Facebook

بعد مؤامرة "كوبرا.. إيران تكافيء البرادعي






نجاد والبرادعي

بعد أسبوع من قيام محمد البرادعي بتقديم مشروع اتفاق يرمي إلى تهدئة مخاوف الدول الكبرى من النشاطات النووية الإيرانية ، كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الخميس الموافق 29 أكتوبر / تشرين الأول أن البرادعي تسلم موافقة مبدئية من إيران على اقتراحه بنقل جزء من اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى الخارج للحصول على الوقود النووي .

وجاء في بيان للوكالة " علي أصغر سلطانية مندوب إيران لدى الوكالة قام بتسليم الرد الإيراني الرسمي خلال لقاء مع المدير العام للوكالة محمد البرادعي في فيينا " ، وأضاف البيان قائلا :" البرادعي ينخرط في مشاورات مكثفة مع الحكومة الإيرانية وكل الأطراف المعنية على أمل التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن اقتراحه في القريب العاجل".

ويبدو أن إيران في طريقها للموافقة النهائية إلا أنها في الوقت ذاته مازالت تلجأ للمناورة على أمل كسب الوقت وتحسين بنود اتفاق التخصيب الذي اقترحه البرادعي بما يحقق لها أقصى منفعة ممكنة.

وما يرجح صحة الأمر السابق هو تزامن تسليم الموافقة المبدئية مع إعلان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن طهران مستعدة لتبادل الوقود النووي والتعاون في ملفها النووي مع الدول الكبرى المعنية بهذا الملف.

وأضاف في خطاب القاه في مدينة مشهد في 29 أكتوبر / تشرين الأول أن الغرب انتقل من سياسة المواجهة إلى الحوار في تعامله مع برنامج بلاده النووي ، مشيرا إلى أن بلاده ستواصل مسيرتها النووية إلا أنها مستعدة للتعاون بشأن الوقود النووي والطاقة والتقنية النووية.

واختتم قائلا :" إن اقتراح تزويد الغرب بالوقود اللازم للمفاعل النووي في طهران هو مناسبة لتقييم مدى أمانة القوى الكبرى في تعاملها مع إيران ".

وبجانب تصريحات نجاد ، فقد تزامن تسليم الموافقة المبدئية مع تقارير صحفية إيرانية شددت على أن طهران ستوافق في ردها النهائي على مسودة اتفاق البرادعي ، لكنها اقترحت تعديلات مهمة في نص مشروع الاتفاق.

وكشفت صحيفة "جوان" الإيرانية المحافظة في هذا الصدد أن هذه التعديلات تقترح على الوكالة الدولية للطاقة الذرية احتمالين لتسليم اليورانيوم المخصب ، موضحة أن إيران تقترح في التعديل الأول تسليم اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المائة لتحصل في المقابل على وقود مخصب بنسبة 20% الضرورية لمفاعل أبحاث طهران.

وفي التعديل الثاني ، تقترح طهران أن تتبادل "في نفس الوقت" كمية محددة من اليورانيوم المنخفض التخصيب مقابل الوقود النووي الضروري لمفاعل طهران.

التعديلات السابقة تستجيب فيد يبدو لمطالب الرأي العام الإيراني الذي يطالب بالحذر في إرسال اليورانيوم المخصب إلى الخارج وضرورة أن يتم الأمر تدريجيا وفقا لخطوات تؤدي في النهاية إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران .

صفقة البرادعي



منشآت إيران النووية

ولعل إلقاء نظرة على تفاصيل صفقة البرادعي وردود الأفعال الإيرانية عليها يوضح حقيقة موقف طهران أكثر وأكثر ، فمعروف أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية المنتهية ولايته محمد البرادعي كان عرض في 21 أكتوبر/ تشرين الأول بعد مفاوضات بين إيران وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا في فيينا مسودة اتفاق ترمي إلى تهدئة مخاوف الدول الكبرى حول طبيعة النشاطات النووية الإيرانية.

ووافقت واشنطن وموسكو وباريس على اقتراح البرادعي ، لكن إيران طالبت بمهلة بضعة أيام إضافية لتحضير ردها ،
وأفاد دبلوماسيون غربيون بأن مشروع الاتفاق ينص على أن تسلم إيران بحلول نهاية العام الجاري 1200 كلجم من اليورانيوم المخصب بأقل من 5% لتخصيبه في روسيا حتى 20% قبل أن تحوله فرنسا إلى قضبان وقود نووي لتشغيل مفاعل الأبحاث في طهران الذي يعمل تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

لكن الكثير من المسئولين الإيرانيين رفضوا فكرة إرسال هذه الكمية من اليورانيوم المخصب إلى الخارج ، حيث تمتلك إيران حاليا مخزونا يبلغ 1500 كلغم من اليورانيوم المنخفض التخصيب.

وأعلن الأمين العام لمجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني محسن رضائي أن بلاده يجب أن تحتفظ بـ 1100 كلغم من اليورانيوم المخصب ، كما اقترح رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بوروجردي تسليم إيران اليورانيوم تدريجيا ، وفي السياق ذاته ، قال النائب كاظم جلالي :" بعضهم يحلم بابتلاع كامل اليورانيوم المنخفض التخصيب الذي نملكه وإخراجه من البلاد لكن ذلك لن يتم".

كما كشفت صحيفة "طهران أمروز" القريبة من المحافظين أن تسليم مخزون اليورانيوم على دفعة واحدة لا يقبله الرأي العام ، واعتبرت الصحيفة أن ذلك يجب أن يتم على مراحل عدة وفي كل واحدة يجب على الدول الكبرى أيضا أن تخطو خطوات منها وقف عملية اتخاذ قرارات عقابية جديدة ضد إيران وإلغاء القرارات الدولية السابقة وإنهاء العقوبات الظالمة .

ردود الأفعال السابقة تؤكد أن موافقة إيران على إرسال اليورانيوم للخارج هى خطوة محسوبة جيدا وتهدف لإفشال تهديدات إسرائيل من ناحية وإنهاء العقوبات الدولية من ناحية أخرى .

ذعر في إسرائيل



مناورات إسرائيلية

هذا بالإضافة لحقيقة هامة وهى أن إيران تريد أن تستفيد من حيادية البرادعي قبل مغادرته منصبه ، خاصة وأنه قدم لها صفقة تحقق الكثير من أهدافها النووية دون تقديم تنازلات تذكر ، وهو الأمر الذي أثار غضب إسرائيل بشدة .

وكانت الصحافة الإسرائيلية سارعت إلى انتقاد صفقة البرادعي ووصفتها بأنها إنجاز لإيران وضربة موجعة لإسرائيل ، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن القيادة السياسية الإسرائيلية تتابع هذه التطورات بقلق بالغ .

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في هذا الصدد إن الاتفاق يعتبر ضربة لإسرائيل ، مؤكدة على لسان محللها السياسي اليكس فيشمان تحت عنوان "نحن سندفع الثمن" أن الاتفاق يبشر بمصائب لإسرائيل.

وصب فيشمان جام غضبه على البرادعي قائلا : "إن هذا الرجل المحتال الذي قالت عنه وكالات استخبارات غربية منذ مدة انه يتعاون مع إيران سيبيعنا بخسا ويعقد حياتنا "، زاعما أن هناك من يحذرون منذ سنوات بأنه يبلغ الإيرانيين بنوايا المجتمع الدولي بشأن مشروع إيران النووي.

وتابع قائلا :" الإيرانيون تلقوا تحذيرات بشكل مسبق وعرفوا ماذا يريد الغرب منهم ، كان لديهم مصدرا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، البرادعي سيسر جدا بتحقيق حلم وطنه مصر وباقي العالم العربي والإسلامي بالقضاء على المشروع النووي الإسرائيلي".

وأعرب فيشمان عن خشيته من أن تطالب إيران مقابل توقيعها على الاتفاق النهائي بفرض رقابة دولية على المشروع النووي الإسرائيلي ، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة بدأت بالاستعداد لإمكانية أن تربط إيران بين موافقتها على الاتفاق وفرض رقابة على المشروع النووي الإسرائيلي.

وفي السياق ذاته ، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن الاتفاق يبعد ضربة إسرائيلية محتلمة لإيران ، وقالت على لسان معلقها السياسي يوسي ميلمان :" إن إمكانية أن تقوم الولايات المتحدة بمهاجمة إيران تعرضت أيضا إلى ضربة قوية ".

وأضاف أن الاتفاق بمثابة إنجاز هام لإيران فيما أسماها في حرب الاستنزاف والتأجيل التي تديرها مع المجتمع الدولي بهدف دفع مشروعها النووي للأمام ، واختتم ميلمان قائلا إن الاتفاق لا يرجيء الخيار العسكري لسنة أو سنة ونصف فحسب بل يحول دون فرض عقوبات دولية جديدة ضد إيران كما تطالب إسرائيل .

والخلاصة أن صفقة البرادعي أجهضت مبكرا أي تفكير إسرائيلي في ضرب إيران على الأقل في المستقبل القريب خاصة وأنها كانت تزامنت مع مناورة "كوبرا جونبير 10" التي أجرتها إسرائيل في 21 أكتوبر / تشرين الأول ووصفت بأنها أضخم مناورة جوية في تاريخها ، بل واعتبرت حينها أيضا بمثابة بروفة نهائية على ضرب إيران .


moheet

Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق