Facebook

القراصنة من وراهم


ما الأسباب الخفيّة والحقيقية لتنامي ظاهرة القرصنة البحرية قبالة السواحل الصومالية؟ وهل هناك أطراف خفيّة تدفع إلى تكثيف أعمال القرصنة سعياً لتحقيق وجود عسكري مكثف داخل البحر الأحمر كممر بحريّ دولي
يمكن أن يضر بالأمن القومي ومصالح الدول السبع العربية المطلة على البحر الأحمر؟ وما حقيقة اتصال القراصنة بإسرائيل وبعض حلفائها؟‏‏
لقد أصبح أمن البحر الأحمر مهدداً أكثر من أي وقت مضى، نظراً لتزايد أعمال القرصنة بشكل مدهش، وهي محاولة واضحة للفت أنظار العالم، والتأكيد على خطورة الوضع وإيجاد حجة لزيادة الوجود العسكري البحري لدول معينة مثل الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا في البحر الأحمر والتأثير على مجريات الملاحة فيه وعلى الدول المطلة عليه.‏‏
هناك -كما أشرنا قبل قليل- سبع دول عربية من الدول التسع التي تُطلُّ عليه وهي /مصر والسودان والصومال واليمن والسعودية والأردن وجيبوتي/ ومع ذلك لم يحصل اتفاقٌ موحد بينها، أو داخل إطار الجامعة العربية للتصدي لهذه المشكلة التي تهدد أمنها الوطني وتهدد الملاحة في قناة السويس التي تدرُّ على مصر الآلاف من ملايين الدولارات لقاء المرور فيها، حيث إنَّ بعض الدول بدأت تفكر في تفضيل الطريق القديم لسفنها، وهو رأس الرجاء الصالح والدوران حول جنوب إفريقيا، إن استمرار أعمال القرصنة يوحي بأنَّ هناك من يشجعها ليحصل على دور مؤثر على حركة الملاحة الدولية ولا سيما أن عدداً كبيراً من قادة القراصنة هم من الضباط البحارة في الجيش الصومالي أو خفر سواحل لجؤوا للعمل كقراصنة بعد التدخل العسكري الإثيوبي في كانون الأول عام 2006 وهروبهم من الخدمة، إنَّ الأمر المستغرب جداً هو أنَّ العالم بأسره ولا سيما الولايات المتحدة أدار ظهره لما يجري في الصومال من أعمال فوضى واقتتال بين الفصائل وتدخل من الدول المجاورة له في شؤونه الداخلية، ولا سيما التدخل الإثيوبي الذي وصل إلى درجة احتلال مقديشو أمام سمع العالم وبصره، وبالطبع كل هذا أدى إلى محنٍ ومآس عانى منها شعب الصومال الذي تمتد شواطئه على مسافة /3212/ كم وتمر عبر مياهه إحدى أهم الطرق التجارية بالعالم، وبما يقدر بـ /50%/ من التجارة العالمية؛ مع ذلك لم يعمل المجتمع الدولي بمؤسساته المعروفة باتجاه مساعدة شعب الصومال على تجاوز هذه المحن والمآسي، ولكن عندما تضررت المصالح المالية لبعض الدول جرّاء التعرض لسفنها من قبل القراصنة، قامت الدنيا ولم تقعد، وهرعت الدول الكبرى ومعها مجلس الأمن إلى التدخل لوقف القرصنة وليس لمساعدة شعب الصومال، وصدرت قرارات عن مجلس الأمن حول تحديد وسائل مواجهة القرصنة ومنها إرسال سفن حربية وطائرات وأسلحة أخرى إلى البحر الأحمر وخاصة المدخل الجنوبي منه.‏‏
أمرٌ لافت للنظر فعلاً..! مع العلم أن هذه القرصنة هي من نتائج الوضع الذي يعاني منه الصومال منذ ما يزيد على عقدين من الزمن وخاصة بعد احتلاله من قبل إثيوبيا، فلو كانت الأوضاع طبيعية في الصومال لما ظهرت عملية القرصنة، وأخذت بالتصاعد.‏‏
نعود للقول: إن أطرافاً دولية وإقليمية لها مصلحة في أن تستمر أوضاع الصومال على ما هي عليه، وأَنْ تزداد عمليات القرصنة حتى تُكثّف وجودها العسكري في القرن الإفريقي، هذا في الوقت الذي لم تتحرك فيه الدول العربية السبع تجاه هذا الوجود الدولي العسكري المكثف على حدودها البحرية، وتجاه ما يحمله من مخاطر عليها حاضراً ومستقبلاً، وقد أخذ البعض يغمز للإشارة إلى أَنّ هذه القرصنة صناعة أميركية للسيطرة على السواحل الصومالية، فذكرت المجموعة الدولية المعنية بشؤون اللاجئين ومقرها في الولايات المتحدة «أن العالم تحرك سريعاً لمواجهة القرصنة قبالة الصومال لأسباب مادية ومالية ولكن لم يتعامل مع أسوأ كارثة إنسانية على وجه الأرض.‏‏
شيء آخر لافتٌ للنظر، وهو أن مثل هؤلاء القراصنة المسلحين بأسلحة خفيفة كيف يستطيعون أن يخطفوا سفناً كبيرة وعملاقة مثل السفينة التي كانت تحمل أسلحة من أوكرانياو وأخيراً ناقلة النفط السعودية العملاقة التي يصل حجمها لثلاثة أمثال حاملة الطائرات؟!‏‏
إنَّ هذا يؤكد أن دولاً كبرى تشجع هذه الظاهرة وتقف وراءها لتحقيق أغراض سياسية -كما أشرنا في بداية الموضوع- كذلك فإن (إسرائيل) وبعض الدول المجاورة للصومال وخاصة إثيوبيا ليست بعيدة عن تشجيع ورعاية عمليات القرصنة.‏‏
ويشير محللون وخبراء سياسيون إلى أن هذا الحشد الأطلسي في البحر الأحمر وتجييش مثل هذه القوة الضخمة لملاحقة أفراد مسلحين تسليحاً خفيفاً يثير الشك والريبة. ويعتقد هؤلاء أنَّ هذا الحشد مدروس ومقصود، وذلك بهدف التحكم في مجال جغرافي حيوي للعالم، كما أنه يساعد على حصار إيران وحرمانها من ورقة تستفيد منها فيما لو هُوجمت. كذلك فإن هذا الحشد ساعد الولايات المتحدة على إعادة الدفء لعلاقاتها مع بعض الدول الغربية مثل /ألمانيا وفرنسا/ والتي سادها بعض التوتر بسبب معارضة مثل هذه الدول الأوروبية لغزو العراق في حينه.‏‏
باختصار يمكن القول :إن الولايات المتحدة وهي تسعى لتوقيع الاتفاقية الأمنية الطويلة الأجل مع العراق، وتستعد للسيطرة الكاملة على شواطىء القرن الإفريقي والبحر الأحمر، تحاول تركيز قوات ثابتة في المسافة الممتدة من الخليج حتى القرن الإفريقي مروراً بمنابع ومصبات النفط على امتداد المنطقة لضمان مصالحها الخاصة وتوسيع هيمنتها على دول العالم.‏‏


Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

2 التعليقات:

  1. للاسف يوجد القليل ممن يعرفون من هيا اليد المبتكرة لفكرة عمل القراصنة فى هذه الفترة استغلالاا للظروف فى الصومال وانها دعم للتواجد الامريكى فى المنطقة

    ردحذف
  2. الولايات المتحدة تتخذ ستارة القراصنة للتواجد فى هذه المنطقة وانها قادرة على التصدى لاى عمل فى المنطقة لكنها لاتفعل لانها هيا من خططت لهذا العمل
    ولم تتحرك اى دولة من الدول المجاورة للتصدى لهؤلاء

    الم تسال نفسك لماذا ؟

    ردحذف

أضف تعليق