وفي منصبه الحالي كنائب لوزير الدفاع، سيقوم بإدارة يومية لوزارة الدفاع، وسيعمل على ترتيب وإعداد ما يراه حول برنامج الدفاع الصاروخي المضاد للصواريخ الذي يؤيده بشدة، وسيتابع موضوع كوريا الشمالية التي يعتبرها دولة متمردة يجب مواجهتها والتعامل معها ببرنامج الصواريخ المضادة. كما سيتابع موضوع العراق وسيحاول تنفيذ أفكاره الداعية إلى تسليح المعارضة العراقية، وستكون الصين من مسؤولية أعماله المباشرة أيضاً.
ويقول المراقبون المختصون إن وولفوويتز يعتبر الصين أكبر منافس استراتيجي وأكبر خطر متوقع ضد الولايات المتحدة. كما سيقوم وولفوويتز بدور كبير ومهم من خلال منصبه هذا بتشكيل وترتيب ائتلافات وتحالفات عسكرية. وهذه المهمة كان قد اختص بها في سنوات الحرب الباردة. وكان ريتشارد هولبروك أحد كبار مستشاري نائب الرئيس الديموقراطي آل غور، الذي توقع أن يتسلم إما هو وإما وولفوويتز مثل هذا المنصب، قد أبلغ عدداً من الحضور في السنة الماضية أن نشاطات وولفوويتز الحديثة تدل على سياسة خارجية جديدة.
ومن المحطات التاريخية التي تعطي صورة عن طبيعة وولفوويتز الذي يعتبر من أخطر الصقور في الإدارة الأميركية ما قام به عام 1975 في أندونيسيا. في هذا الصدد يقول هولبروك: "بول وأنا كنا على اتصال في كثير من الأحيان من أجل إبعاد مسألة "تيمور الشرقية" عن الحملة الانتخابية، أن ذلك سيلحق الضرر بواشنطن وأندونيسيا". ففي ذلك الوقت قامت أندونيسيا بغزو تيمور الشرقية بعد انهيار الدولة البرتغالية التي كانت تستعمرها منذ زمن طويل. وجرى الغزو الأندونيسي بأسلحة أميركية خصوصاً خلال سنوات حكم فورد- كيسنجر، وكارتر وريغان وبوش وكلينتون، الذي ظهر له فيما بعد أن أندونيسيا أصبحت عبئاً خصوصاً بعد افتضاح ما تقوم به في تيمور الشرقية.
ويشهد سجل وولفوويتز على اتباع سياسة الحرب الباردة في مختلف مناطق آسيا وهي من كان يضع الخطط السياسية لوزير الدفاع ديك تشيني نائب الرئيس الحالي. ولقد تسببت خططه السياسية في سيئول والفليبين بازدياد مظاهر العداء والكراهية ضد الولايات المتحدة حتى سقط رئيس كوريا الجنوبية وتبعه ماركوس في الفليبين. وهو شهير بالدفاع عن الرؤساء الذين لا يتمتعون بشعبية في بلادهم. وفي إحدى الشهادات التي قدمها للكونغرس حول ضرورة الدفاع عن نظام حكم سوهارتو الفاسد قال إن دعم سوهارتو والوقوف إلى جانبه سيعززان حقوق الإنسان والديموقراطية في أندونيسيا وبعد ثلاث سنوات، أي في عام 2000، سقط سوهارتو بسبب قمعه لحقوق الإنسان وللفساد المستشري في حكمه.
والطريف أن سقوط سوهارتو الصديق الحميم لوولفوويتز وكذلك سقوط الجنرال المستبد وينارتو معه، لم يحرج كثيراً وولفوويتز. فحين سأله أحد الصحفيين، هل تعتقد أن ويرانتو هو إصلاحي ويؤيد الإصلاح في أندونيسيا؟ قال: "لقد أصبح من التاريخ والماضي، الآن، بغض النظر عما إذا كان إصلاحياً أو ضد الإصلاح". وحاول وولفوويتز الدفاع عن ويرانتو، أداته في تنفيذ السياسة الأميركية في أندونيسيا والجنرال الذي احتل تيمور الشرقية وقام بالمجازر فيها.
ويقول تيم شوروك، الذي استشهدنا بمصادره في الحديث عن وولفوويتز: "إن جهود وولفوويتز للدفاع عن أعتى حكام آسيا وتبييض صوتهم مثل تشون، في كوريا الجنوبية، وماركوس في الفليبين، وسوهارتو وكذلك ويرانتو في أندونيسيا، تدل على إفلاس السياسة الخارجية الأميركية بدءاً من رونالد ريغان، وانتهاءً بجورج بوش وعلى الأميركيين الذين يهمهم ما تقوم به واشنطن في الخارج باسمهم، مراقبة كل خطوة يقوم بها وولفوويتز بدءاً من كوريا الشمالية حتى العراق وكولومبيا".
وربما من حسن حظ شارون أن يكون رئيس حكومة إسرائيل في عهد أصبح فيه وولفوويتز نائباً لوزير الدفاع، خصوصاً وأن الاثنين يحملان سجلاً من أخطر المغامرات العسكرية والتآمرية كل بحسب حجمه وحجم ما يتوفر له من قوة عسكرية وقرار.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
أضف تعليق