Facebook

هل تريد اسرائيل احتلال الاردن؟!


ماهر ابو طير يحدثكم


ارسل كثيرون الي البارحة ، ايميلات يسألون عن قصة النائب الاسرائيلي الذي يعتبر ارض الاردن ، ارضا اسرائيلية ، وانه لا يجوز التفريط بها ، منتقدا دعوات نائب اخر لاقامة دولة فلسطينية في الاردن ، معتبرا انه لا يجوز التفريط بالضفة الشرقية ، لانها ارض يهودية ، وهي ليست حقا لا.. للاردنيين ، ولا.. للفلسطينين،،،

اسم النائب هو "ميخائيل بان آري" حيث قالت إذاعة الجيش الاسرائيلي ان عضو الكنيست المتطرف "ميخائيل بان آري" صرح بأنه لا يمكن لإسرائيل التنازل عن جزء من أراضيها فالأراضي الواقعة غربي وشرقي ضفتي نهر الأردن هي جزء لا يتجزأ من ارض إسرائيل الكبرى وجاءت تصريحاته ردا على اقتراح النائب اليميني أرييه إلداد بان يكون الأردن الدولة البديلة للشعب الفلسطيني.

نحن امام تسلسل من المصائب ، فأولا قيل ان على العرب الاعتراف باسرائيل ، واعترف بعضنا ، واعترف الفلسطينيون كذلك ، وتنازلنا عن فلسطين 48 ، من اجل قيام دولة في الضفة الغربية وغزة ، ثم وصلنا الى مرحلة اصبحت فيها غزة دويلة ، والضفة شبه دويلة ، وانهار مشروع السلام ، ثم قيل ان الحل هو في دمج الضفة مع الاردن ، ثم في ترحيل الفلسطينيين الى الاردن ، ثم دويلة بلديات في الضفة الغربية ، اي حكم ذاتي ؟

ثم قيل ان الحل هو في الوطن البديل في الاردن ، ووصلنا الى مرحلة اصبحت المطالبات علنا بذات الاردن ، ليس لتصفية القضية الفلسطينية ، وتحويل الاردن الى دولة فلسطينية ، بل باعتبار ان الاردن ارض اسرائيلية ، وهي ليست حقا للاردنيين ولا للفلسطينيين الذين باتوا منبوذين في كل التسويات ، بحيث تريد اسرائيل اليوم ، ان يتشرد الاردنيون والفلسطينيون معا في صحراء العراق ، او ان نقيم مخيمات في مناطق الانبار ، للوافدين الجدد ، من الضفتين ، وبحيث يتم انشاء وكالة غوث دولية للجهتين.

رد الفعل الرسمي ما زال يتمحور عند التصريحات ، وبرغم ان الاردنيين والفلسطينيين ، الواعين ، لا يقبلون بتهديد الهوية الاردنية ، وتحويل الاردن الى دولة فلسطينية ، ولا يقبلون ايضا ، بنسف امل الفلسطينيين في دولتهم ، وفي تثبيت هويتهم ، الا ان التيار اليميني في اسرائيل يعربد وله رأي آخر ، فلا يريد هؤلاء ولا هؤلاء ، وهذا يفتح الباب على الاسئلة الكثيرة حول الاجراءات الواجب اتخاذها لحماية الاردن وحماية فلسطين ، وحماية الشعبين ، من هذه المخططات ، التي لم تتوقف عند حد ان يأكل شعب حق الاخر بل وصلت حد اكل اسرائيل لحق الشعبين معا ، وطردهما الى مكان ثالث.

احد القراء الاعزاء يعلق علي دوما مشكورا ، بأنه لا يكفي صراخنا والقول ان الاردن ليس خيمة ، والاردن ليس غرفة للايجار ، ويسأل دوما عن الاجراءات غير تسفيه الجانب الاسرائيلي ، ومعه حق في كل اسئلته ، واضم صوتي الى صوته ، بهل يجوز ان نبقى في دائرة رد الفعل اللغوي ، خصوصا ، ان القصة وصلت الى حد المطالبة بالاردن كأرض اسرائيلية نقية حرة ، لا تريد فيها اسرائيل اي وجه لاردني او فلسطيني ، بعد ان كنا نغضب لمجرد الحديث عن الوطن البديل ، فاذا باسرائيل لا تريدها وطنا "اصيلا" ولا "بديلا" لاحد ، وتريدها كلها ، وكأننا مجرد مستأجرين ينتهي عقد ايجارنا للارض في الحادي والثلاثين من شهر كانون الاول من اي عام.

لا بد من اجراءات عملية ، ولا بد للاردنيين والفلسطينيين على ضفتي النهر ، ان يفشلوا هذه المؤامرة ، فالاردن هو الاردن ، وفلسطين هي فلسطين ، وتوحد موقفنا ، اهم عناصر افشال هذه المؤامرات.. ليبقى السؤال عن الاجراءات العملية لمجابهه هذه الخطط ضد الاردنيين وضد الفلسطينيين ، معا ، لسلبهم بلادهم.



m.tair@addustour.com.jo

جريدة الدستور الاردنية -30/5/ 2009 *
Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق