

وجهت إيران تحذيرا شديد اللهجة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة على خلفية منحها قاعدة عسكرية لفرنسا وحذرتها من أن ذلك قد يؤدي إلى زعزعة الأمن في منطقة الخليج.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي إن فرنسا ابتعدت عن سياسة الاعتدال، مضيفا ان التعزيزات العسكرية في المنطقة وتواجد قوى من خارجها سوف يؤدي الى هشاشة الأمن والاستقرار بها، ويجر عمليا الى سباق التسلح.
ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء عن قشقاوي قوله : "إن بعض الدول تتحدث عن اخطار وهمية ساعية لتصوير المنطقة بأنها غير آمنة، وذلك من اجل رفع مبيعاتها من السلاح اكثر فاكثر، خاصة ان هذا الاجراء يحظى بالاهتمام بسبب الازمة المالية الموجودة، لأن فرنسا تعاني من مشكلات اقتصادية حادة".
وتابع قشقاوي: "اننا نوصي دول المنطقة بأن لا تسمح للشركات العسكرية الغربية المفلسة، بأن تحيي مطامعها من خلال التمسك بالذرائع الواهية، معربا عن اسفه لابتعاد فرنسا عن سياسة الاعتدال، وتسببها بإيجاد التوتر في تناغم مع المتطرفين، مضيفا ان طهران تتوقع من المسؤولين الفرنسيين ان يتعاملوا بمسؤولية اكبر مع قضايا المجتمع الدولي".
وحذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية المسؤولين الإماراتيين من مغبة الالتحاق بركب سياسات الاجانب في المنطقة من خلال منحهم قاعدة عسكرية، واصفا هذا الاجراء بأنه غير قابل للفهم، ولا يمكن اعتبارها خطوة في إطار امن المنطقة.
وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي افتتح اليوم الثلاثاء قاعدة عسكرية فرنسية دائمة في الامارات، هي الاولى التي تفتح في الخارج منذ استقلال المستعمرات الفرنسية في افريقيا.
ووصل ساركوزي مساء امس الى الامارات يرافقه اربعة وزراء وكوكبة من كبار رؤساء الشركات الفرنسية، وتأتي زيارته لتكريس حضور عسكري لبلاده في المنطقة عبر افتتاح قاعدة في ابوظبي، فضلا عن دعم الشركات الفرنسية من اجل الحصول على عقود ضخمة في المجالات الدفاعية والنووية المدنية.
ويأمل ساركوزي ايضا في اغتنام فرصة زيارته للترويج لطائرة رافال المقاتلة الفرنسية التي ينوي سلاح الجو الاماراتي ان يشتري منها ستين وحدة.
وانتهز الرئيس الفرنسي فرصة هذه الزيارة ايضا للترويج لكونسورسيوم يضم شركة اريفا ومجموعتي كهرباء فرنسا وغاز فرنسا-سويس وشركة توتال النفطية يتنافس مع الاميركيين على بيع الامارات محطات نووية.
وتعتبرهذه الخطوة حسب مصدر من الرئاسة الفرنسية تمركز متعمد في موقع ردع في حال هجوم إيران.
واستهل الرئيس ساركوزي والوفد المرافق له الزيارة التي تستغرق عشرين ساعة بعشاء خاص مع ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وقال ساركوزي في مقابلة مع وكالة انباء الامارات ان هذا الانتشار بالقرب من مضيق هرمز الاستراتيجي يعكس قبل كل شيء اهتمام فرنسا بهذه المنطقة المحاذية لايران والتي يمر عبرها 40% من الصادرات النفطية العالمية.
واضاف : إن "فرنسا تظهر بذلك انها مستعدة ان تتحمل كامل مسؤولياتها لضمان الامن في هذه المنطقة الاساسية بالنسبة للتوازن في العالم".
والقاعدة التي انشئت بطلب من الامارات وتحمل اسم "معسكر السلام"، ساهمت ايضا في اعادة انعاش العلاقات العسكرية الفرنسية الاماراتية، حيث تم الثلاثاء توقيع اتفاقية عسكرية جديدة بين البلدين ستحل مكان الاتفاقية القديمة التي تم التوقيع عليها في 1995.
وصرح مسؤول فرنسي ان "لهذه القاعدة بعدا سياسيا ودبلوماسيا واستراتيجيا" في منطقة اقرب الى الانغلو-ساكسون تقليديا، "لكنها ليست موجهة ضد احد".
والقاعدة التي افتتحت بعد عام ونصف العام فقط من اطلاقها، ستؤوي بين 400 و500 عسكري في ثلاثة مواقع هي قاعدة بحرية في ميناء ابوظبي، وقاعدة جوية ستكون مقرا لثلاث مقاتلات على الاقل، اضافة الى معسكر للتدريب على القتال في المدن وفي المناطق الصحراوية.
وقال قائد القاعدة الكولونيل ايرفيه شيريل الاثنين ان "لهذه القاعدة مهمة عامة هي دعم قواتنا المنتشرة في المحيط الهندي وانما ايضا تطوير التعاون العسكري الثنائي".
هذه القاعده سوف تساعد كثيرا في أيثار البلبله وعدم الأستقرار في الأمارات. ساركوزي يقود فرنسا الى الهاوية وفي عهده لن يبقى لفرنساأي تاثير جدي على المستوى الدولي.
ردحذف