شنودة
واشنطن: طالب البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أقباط المهجر في الولايات المتحدة بحسن استقبال الرئيس المصري حسني مبارك والذي وصل أمس السبت إلى واشنطن في مستهل زيارة لأمريكا تستغرق 4 أيام تهدف الى مناقشة العديد من القضايا الاقليمية والدولية المشتركة يلتقى خلالها بالرئيس الامريكى باراك أوباما حيث تعقد قمة بين الرئيسين يوم الثلاثاء القادم.
وقال البابا في رسالة إلى اقباط الولايات المتحدة حملها اليهم الأنبا يوأنس، السكرتير الشخصى للبابا:"أبنائى الأحباء فى المهجر، كهنوتاً وشعباً.. سلام لكم من الرب ونعمة وبعد، فالرئيس محمد حسنى مبارك رئيس مصر، وأكبر زعيم سياسى فى الشرق الأوسط قادم إلى أمريكا لمقابلة الرئيس أوباما فى مباحثات سياسية مهمة، فواجبكم أن ترحبوا بالرئيس مبارك بكل محبة، كمصريين يحبون بلادهم، وأن تعزّوه فى وفاة حفيده الذى كان يعزه جداً، وأن ترجو له كل التوفيق فى مباحثاته السياسية".
واضاف البابا فى نص الرسالة والتي نشرتها اليوم الأحد صحيفة "المصري اليوم": "إن كان لكم طلب عنده، قدموه بأسلوب روحى، بكل لياقة وحكمة"، موضحاً أنه ندب الأنبا يوأنس لكى يلتقى بأقباط المهجر ويوضح لهم ما ينبغى أن يكون عليه اللقاء.
وأنهى البابا شنودة خطابه بالقول: "ابن الطاعة تحل عليه البركة، وأتمنى أن أسمع أخباراً طيبة عن هذه الزيارة".
وسلم السكرتير الخاص للبابا رسالته إلى ماجد رياض، المتحدث باسم البابا فى الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك ليقوم رياض - حسب مصادر مطلعة - بإرسالها إلى جميع كهنة الولايات المتحدة ليقوموا بقراءتها على جموع الأقباط قبل صلاة اليوم الأحد، إضافة إلى تعليقها على أبواب الكنائس ليراها الجميع.
من جانبه أكد ماجد رياض أن خطاب البابا شنودة إلى الأقباط فى أمريكا "وأد المظاهرة" التى نادى بها بعض الأفراد قبل تنظيمها، مشيرا إلى أن طاعة الأقباط للبابا أمر لا يقبل الرهان.
وشدد رياض على أن هذه المظاهرة "عائدها صفر" بالنسبة للإدارة الأمريكية، خاصة أنها لا تعبر إلا عن بعض الأفراد «عديمى الأهمية» - حسب وصفه - فى المجتمع الأمريكى.
وطالب المتحدث باسم البابا فى أمريكا، جموع الأقباط المتواجدين فى الولايات المتحدة بالمساهمة فى إنجاح الزيارة وإظهار مدى حب الأقباط لوطنهم مصر، وسعيهم إلى نجاح الزيارة ومساعدة الرئيس فى تحقيق مهامه التى ستعود بالخير على مصر والمنطقة بأسرها.
من جهة أخرى بدأت الكنيسة القبطية بأمريكا فى نشر إعلانات ترحيب بالرئيس مبارك فى عدد من الصحف الأمريكية، كما قررت منع أى تجمعات أمام أبواب كنائسها المتفرقة فى واشنطن للتوجه إلى المظاهرة التى دعا إليها بعض نشطاء المهجر.
يأتي هذا في الوقت الذي كشفت فيه مصادر مطلعة وقريبة من الكونجرس الأمريكي لجريدة "الشروق" المصرية أن عضوا ديمقراطيا يعتزم تقديم خطاب لوزيرة الخارجية هيلارى كلينتون، وربما للرئيس أوباما، يطالبهم من خلاله أن يناقشوا مع الرئيس مبارك، فى أثناء لقائهما معه الثلاثاء المقبل، مصير معتقلى جماعة الإخوان المسلمين خصوصا القياديين عبدالمنعم أبوالفتوح ومحمد على بشر.
وقالت المصادر بأنها "للمرة الأولى سيتضمن طلب عضو من الكونجرس الإفراج عن معتقلى جماعة الإخوان المسلمين، وستسمى الرسالة بعض قادة الإخوان المعتقلين، وعلى رأسهم عبدالمنعم أبوالفتوح، عضو مكتب الإرشاد، ومحمد على بشر، الذى حصل على شهادة الدكتواره من جامعة ولاية كلورادو، ودرس فى جامعة نورث كارولينا، بالإضافة إلى مدونين شباب من الجماعة".
ولن تقتصر مطالب الإفراج على معتقلى الإخوان، بل ستشمل أيضا "معتقلين ليبراليين ومدونين شبابا من جماعات معارضة مختلفة"، بحسب المصدر.
وذكرت مصادر فى واشنطن أن مبارك الذى اعتاد النزول فى مبنى "بلير هاوس" المقر الرسمى لزعماء الدول المقابل للبيت الأبيض، قد يختار أحد فنادق واشنطن الشهيرة للإقامة به تجنبا للمظاهرات أمام المقر الشهير.
وفى سياق آخر، يعتزم ناشطون مصريون تنظيم مظاهرة أمام البيت الأبيض خلال لقاء مبارك بالرئيس الأمريكى باراك أوباما.
ومن المتوقع قيام المعارض المصري سعد الدين إبراهيم بقيادة مظاهرات "قبطية إسلامية علمانية"، حيث سيشارك فيها جميع الأطياف المعارضة أمام الجانب الغربى من البيت الأبيض.
قضية الخلافة فى مصر الرئيس المصري حسني مبارك ونجله جمال مبارك
فى سياق متصل، أبدت بعض وسائل إعلام أمريكية اهتماما بزيارة مبارك لواشنطن، وذكرت أنها "تثير قضية الخلافة التى يدور الجدل بشأنها فى مصر الآن".
وأفردت صحيفة "بوسطن جلوب"، التى تصدر بمدينة بوسطن بولاية ماساشوسيتس الأمريكية، تقريرا استعرضت فيه الجدل السائد حاليا بشأن تداول السلطة فى مصر.
وقالت الصحيفة فى تقرير لها أمس السبت إن "المسؤولين الأمريكيين ربما يجدون أنفسهم محاصرين فى لعبة التخمين رقم واحد فى مصر، وهى: إلى متى يمكن أن يستمر مبارك فى الحكم؟! وذلك عندما يلتقى زعيم مصر الرئيس أوباما الثلاثاء فى البيت الأبيض".
وأضافت إن هناك "استفهاما آخر كبيرا هو من سيخلفه (مبارك) كرئيس لأكثر الدول العربية سكانا". وأردف التقرير بالقول إن "الأسماء الأكثر ترددا فى الخلافة، هى نجله جمال مبارك، ورئيس استخباراته عمر سليمان"، إلا أن الصحيفة علقت قائلة: "لكن لأنه ليس لمبارك نائب رئيس، فحتى آلية تداول السلطة غير واضحة، بما يترك الخيار لمؤامرات الحجرات الخلفية ضمن الحزب (الوطنى) الحاكم وأجهزة الأمن والمليارديرات من رجال الأعمال".
في غضون ذلك، أرسلت منظمة حقوقية أمريكية كبرى، مقربة من البيت الأبيض، خطابا للرئيس الأمريكى باراك أوباما تحثه على الحصول على ضمانات "لفظية وشخصية" من الرئيس مبارك بشأن "التمييز ضد الأقليات" و"الانتخابات الحرة" فى عامى 2010 و2011 بمصر.
برنامج زيارة مبارك
وكان الرئيس مبارك وصل السبت إلى واشنطن حيث يلتقي الثلاثاء نظيره الأمريكي باراك أوباما. وذكر مسئول مصري ان الرئيس مبارك وصل إلى قاعدة أندروز الجوية قرب العاصمة الأمريكية، ويلتقي العديد من المسئولين الأمريكيين الاثنين بينهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومستشار الرئيس للامن القومي جيمس جونز ورئيس الاستخبارات دنيس بلير.
ا
ومن المقرر ان يلتقى مبارك بعدد من الشخصيات الهامة فى الادارة الامريكية واعضاء الكونجرس الامريكى وجماعات الضغط والشخصيات المؤثرة فى السياسة الامريكية وقيادات المنظمات اليهودية.وهذا اللقاء هو الثالث بين الرئيسين مبارك وأوباما على مدى ثلاثة اشهر متتالية حيث كان الأول في القاهرة قبل القاء أوباما خطابه التاريخي للعالم الإسلامي في يونيو/حزيران ، والمرة الثانية في إيطاليا اثناء انعقاد قمة الثمانى بمدينة لاكويلا في يوليو/تموز.
ومن المتوقع ان يبحث مبارك مع أوباما وكبار المسئولين فى الادارة الامريكية قضايا الشرق الاوسط وعلى رأسها القضية الفلسطينية التى اعلن الرئيس الامريكى ضرورة بذل كل الجهود من اجل احلال السلام وبناء الدولة الفلسطينية ووقف المستوطنات الاسرائيلية التى تشكل العائق الاساسى لاحلال السلام، بالاضافة الى قضية الملف النووى وتداعياته على امن الشرق الاوسط.
كما يناقش الرئيس مبارك القضايا الاقتصادية بين البلدين خاصة بعد فترة من فتور العلاقة بين مصر والولايات المتحدة فى فترة حكم الرئيس السابق جورج بوش.
وتأتى هذه الزيارة وهى زيارة مؤجلة منذ ابريل الماضى فى جو من التفائل بعد اعلان اوباما فى الكثير من خطاباته عزمه تكثيف الجهود لحل قضايا الشرق الاوسط.
وصرح السفير سليمان عواد المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن زيارة الرئيس تأتى فى توقيت مهم للغاية قبيل انتهاء الإدارة الأمريكية من إعلان خطتها لتحقيق السلام فى الشرق الأوسط.
وأشار عواد إلى أن القمة التى ستجمع بين الرئيسين مبارك وأوباما الثلاثاء المقبل بالبيت الأبيض هى الثالثة من نوعها على مدى ثلاثة أشهر متتالية مما يعكس الحرص المشترك على تكثيف التشاور والتنسيق فى ضوء الرغبة الأمريكية للتعاون مع مصر بشأن القضايا الإقليمية ودفع عملية السلام فى الشرق الأوسط.
وأضاف عواد أن "ملف إيران النووى والأمن الإقليمى سيكونان على رأس القضايا التى سيبحثها الرئيس حسنى مبارك مع نظيره الأمريكى باراك أوباما فى واشنطن الأسبوع المقبل".
وأوضح أن "المباحثات ستشمل الأمن الإقليمى وتداعيات التعامل مع ملف إيران النووى على منطقة الخليج والشرق الأوسط".
وتايع ، أنه بخلاف هذه اللقاءات كانت هناك عدة رسائل خطية متبادلة بين الرئيسين مبارك وأوباما إلى جانب الرسائل التى حملها المبعوث الأمريكى لعملية السلام فى الشرق الأوسط جورج ميتشل والتى استهدفت طرح تقدير الرئيس مبارك للموقف فى المنطقة والمساعدة فى بلورة الرؤية الأمريكية للتحرك لكسر جمود عملية السلام، لافتا إلى أنه فى هذا الإطار يأتى ملف عملية السلام على رأس جدول أعمال المباحثات بين الرئيسين مبارك وأوباما.
ويرافق مبارك في زيارته لواشنطن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ووزير المال يوسف بطرس غالي.
ويعد هذا اللقاء هو الثالث بين مبارك وأوباما. وسبق ان التقيا خلال زيارة الرئيس الامريكي للقاهرة في الرابع من حزيران/ يونيو وفي ايطاليا خلال قمة مجموعة الثماني في مدينة لاكويلا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
أضف تعليق