Facebook

القاعدة.. هل يفوز بكعكة الفوضى الحالية؟



صور بثها التليفزيون اليمني لثمانية اعضاء في تنظيم القاعدة

تتابع الولايات المتحدة ببالغ القلق والحذر، الاحداث التي تشهدها المنطقة في الاونة الاخيرة مع تصاعد حدة الاضطرابات ليس في اليمن، وحدها بل في اجزاء عدة في العالم العربي قد تزداد ضراوة في ليبيا وتصاعده بحدة في اليمن، الا ان الاهتمام الامريكي باليمن ياخذ بعدا اخر يتجاوز دعم الثورات العربية ليصب في صالح تاثير تلك الاوضاع المتوترة في البلاد على نشاط تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية والى أي مدى يمكن ان يستغل التنظيم حالة عدم الاستقرار في تدعيم وجوده في المنطقة، خاصة مع اتهام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، اسرائيل والولايات المتحدة، بادارة موجة الاحتجاجات التي تعم العالم العربي، الذي قال " ان الاحداث من تونس الى سلطنة عمان ، تدار من تل ابيب وتحت اشراف واشنطن واسرائيل ".

وصرح المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني خلال مؤتمر صحافي - ردا على تصريحات الرئيس اليمني– ان واشنطن اوضحت للقيادة في اليمن كما لقيادات في بلدان اخرى انها تحتاج للتركيز على اصلاحات سياسية يجب تنفيذها تجاوبا مع التطلعات المشروعة لشعوبهم .


وكانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قد قامت بزيارة الى اليمن في يناير الماضي، وحثت صالح على تصعيد المعركة ضد جناح القاعدة في اليمن الذي يعتبره مسؤولون أمريكيون مصدر خطر متنام للامن، وتعهدت بتوسيع علاقة الولايات المتحدة مع اليمن التي توترت بسبب رغبة واشنطن في اصلاحات اقتصادية وسياسية أسرع تعتقد انها يمكن أن تتسبب في ابطاء تجنيد متشددين .


ومما سبق يتضح ان الاتهامات التي وجهها الرئيس اليمني ورد الفعل الامريكي قد تعكس تخليا من جانب الرئيس اليمني في التعاون مع واشنطن في مجال مكافحة الارهاب، واذا اضفنا الى ذلك احتمال تطور الاوضاع في البلاد الى الاسوأ فيمكن ان يمثل ذلك فرصة سانحة لتنظيم القاعدة في شن المزيد من الهجمات ضد الولايات المتحدة، الا ان تصريحات وزير الدفاع الاميركي، روبرت جيتس والتي اعتبر خلالها ان موجة الثورات المطالبة باصلاحات ديمقراطية في العالم العربي يمكن ان تضعف تنظيم القاعدة وايران، لانها تكذب ادعاءات القاعدة بان الطريقة الوحيدة للتخلص من الحكومات المتسلطة هو من خلال التطرف العنيف ، مؤكدا تفاؤله بشان الانتفاضات التي تشهدها عدة دول في الشرق الاوسط وشمال افريقيا يمكن ان تقودنا الى سيناريو اخر لمستقبل التنظيم في ظل تلك الثورات وهذا يقودنا بالطبع الى طرح تساؤل اخر حول امكانية ان تمثل الاحتجاجات في اليمن اوغيرها، بيئة خصبة للقاعدة لتحقيق مشروع الخلافة الاسلامية في تلك البلدان ؟.



الرئيس اليمنى على عبد الله صالح


وفي هذا الصدد ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الاحتجاجات في اليمن والرد عليها من جانب الحكومة وانصارها يعزز حالة عدم الإستقرار وقد يستغلها تنظيم القاعدة المتمركز هناك لشن المزيد من الهجمات على الولايات المتحدة ،ومع ذلك قد يكون مشكلة ايضا للجماعة الارهابية لإن محتجي اليمن يطالبون بالحرية والديقراطية وليس الخلافة الإسلامية التي تسعى القاعدة لخلقها فى الدول الشرق اوسطية واماكن اخرى .


واضافت على موقعها الاليكتروني ان مثل هذه الدعوات للديمقراطية تجعل من الصعب على القاعدة ان تميل المشاعر الشعبية الى جانبها فيما ستوفر أيضا للساخطين وسيلة سلمية للتعبير عن شكواهم من دون خوف من الاضطهاد.


ونقلت الصحيفة عن السكرتير العام لحزب المعارضة جماعة ابناء اليمن محسن بن فريد قوله " اذا غيرنا النظام وحظينا بحكومة حقيقية ، اثق انه لن يكون هناك جماعة القاعدة او اى جماعة ارهابية اخرى " .


و تابعت الصحيفة القول، أن الحكام المستبدين الذين تدعمهم الولايات المتحدة فى انحاء العالم العربى ويمارسون دورا حيويا فى مكافحة الارهاب اصبحوا الان مكبلين من قبل الثورات الشعبية مما يزيد المخاوف من أن التغييرات فى القيادة قد تربك الجهود التى تقودها الولايات المتحدة وحلفاؤها لمنع نمو القاعدة.




هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية

ومن هنا يتضح ان الرئيس اليمني قد استخدم " نظرية المؤامرة " في التعامل مع الازمة السياسية التي يواجهها النظام للايحاء بان المعارضة في بلاده تحظى بدعم اسرائيلي – امريكي ، ربما لاضعاف موقفها السياسي او الضغط على الولايات المتحدة من خلال تصعيد التوتر بين واشنطن وصنعاء على حساب تعاونهما المشترك في مجال مكافحة ارهاب القاعدة في اليمن والقرن الافريقي، للضغط على الطرف الامريكي باستخدام فزاعة القاعدة التي تثير مخاوف امريكية بسبب حالة عدم الاستقرار السياسي والامني في الشرق الاوسط .


اذن فالولايات المتحدة تواجه استحقاقات جديدة في الشرق الاوسط ، على المستويين السياسي والامني في ظل الثورات التي تشهدها المنطقة في الاونة الاخيرة سواء اكانت واشنطن على علم مسبق بتلك الثورات او انها مثلت مفاجاة لها لم تكن في الحسبان الا انه من المؤكد انها كانت تعلم ان الشعوب العربية لديها من الاسباب ما يكفي لاشعال مئات الثورات، وبغض النظر عن صحة او خطأ نظرية المؤامرة فمما لا شك فيه ان الادارة الامريكية تهدف من خلال تعاطيها مع الملفات كافة للاستفادة منها من اجل الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة ليس الا وليس خدمة للعرب او حرصا على قيام انظمة ديمقراطية في العالم العربي او الدفاع عن حقوق الانسان التي تنتهكها واشنطن بالفعل على مسافة غير بعيدة من بؤرة الاحداث الملتهبة في المنطقة في العراق وافغانستان .

* وحدة الدراسات المتخصصة ـ مركز البحوث والدراسات

Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق