Facebook

وولفوويتز

يحتل البروفيسور وولفوويتز، الذي عينه بوش نائباً لوزير الدفاع دونالد رامسفيلد، منصب عميد كلية العلاقات الدولية في معهد جون هوبكينز للدراسات الدولية المتطورة في واشنطن. وكان قد تسلم منذ عام 1973 وحتى 1977 عدداً من المناصب في وكالة نزع الأسلحة والحد من انتشارها، وعمل مديراً لمحادثات الحد من الأسلحة الاستراتيجية. ومنذ عام 1977 وحتى 1980 أصبح مديراً للتخطيط السياسي في وزارة الدفاع. ومنذ عام 1982 حتى 1986 عمل مساعداً لوزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ. ومنذ عام 1986 حتى عام 1989 عين سفيراً للولايات المتحدة في أندونيسيا. وفي عهد جورج بوش الأب مساعداً لوزير الدفاع ديك تشيني للشؤون السياسية، وهو منصب يجعله مسؤولاً عن وضع الاستراتيجية والخطط السياسية التي تستأنس بها وزارة الدفاع وتقوم بدراسة تبنيها.

تشير الوثائق التي نشرتها المخابرات الأميركية مؤخرا" الى عداء قديم بين وولفويتز وصدام حسين. ومن هذه الوثيقة نقتطف المقاطع التالية :
في سنة 1979 قبل اثنتي عشرة سنة من ضرب العراق خلال الحرب الخليج كتب بول وولفويتز تقريرا قال فيه: العراق أخطر دولة عربية على المصالح الأميركية.

في ذلك الوقت كان وولفويتز خبيرا شابا في قسم الأبحاث في وزارة الدفاع الأميركية.

وفي سنة 1992 قبل عشر سنوات، وبعد سنة من حرب الخليج، كتب وولفويتز تقريرا آخر قال فيه نفس الشيء : العراق أخطر دولة عربية على المصالح الأميركية.

في ذلك الوقت كان وولفويتز مساعدا، لوزير الدفاع، وفي سنة 1999 قبل ثلاث سنوات، كتب ولفووتز تقريرا آخر قال فيه نفس الشيء : العراق أخطر دول عربية على المصالح الأميركية.

في ذلك الوقت كان وولفويتز عميدا لمدرسة الدراسات الدولية العليا في جامعة جونز هوبكنز، في واشنطن العاصمة.

الآنوولفويتز نائب وزير الدفاع، ومن الذين يقودون حملة ضرب العراق واحتلاله وتغيير نظام الحكم فيه.

وهذه مقتطفات تشمل التقرير الأول الذي كتبه قبل ثلاث وعشرين سنة والتقرير الثاني قبل عشر سنوات،ومن التقرير الثالث قبل ثلاث سنوات.

وفي منصبه الحالي كنائب لوزير الدفاع، سيقوم بإدارة يومية لوزارة الدفاع، وسيعمل على ترتيب وإعداد ما يراه حول برنامج الدفاع الصاروخي المضاد للصواريخ الذي يؤيده بشدة، وسيتابع موضوع كوريا الشمالية التي يعتبرها دولة متمردة يجب مواجهتها والتعامل معها ببرنامج الصواريخ المضادة. كما سيتابع موضوع العراق وسيحاول تنفيذ أفكاره الداعية إلى تسليح المعارضة العراقية، وستكون الصين من مسؤولية أعماله المباشرة أيضاً.

ويقول المراقبون المختصون إن وولفوويتز يعتبر الصين أكبر منافس استراتيجي وأكبر خطر متوقع ضد الولايات المتحدة. كما سيقوم وولفوويتز بدور كبير ومهم من خلال منصبه هذا بتشكيل وترتيب ائتلافات وتحالفات عسكرية. وهذه المهمة كان قد اختص بها في سنوات الحرب الباردة. وكان ريتشارد هولبروك أحد كبار مستشاري نائب الرئيس الديموقراطي آل غور، الذي توقع أن يتسلم إما هو وإما وولفوويتز مثل هذا المنصب، قد أبلغ عدداً من الحضور في السنة الماضية أن نشاطات وولفوويتز الحديثة تدل على سياسة خارجية جديدة.

ومن المحطات التاريخية التي تعطي صورة عن طبيعة وولفوويتز الذي يعتبر من أخطر الصقور في الإدارة الأميركية ما قام به عام 1975 في أندونيسيا. في هذا الصدد يقول هولبروك: "بول وأنا كنا على اتصال في كثير من الأحيان من أجل إبعاد مسألة "تيمور الشرقية" عن الحملة الانتخابية، أن ذلك سيلحق الضرر بواشنطن وأندونيسيا". ففي ذلك الوقت قامت أندونيسيا بغزو تيمور الشرقية بعد انهيار الدولة البرتغالية التي كانت تستعمرها منذ زمن طويل. وجرى الغزو الأندونيسي بأسلحة أميركية خصوصاً خلال سنوات حكم فورد- كيسنجر، وكارتر وريغان وبوش وكلينتون، الذي ظهر له فيما بعد أن أندونيسيا أصبحت عبئاً خصوصاً بعد افتضاح ما تقوم به في تيمور الشرقية.

ويشهد سجل وولفوويتز على اتباع سياسة الحرب الباردة في مختلف مناطق آسيا وهي من كان يضع الخطط السياسية لوزير الدفاع ديك تشيني نائب الرئيس الحالي. ولقد تسببت خططه السياسية في سيئول والفليبين بازدياد مظاهر العداء والكراهية ضد الولايات المتحدة حتى سقط رئيس كوريا الجنوبية وتبعه ماركوس في الفليبين. وهو شهير بالدفاع عن الرؤساء الذين لا يتمتعون بشعبية في بلادهم. وفي إحدى الشهادات التي قدمها للكونغرس حول ضرورة الدفاع عن نظام حكم سوهارتو الفاسد قال إن دعم سوهارتو والوقوف إلى جانبه سيعززان حقوق الإنسان والديموقراطية في أندونيسيا وبعد ثلاث سنوات، أي في عام 2000، سقط سوهارتو بسبب قمعه لحقوق الإنسان وللفساد المستشري في حكمه.

والطريف أن سقوط سوهارتو الصديق الحميم لوولفوويتز وكذلك سقوط الجنرال المستبد وينارتو معه، لم يحرج كثيراً وولفوويتز. فحين سأله أحد الصحفيين، هل تعتقد أن ويرانتو هو إصلاحي ويؤيد الإصلاح في أندونيسيا؟ قال: "لقد أصبح من التاريخ والماضي، الآن، بغض النظر عما إذا كان إصلاحياً أو ضد الإصلاح". وحاول وولفوويتز الدفاع عن ويرانتو، أداته في تنفيذ السياسة الأميركية في أندونيسيا والجنرال الذي احتل تيمور الشرقية وقام بالمجازر فيها.

ويقول تيم شوروك، الذي استشهدنا بمصادره في الحديث عن وولفوويتز: "إن جهود وولفوويتز للدفاع عن أعتى حكام آسيا وتبييض صوتهم مثل تشون، في كوريا الجنوبية، وماركوس في الفليبين، وسوهارتو وكذلك ويرانتو في أندونيسيا، تدل على إفلاس السياسة الخارجية الأميركية بدءاً من رونالد ريغان، وانتهاءً بجورج بوش وعلى الأميركيين الذين يهمهم ما تقوم به واشنطن في الخارج باسمهم، مراقبة كل خطوة يقوم بها وولفوويتز بدءاً من كوريا الشمالية حتى العراق وكولومبيا".

وربما من حسن حظ شارون أن يكون رئيس حكومة إسرائيل في عهد أصبح فيه وولفوويتز نائباً لوزير الدفاع، خصوصاً وأن الاثنين يحملان سجلاً من أخطر المغامرات العسكرية والتآمرية كل بحسب حجمه وحجم ما يتوفر له من قوة عسكرية وقرار.

Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق