعة جوجل أكثر من إساءته الى أي شخص بعينه.
وأضاف شميدت أن المعلومات التي تم الحصول عليها لم تكن مفيدة ولم تستخدم لأي غرض، ومن جانبه، قال لاري بيج أحد مؤسسي "جوجل" لاري بيج، إن من الضروري التمييز "بين القلق والضرر حين الحديث عن الخصوصية على الإنترنت".
وكانت الشركة قد اعترفت الأسبوع الماضي أنها جمعت معلومات كان اشخاص قد أرسلوها عبرت الشبكات اللاسلكية على مدى السنوات الثلاث الماضية.
وقد اضطرت الشركة للاعتراف بعد أن طالبت السلطات الألمانية بتدقيق المعلومات التي جمعتها السيارت التابعة للشركة والتي كانت تأخذ لقطات للشوارع.
وأكدت إدارة "جوجل" أن الادارة لم ترخص عملية جمع المعلومات التي بادر إليه أحد مهندسي الشركة وأن كانت الإدارة لا تعتبر ذلك عذراً.
يذكر أن نشاطات "جوجل" تتعرض للرصد والمراقبة في أنحاء العالم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
أضف تعليق