Facebook

إحنا قطعنا ذراع إسرائيل الطويل






"كانوا بيقولوا إن إسرائيل هي ذراع أمريكا الطويل.. خلاص إحنا قطعنا هذا الذراع"، هل تعرف عزيزي القارئ من صاحب هذه العبارة المزلزلة التي انطلقت كقذيفة مدفعية، أنه قائد القوات الجوية آنذاك الرئيس المصري محمد حسني مبارك.
لم تستطع عشرات السنين الماضية أن تنسيني روعة وجلال وقع هذه الكلمات الصاروخية التي أطلقها المحارب مبارك ـ رجل الحرب والسلام ـ الذي وقف في شموخ وعظمة استمدها من بزته العسكرية المشرفة ومشاركته في حرب النصر والتحرير، حرب العاشر من رمضان الموافق 6 أكتوبر عام 1973وهو منتصب كحد السيف أمام قائده الرئيس محمد أنور السادات.

كما استمد هذه العظمة وذاك الشموخ من تحطيم أسطورة وعنجهية وكسر أنف وإذلال جيش الاحتلال الإسرائيلي، نعم وقف ليعلن أن خلاص مفيش بعبع يخوفونا بيه اسمه خط بارليف، ولا الجيش الذي لايقهر، ولا مخابرات أبو جودة ولا غيره، فلا شيء سوى العزيمة التي ثأرت، والكرامة التي استردت، والجندي الذي أبى إلا أن يحارب وينتصر أو يستشهد في سبيل الله.
ولا أنسى أيضا تلك اللحظة الخالدة التي قام فيها الرئيس مبارك بنيل شرف رفع العلم المصري على سيناء بعد تحرير آخر شبر من رمالها وتطهيره من دنس الاحتلال الصهيوني في مثل هذه الأيام الخالدة.
كل هذه الذكريات الجميلة وغيرها تتهادى على رأسي المصدع كلما أفقت من غفوتي لأرى الحاضر الممزق المؤلم الذي نعيشه الآن، ذلك الواقع الذي نتحوط فيه من الصديق بدلا من العدو، ونؤمن فيه حدودنا خوفا من جيراننا، وبدلا من أن نفتح عيوننا لضبط جواسيس العدو الذي يتربص بنا النواصي، بات الخطر يأتينا من إخواننا وجيراننا وشركائنا.
الرئيس الراحل أنور السادات
في كثير من الأحيان أحلم باليوم الذي تجمع العرب والمسلمين معاهدة سلام كتلك التي تكبل أيدينا ـ رغما عن أنوفنا ـ في أيادي عدو الأمس واليوم، بل تتقزم أحلامي لليوم الذي أرى فيه أبناء الولد الواحد يتصالحون، نعم فقد فعلها أعداؤنا وشرذموا بلادنا إلى كيانات ممزقة، ومن لا يصدق فعليه مراجعة العلاقات الداخلية لأغلب البلدان العربية.
ففي العراق يقتتل الشيعة والسنة، وفي فلسطين يتقاتل الحمساويون والفتحاويون، أما في لبنان فالصورة أخطر حيث ظهر لون آخر من الاغتراب داخل الوطن بظهور كيان ضخم مثل حزب الله له ولاءات خارج حدود الوطن بل بات يصدر هذه الإستراتيجية لتكون عابرة للأسوار والأسلاك الشائكة، وفي السودان كلنا نعلم المشهد المأساوي الخطير..
وللأسف لم تكن مصرنا المحروسة أيضا بمنأى عن رياح الغضب هذه، فبعد أن كان الجميع يسلم بريادة مصر على كل المستويات وأولها السياسة ولا يغفل دورها الوطني الإقليمي، ظهر من يضع الفتن والدسائس بين مصر وغيرها من البلدان العربية حتى بتنا أقرب إلى القطيعة بيننا وبين عدة دول شقيقة، لدرجة أنني لا أستبعد تدخل دولة الاحتلال الإسرائيلي للمصالحة بين الأشقاء الفرقاء.
آخر كلام

أحلم بعبورين جديدين للرئيس مبارك، أولهما يسمو فيه ـ كعادته وعادة المحروسة ـ على جميع الخلافات مع أشقائنا العرب ليعود مصر البلد الأم والحضن الدافئ الذي يجمع ولا يفرق، يوحد ولا يشرذم، ينتصر ولا يهزم إن شاء الله.
عبور خط بارليف
أما العبور الثاني فهو عبور داخلي يفتح فيه جسورا وآفاقا جديدة بينه وبين شعبه ليصلح ما أفسدته السياسات الخاطئة لبعض الحكومات المتعاقبة والتي تعودنا فيها على الخروج من حفرة لنقع في "دحديرة" حسب المقولة المصرية الدارجة، والتي تعبر عنها الإعتصامات والإضرابات التي باتت هي لغة العصر للتعبير عن الحق الضائع، بداية من عمال النظافة وانتهاءً بالأطباء الذين يحلمون فقط بمجرد كادر للمرتب يضمن لهم عيشة ولو بدون كريمة، نعم فهم أبنائك يا ريس وليس أحد أولى منك بهم.
Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق