Facebook

عفوا مستر تغيير

جاءنا البيان السابق:تباينت ردود الأفعال الداخلية والخارجية حول الخطاب المرتقب-حسب وصف الساسة-الذى ألقاه الرئيس الأمريكى باراك أوباما على رؤوس شعوب العالم الإسلامي كالحجر الفلين صباح الخميس الموافق 4يونيو!!،ذلك من فوق منبر جامعة القاهرة، الذى جاء كبديل لمنبر الأزهر الشريف فيما بعد إعراب الجهات الأمنية عن تخوفهامن صعوبة تأمين أفواج الأحذية المنتظر تواجدها مكان الحدث.

حيث إنه وبعيدا عن من تعودوا على تكرار كلمة "موافقة"لدينا، فقد وصفه العديد من الخبراء المراقبون والمحللون بأنه"عديم الجدوى"،كما ذكرنا سلفا،وهذا من حيث عدم خروجه عن المألوف،ذلك بغض النظر عن موهبة أوباما فى الإلقاء والخطابة،إلا إنها على ما يبدو لن تشفع له كثيرا،وخاصة مع ولاد المنطقة،التى خرج أغلبهم عقب الخطاب لترديد"الكلام ده ما ياكلش معانا". ..

هذا هو نص الخبر الذى تخيلت سماعه على لسان الزميل أبو حفيظة عقب خطاب ضيفنا العزيز أوباما. إلا إنه وبعيدا عن ما ذكره البيان-الخيالى-وبنظرة أكثر موضوعية وأرقى أسلوبا لما جاء به الخبر الخيالى،ففى تقديرى أن الخطاب قد حمل العرض الأمريكي الجديد إلى العالم الإسلامي..نعم عرض جديد أو بلغة صديقنا new offer..عرض غاية التعقيد من ضيف انقسمت بشأنه الآراء، فى مواجهة جمهور لم يعد متشوقا للإستماع،

لأنه وببساطة قد سئم الكلام..ينتظر الفعل، ولا شيئا بديل. لقد جاء أوباما إلى القاهرة حاملا معه خطاب(التغيير)،الذى صعد به إلى سدة الحكم ووعد بتطبيقه..جاء ليعلنها صراحة: لدينا ثوابت ولن نحيد عنها..أيضا مسلمات من الصعب التسليم لغيرها.أمامنا الكثير من التحديات التى من غير الممكن تجاوزها وحدنا، ومن ثم فلا ينتظر أحد منا التغيير اليوم أو حتى غدا أو بعد غد من العام القادم. وهذا هو أفضل ما حملته كلمات خطاب أوباما، حيث الصراحة الغير معتادة من سابقيه،و الاعتراف بأن التغيير يتطلب أكثر من مجرد شخص واحد..حتى وإن كان أول رئيس أسود للولايات المتحدة.

لكن ولمحبي إطلاق لقب "الزيارة التاريخية" .. فلابد من القول أن المتتبع الجيد لنهج إدراة بوش الابن خلال فترة ولايته الثانية سيفطن تماما أن أوباما لم يأتى بذرة جديد..

فها هو ذات الأسلوب المتمثل فى سياسة القوة الناعمة،والتى يعمل من خلالها أوباما على استعادة الأداة الدبلوماسية لدورها الحيوى مرة أخرى كإحدى أبرز وأهم أدوات تنفيذ أهداف السياسة الأمريكية فى المنطقة على مدى سنوات طويلة،إلا إنه وقتها أى فى ظل عهد بوش ظل هذا التحول قاصرا على الأدوات فقط ولم يمتد إلى الإستراتيجية أو الأولويات،

ومن ثم كان السؤال هو:هل يتجاوز قطار التغيير محطة الأداة مواصلا طريقه منتقلا لمحطة الإستراتيجية والأولويات؟..أعتقد أن الخطاب -الذى كان مرتقبا- قد أجاب، حيث جاءت خلاصة الخطاب كالتالى:نعم للتغيير فى النظر إلى الأمور..لا للتغيير في التعامل معها. نعم لحل الدولتين..لا لمعاداة السامية وإنكار المحرقة. نعم للانسحاب من العراق..لا للمقاومة.نعم للحديث مع إيران،لكن لا لبرنامجها النووي.لا لست أمتلك تلك العصا السحرية للتغيير.. نعم"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

إذن أين الجديد"مستر تغيير"؟!!!..لا جديد، ومن ثم يبقى الوضع على ما هو عليه إلى حين إشعار أخر،وعلى المتضرر اللجوء إلى ما يمكن وأن يخطر بباله فيما عدا اللجوء إلى القضاء،لأنه وفى تلك الحالة لا توجد جهة قضائية للنظر فى القضية محل الخلاف، وكما يقول المثل لدينا "الكلام ما علهوش جمرك".

في النهاية.. مرحبا بك مستر أوباما فى بلادنا، وشكرا لك على خطابك البلاغى المنمق الرائع،بل والأكثر من الرائع،خاصة تلك الكلمات الواضحة صريحة المعان،لكنها وللأسف الشديد فقدت صلاحيتها من كثرة استهلاك سابقيك فى الحكم لها.أيضا شكرا لما قدمته لنا من خدمة جليلة،حيث تزيين شوارع القاهرة الكبرى،وتغيير مسارات الطرق فيها،ومن ثم عدم إزدحام شوارعها، التى ضقنا منها ذرعا.

بل أن الشكر الجزيل لك على اختيارك يوم 4يونيو،ليصبح يوما تاريخيا ربما يصير فيما بعد إحتفالا وعيدا سنويا للمصريين ينسيهم-ولو قليلا- مآسي أحزان ذكرى 5يونيو الأليمة.. ولنتواصل بعد عودة الضيف إلى بيته الأبيض سالما،وعودة القاهرة إلى طبيعتها الصاخبة..

___________

محمد عبد القادر - القاهرة


Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق