Facebook

عودة العلاقات بين ايران ومصر






فيما اعتبر مؤشرا إيجابيا على اقتراب استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين ، توصلت مصر وإيران في 3 أكتوبر لاتفاقية تتيح استئناف الرحلات الجوية المباشرة بينهما .

ووقع الاتفاقية في القاهرة بالأحرف الأولي رئيس هيئة الطيران المدني المصرية سامح الحفني ومساعد رئيس الشركة الوطنية الإيرانية للطيران المدني حميد غفابش ، فيما حضر مراسم التوقيع وزير الطيران المدني المصري أحمد شفيق ونائب الرئيس الإيراني ورئيس منظمة السياحة حميد باغاي.

وفي تعليقه على الاتفاقية السابقة ، قال الحفني إنها ستحل محل الاتفاقية التي وقعت عام 1976 وهي تتماشي مع التطورات في مجال الطيران المدني.

وفيما أعلن الحفني أن الاتقاقية تقضي بتسيير 28 رحلة جوية أسبوعيا بحد أقصى بين القاهرة وطهران ، كشفت مصادر مصرية وإيرانية مطلعة أن تلك الرحلات ستنظمها بشكل أساسي شركات طيران خاصة.

وبصرف النظر عن جوانبها الاقتصادية ، فإن الاتفاقية تحمل دلالات سياسية هامة جدا بالنظر إلى أن العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين البلدين منذ ثلاثين عاما.

وكانت طهران قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع القاهرة في عام 1980 بعد نحو عام من توقيع مصر معاهدة السلام مع إسرائيل وقيام الثورة الإسلامية في إيران.

ومنذ ذلك الحين ، حافظت الدولتان على قسمين لرعاية المصالح فقط في عاصمة كل منهما ، كما شهدت العلاقات بينهما صعودا وهبوطا بسبب الخلافات السياسية حول القضايا الإقليمية والدولية وخاصة ما يتعلق منها بالوضع في لبنان وفلسطين واستمرار احتلال إيران لثلاث جزر إماراتية .

ويبدو أن توقيع اتفاقية استئناف الرحلات الجوية المباشرة هو أمر هام على طريق إذابة الجليد في علاقات الدولتين المسلمتين الكبيرتين خاصة وأن التوقيع تزامن مع عدة زيارات قام بها مسئولون إيرانيون للقاهرة .

وكان وفد برئاسة نائب الرئيس الإيراني لشئون السياحة حميد باغاي وصل إلى القاهرة مطلع أكتوبر في أول زيارة على هذا المستوى للبحث في تنشيط العلاقات السياحية بين الطرفين.

ولم يقف الأمر عند ماسبق ، بل إن وفدا صحيا إيرانيا بدأ في 2 أكتوبر أيضا زيارة للقاهرة للقاء وزير الصحة المصري حاتم الجبلي وعدد من مسئولي الصحة لبحث تفعيل اتفاقيات جديدة في مجالات الخدمات الصحية والدواء بين البلدين.

فتوى خامنئي



علي خامنئي

وبالإضافة إلى ما سبق ، فإن توقيع الاتفاقية تزامن مع فتوى تاريخية لمرشد الجمهورية الإيرانية على خامنئي قوبلت بترحيب فوري من الأزهر الشريف .

وكان خامنئى أصدر في 2 أكتوبر فتوى بتحريم الإساءة إلى الصحابة رضوان الله عليهم أو المساس بأمهات المؤمنين زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم .

وعلى الفور ، أعرب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في بيان له في 2 أكتوبر عن تقديره وترحيبه بالفتوى التى أصدرها على خامنئى مرشد الجمهورية الإيرانية بتحريم الإساءة إلى الصحابة رضوان الله عليهم أو المساس بأمهات المؤمنين زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم .

ووصف شيخ الأزهر في بيان له فتوى خامنئي بأنها "صادرة عن علم صحيح وعن إدراك عميق لخطورة ما يقوم به أهل الفتنة وتعبر عن الحرص على وحدة المسلمين , قائلا :" ومما يزيد من أهمية تلك الفتوى أنها صادرة عن عالم من كبار علماء المسلمين ومن أبرز مراجع الشيعة وباعتباره المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية".

ووجه الطيب في هذا الصدد تحية صادقة لخامنئي على "فتواه الكريمة" التى أكد أنها أتت في أوانها لترأب الصدع وتغلق أبواب الفتنة , داعيا الله سبحانه وتعالى أن تكون فاتحة خير وبداية لعمل جاد موصول لجمع المسلمين على كلمة سواء بعيدا عن دعاوى الغلو والتطرف ودعاة الفرقة والخلاف.

ولم يكتف الطيب بما سبق ، بل إنه استطرد قائلا :" إنه من موقع العلم ومن واقع المسئولية الشرعية أقرر أن السعى لوحدة المسلمين فرض وأن الاختلاف بين أصحاب المذاهب الإسلامية ينبغى أن يبقى محصورا فى دائرة الاختلاف في الرأى والاجتهاد بين العلماء وأصحاب الرأى وألا يمس وحدة الأمة ، مصداقا لقوله سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم (ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين ) صدق الله العظيم - سورة الانفال الآية (46 ) ".

وبالإضافة إلى ما سبق ، أشار الطيب أيضا إلى أن كل من يتسبب بإذكاء نار الفتنة بين المسلمين آثم مستحق لعقاب الله وانكار الناس ، قائلا :" الأزهر الشريف يدعو المسلمين إلى أن يعتصموا بحبل الله جميعا ولا يتفرقوا وأن يجمعوا جهودهم للعمل من أجل رفعة الإسلام ووحدة المسلمين وعزة الأوطان وإرساء السلام بين الناس على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وأجناسهم".

ويبدو أن بوادر تحسن العلاقات بين مصر وإيرات بدأت منذ اواخر العام الماضي ، عندما وصف وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي مصر بأنها بلد مهم على مستوى المنطقة ، مؤكدا أن موقفها تجاه موضوع إيران النووي منطقي ومبدئي .

وخلال استقباله الرئيس الجديد لمكتب رعاية مصالح مصر في طهران علاء الدين حسن يوسف يوم السبت الموافق 14 نوفمبر / تشرين الثاني الماضي ، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن متكي القول أيضا إن المشاورات بين طهران والقاهرة تشكل دعما قويا لشعوب المنطقة ، داعيا نظيره المصري أحمد أبو الغيط إلى زيارة طهران والتشاور حول القضايا الإقليمية.

وأعرب عن أمله بأن تتمكن إيران ومصر من توفير أرضية للتفاهم المشترك والمصالح المتبادلة واتخاذ خطوات جديدة لخدمة مصالح الدول الإسلامية ، هذا فيما أعرب الرئيس الجديد لمكتب رعاية مصالح مصر في طهران عن أمله في أن يسهم من خلال جهوده في تعزيز العلاقات الثنائية ، وأكد حق إيران الطبيعي في استخدام التقنية النووية ، معتبرا أن التفاوض يعد الخيار الوحيد لإزالة سوء الفهم في هذا الشأن.

واللافت للانتباه أن التصريحات الإيجابية السابقة جاءت بعد أن خرج وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في 30 سبتمبر / أيلول الماضي بتصريحات مثيرة أكد خلالها أن إيران ليست دولة معادية لمصر ولكن القاهرة لها مطالب محددة فيما يخص برنامجها النووي .

وفي مؤتمر صحفى عقده مع نظيره البولندى رادوسلاف سيكوروسكى بالقاهرة ، أضاف أبو الغيط قائلا :" إننا نقولها بأكبر قدر من الصراحة والاستفاضة ، إيران ليست دولة معادية لمصر، فهى دولة صديقة ودولة إسلامية، ولكن مصر لها مطالب محددة فيما يتعلق بالقدرات النووية لطهران" ، مجددا في الوقت ذاته مطالب القاهرة لإسرائيل بالانضمام إلى معاهدة منع الانتشار مثلها مثل باقي دول منطقة الشرق الأوسط.

بل وسبق تصريحات متكي وأبو الغيط أيضا ما يرجح احتمال عودة العلاقات قريبا ، ففي 13 يوليو الماضي ، التقى أبو الغيط ومتكي وجها لوجه على هامش اجتماع وزراء خارجية دول عدم الانحياز بشرم الشيخ .

وعقب اللقاء ، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكى أن هذا النوع من اللقاءات موجود وقائم ، والعلاقة بين الوزيرين هي علاقة شخصية وإنسانية طيبة ، ولا ترتبط بالضرورة بوجود خلافات سياسية أو اختلافات في وجهات النظر.

وأضاف أن الخلاف المصري مع أي طرف لم يكن أبدا خلافا شخصيا ، ولكن دائما ما تكون خلافات مصر مع أي طرف على سياسات أو وجهات نظر معينة ، وبالتالي لا يجب تأويل المسائل بشكل أكبر مما تحتمل.

وردا على سؤال حول العلاقة بين مصر وإيران في الفترة القادمة ، قال حسام زكي :" إن العلاقات بين مصر وإيران هى علاقات قديمة وقد شهدت هذه العلاقات في الفترة الأخيرة الكثير من التجاذبات والتوتر ونعمل على استعادة العلاقات الطبيعية ولا داع لتأويل الأمور أكثر مما تحتمل ، أو أن نبالغ ونهول في حجم الخلاف ونصفه بأوصاف ليست موجودة ".

صفعة مبارك لنتنياهو



مبارك ونتنياهو

ورغم أن اللقاء السابق كان له أهمية بالغة ، حيث يعتبر الأول على هذا المستوى العالي منذ سنوات وخاصة منذ حرب تموز 2006 بين إسرائيل وحزب الله اللبناني وما أعقبها من تزايد الخلافات والتوتر بين القاهرة وطهران ، إلا أن الأمر الأهم فيما يتعلق باحتمال عودة العلاقات بين طهران والقاهرة إلى طبيعتها قريبا هو ما حدث خلال اجتماع الرئيس المصري حسني مبارك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشرم شيخ في 11 مايو الماضي.

فرغم أن زيارة نتنياهو كانت تهدف بالأساس لإقناع مصر بتشكيل جبهة موحدة ضد إيران ، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن ، حيث كشفت مصادر دبلوماسية مصرية مطلعة أن الرئيس مبارك أكد لنتنياهو أن أي تعاون أمني أو عسكري مع إسرائيل ضد إيران ليس واردا على الرغم من أن العلاقة بين القاهرة وطهران سيئة.

ونقلت قناة الجزيرة عن تلك المصادر القول :" فيما يتعلق بالملف الإيراني ومحاولة إسرائيل تشكيل حلف يضم مصر والأردن ، فقد رفض الرئيس مبارك هذا الطرح رفضا تماما وحتى قبل اجتماعه مع نتنياهو ، كما أن تصريحاته بعد الاجتماع لم تتطرق لذلك وركزت فقط على كيفية إحياء عملية السلام وحل القضية الفلسطينية.

الموقف السابق جاء ليدحض مزاعم إسرائيل حول احتمال تأييد مصر لعمل عسكري ضد إيران ، خاصة وأن صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية كانت زعمت أن الموضوع الرئيسي لاجتماع نتنياهو والرئيس المصري في 11 مايو هو الملف النووي الإيراني ، مشيرة إلى أن نتنياهو يعتبر أن لإسرائيل ومصر ودول المنطقة عدو مشترك هو إيران.

وأضافت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لإقناع مصر بتشكيل جبهة موحدة ضد إيران رغم الخلافات العميقة بينهما حول تسوية الصراع في الشرق الأوسط ، ونقلت عن مسئول إسرائيلي القول :"مصر وإسرائيل تواجهان تهديد إيران وعملائها في الشرق الأوسط ، ولدينا مصلحة مشتركة في تعزيز الاستقرار في المنطقة قدما ، نتنياهو يسعى لحشد التأييد الإقليمي والدولي لضربة عسكرية محتملة ضد إيران" ، مشيرا إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية ينوي أيضا تركيز محادثاته على "الخطر الإيراني" في حال اجتمع مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

ويبدو أن اختيار مصر لتكون أول دولة يزورها نتنياهو منذ تولي مهامه في مارس 2009 كان يقوم على فرضية أن إقناعها وهى أكبر دولة عربية بالتحالف ضد إيران من شأنه تسهيل مهمته في إقناع الأردن ، معتمدا على أن العلاقات بين القاهرة وطهران تشهد تدهورا متصاعدا خاصة بعد إعلان القاهرة في إبريل من العام ذاته عن اعتقال خلية من حوالي 49 شخصا يقودها عنصر من حزب الله اللبناني بتهمة التخطيط للقيام بـ"عمليات عدائية" داخل الأراضي المصرية ، إلا أنه واجه حائط صد قوي يتمثل في مصر المعروفة تاريخيا برفضها فكرة التحالفات فما بالنا إذا كانت مع ألد أعداء العرب وهي إسرائيل وضد دولة إسلامية حتى وإن كانت هناك تحفظات على سياستها في المنطقة .

أيضا فإن الرفض المصري لمخطط نتنياهو انطلق من حقيقة مفادها أن القضية الفلسطينية هى أساس التوتر في المنطقة وأن الحديث على قضايا أخرى يكون عديم الجدوى إذا لم تحل تلك القضية.

ويبدو أن رفض إسرائيل تمديد قرار تجميد الاستيطان بعد انتهائه في 26 سبتمبر الماضي أكد للقاهرة أيضا أن حكومة التطرف في إسرائيل لن تأتي بجديد وكل ما يهمها هو التخلص من بعبع إيران الذي يؤرق مضاجعها، ولذا كانت واضحة كل الوضوح في رفض أي عمل عسكري ضد إيران لأن الذي يهدد الأمن القومي المصري هو استمرار الصراع العربي الإسرائيلي ، أما النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة فهو يشكل تهديدا ولكنه ليس بأي حال من الأحوال كخطر الترسانة النووية للكيان الصهيوني


محيط

Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق