Facebook

إسرائيل وضربة موجعة من مصر وإيران






يبدو أن جهود مصر والدول العربية والإسلامية الهادفة لفضح "نووي" إسرائيل خلال مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي في نيويورك توجت بالنجاح ، حيث كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية يوم السبت الموافق 8 مايو / أيار أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أدرجت مناقشة القدرات النووية الإسرائيلية في مسودة جدول أعمال مجلس إدارتها المقرر الشهر المقبل وذلك في سابقة من نوعها في عمر الوكالة البالغ 52 عاما .

وتابعت أن البند الثامن في مسودة جدول أعمال مجلس إدارة الوكالة الذرية في 7 يونيو/ حزيران يأتي تحت عنوان "قدرات إسرائيل النووية".

وقال دبلوماسي مطلع داخل الوكالة إن البند الثامن يمكن شطبه إذا اعترضت واشنطن أو حلفاء إسرائيل عليه ، إلا أنه حتى لو حذف البند ، فإن مجرد تضمينه في المسودة التي أعدت يوم 7 مايو/ أيار يعد انتصارا للدول العربية والإسلامية المنزعجة من ترسانة إسرائيل النووية التي تتعامل معها تل أبيب بمنتهى السرية.

تحركات مصرية

وكانت مصر قادت حملة خلال مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي المنعقد في نيويورك لتركيز الانتباه على إسرائيل وذلك لأن تل أبيب ليست موقعة على المعاهدة كما أنها جعلت التوصل إلى سلام مع كل جيرانها شرطا مسبقا للانضمام إلى المعاهدة.

ووزعت مصر التي ترأس مجموعة دول عدم الانحياز القوية المؤلفة من 118 دولة اقتراحا على الدول الموقعة على المعاهدة التي يبلغ عددها 189 دولة بعقد مؤتمر بحلول العام المقبل بخصوص إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية تشارك فيه كل دول المنطقة.

وجاء التحرك المصري بعد أن خاطبت 18 دولة عربية عضو بالوكالة الدولية للطاقة الذرية رئيس الوكالة يوكيا أمانو في 23 إبريل/ نيسان وطلبت منه في رسالة جماعية أن يقدم تقريرا إلى مجلس الوكالة عما هو معروف عن البرنامج النووي الإسرائيلي عبر إعداد قائمة من المعلومات المتاحة للوكالة والمعلومات التي يمكن جمعها من مصادر أخرى.
كما تزامن التحرك المصري مع دعوة الولايات المتحدة والأعضاء الآخرون الدائمون بمجلس الأمن الدولي على هامش مؤتمر نيويورك إلى البحث عن سبل لتنفيذ مبادرة صدرت في 1995 تضمن جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية.

ورغم أن التحرك السابق فسر على أنه محاولة من واشنطن لكسب التأييد العربي لفرض عقوبات على إيران ، إلا أن قيام إدارة أوباما بشطب البند الثامن من اجتماعات مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية من شأنه أن يفضح مخططه السابق ويحرجه أمام العالم أجمع ولعل ما حدث في مؤتمر نيويورك يدعم ما سبق .

مؤتمر نيويورك



مفاعل دايمونا

وكانت انطلقت في نيويورك يوم الاثنين الموافق 3 مايو / أيار اجتماعات مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي بمقر الأمم المتحدة بمشاركة 189 دولة .

وشدد السفير ماجد عبد الفتاح مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة ورئيس وفد مصر إلى مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووى على موقف مصر الساعي لتنفيذ قرار الأمم المتحدة بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووى والذى صدر فى عام 1995 ولم ينفذ حتى الآن.

وأضاف أن هذا القرار الذى اتخذ فى مؤتمر مراجعة المعاهدة فى عام 1995 كان قد تم إقراره من قبل المجتمع الدولى مقابل مد أجل المعاهدة إلى أجل غير مسمى ، مشيرا إلى أن مصر تؤكد على ضرورة عقد مؤتمر دولى للبحث فى تنفيذ هذا القرار فى هذه المنطقة الساخنة من العالم خصوصا وأن هناك مناطق جغرافية فى آسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا تطبق نظام المنطقة الخالية من أسلحة الدمار الشامل كإحدى الآليات الدولية لمنع الانتشار النووى على المستوى العالمى.

وكشف عن عقد ندوة على هامش أعمال مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووى في نيويورك حول إقامة المنطقة الخالية من السلاح النووى وأسلحة الدمار الشامل فى الشرق الأوسط يشارك فيها جمع كبير من الخبراء ورجال الصحافة والإعلام الأمريكيين والعرب وممثلى تحالف دول (الأجندة الجديدة) لمناهضة الانتشار النووى والتى كانت بمبادرة من مصر وتضم كلا من جنوب إفريقيا ومصر والبرازيل والمكسيك وأيرلندا والسويد ونيوزيلندا.

وأشار السفير ماجد عبد الفتاح إلى أن دول تحالف "الأجندة الجديدة" قرروا أيضا عقد اجتماع آخر في نيويورك لاستعراض البيان الذى سيلقيه ممثل هذه الدول فى الجلسة التى سيخصصها مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووى للمنظمات غير الحكومية.

وأوضح أن مصر التى ترأس الدورة الحالية لدول التحالف قررت إفساح المجال لممثل إحدى هذه الدول لإلقاء بيانها أمام المؤتمر والذى سيؤكد على ضرورة تنفيذ قرار الشرق الأوسط الخاص بإقامة المنطقة الخالية من السلاح النووى ، كما يغطى البيان كافة الموضوعات المتعلقة بدعم النظام الدولى لمنع الانتشار النووى وأيضا التعاون الدولى فى الاستخدامات السلمية للطاقة النووية وحماية المواد والمنشآت النووية.

واختتم قائلا :" إن دعوة مصر إلى إقامة مؤتمر دولى لتنفيذ قرار الشرق الأوسط يحظى بتأييد ودعم من دول العالم حيث أيدت فرنسا هذه الدعوة وكذلك دول عدم الانحياز والمجموعة العربية والإفريقية بالإضافة إلى تأييد عدد كبير من المنظمات الدولية غير الحكومية ".

ورغم أن إدارة أوباما حاولت منع التحركات المصرية السابقة قبل أن ترى النور عبر الحديث عشية انطلاق مؤتمر نيويورك حول ربط انضمام إسرائيل لمعاهدة حظر الانتشار النووي بالتوصل إلى اتفاق سلام شامل ، إلا أنها لم تنجح في ذلك لأنه كان هناك قرارا من القمة العربية العادية الثانية والعشرين بسرت حول ضرورة انضمام إسرائيل لمعاهدة منع الانتشار النووي ، بالإضافة إلى أن تركيا طالما انتقدت التركيز على برنامج إيران النووي وتجاهل خطر الترسانة النووية الإسرائيلية .

كلمة نجاد



كلمة نجاد أمام مؤتمر نيويورك

وجاءت كلمة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمام مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي لتحرج واشنطن وتل أبيب أكثر وأكثر ، حيث شن هجوما لاذعا على الولايات المتحدة وإسرائيل من على منبر الأمم المتحدة وذلك وسط انسحاب لمندوبي وفود فرنسا وأمريكا وبريطانيا من قاعة المؤتمر.

وأضاف أن الأسلحة النووية هي "ضد البشرية وليست أداة دفاعية" ، واعتبر أن الذين استخدموا السلاح النووي في الحروب للمرة الأولى هم من بين الشخصيات التي كرهها البشر أكثر من سواها عبر التاريخ ، وذلك في إشارة إلى استخدام واشنطن للقنابل الذرية ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية.

كما أشار إلى أن إسرائيل التي وصفها بـ"الكيان الصهيوني" تقوم بتخزين الرؤوس النووية وأسلحة الدمار الشامل بطريقة تهدد من خلالها كل جيرانها العرب وذلك بالاعتماد على دعم غير محدود من واشنطن.

وأمام ما سبق ، توجت التحركات المصرية والعربية والإسلامية الداعية لانضمام إسرائيل لمعاهدة حظر الانتشار النووي وإعلان الشرق الأوسط منطقة خالية منه بالنجاح ، ورغم إعلان إسرائيل أنها لن تتعامل مع التطورات السابقة ، إلا أن الحقيقة المؤكدة أنها لم تعد قادرة على إخفاء برنامجها النووي لفترة طويلة .

Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق