Facebook

منظومة أوباما الصاروخية دفاعا عن إسرائيل وردعا لإيران




الدرع الصاروخى السابق فى اوربا

قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما التخلي عن خطط الإدارة السابقة لنشر درع صاروخي في تشيكيا وبولندا، واستبدلها بمشروع دفاعي معدل جديد بحري وبري اعتبره المراقبون بمثابة تغيير جذري للسياسة الدفاعية الخارجية لواشنطن وإطاحة بمشروع "الدرع الصاروخية" في أروبا الذي تبناه الرئيس السابق جورج بوش.

وعقب إعلان الخطة الأمريكية الجديدة أعربت إسرائيل عن سعادتها حيث رأت انها ستحد من "التهديدات الصاروخية الإيرانية" لأوروبا وإسرائيل.

الخطة الدفاعية الجديدة

ستقوم الولايات المتحدة الأمريكية بموجب خطة أوباما الجديدة مبدئيا بنشر سفن مزودة بصواريخ اعتراضية متطورة، وفي المرحلة ثانية ستنشر انظمة دفاعية أرضية في مناطق مختلفة من أماكن نفوذها.

واستعرض وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس الخطة الجديدة وقال إن الصواريخ المعترضة ستنشر في البداية على سفن لتسهيل نقلها من منطقة إلى أخرى, أما المرحلة الثانية، التي ستتم في العام 2015، ستشتمل الصواريخ المتطورة "إس إم3 ".

وهاجم وزير الدفاع الأمريكي، منتقدي خطة الدفاع الصاروخية الجديدة، والتى ستكون كبديل لخطة نشر الدرع الصاروخية شرق أوروبا ، وأصر جيتس على أنها لا تمثل تنازلا لروسيا كما يدعى البعض إنما تمثل ضمان لأمن أمريكا فى المقام الأول .

وقال جيتس: "إنتقاد الخطة مضلل, أعتقد أن الخطة الجديدة اقتراح عملي جدا، ووجدت منذ أن توليت هذا المنصب أنه عندما يتعلق الأمر بالدفاع الصاروخي، يعتنق البعض وجهة نظر تشبه اللاهوت، والتي تعتبر أي تغيير في خطط أو أي إلغاء لبرنامج، بمثابة تخل عن العقيدة أو حتى خرقها".

وقد أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن قرار بلادها نشر نظام صاروخي دفاعي أكثر قوة وشمولية في أوروبا لا يتعلق بروسيا، بل جاء رداً على تهديد صواريخ ايران البالستية.

واعتبرت أن تصديق الرئيس أوباما على نشر نظام دفاعي صاروخي جديد في أوروبا بصورة أسرع من النظام السابق "سيجعل أميركا أكثر قوة وأكبر قدرة على حماية قواتها ومصالحها وحلفائها، والتصدي لتهديد صواريخ إيران البالستية القصيرة والمتوسطة المدى".

أوباما يدافع ويعترف بأنها لردع إيران

كان أوباما قد أعلن في السابع عشر من هذا الشهر أن الولايات المتحدة ستبني منظومة درع صاروخية أكثر تطورا وأقل تكلفة، من تلك التي خططت لنشرها في شرق أوروبا.

واقترح أوباما على روسيا العمل سوياً من أجل التصدي للتهديدات الصادرة من جانب إيران.

ونفى في لقائه مع شبكة "سي بي إس" الإخبارية أن تكون الإعتراضات الروسية على الخطط الأمريكية بنشر الدرع الصاروخية في شرق أوروبا قد أثرت على قراره التخلي عن هذه الخطط.

وقال أوباما إن "روسيا كانت على الدوام متوجسة من هذه الدرع الصاروخية, ولكن الرئيس الاميركي السابق جورج بوش كان محقاً في أنها لا تشكل تهديداً لهم". وأضاف أن "هذا البرنامج لا يشكل تهديداً لهم, ولذلك فإن مهمتي هنا لم تكن التفاوض مع الروس بشأن المنظومة الجديدة".

وتابع: إن الروس لا يتخذون القرارات بشأن وضعنا الدفاعي, لقد قررنا بشأن الأمر الذي سيكون الأفضل لحماية الشعب الأميركي وكذلك لقواتنا في أوروبا ولحلفائنا. وقال: "إذا كانت إحدى النتائج الجانبية لقرارنا أن الروس أصبحوا أقل توجساً وأننا الآن مستعدون للعمل معهم بشكل أكثر فعالية لمعالجة تهديدات مثل الصواريخ البالستية من إيران أو التطوير النووي في إيران، فذلك أمر إضافي جيد".

الكونجرس يعارض خطة أوباما

أما الجمهوريين ، المعارضين لمشروع أوباما ، فقد انتقدوا القرار ورأوا أنه جاء لاعتبارات سياسية ودبلوماسية تخص الديمقراطيين.

وفى تصريح للسيناتور جون ماكين وهو العضو الجمهوري في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي قال إن قرار أوباما التراجع عن إقامة الدرع الصاروخي في شرق أوروبا هو إلغاء لاتفاق بين الولايات المتحدة وحلفائها.

أما ريكي أليسون وهو من المناصرين لمشروع الدفاع الصاروخي السابق قال إنه يعتقد أن قرار التخلي عن الدرع الصاروخي، جاء نتيجة اعتبارات سياسية ودبلوماسية.

وأضاف: أعتقد أن الإدارة تؤمن بأن الأمن في أوروبا يتطلب علاقة إيجابية مع روسيا, لكن الجمهوريين وأنصار الدفاع الصاروخي قالوا إن هذه الخطوة مضللة وتفتقر الى بعد النظر، وقالوا إنها ربما تضعف أمن الولايات المتحدة وأوروبا.

روسيا تشترط مشاركتها فى المنظومة الجديدة

وفى أول رد فعل لروسيا صرح رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية نيكولاي ماكاروف بأن موسكو لن توافق على أية منظومة أمريكية مضادة للصواريخ إلا إذا كانت روسيا مشتركة فيها.

وتعقيبا على ذلك قال الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف إن روسيا تُثمن الموقف المسؤول للرئيس الأمريكي أوباما وهي على استعداد لمواصلة الحوار مع واشنطن في موضوع منظومة الدفاع المضاد للصواريخ.

وأضاف: "إن روسيا اهتمت بكلمة أوباما حول تعديل موقف الولايات المتحدة من نشر عناصر الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا".

وأعاد ميدفيديف إلى الأذهان أنه كان قد ناقش هذا الموضوع مع الرئيس الأمريكي أثناء لقائهما في لندن وفي موسكو هذا العام.

وأبدى الرئيس الروسي استعداد بلاده للعمل مع الولايات المتحدة على إيجاد تدابير فعالة في مجال التصدي لمخاطر الانتشار الصاروخي.

كما اعتبر وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف أن بلاده مهتمة بمعرفة مكان الموقع الثالث للمنظومة الصاروخية، التي تَعتزم واشنطن نشرَها، مشيرا إلى أن موسكو تجري محادثات مع الأميركيين والبولنديين والتشيك بهذا الخصوص.

فيما قال جنرال روسي كبير إن خطط نشر صواريخ قرب حدود بولندا لم تلغ بعد قرار الولايات المتحدة مراجعة خططها لنشر درع صاروخية في أوروبا.

إسرائيل تصفها الخطة بـ"الكنز"

وفي هذا الإطار يرى الإسرائيليون أن قرار إدارة الرئيس أوباما إلغاء مشروع إدارة الرئيس السابق جورج بوش ، هو كنز لإسرائيل. لأن البديل الذي اختاره أوباما، وهو استخدام الصواريخ المتنقلة في البحر الأبيض المتوسط يوفر لها حماية غير محسوبة لأمن الدولة العبرية.

وتكلم في هذا الموضوع بصراحة البروفسور دين فيلكينج، العالم الفيزيائي الأميركي الذي بادر إلى هذا المشروع, فقال في حديث مع إذاعة "الجيش الإسرائيلي" إن الفارق الأساسي بين مشروع بوش ومشروع أوباما هو أن شبكة الصواريخ في أوروبا كانت تستهدف الدفاع عن الأراضي الأميركية من صواريخ إيرانية بعيدة المدى وهي تحتاج إلى وقت حتى تجهز.

واضاف دين فيلكينج "بينما هدف الصواريخ المتنقلة هو حماية حلفاء أميركا في أوروبا والشرق الأوسط، وخصوصا تركيا وإسرائيل، التي تواجه خطرا فعليا. وهذه الشبكة جاهزة وتعرف باسم".

وقال دين فيلكينج إنه في الوقت الراهن لا يوجد خطر على الولايات المتحدة من صواريخ إيرانية بعيدة المدى. والخطر الآني هو من صواريخ متوسطة المدى، اذ إنها تصيب دول أوروبا والشرق الأوسط.

ورحبت إسرائيل بهذه الخطوة, وتقرر أن يسافر وزير دفاعها إيهود باراك إلى الولايات المتحدة بعد الأعياد اليهودية ليبحث مع نظيره الأميركي روبرت جيتس وغيره من المسؤولين العسكريين كيفية التنسيق المشترك حولها.

ردع لـ "حماس" و"حزب الله" ايضا

وفى إطار خطة أوباما لبناء الدروع الصاروخية الدفاعية الجديدة, كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن امريكا ساعدت إسرائيل فى بناء واحداً من أكثر نظم الدفاع الصاروخي تقدما في العالم.

وقالت الصحيفة إن هذا النظام متعدد المستويات ويهدف إلى التصدي للعديد من التهديدات، بما في ذلك صواريخ "جراد" قصيرة المدى التي تطلقها المقاومة الفلسطينية لضرب المدن الإسرائيلية، بالإضافة إلى الصواريخ العابرة للقارات لمواجهة التهدادات الإيرانية.

وأشارت إلى أن النظام مولته الولايات المتحدة الأمريكية والذي يشمل راداراً أمريكيا متقدما وتكنولوجيا أخرى على مدى عقدين.

وقال محللون إسرائيليون في مجال الدفاع إن هذا النظام وصل إلى مستوي النضج ويمكن أن يبدأ في تغيير طبيعة القرارات الإستراتيجية في المنطقة.

ومن جانبه قال عوزي روبين مستشار سابق لشئون الدفاع وتولى إدارة برنامج الدرع الصاروخية الإسرائيلية خلال فترة التسعينيات "أن إيران لا يمكن أن تكون على يقين من المبادرة بشن هجوم ناجح ضد إسرائيل، في حين انه ربما تجد مجموعات مثل حركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان أنه تم تقويض أحد التكتيكات المفضلة لديهما".

Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق