Facebook

المدونات و حرية التعبير

المدونة اصلها في المعجم من كلمة دوّن بفتح الدال و شد الواو, و هي في العصور القديمة كانت تٌنسب الى الديوان و هو الدفتر الذي يٌكتب فيه اسماء الجيش و اهل العطاء و تعبر كلمة دوّن في سياق جملة ما, عن جمع و ترتيب, كمثال ايمن دوّن أسماء الأصدقاء في ورقة و لهذا كانت منها كلمة مدونة او blog.و حقيقة كلمة Blog بمعنى مدونة او bloggers التي تأتي بمعنى مدونين [مدونون], ان ترجمتها الى كلمة مدونة كان وصفيا و ليس حرفيا, لان كلمة blog هي اختصار لكلمة web log, فحٌذفت الـ we و ضٌمت الـ b مع الـ Log لتصبح blog, انتشرت الكلمة في البلاد العربية بلهجات مختلفة, فمثلا في مصر تٌكتب و تٌنطق [بلوج] و في دول المغرب العربي ايضا على نفس النحو, اما في السعودية فٌتنطق [بلوغ] و هناك دول عربية أخرى تكتبها [بلوق] (عجيبة صح !)ميلاد المدوناتهناك عدة عوامل ساعدت على انتشار المدونات, تحدث البعض و اثبت آخرون أنها كانت بسبب حروب الولايات المتحدة على أفغانستان و العراق او على ما يسمونه الإرهاب, لأنه في هذه الأوقات بدأت تظهر مدونات من داخل العراق تحكي المأساة من الداخل بشهود عيان و ليس اخبار صحفية لمراسلين ليسوا في مكان الحدث, لهذا اكتسبت تلك المدونات مصداقية قوية ادت الى جذب عدد كبير من الزوار, علما انه كان بينهم صحفيون ايضا لغرض البحث عن الخبر اليقين بعيدا عن تصريحات الجيش الاميركي, و قد اعتبر المراقبون ان المدونات التي يحررها الموطنون العراقيون و يكتبون فيها إدراجاتهم انها تقوم بمثابة المراسل [او دور المراسل الحربي كما وصف البعض]لكنها في مصر بدأت تنتشر لكن مع بدايات عام 2005 أي بعد بدء حروب العراق و افغانستان, الامر الذي لم يتحمله الانترنتيون في مصر من اهل الرأي, فظهرت مدونات عدة مثل مدونة علاء و منال و ايضا مدونة الوعي المصري للمدون الشهير وائل عباس الذي نشر مقاطع التعذيب في مصر و قد نال جائزة بسبب نشره هذا المقطع مؤخرا.احصائيات المدونات في العالمبعض التقارير افادت ان كل يوم يتم انشاء فيه 13 الف مدونة جديدة, أي ما يقرب من 540 مدونة كل ساعة, و قد وصلت عدد المدونات الى اخر تقرير إحصائي الى37 مليون مدونة, نصيب البلاد العربية او المدونون العرب من هذا العدد لا يتعدى 1% للأسف الشديدنوعيات المدوناتالمدونات لا تقف عند نوع معين بل لها اشكال و انواع و صيغ مختلفة و عديدة, فمنها الاقتصادية و الاخبارية و الرياضية و الدينية و الترفيهية و السياسية و المحلية و التقنية, و نجد ان اشهر نوعين منهم هما السياسية و الرياضية و تأتي في المرتبة الثالثة التقنية.فكما ذكرنا آنفا عن ميلاد المدونات و الاسباب السياسية التي دفعته الى الانتشار, لهذا عدد ضخم من المدونات العالمية تتناول قضايا سياسية و اغلبها اراء كاتبيها و ليست نشرات اخبارية [البعض ينقل من مصادر مثل الجزيرة نت او العربية او حتى البي بي سي او CNN سواء المدونون الغربيون او العرب]هناك مدونات اخرى بين بينين ليس لها وجهة معينة, تتحدث عن كل شيء او بمعنى اوضح اشياء عديدة, قد تدخل احدى المدونات لتجد خبر جديد عن احداث العراق لكنك اذا نظرت الى الإدراج الذي نشره قبل هذا الخبر ستجده يتحدث عن سفره الى المصيف مرورا بحكايته عن اصطياد السمك في هذه الرحلة, و إدراج اخر نقله من مصدر آخر يتحدث عن البرمجة العصبية, و الامثلة من هذا النوع لا تنتهي, و الرأي في هذا النوع من المدونات يأتي لعدم تخصص صاحب المدونة, و عدم تركيزه على جزء واحد سواء من جوانب الحياة او الامور التقنية, لهذا اختار المدون الذي من هذا النوع ملأ و حشو مدونته بما يراه مناسب لنفسه على الاقل.الربح من المدوناتالمدونات العربية لم تهتم بهذا الجانب بعد, رغم ان هناك مدونات غربية تتربح من الإعلانات التجارية لديها, بل و إن صاحب احدى هذه المدونات الغربية يربح كل شهر مبلغ مٌكون من 5 عناصر بالدولار بصفة ثابتة [تتراوح ما بين 40540$ الى 59000$] و ذلك من خلال خدمة تقدمها جوجل باسم Google Adsense و هي تتيح لصاحب المدونة [او أي صاحب موقع] إمكانية ربح عدد لا محدود من الدولارات و ذلك بشرط ان تضع كود معين في موقعك او مدونتك ليبدأ في عرض مجموعة من الاعلانات, و تكون نوعين إما صورة او اعلان نصي, و يعتمد النظام على عدد النقرات التي يضغطها زائر موقعك او مدونتك على الاعلانات التي تظهر داخل هذا الكود, و أي نقرة لها سعر و تبدأ من 0.1 الى 1$ و هي قابلة للزيادة او النقصان في أي وقت, لانها تعتمد على معايير حية و مباشرة و احصائيات و تقارير تقم بتجميعها و إعدادها شركة جوجل [المالكة لهذه الخدمة] لغرض تحسين ما تقدمه لعملائها.نجوم التدوينالمدونات في مصر تلقى اقبالا لا بأس من رواج المدونات ككل في الوطن العربي, ذكرنا لكم مدونة الوعي المصري التي يكتب فيها و يحررها المدون الشهير وائل عباس, و رابطها كالتالي http://misrdigital.blogspirit.comايضا مدونة علاء و منال, و هي مدونة حرة تتناول قضايا سياسية و شخصية متعلقة بالواقع و تعتبر من انجح المدونات المصريةhttp://manalaa.netايضا هناك مدونات تتناول فئة المواضيع التقنية مثل مدونة سردال , و تتناول هذه المدونة مواضيع تقنية مختلفة و متنوعة و تعتبر الاكثر انتشار خليجياhttp://serdal.comانطلاق المدونات بقوةكانت هناك مجموعة من الاسباب الغير مرتبطة ادت بحدوثها الى انتشار المدونات بشكل كبير الفترة الاخيرة في مصر على وجه التحديد, نذكر منهاإشارة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في لقائه بقناة الجزيرة انه يتابع مدونة باسم بهية, و هي مدونة مصرية.حصول مدونة منال و علاء على جائزة افضل مدونة من منظمة مراسلون بلا حدودالقبض على عدد كبير من المدونين بسبب نشر ارائهم الشخصية و ذلك بالإشارة و التطاول على منصب رئيس الجمهورية و النظام في الدولة بشكل عامشروط استخدام الحريةهناك مدونات عدة اسائت استخدام التعبير و اخرى كانت تتحدث في حدود المعقول و سرد الواقع, ادى في كثير من الأحيان الى حدوث مشاكل آمنية مع صاحب المدونة شخصيا.فمثلا هناك مدونة لطالب في الأزهر قٌبض عليه بسبب ازدرائه للأديان و قوله في احد ادراجاته لا اله الا الانسان فحرية التعبير ليست في هذا الاتجاه, لكن هناك مدونات اخرى جسدت بعض الحقائق في ادراجاتها مثل قضية التعذيب في مصر و قضية اعتصام الصحفيين في مصر تضامنا مع مكي و مثيلاتها من القضايا الواقعية التي لا تخدش الحياء او تخرج عن الوضع الراهن و يقبلها المنطق و العقل.ايضا قضية شي تاو, المٌدون الذي نشر الرسالة التي يعثتها الحكومية الصينية الى الصحفيين تحذرهم فيها من نشر تفاصيل عن مذبحة تيان من التي قد ارتكبت ضد طلبة قاموا بعمل مظاهرة طلبا للحرية, كان موقع الياهو السبب في القاء القبض علي شي تاو بعدما ارسلت الياهو بيانات عنه للحكومة الصينية [و ذلك لتوطيد علاقتها مع الحكومة الصينية و توسيع اسواقها هناك] و قد لاقت هذه الخطوة من زوار الياهو تشاؤم العديد منهم مما ادى الى مقاطعتهم الد او زيارة الموقع و حتى الامتناع عن الانتفاع بخدمة البريد الإلكتروني لديها.مشكلات البلوجرز أو المدونيناغلب المشاكل التي يتم مواجهتها تكون آمنية و ذلك لتعلقها بامور سياسية او من النوع التي تمس ذات رئيس الجمهورية او ايا من نظام الحكم الشرعي في البلاد, و لذلك يواجه أي مدون عقبات كلما كتب رأيه بحرية او يتعدى ما هو مسموح به.ايضا لا تتوقف مشاكل المدونين عند هذه المرحلة, فهي قد تمتد الى جانب آخر و هي من الـناحية التقنية, و بخاصة عند فتح باب التعليق في مدونتك لزائريك, فعند اضافة أي تعليق من زائر ما يريد التخريب , قد يضيف كود [تختلف انواع الاكواد التي يٌرجى منها التخريب, بعضها اوامر صريحة و اخرى جافا سكريبت JavaScript] و بالتالي تكون المدونة عٌرضة للوقوف المتكرر, خصوصا الصفحة التي فيها التعليق الذي سببت تلك المشكلة.ينفع المدونات تكون بديل للصحافة المقروءة !!يمكن قول ذلك, خصوصا ان هناك صحف مدنية تعتبر عدد من المدونات مصادر لها في صياغة الخبر و متابعة الحدث, لكن لا شك ان هذا الاهتمام قد يعود بالسلب من ناحية مصداقية محتوى أي مدونة, فبعض المدونات قد تنشر شائعات بغرض البروباجندا او الشهرة على حساب الضحية, مثل خبر موت ممثل ما, و عندما يٌكذب الخبر فيبحث الناس عن مصدر الخبر, فيكون في المدونة الفلانية, فتشتهر المدونة, رغم ان هذه الامور تدمر مصداقية المدونة التي روجت لهذه الشائعة, إلا انها تكتسب شهرة بشكل سريع و قد يكون ذلك غرض البعض من انشاء المدونات [الشهرة فقط].لكن ليس من المفترض ان نحمل الصحافة الالكترونية [المدونات] سلبياتها من ناحية الترويج للشائعات, هناك ايضا صحافة تفعل الامر نفسه, و تكتشف شيئا فشيئا ان تلك الصحيفة تلفق الاخبار بدون الاستندات الى أي مصدر او أصل صريح.ايضا اذاعة البي بي سي البريطانية اهتمت بجانب المدونات, و انشأت في موقعها الإلكتروني على الانترنت قسم خاص للمدونات على الرابط التاليhttp://bbc.co.uk/blogs/arabic/و ذلك قد يكون إشارة على مدى العلاقة الوثيقة التي بدت تظهر ملامحها بين الصحافة الالكترونية و الصحافة المطبوعة, و ان كل منهم مٌكمل لصناعة الخبر.لكن قد تحدث مٌحللون و مثقفون عن تأثر لغة الصحافة بشكل عام بعد د المدونات كعامل رئيسي في مصادر النشر الصحفية, فمثلا في بعض المدونات اصبحت اللغة العامية هي السائدة, اما اللغة العربية الأصيلة اصبحت مٌهمشة بدرجة كبيرة و لم تكن هي الاصل في صياغة أي ادراج باي مدونة, و ذلك يرجع الى عدم التزام اصحاب المدونات بالعرف او أي عادات او تقاليد و ايضا تجردهم من أي رسميات, مما اضاف إليهم افضل شعور ممكن من الحرية ليعبروا باي لغة يختاروها او باي طريقة ما, لتكون سمت أي ادراج في مدوناتهم.و مع مواقع تقدم خدمة المدونات مجانا- بلوجر و هي احدى خدمات شركة جوجل Blogger.com- مدونة في كل مكان , عنوانها blogeverywhere.com- Wordpress و بها امكانيات قوية و رابطها هو wordpress.com- مدونة mganan.com امكانياتها محدودة- مدونة جيران jeeran.com
Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق