عندما اختار اليهود فلسطين من بين عدة بلدان أخرى لتكون وطنا قوميا لهم تحت إدعاءت وأكاذيب باطلة وواهية, مثل "أرض الميعاد" بدأوا يتوافدون فى هجرات غير منتظمة وغير معلنة, حتى استطاعوا الاستيلاء على جزء ليس بقليل من الأراضى العربية, ومن ثم طالبوا من لا يملك بإعطائهم دولة يهودية فى فلسطين تحت غطاء غربى, خاصة من أنجلترا, وأمريكا.
سيناريو مشابه يقوم به نظام الملالى فى إيران فى عدد من الدول العربية, ومنها الإمارات العربية المتحدة, فمثلما اغتصب اليهود الأرض الفلسطينية, تحت إدعاءات, بأنها أرض الميعاد, والتى تمتد حسب زعمهم من النيل للفرات يحاول الكيان الفارسي تحت إدعاءات مماثله, ومنها أن الخليج العربى هو فى الأصل فارسى, بُدوله المحيطة به, سواء البحرين, أو الإمارات, أو الكويت, أو حتى السعودية !
فخلال الإنتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة, خرج علينا السفير حميد رضا آصفي، السفير الإيراني في الإمارات, بتصريحات أشار فيها إلى أن عدد المقيمين الإيرانيين في الإمارات يزيد عددهم على 400 ألف إيراني، على الرغم من نفى الخارجية الإماراتية لهذا البيان, وإعلانها بأن المقيمين الإيرانيين في كافة الإمارات السبع يبلغ عددهم 110.237 شخصا فقط, إلا أن هذا التصريح يفتح المجال للعديد من الاسئلة, فى الملفات الشائكة, بين الإمارات العربية المتحدة, والكيان الفارسي, الذى يحتل الجزر العربية الثلاث (طنب الكبرى, وطنب الصغرى, وأبو موسى).
أول هذه الأسئلة وأهمها هو ما الغرض من وراء تصريح الدبلوماسى الإيرانى, الخاص بعدد الجالية الإيرانية المبالغ فيه جدا فى الإمارات ؟ خاصة وأن هذه ليست المرة الأولى التى ُيعلن فيها مثل هذه التصريحات, ففى يونيو من عام 2008، قال السفير آصفي لـصحيفة «الشرق الأوسط» إن عدد الجالية الإيرانية في الإمارات يتراوح ما بين 450 ألفا إلى نصف مليون مقيم إيراني !
كما أن المصادر الرسمية الإيرانية تتعمد كل فترة إلى أخرى الإعلان عن أن أعداد جاليتها تصل إلى نصف مليون مقيم فى الإمارات. ُترى ما الهدف من وراء مثل تلك الإدعاءات المتكررة ؟؟
يجب علينا أن نأخذ مثل هذه التصريحات بمحمل الجد, فالأمر فى غاية الخطورة, فلا يخفى علينا أن نظام ولاية الفقية له أطماع فى المنطقة العربية, كما أنه يحاول تصدير ما يسمى بالثورة الإسلامية إلى البلدان العربية, وبدأ بالفعل التحضير لمثل هذا الأمر الجلل, بصورة علنية وهاهي قوات فيلق القدس الإيراني تحتل العراق مناصفة مع الأمريكان وفق تصريحات صحفية للشيخ الدكتور حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق .
ومما يؤكد ذلك ايضا اضطرابات اليمن التي يقودها الحوثيون بدعم إيراني , وفى لبنان علي يد حزب الله , أو فى الخفاء, سواء فى السعودية أو البحرين أو الكويت !
فالنظام الإيرانى يستخدم نفس أسلوب اليهود عندما بدأوا فى احتلال فلسطين, فبغض النظر عن العدد الحقيقى للمقيمين الإيرانين فى الإمارات, ثاني أكبر جالية في الخارج بعد نظيرتها في الولايات المتحدة الأميركية، فانهم يمثلون خطراً على أمتنا العربية, سواء من خلال تصدير الفكر الشيعى, أو من خلال السيطرة على المقدرات الاقتصادية للبلدان العربية, وتكوين لوبى فارسى مشابه للوبى اليهودى فى أمريكا.
فقد أظهرت التقارير الإقتصادية أن الحجم التراكمي للموجودات الايرانية في الإمارات يقدر بأكثر من 300 مليار دولار, كما أشارت غرفة دبي للتجارة والصناعة أن هناك 8050 شركة ايرانية مسجلة ، وتشير أرقام مجلس الأعمال الايراني الى وجود 10 آلاف مؤسسة إيرانية في دبي تتراوح مجالات عملها بين القطاع المصرفي والعقارات والنفط، فضلاً عن الاستثمار فى مشروعات التطوير العقاري !
أدرك تماماً بأن الأوضاع قد تغيرت كثيراً, وأن الإمارات القوية فى جميع المجالات, ليست هى فلسطين ما قبل عام 48, التى انهكها الاحتلال البريطانى, كما أنه ليس بالضرورة عندما نتحدث عن الخطر الفارسي الظاهر والكامن, والذى تمثله الجالية الإيرانية فى الإمارات العربية, إن ذلك يعنى أن هناك خطة فارسية من خلال هذه الجالية لاحتلال الإمارات, وليس بالضرورة إيضاً أن يكون هذا الاحتلال عسكرياً, وإن كنت لا استبعده من الدولة الفارسية تجاه أى دولة عربية!
ولكن ما أقصده بخطر تزايد أعداد الجالية الفارسية فى الإمارات, هو خطر يكمن فى طبيعة العلاقة التى تربط إيران الفارسية مع الدول العربية بصفة عامة, والإمارات بصفة خاصة, والتي هي في الأصل تصادمية.
فمن المعلوم أن إيران الفارسية بنظامها المتمثل فى ولاية الفقية تحاول جاهدة وبكل الطرق والأساليب, تصدير ما يسمى بالثورة الاسلامية, وتصدير الفكر الشيعى ويدخل ذلك ضمن أهدافها بأن تكون قوة إقليمية كبرى, وزيادة نفوذها على حساب الدول العربية, كما أن إيران الفارسية مازالت تحتل الجزر الإماراتية الثلاث وترفض تدخل أو وساطة من أى نوع لحل النزاع القائم ولا حتي التحكيم الدولي .
وقد كشف العلامة محمد علي الحسيني الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان والذي يتزعم الشيعة العرب لجريدة (الوطن البحرينية الالكترونية) أن إيران بدأت منذ عام في التركيز المخابراتي على الكويت بهدف تصدير الثورة مستخدمة عده وسائل وأنشطة للتغطية على النشاط الاستخباراتى الذى تقوم به, والمدعوم من كبار الملالي واجهزة الدولة في طهران, مشيراً إلى أن السفارات الإيرانية فى دول الخليج العربى تأتي على رأس الأجهزة المخابراتية, كما أشار إلى استخدام عده شركات إيرانية تعمل تحت غطاء تجاري لمثل هذه الأمور.
فى النهاية لا نطالب بطرد الجالية الفارسية من الإمارات, ولكننا ندرك تماماً بأن الإمارات العربية المتحدة دولة, تسود فيها مبادىء الحرية والديمقراطية, وأنها منفتحة على جميع جنسيات العالم, وأن ذلك عامل هام فى مسيرة التطور والنمو, التى تشهدها البلاد, كما أن طرد الجالية الفارسية من شأنه أن ينتج عنه أزمات اقتصادية, ودبلوماسية, نحن في غنى عنها فى ظل ما يشهده العالم من أزمة مالية طاحنه.
ولكن ما نرجوه من السلطات الإماراتية,والتى عودتنا دائما بأن تقوم بعملها على أكمل وجه, بأن تقوم "بتقنين" دخول الإيرانيين, وأن ُتستبدل العمالة الفارسية, بنظيرتها العربية, خاصة وأن معدلات البطالة فى بعض الدول العربية وصلت لمستويات كبيرة للغاية.
سيناريو مشابه يقوم به نظام الملالى فى إيران فى عدد من الدول العربية, ومنها الإمارات العربية المتحدة, فمثلما اغتصب اليهود الأرض الفلسطينية, تحت إدعاءات, بأنها أرض الميعاد, والتى تمتد حسب زعمهم من النيل للفرات يحاول الكيان الفارسي تحت إدعاءات مماثله, ومنها أن الخليج العربى هو فى الأصل فارسى, بُدوله المحيطة به, سواء البحرين, أو الإمارات, أو الكويت, أو حتى السعودية !
فخلال الإنتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة, خرج علينا السفير حميد رضا آصفي، السفير الإيراني في الإمارات, بتصريحات أشار فيها إلى أن عدد المقيمين الإيرانيين في الإمارات يزيد عددهم على 400 ألف إيراني، على الرغم من نفى الخارجية الإماراتية لهذا البيان, وإعلانها بأن المقيمين الإيرانيين في كافة الإمارات السبع يبلغ عددهم 110.237 شخصا فقط, إلا أن هذا التصريح يفتح المجال للعديد من الاسئلة, فى الملفات الشائكة, بين الإمارات العربية المتحدة, والكيان الفارسي, الذى يحتل الجزر العربية الثلاث (طنب الكبرى, وطنب الصغرى, وأبو موسى).
أول هذه الأسئلة وأهمها هو ما الغرض من وراء تصريح الدبلوماسى الإيرانى, الخاص بعدد الجالية الإيرانية المبالغ فيه جدا فى الإمارات ؟ خاصة وأن هذه ليست المرة الأولى التى ُيعلن فيها مثل هذه التصريحات, ففى يونيو من عام 2008، قال السفير آصفي لـصحيفة «الشرق الأوسط» إن عدد الجالية الإيرانية في الإمارات يتراوح ما بين 450 ألفا إلى نصف مليون مقيم إيراني !
كما أن المصادر الرسمية الإيرانية تتعمد كل فترة إلى أخرى الإعلان عن أن أعداد جاليتها تصل إلى نصف مليون مقيم فى الإمارات. ُترى ما الهدف من وراء مثل تلك الإدعاءات المتكررة ؟؟
يجب علينا أن نأخذ مثل هذه التصريحات بمحمل الجد, فالأمر فى غاية الخطورة, فلا يخفى علينا أن نظام ولاية الفقية له أطماع فى المنطقة العربية, كما أنه يحاول تصدير ما يسمى بالثورة الإسلامية إلى البلدان العربية, وبدأ بالفعل التحضير لمثل هذا الأمر الجلل, بصورة علنية وهاهي قوات فيلق القدس الإيراني تحتل العراق مناصفة مع الأمريكان وفق تصريحات صحفية للشيخ الدكتور حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق .
ومما يؤكد ذلك ايضا اضطرابات اليمن التي يقودها الحوثيون بدعم إيراني , وفى لبنان علي يد حزب الله , أو فى الخفاء, سواء فى السعودية أو البحرين أو الكويت !
فالنظام الإيرانى يستخدم نفس أسلوب اليهود عندما بدأوا فى احتلال فلسطين, فبغض النظر عن العدد الحقيقى للمقيمين الإيرانين فى الإمارات, ثاني أكبر جالية في الخارج بعد نظيرتها في الولايات المتحدة الأميركية، فانهم يمثلون خطراً على أمتنا العربية, سواء من خلال تصدير الفكر الشيعى, أو من خلال السيطرة على المقدرات الاقتصادية للبلدان العربية, وتكوين لوبى فارسى مشابه للوبى اليهودى فى أمريكا.
فقد أظهرت التقارير الإقتصادية أن الحجم التراكمي للموجودات الايرانية في الإمارات يقدر بأكثر من 300 مليار دولار, كما أشارت غرفة دبي للتجارة والصناعة أن هناك 8050 شركة ايرانية مسجلة ، وتشير أرقام مجلس الأعمال الايراني الى وجود 10 آلاف مؤسسة إيرانية في دبي تتراوح مجالات عملها بين القطاع المصرفي والعقارات والنفط، فضلاً عن الاستثمار فى مشروعات التطوير العقاري !
أدرك تماماً بأن الأوضاع قد تغيرت كثيراً, وأن الإمارات القوية فى جميع المجالات, ليست هى فلسطين ما قبل عام 48, التى انهكها الاحتلال البريطانى, كما أنه ليس بالضرورة عندما نتحدث عن الخطر الفارسي الظاهر والكامن, والذى تمثله الجالية الإيرانية فى الإمارات العربية, إن ذلك يعنى أن هناك خطة فارسية من خلال هذه الجالية لاحتلال الإمارات, وليس بالضرورة إيضاً أن يكون هذا الاحتلال عسكرياً, وإن كنت لا استبعده من الدولة الفارسية تجاه أى دولة عربية!
ولكن ما أقصده بخطر تزايد أعداد الجالية الفارسية فى الإمارات, هو خطر يكمن فى طبيعة العلاقة التى تربط إيران الفارسية مع الدول العربية بصفة عامة, والإمارات بصفة خاصة, والتي هي في الأصل تصادمية.
فمن المعلوم أن إيران الفارسية بنظامها المتمثل فى ولاية الفقية تحاول جاهدة وبكل الطرق والأساليب, تصدير ما يسمى بالثورة الاسلامية, وتصدير الفكر الشيعى ويدخل ذلك ضمن أهدافها بأن تكون قوة إقليمية كبرى, وزيادة نفوذها على حساب الدول العربية, كما أن إيران الفارسية مازالت تحتل الجزر الإماراتية الثلاث وترفض تدخل أو وساطة من أى نوع لحل النزاع القائم ولا حتي التحكيم الدولي .
وقد كشف العلامة محمد علي الحسيني الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان والذي يتزعم الشيعة العرب لجريدة (الوطن البحرينية الالكترونية) أن إيران بدأت منذ عام في التركيز المخابراتي على الكويت بهدف تصدير الثورة مستخدمة عده وسائل وأنشطة للتغطية على النشاط الاستخباراتى الذى تقوم به, والمدعوم من كبار الملالي واجهزة الدولة في طهران, مشيراً إلى أن السفارات الإيرانية فى دول الخليج العربى تأتي على رأس الأجهزة المخابراتية, كما أشار إلى استخدام عده شركات إيرانية تعمل تحت غطاء تجاري لمثل هذه الأمور.
فى النهاية لا نطالب بطرد الجالية الفارسية من الإمارات, ولكننا ندرك تماماً بأن الإمارات العربية المتحدة دولة, تسود فيها مبادىء الحرية والديمقراطية, وأنها منفتحة على جميع جنسيات العالم, وأن ذلك عامل هام فى مسيرة التطور والنمو, التى تشهدها البلاد, كما أن طرد الجالية الفارسية من شأنه أن ينتج عنه أزمات اقتصادية, ودبلوماسية, نحن في غنى عنها فى ظل ما يشهده العالم من أزمة مالية طاحنه.
ولكن ما نرجوه من السلطات الإماراتية,والتى عودتنا دائما بأن تقوم بعملها على أكمل وجه, بأن تقوم "بتقنين" دخول الإيرانيين, وأن ُتستبدل العمالة الفارسية, بنظيرتها العربية, خاصة وأن معدلات البطالة فى بعض الدول العربية وصلت لمستويات كبيرة للغاية.
جمال جابر الملاح
*باحث فى الشؤون الإعلامية والاقتصادية
0 التعليقات:
إرسال تعليق
أضف تعليق