* محمود خليل
جمعتنى جلسة مع إحدى العائلات المصرية ذات الأصول الريفية.. الأم وبناتها وأولادها –تتراوح أعمارهم بين العشرة أعوام والعشرين عاما- والأب وعدد من أبناء عمومة الأب والأم وأمام التليفزيون كانت الجلسة ولم يكن أحد يدير بالا لما يذاع فقد كان الجميع منهمك فى الترحيب والسلامات ومعرفة أخبار العائلة فى الريف وفجأة إذا بالأم تصرخ "قومى يا بت اطفى المدعوق ده.. بلاش قلة حيا".. انتبه الجميع للأم لمعرفة مالذى أثارها بهذا الشكل فإذا بكليب لمن أطلقوا عليه "نجم الجيل"؟!..
طلبت من الأم أن تترك التليفزيون وتطلب من البنات والأولاد الدخول إلى غرفهم ونفذت الأم ما طلبت وهى مندهشة من طلبى أن أشاهد "قلة الحيا" ومصمصت شفتيها ولوت فمها واشاحت بوجهها عنى؟!..
يظهر "النجم" فى الكليب وهو يطارد فتاة جميلة فى الشوراع ويبحلق فى جميع مناطق جسدها وتستعرض الكاميرا الجسد من خلال عيون "النجم" من الأمام إلى الخلف ومن أعلى إلى أسفل إلى أن تضطر الفتاة للدخول إلى أحد المنازل ومنه إلى مكان محاط بسلك يمنعها من الخروج.
تحاول الفتاة هز السلك بكل قوتها للهرب من ذلك الذى يطاردها ولكن "نجم الجيل" كان سعيدا بوقوع الفتاة فى الفخ ممنيا نفسه بصيد سهل فيقترب بجسده شيئا فشيئاً تجاه الفتاة حتى كاد أن يلمسها وأخيرا يتمكن من الأمساك بها ثم يحاول لمس مناطق حساسة من جسدها وتركز الكاميرا على يد "النجم" وهى تتحسس جسد الفتاة وفى النهاية.. تتمكن الفتاة من الهرب من بين يديه قبل أن يلتهمها ونشاهد عملية الاغتصاب كاملة على الشاشة.
أما الغريب فى الكليب فهو مشهد السيدة التى تدل "النجم" على مكان الفتاة وهى بتلك المساعدة التى تقدمها لـ "النجم الذئب" فى مشهد يهين كل المصريات العفيفات اللاتى يرفضن ظاهرة التحرش بالفتيات والسيدات فما بالكم و"النجم" يظهرهن وهن يساعدنه على محاولة إغتصاب فتاة أليس ذلك تشويها للمرأة المصرية بكل تاريخها الأخلاقى والنضالى؟!.
بعد أن انتهى الكليب قلت للأم وكانت ما تزال تولى وجهها عنى وعن التليفزيون: لم أكن أقصد بالطبع مشاهدة ما وصفتيه بـ "قلة الحيا" وهو وصف دقيق لهذا الأسفاف الذى "استفرغه" هذا "النجم" ولكن لا لوم عليه فاللوم كل اللوم ينصب على الحكومة التى وفرت له ذلك المناخ ليخرج علينا بهذا الأسفاف وليس غريبا أن يفعل ذلك وقد وصفه رئيسها بإنه "نجم الجيل وقدوة الشباب" رغم إنه تهرب من أداء الخدمة العسكرية وهى تهمة ماسة بالشرف وبدلا من مؤاخذته فتحت له الأبواب ليغنى فى حفلات أكتوبر للجيش الذى تهرب من الانضمام إليه؟!
شهقت وضربت بيديها على صدرها وقالت مندهشة: يهرب من الجيش ويقول رئيس الحكومة عنه هذا الكلام ويسيبه يعمل قلة الحيا دية ويعلم الشباب والبنات البوظان.. دا لما حد بيهرب من الجيش بيجيبوه ويسجنوه وبرضه بيأدى الخدمة أشمعنى بأه ده؟!
قلت لها : ياحاجة متسأليش علشان أحنا فى مصر وفى مصر أى حاجة ممكن تحصل ومن غير ما نعرف ليه حصلت بس أنا أعتقد أن رئيس الحكومة عنده حد بيحب المغنى ده علشان كده بيدعمه أوى.
رد الأب : بيدعمه بس مش على حساب القيم والتقاليد والأخلاق دا اللى اتذاع ده فضيحة بجد أزاى يذيعوا أغنية بتقول للشباب اتحرشوا بالبنات أنا مش فاهم البلد دية رايحة على فين؟!
قلت: ياجماعة الظاهر إن "النجم" فاكر نفسه نجم بحق وحقيق رغم إنه اتفضح والبنات اللى بيأجرهم علشان يغموا عليهم ويصوتوا ويطلعوا يبسوه ويحضنوه اتكلموا وفضحوه ع النت أخرهم واحدة من سوريا والتانية من الجزائر.
قالت الأم: اللى مش فاهماه أزاى أم أو أب يسيبوا بناتهم كده تروح الحفلات ديه واللى تصرخ وتعيط واللى ترقص واللى تعبط فيه وتبوسه يا نهار أسود لو كانوا دول بناتى أنا كنت قرقشتهم بسنانى.
قلت: الظاهر إن البلد خلاص سابت ومحدش بيسأل على حاجة رغم إن اللى حصل فى الكليب ده المفروض ما يمرش مرور الكرام ولازم المغنى ده يتحاكم محاكمة علنية بتهمة الدعوة إلى التحرش والفسوق وإتلاف أخلاق جيل كامل ومخالفة النظام العام والفعل الفاضح وأركان الدعوى موجودة وشاهدها الملايين على الشاشة فهل يفعلها رئيس الحكومة ويحرك الدعوى الجنائية ضد هذا المغنى حفاظا على الأمن والسلم العام؟.. هل يفعلها مواطن غيور على بناته؟.. هل يفعلها مواطن لتكتب فى ميزان حسناته إنه دافع عن المصريين عن أخلاق المسلمين؟.. من يفعلها قبل أن نشاهد الممارسات الإباحية جهارا نهارا وعلى عينك يا تاجر على الشاشة وفى الشارع؟.
إنها دعوة لمن بيده الأمر أن إمنعوا هذا الشخص من الغناء.. إمنعوه من تدمير الغناء المصرى.. إمنعوه من تدمير سمعة المغنيين المصريين.. إمنعوه من تدمير أخلاق الأجيال.. إمنعوه من تشوية صورة مصر والمصريين.. أين جمعيات حقوق المرأة التى تتشدق بحماية حقوق المرأة من جريمة إهانة المرأة المصرية على الشاشة من أمثال ذلك المغنى؟..
0 التعليقات:
إرسال تعليق
أضف تعليق