الكنيست الاسرائيلي
فجرت صحيفة "هاآرتس" العبرية قضية تردي أوضاع المرأة الإسرائيلية في السنوات الأخيرة، حيث أشارت الكاتبة الصحفية " أوريت كامير" إلى أنه بالرغم من أن نسبة النساء في إسرائيل تزيد الآن عن نسبة الذكور, إلا أن أوضاع المرأة في إسرائيل لم تتحسن بعد، بل دائما تسير من سيء إلى أسوأ.
وأوضحت "كامير" أنه إذا ما قورن بين عدد النساء في إسرائيل وحجم مشاركتهن في القوة العاملة ونسبة تمثيلهن في الكنيست نلاحظ مدى الظلم الواقع على عاتق الإسرائيليات مقارنة بالعربيات.
وأشارت الكاتبة إلى أن مكانة المرأة الإسرائيلية بحسب البيانات الإحصائية غير مساوية لمكانة الرجل، حيث بلغت نسبة النساء المشاركات في القوة العاملة 48 % والتي تعتبر منخفضة جدا مقارنة بنسبة المشاركين في العمل من الرجال والتي بلغت 60.7%.
وعلاوة على ذلك هناك فجوة في متوسط الأجور بين الرجال والنساء، التي تزيد رواتبهم عن 3000 شيكل في الشهر، وأضافت الصحيفة وفقا للبيانات الإحصائية أن الظلم الواقع على عاتق المرأة الإسرائيلية من جراء انخفاض الأجور، جعل النساء الإسرائيليات تعيشن في فقر ومعاناة أكثر من الرجال حيث تعيش 16.6% من الإسرائيليات فوق سن 15 عاما تحت خط الفقر مقابل 15,2 % من الرجال.
مجتمع ذكوري
وباعتراف "المرأة الحديدية" في إسرائيل، أكدت زعيمة المعارضة تسيبي ليفني أن إسرائيل مجتمع ذكوري لا يساوى بين الجنسين، ونقلت صحيفة " هاآرتس " العبرية عن ليفني قولها :" إن تمثيل النساء في الكنيست منخفض للغاية مقارنة بالرجال , فإسرائيل بعيده كل البعد عن المساواة بين الجنسين"، مضيفة: "على الرغم من أن أقصى حد للنائبات في الكنيست هو 21 نائبه فقط إلا أن هذا العدد منخفض للغاية".
ومن جانبها قالت داليا ايتسك رئيسة الكنيست السابقة :" إن المرأة في إسرائيل هي جزء من الأقلية , فحياتي مختلفة تماما عن حياة أمي , فانا أمل أن تكون حياة بناتي أفضل من حياتي".
ومن جانبها أوضحت "حنين زعبي"، النائبة العربية بالكنيست عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، أثناء جلسة لجنة مكانة المرأة بالكنيست أن وضع المرأة في مصر و وسائر الدول العربية أفضل منه في إسرائيل.
المرأة في اليهودية
وعن أوضاع المرأة في اليهودية ، يصفها بعض فلاسفة اليهود بأنها "لعنة".. وكان يحق للأب أن يبيع ابنته إذا كانت قاصراً وجاء في التوراة: ((المرأة أمر من الموت.. وأن الصالح أمام الله ينجو منها)).
ورغم أن المرأة كانت متواجدة في الحياة العامة إلا أن التاريخ اليهودي أظهر أن المرأة ملعونة بل وصفها بأنها مسئولة عما يفعل الرجل من أفعال شريرة.. وبرع كتاب اليهود في تصوير المرأة اليهودية كغانية أو مومس ..
كما كانت المرأة فى اليهودية هي المحرض الأول لجرائم الملوك والقادة، بل كانت صديقة للشيطان فى حوادث القتل .... وكانت المرأة إذا أنجبت فتاة تظل نجسة لمدة 80 يوم و 40 يوم إذا أنجبت ولداً.
فحقوق المرأة اليهودية مهضومة كلية في الديانة اليهودية ، وتعامل كالصبي أو المجنون وزوجها له حقوق لا تكاد تقابلها واجبات تتناسب مع ماله وسلطانه على زوجته.
كما أن تعدد الزوجات كان شائعا غير محدود ويخضع لرغبة الزوج واقتداره، ولم يعارضه القانون الشرعي أو الوضعي بحسب ما ورد الكتاب المقدس بعض الأحكام العبرية في قضية الزواج والطلاق مال الزوجة ملك لزوجها وليس لها سوى ما فرض لها من المهر في عقد الزواج تطالب به بعد موته أو عند الطلاق. 
تسيبي ليفني
وتتيح الشريعة اليهودية للرجل الحق المطلق في طلاق زوجته دون قيود أو شروط متى شاء وكيفما شاء، ولم يسمح للزوجات أن يطلبن الطلاق ، وفي ذلك يقول سفر التثنية الإصحاح 24 الآية الأولى : " إذا لم تكن الزوجة لدى زوجها موقع القبول والرضا، وظهر منها ما يشينها، فإنه يكتب إليها ورقة طلاقها ويخرجها من منزله".
ظلم بين
وتأكيدا على الظلم البين التي تتعرض له الإسرائيليات ، قالت صحيفة "معاريف" أن قانون "العلاقات المالية" الذي لا يزال ساري حتى الآن يؤكد مدى ظلم الدولة العبرية للنساء ، حيث يقضي هذا القانون بمنع المرأة امن
اقتسام الممتلكات التي جمعتها مع زوجها إلا بالحصول على وثيقة الطلاق.
ونقلت الصحيفة عن المحامية "عنبار شنهاف" الخبيرة في قوانين الأحوال الشخصية والمواريث القول :" الرجل هو من يقوم بالتطليق ، الكثير من النساء في إسرائيل يعشن حياة مريرة مع أزواجهن – الذين يقدمن حاليا تنازلت غير مبررة ولا يستطعن التحرر من منظومة الزواج بدون الاختيار بين الحرية الشخصية والحرية الاقتصادية".
وأوضحت الصحيفة أنه رغم المعاناة التي تقاسيها المرأة في إسرائيل إلا أنه بعد خمس سنوات من مناقشة تعديل هذا القانون في لجان الكنيست لم يحظ بالتصديق بفعل الضغوط التي مارسها حزب شاس – المتضامن مع المحاكم الحاخامية صاحبة الصلاحية المطلقة في مجال تسويات الطلاق.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
أضف تعليق