Facebook

اقتحام المسجد الاقصى

aqsa_015

ملصقات وبوسترات نشرتها كثير من الجماعات اليهودية خلال الأيام الأخيرة على المواقع الإلكترونية التابعة لها، تدعو فيها إلى اقتحام جماعي للمسجد الأقصى اليوم الأحد، بمناسبة ما يسمى "عيد الكيبور" أو "يوم الغفران" وهو أقدس أيام السنة العبرية.

ويبدو أن كثير من اليهود استجابوا لهذه الدعوة ودخلوا اليوم إلي باحة المسجد الأقصى في حماية الشرطة الإسرائيلية، لكن المصليين الفلسطينيين تصدوا لهم.

ولكن ما هو "عيد الكيبور" الذي يحتفل به اليهود الصهاينة باقتحام أقصانا الشريف؟

ملابس بيضاء

يوم الكيبور هو يوم صوم، وهو أهم الأيام المقدَّسة عند اليهود على الإطلاق ولذلك يُطلَق عليه "سبت الأسبات".

وبحسب التراث الحاخامي، فإن يوم الغفران هو اليوم الذي نزل فيه موسى من سيناء، للمرة الثانية، ومعه لوحا الشريعة، حيث أعلن أن الرب غفر لليهود خطيئتهم في عبادة العجل الذهبي، فهو لذلك يوم عيد وفرح.

ومع هذا أضاف التراث الحاخامي جانب الحزن والندم والحداد إذ قرر الحاخامات أن يوم التكفير هو اليوم الذي سمع فيه يعقوب عن موت ابنه يوسف ولذا يجب أن يشعر الإنسان بالحزن طيلة ذلك اليوم• ويجب التضحية بكبش ذكر ليتذكر اليهودي الكبش الذكر الذي ذبحه إخوة يوسف وبللوا قميصه بدمه•

وتظهر الطبيعة المزدوجة للعيد الذي هو أيضا يوم صيام في أن اليهود يرتدون الملابس البيضاء علامة الفرح حتى يشبه اليهودي الملائكة الذين لا يعرفون الشر• ولكن اللون الأبيض هو أيضاً لون الكفن، وبذا يتذكر اليهودي الموت مما يعمق رغبته في التوبة والرغبة في التكفير عن ذنوبه.

ويجب على اليهودي في هذا اليوم أن يتسم بالزهد وأن يكرس جل وقته للصلاة، فالهدف من هذا العيد هو تطهير القلب، وأن يصلي الإنسان متسامياً على رغباته الجسدية، وأن يطلب من خالقه المغفرة لما ارتكبه من ذنوب في الأيام السابقة، وأن يطلب رضاه وبركته ونعمته في أيامه المقبلة.

الديك والدجاجة

يوم كيپبور، يوم هاكيپبوريم أو عيد الغفران (بالعبرية יוֹם כִּפּוּר أو יוֹם הַכִּפּוּרִים)، هو اليوم العاشر من شهر "تشريه"، الشهر الأول في التقويم اليهودي، وهو يوم مقدس عند اليهود مخصص للصلاة والصيام فقط. وهو اليوم المتمم لأيام التوبة العشرة والتي تبدأ بيومي رأس السنة، أو كما يطلق عليه بالعبرية روش هاشناه، وحسب التراث اليهودي هذا اليوم هو الفرصة الأخيرة لتغيير المصير الشخصي أو مصير العالم في السنة الآتية.

يعتبر يوم كيبور في الشريعة اليهودية يوم عطلة كاملة يحظر فيه كل ما يحظر على اليهود في أيام السبت أو الأعياد الرئيسية مثل الشغل، إشعال النار، الكتابة بقلم، تشغيل السيارات وغيرها، ولكنه توجد كذلك أعمال تحظر في يوم كيبور بشكل خاص مثل تناول الطعام والشرب، الاغتسال والاستحمام، المشي بالأحذية الجلدية، ممارسة الجنس وأعمال أخرى بهدف التمتع.

وبينما تعتبر أيام السبت والأعياد الأخرى فرص للامتناع عن الكد وللتمتع إلى جانب العبادة، يعتبر يوم كيبور فرصة للعبادة والاستغفار فقط.

ومن الشعائر الأخرى التي تمارس بشكل دائم في عيد يوم الغفران طقس يسمى ''كـابَّـاروت'' وهي صيغة جمع لكلمة ''كابَّاراه'' العبرية وتعني ''تكفير''.

وهي إحدى الشعائر اليهودية التي يتم من خلالها نقل خطايا اليهودي الآثم بشكل رمزي إلى طائر، ولا يمارس هذا الطقس الآن سوى بعض اليهود الأرثوذكس• وتأخذ الشعيرة الشكل التالي: تُتلى بعض المزامير وفقرات من سفر أيوب ثم يُدار حول رأس اليهود طائر يُفضَّل أن يكون أبيض اللون (ديك إذا كان الآثم ذكراً ودجاجة إذا كان أنثى) ثم يُتلى الدعاء التالي: "هذا هو بديلي، قرباني، الذي ينوب عني في التكفير عني• هذا الديك (أو الدجاجة) سيلقى حتفه، أما أنا فستكون حياتي الطويلة مفعمة بالسلام"• ثم يُعطَى الطائر بعد ذلك لأحد الفقراء، أما أمعاؤه فتُعطَى للطيور ،وقد تَعدَّل الطقس إذ يذهب بعض الحاخامات إلى أنه يمكن إعطاء نقود تعادل ثمن الطائر.

ولم يأتِ ذكر لهذا الطقس في التوراة أو التلمود ويظهر أول ما يظهر في كتابات الفقهاء (اليهود) في القرن التاسع• وقد اعترض بعض الحاخامات في بداية الأمر على هذا الطقس لأنه يشبه الشعائر الوثنية• ولكن الوجدان الشعبي يميل لمثل هذه الشعائر، فهي تُقرِّب العابد من الإله بطريقة محسوسة، ولهذا كُتب لها الاستمرار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
منقول من موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية" للمفكر الدكتور عبد الوهاب المسيري (رحمه الله) ومواقع أخرى مهتمة بالأعياد اليهودية.

Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق