لقاء سابق بين مبارك واوباما بالقاهرة
يختتم الرئيس المصري حسني مبارك زيارته إلى الولايات المتحدة والتي بداها السبت الماضي بلقاء قمة يجمعه بنظيره الأمريكي باراك اوباما في البيت الابيض، للتداول في عدد من لملفات الساخنة في منطقة الشرق الأوسط في مقدمتها ملف عملية السلام المتعثر وسبل تجاوز العقبات التي تواجهها، قبيل الاعلان عن الخطة الأميركية للتسوية بالشرق الأوسط.
ومن المقرر أن يستعرض مبارك خلال القمة الرؤية المصرية فيما يتعلق بجهود السلام وكيفية احراز تقدم خلال الفترة المقبلة من أجل خلق الظروف المواتية لاحلال وتحقيق السلام المنشود خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية تبلور رؤيتها تمهيدا لأعلان خطتها للسلام خلال الشهر القادم .
كما تتناول القمة المصرية الأمريكية القضايا المتعلقة بالأمن الأقليمى والموقف فى الخليج والشرق الأوسط اتصالا بالملف النووى الأيرانى فى ضوء قرب موعد انتهاء المهلة التى اعلنها اوباما لبدء حوار مع ايران حول ملفها النووى.
وتتناول القمة أيضا تطورات الاوضاع فى العراق وتهيئة المناخ لأنسحاب القوات الأمريكية والموقف فى السودان فى ضوء تنفيذ اتفاق السلام بين الشمال والجنوب وترسيم الحدود بينهما وقانون الأنتخابات الذى يجرى اعداده والموقف فى اقليم دارفور .
وتمتد المباحثات الى الموقف فى لبنان بعد الأنتخابات اللبنانية الأخيرة والوضع فى الصومال اتصالا بملف القرصنة ووحدة الأراضى الصومالية فى ظل غياب المصالحة الوطنية بين القبائل المتناحرة بالأضافة الى بحث الوضع فى منطقة القرن الأفريقى التى تشهد تدخلات وعلاقات متدهورة بين اريتريا واثيوبيا .
ويحظى الملف الأقتصادى بجانب كبير من المباحثات على صعيد العلاقات الثنائية والحوار الأستراتيجى بين مصر والولايات المتحدة وسبل دعم العلاقات التجارية والأستثمارية بين البلدين خاصة وان الولايات المتحدة هى الشريك التجارى الأول لمصر حيث بلغ حجم التجارة البينية والأستثمارات بين البلدين 2,8 مليار دولار.
وكان مبارك قد التقى أمس الاثنين عددا من اعضاء الادارة الاميركية في مقدمتهم وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون ومستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيمس جونز ورئيس الاستخبارات الأمريكية دنيس بلير وتطرق حوار الرئيس المصري مع أعضاء الإدارة الأمريكية إلى العلاقات الثنائية وسبل إحياء السلام في المنطقة، إضافة إلى البرنامج النووي الإيراني والأوضاع في السودان، بحسب ما أوضح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الذي يرافق مبارك في زيارته. ومن المقرر أن يلتقي مبارك خلال الزيارة مسؤولين من مجموعات
وتأتي زيارة مبارك في وقت تمارس واشنطن ضغوطا على إسرائيل لوقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية وتطالب الدول العربية بأن تخطو خطوات إلى الأمام في تطبيع العلاقات مع حكومة الاحتلال.
وهي أول زيارة يقوم بها مبارك إلى العاصمة الأمريكية منذ خمس سنوات، ويرافقه فيها أيضا وزير المالية يوسف بطرس غالي.
وقال أبو الغيط إن الزيارة تأتي في توقيت دقيق لأن هناك إدارة أمريكية نشطة جاءت بأجندة طموحة تسعى لتنفيذها في مختلف الموضوعات وبالذات في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وهي تقترب من الإعلان عن رؤيتها لكيفية تحقيق السلام وإنهاء النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي. وتقوم مصر بدور محوري لدفع جهود السلام في الشرق الأوسط
ترشيح جمال
في نفس السياق، قال الرئيس مبارك إنه مازال من المبكر الحديث عن مسألة ترشحه للرئاسة لفترة أخرى، مشيرا فى حوار أجراه معه المذيع الأمريكى تشارلز روز يذاع اليوم على قناة "سى. بى. إس" الأمريكية إلى أن الحديث عن ترشيح جمال مبارك للرئاسة هو لمجرد البروباجندا لتوجيه النقد للنظام" وأن الموضوع خارج تفكيره تماما.
وقال مبارك إنه لم يتخذ قرارا فى شأن ترشحه للرئاسة حتى الآن، وحول اعتقاده بمن يخلفه فى حالة عدم ترشحه رد الرئيس قائلا "ليس الذى تفكر فيه" فى إشارة إلى أمين لجنة السياسات جمال مبارك.
ونقلت صحيفة "الشروق" المصرية عن مبارك قوله لـ "سى. بى. إس": "إن الجدل الذى يثار حول ترشيح جمال مبارك للرئاسة الغرض منه البروباجندا وفرصة لتوجيه النقد الدائم للنظام المصرى". وأضاف "هذا الأمر ليس فى ذهنى على الإطلاق".
وكشف الرئيس أن جمال مبارك كان يرفض فى بادئ الأمر الانضمام للحزب الوطنى الحاكم فى مصر، وأن العديد من المسئولين داخل النظام أقنعوه بأن دخوله سيكون من شأنه دفع عجلة الإصلاح فى الحزب». وأوضح أنه بمجرد انضمام جمال مبارك للحزب "عمل بجد".
وحول متى سيقرر فى موضوع الترشح للرئاسة شدد الرئيس على أن ذلك مبكر "وقال إن هذه ليست مهمة سهلة".
وعن حالته الصحية قال مبارك إنها تحسنت بعد العملية الجراحية الأخيرة التى أجراها فى يونيو/حزيران الماضى.
وردا على سؤال حول رد فعله على سياسية الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش فيما يخص الديمقراطية فى العالم العربى قال مبارك «قلت ما نقوله منذ فترة طويلة وهو إننا فى مصر بدأنا مسيرة الإصلاح منذ فترة، وأن ذلك سيأخذ وقته لأن الديمقراطية ليست عملية يتم تحقيقها فى فترة قصيرة، وأن الإصلاح الديمقراطى يتم بالتزامن مع الإصلاح الاقتصادى".
وحول ما يقال من إن ما حدث فى العراق بعد الغزو الأمريكى كان السبب الرئيسى فى نقل التركيز من ملف الإصلاح فى مصر والسعودية إلى تحقيق الاستقرار فى المنطقة قال مبارك "مصر لم تتوقف يوما عن الإصلاح، وقد قمنا بإصلاحات قوية فى الاقتصاد، كما أنه من المتوقع أن يمرر البرلمان فى سنته الأخيرة قبل الانتخابات القادمة حزمة قوانين تتعلق بالإصلاح أيضا".
وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت الديمقراطية ستؤدى لوصول الإسلاميين للحكم قال مبارك "إن هذا موضوع حساس، وأن الديمقراطية ليست نسخة مكررة فى كل الدول".
وردا على سؤال حول تشجيع مصر للسنة والشيعة فى العراق للمشاركة فى الانتخابات قال مبارك "إن مصر لديها اتصالات مع الجانبين ولكن السنة قرروا عدم المشاركة". مضيفا أن مصر حذرت السنة فى العراق قائلا "إن لم تشاركوا فلا تفتعلوا المشاكل وأوقفوا العنف، وقد أعطونا وعدا بذلك من خلال القنوات الاستخباراتية، ولكننى أعتقد أنه مازال هناك وقت لإقناع السنة بالمشاركة، ومصر تعمل لإقناع السنة بالمشاركة كما لدينا اتصالات بكل من الشيعة والأكراد أيضا".
وحول رأيه فى الوجود الأمريكى فى العراق قال مبارك "إن العراقيين يعتقدون أنه احتلال" بيد أنه أشار إلى أنه "من المبكر الانسحاب فى الوقت الحالى نهائيا، لأن ذلك سيؤدى إلى حرب أهلية بين الشيعة والسنة والأكراد، ولذلك فإن الوجود الأمريكى مهم فى الوقت الحالى لتدريب القوات العراقية لإعطائهم المسئولية فيما بعد، فالانسحاب فى الوقت الحالى خطر".
وردا على سؤال حول ما إذا قرر العراقيون أنه على القوات الأمريكية الانسحاب قال "سيكون أكبر خطأ ترتكبه الولايات المتحدة ومن شأنه أن يؤدى لحرب داخل العراق وسيهدد الأمن فى المنطقة بأكملها كما سيؤدى لخلق مزيد من الجماعات الإرهابية"..
الاستيطان والمظلة النووية
وكان مبارك أكد في مقابلة نشرتها صحيفة "الاهرام" الاثنين ان اسرائيل يجب ان توقف الاستيطان قبل ان تفكر بعض الدول العربية في اتخاذ خطوات لتطبيع العلاقات معها.
وادلى مبارك بهذا الحديث في واشنطن وقال "اكدت للرئيس اوباما في القاهرة (في الرابع من يونيو الماضي) ان المبادرة العربية تطرح الاعتراف باسرائيل والتطبيع معها بعد وليس قبل التوصل للسلام العادل والشامل»"
واضاف "قلت له ان بعض الدول العربية التي كانت تتبادل مكاتب التمثيل التجاري مع اسرائيل قد تفكر في اعادة فتح هذه المكاتب ان التزمت اسرائيل بوقف الاستيطان واستئناف مفاوضات الحل النهائي مع السلطة الفلسطينية من حيث توقفت مع حكومة (رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود) اولمرت".
وكان الموفد الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل دعا في زيارة للقاهرة الشهر الماضي الدول العربية الى اتخاذ «خطوات ذات مغزى» للتطبيع مع اسرائيل.
واكد مبارك ان "عملية السلام لم تعد تحتمل فشلا آخر .. ومعاناة الشعب الفلسطيني لا تحتمل مزيدا من الانتظار" .
من جهة اخرى، قال الرئيس المصري ان بلاده لن تكون طرفا في مظلة نووية اميركية قالت تقارير انه يجري التفكير في اقامتها لحماية دول الخليج وتمتد لتشمل مصر واسرائيل وذلك لانها تنطوي على قبول ضمني بوجود قوة نووية اقليمية وتواجد قوات اجنبية على ارض مصر.
وقال مبارك "قرأت تقارير صحفية عن هذا الطرح .. ولم نتلق أي اتصالات رسمية بشأنه .. إن صحت هذه التقارير فإن مصر لن تكون طرفا في مثل هذه المظلة .. أولا لأنها تعني قبول تواجد قوات وخبراء أجانب على أرضنا وهو ما لا نقبله .. وثانيا لأن هذا الطرح ينطوي على قبول ضمني بوجود قوى نووية إقليمية وهو ما لا نرضاه".
وأضاف ان "الشرق الأوسط ليس في حاجة لقوى نووية لا من جانب إيران ولا من جانب إسرائيل .. المنطقة في حاجة للسلام والأمن والاستقرار والتنمية .. ومبادرة مصر منذ عام 1974 لإخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووي جاءت من هذا المنطلق وكذلك دعوتي منذ عام 1990 لإعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل".
0 التعليقات:
إرسال تعليق
أضف تعليق