Facebook

اسطول الحرية .. وخيبتنا

http://www.aljazeera.net/mritems/images/2010/5/31/1_994866_1_34.jpg





اغرقت البحرية الاسرائيلية «اسطول الحرية» في بحر من الدماء، وكان يحمل على متنه متضامنين اجانب وعربا من اربعين دولة لكسر الحصار على قطاع غزة.
لقد اوفى سفاحو اسرائيل بوعدهم، وارتكبوا مجزرة ضد المتضامنين العزل الا من مشاعرهم الانسانية التي حملتهم للتضامن مع غزة وشعبها، يحملون على متن سفن اسطول الحرية ما تيسر من مساعدات طبية وتموينية لسد رمق مليون ونصف مليون فلسطيني.
وفي تفاصيل الجريمة، فقد سيطرت قوات البحرية الإسرائيلية بالقوة فجر امس على السفن داخل المياه الدولية وهي في طريقها إلى قطاع غزة، وسط أنباء متضاربة عن عدد الذين سقطوا خلال العملية. ففي حين تحدثت تقارير صحافية اسرائيلية عن سقوط 19 شهيدا وأكثر من 50 جريحاً، بينهم 15 من الاتراك، اعلن وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك في مؤتمر صحافي ظهرا، مع رئيس هيئة الاركان غابي اشكنازي، ورئيس سلاح البحرية ان عدد القتلى عشرة فقط، ولم يذكر عدد الجرحى والمصابين، قيل ان من بينهم رئيس الحركة الاسلامية داخل الخط الاخضر الشيخ رائد صلاح.
إنزال.. واقتحام
وذكر التلفزيون الإسرائيلي أن نحو 19 سقطوا عندما اقتحمت قوات الكوماندوس البحرية سفن المساعدات وواجهت مقاومة من النشطاء المؤيدين للفلسطينيين.
وأظهرت الصور المباشرة التي بثتها وسائل الإعلام الاسرائيلية أن قوات الاحتلال اقتحمت السفن على نحو مفاجئ في عملية إنزال جوي بعد ساعات من مرافقتها بحراً وجواًً ومحاصرتها.
وقال متضامنون إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار وقنابل مسيلة للدموع فيما حاول بعض الركاب اعتراض القوات المهاجمة.
وزعم باراك وقائد البحرية ان بعض «المخربين» الذين كانوا على متن السفينة كان بحوزتهم اسلحة وسكاكين وحاولوا الاعتداء على الجنود، الذين اطلقوا نيران اسلحتهم «دفاعاً عن النفس»، حيث اصيب عدد منهم، وصفت اصابة اثنين بالمتوسطة، قبل ان ينجحوا في السيطرة على سفينة مرمرة (التي وقعت على متنها الجريمة) وباقي السفن، واقتيادها الى ميناء اشدود جنوب اسرائيل.
وأفادت لـ القبس مصادر على متن اسطول الحرية قبل انقطاع الاتصال معهم نهائياً، عن قيام وحدات من الكوماندوس والبحرية بمهاجمة السفن من البحر والجو فجرا، وذلك بإطلاق الأعيرة النارية وقنابل الغاز المسيل للدموع، إضافة إلى الاعتداء بالضرب على المتضامنين.
وقالت المصادر ان قوات البحرية اقتربت من الأسطول وطلبت من طاقمه التوقف والتعريف عن هويته وهوية مركبه، وبعد ذلك انقطع الاتصال بالحملة في الرابعة فجراً، مشيرة إلى أن جميع النشطاء الآن موقوفون لدى قوات الاحتلال في سجن اقامته خصيصاً بالقرب من ميناء اشدود.
اقتيادهم إلى المعتقل!
من جهته، زعم نائب وزير الخارجية داني ايالون ان السفن كانت تحتوي على اسلحة وان الجنود واجهوا اعمال عنف من الركاب.
وأضاف ان إسرائيل فعلت كل ما بوسعها لمنع اقتراب السفن من شواطئ غزة، كما انها عملت على نقل حمولة السفن الى القطاع برا واقتياد السفن إلى ميناء أشدود واحتجاز الركاب في السجن رقم 26 الذي تم تجهيزه لهذا الغرض قبل أسبوعين، وهو عبارة عن قسم كبير من الخيام تمت إقامته لاحتجاز أكثر من 700 متضامن.. ويتم الان التحقيق معهم من قبل طواقم المخابرات الإسرائيلية، صاحبة التجربة الطويلة والمريرة في التحقيق مع الأسرى الفلسطينيين والعرب، والتي لا تتورع عن ارتكاب أفظع الممارسات اللاانسانية بحق الأسرى.
وناشدت اللجنة العليا للأسرى المنظمات الدولية، وفي مقدمتها الصليب الأحمر الدولي، التدخل العاجل، لضمان سلامة هؤلاء المتضامنين من الانتهاكات، وحمايتهم من وسائل التعذيب. ودعت منظمة المؤتمر الإسلامي إلى عقد اجتماع طارئ. ومنح هنية جميع المتضامنين في القافلة وسام الشرف لما قدموه من تضحيات وصلت لدفع أرواحهم مقابل إيصال صوتهم للعالم أجمع، معتبرا ان جميع الشهداء والجرحى هم شهداء فلسطينيون.
ودعا هنية السلطة الفلسطينية الى وقف المفاوضات فوراً مع الاحتلال الصهيوني، وتشكيل ضغط دولي تجاه ما قامت به قوات الاحتلال الاسرائيلية.
وفي السياق ذاته، اصدرت سائر الفصائل الفلسطينية وقياداتها بيانات نددت بالجريمة الاسرائيلية وطالبت باجراء المصالحة الفلسطينية فوراً وفك الحصار عن قطاع غزة، ووقف المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل. كما دعت المجتمع الدولي الى فرض عقوبات على اسرائيل واعتبارها دولة مارقة ارتكبت جريمة حرب وضد الانسانية.
وفي السياق ذاته، جرت تظاهرة جماهيرية حاشدة وسط مدينة رام الله، دعت اليها الفصائل ومؤسسات المجتمع المدني، حيث ندد المتظاهرون بالجريمة الاسرائيلية، وانتهت بالاعتصام التضامني امام الممثلية التركية، حيث عقد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الدكتور نبيل شعث الذي دعا الى الرد على الجريمة الاسرائيلية بالتوقيع على المصالحة الفلسطينية، وتوحيد صفوف الشعب والارض والنظام السياسي، وانهاء الانقسام.
وفي اسرائيل، أصدر ايهود باراك أوامر للجيش برفع حالة التأهب القصوى في كل أنحاء دولة الاحتلال، عقب الجريمة البشعة التي ارتكبها جيشه بحق أسطول كسر الحصار عن قطاع غزة في عرض البحر فجر اليوم.
وجاء القرار خشية من رد الفعل الفلسطيني في الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 48 وإطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
كما أعلنت «نجمة داوود» الحمراء حالة التأهب لأعلى درجة خشية من أعمال عنيفة اليوم. وطالب عدد من الوزراء الاسرائيليين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بقطع زيارته لكندا ولواشنطن والعودة فوراً لتل أبيب، في أعقاب النتائج الوخيمة لاقتحام سفن كسر الحصار.
ويتكون أسطول الحرية من ست سفن هي: سفينة شحن بتمويل كويتي ترفع علم تركيا والكويت، وسفينة شحن بتمويل جزائري، وسفينة شحن بتمويل أوروبي من السويد واليونان، وسفينتان لنقل الركاب، تسمى إحداهما (القارب 8000) نسبة لعدد الأسرى في سجون الاحتلال، التابعة للحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة، إلى جانب سفينة الركاب التركية الأكبر.
ويُقل الأسطول 750 مشاركًا من أكثر من 40 دولة، وضمن المتضامنين 44 شخصية رسمية وبرلمانية وسياسية أوروبية وعربية، من بينهم عشرة نواب جزائريين.
وتحمل سفن الأسطول أكثر من 10 آلاف طن مساعدات طبية ومواد بناء وأخشاب، و100 منزل جاهز لمساعدة آلاف السكان الذين فقدوا منازلهم في الحرب الإسرائيلية على غزة مطلع عام 2009، كما يحمل معه 500 عربة كهربائية لاستخدام المعاقين حركيًا، لا سيما أن الحرب الأخيرة خلفت نحو 600 معاق في غزة.

وبدأ مجلس الامن الدولي الاثنين اجتماعا طارئا لبحث الهجوم الاسرائيلي الذي استهدف اسطول الحرية فيما اعلنت مجموعة الدول العربية انها تنتظر من المجلس ادانة شديدة لهذا الهجوم. وبدأ الاجتماع بجلسة مشاورات مغلقة قصيرة على ان تتبعها مناقشة عامة للهجوم .
نيويورك، عواصم: اعلن السفير الاسرائيلي في الدنمارك ارثر افنون الاثنين أن شائعات عن علاقة بين أسطول المساعدات الذي كان متوجها الى غزة وبين تنظيم القاعدة هي التي كانت سبب تدخل الجيش الاسرائيلي ضد سفن المساعدات الانسانية الدولية.
وقال افنون الذي نقل تصريحاته الموقع الالكتروني للاذاعة والتلفزيون الدنماركيين "قبل ان يدخل الاسطول المياه الاسرائيلية سرت شائعات بان المنظمين (لهذا العمل) على علاقة بتنظيم القاعدة الارهابي". وقال الدبلوماسي الاسرائيلي "الاشخاص الذين كانوا على متن السفن ليسوا ابرياء (...) ولا اتصور ان اي دولة اخرى كانت لتتصرف بشكل مختلف".
واضاف "كان هناك اسلحة في السفن ومن الطبيعي انه لم يكن بوسعنا ترك هذه السفن تكسر الحصار". واعرب عن الاسف لسقوط ضحايا لكنه دافع عن "الجنود (الاسرائيليين) الذين تعرضوا لاعمال عنف عندما صعدوا الى السفن. واصيب احدهم في بطنه واخرون بمضارب بيسبول".
بدأ مجلس الامن الدولي الاثنين اجتماعا طارئا لبحث الهجوم الاسرائيلي الذي استهدف اسطول الحرية فيما اعلنت مجموعة الدول العربية انها تنتظر من المجلس ادانة شديدة لهذا الهجوم. وفي غياب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الموجود خارج نيويورك، شاركت في الاجتماع نائبة الامين العام اشا روز ميجيرو.
وقال يحيى المحمصاني المراقب الدائم لجامعة الدول العربية في الامم المتحدة لوكالة فرانس برس "نريد ادانة شديدة لان ذلك جرى في المياه الدولية (...) ونريد تحقيقا دوليا" حول ظروف الهجوم الاسرائيلي. وقال مندوب فلسطين الدائم رياض منصور للصحافيين "نأمل ان يصدر عن مجلس الامن رد حاسم يحاسب اسرائيل في شكل يكون على مستوى الجريمة التي ارتكبت في عرض البحر".
وقد ادلى الدبلوماسيان بهذه التصريحات قبل الاجتماع. واوضح المحمصاني ان المجموعة العربية في الامم المتحدة ترغب مبدئيا ان يتبنى مجلس الامن قرارا يتضمن دعوة لرفع الحصار عن غزة "بغية السماح بوصول الاغذية والمعدات التي ارسلت" الى القطاع.
وقال ان النص ينبغي ان يتضمن ايضا دعوة لاسرائيل لكي "تحترم القانون الدولي". لكن الدبلوماسي اضاف ان المجموعة العربية ستكتفي في حال عدم صدور قرار، ببيان لا يكتسي مبدئيا طابعا ملزما مثل قرار، لكنه يتطلب اجماع الدول الخمس عشرة الاعضاء في مجلس الامن لاعتماده.
ولا يتطلب اي قرار سوى تسعة اصوات لتبنيه، من دون ان تلجأ احدى الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس (الصين، الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا وروسيا) الى استخدام حق النقض (الفيتو). وقتل 19 من ركاب السفن واصيب عدد آخر بجروح حين قام كوماندوس اسرائيلي الاثنين بمهاجمة الاسطول الانساني الدولي الذي كان متجها الى غزة كما افادت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي.
وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اعرب عن "صدمته" للهجوم الذي شنه الجيش الاسرائيلي، وأدان من كمبالا "اعمال العنف هذه". وقال بان كي مون خلال مؤتمر صحافي في كمبالا في اليوم الاول لمؤتمر حول المحكمة الجنائية الدولية "أصبت بصدمة إثر المعلومات التي اشارت الى سقوط قتلى وجرحى على السفن التي تحمل المساعدة الى غزة". واضاف "ادين اعمال العنف هذه ومن المهم إجراء تحقيق كامل لمعرفة كيف وقع حمام الدم" هذا. وتابع "اعتقد ان اسرائيل يجب ان تقدم بسرعة تفسيرا كاملا".
ومن جانبه، طلب الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين ان يعرف "في اسرع وقت ممكن" الظروف الدقيقة للهجوم الاسرائيلي الدامي على اسطول انساني كان في طريقه الى قطاع غزة، وذلك اثناء محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وجاء في بيان للبيت الابيض صدر بعد المحادثة الهاتفية التي استمرت 15 دقيقة "اشار الرئيس الى ان من الاهمية بمكان معرفة كل الوقائع والظروف المحيطة بالاحداث المأسوية هذا الصباح في اسرع وقت ممكن".
واسفر الهجوم على اسطول الحرية عن تسعة قتلى بحسب اخر حصيلة اوردها الجيش الاسرائيلي.
كما دعا المقرر الخاص للامم المتحدة للاراضي الفلسطينية ريتشارد فالك الاثنين المجتمع الدولي الى ملاحقات قضائية ل"المسؤولين عن قتل" مدنيين عزّل اثناء هجوم الجيش الاسرائيلي على اسطول مساعدات الى غزة.
وقال المسؤول الاممي في بيان "من الضروري تحميل الاسرائيليين المسؤولين عن هذا السلوك غير القانوني والدموي، بمن فيهم المسؤولون السياسيون الذين اعطوا الاوامر، المسؤولية الجزائية عن افعالهم". واضاف باستياء "ان اسرائيل مذنبة (...) باستخدام اسلحة مميتة ضد مدنيين عزل على سفن في عرض البحر حيث كانوا يتمتعون بحق حرية التنقل بموجب القانون البحري".
وبعد ان دعا مجددا الى رفع الحصار عن قطاع غزة الذي يشكل برأيه "جريمة ضد الانسانية"، اعتبر المقرر الخاص للامم المتحدة "ان الحملة العالمية للمقاطعة وسحب الاستثمارات و(فرض) عقوبات على اسرائيل باتت الان واجبا اخلاقيا وسياسيا".
اردوغان: ما حدث ارهاب دولة
واعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاثنين ان قيام اسرائيل بشن هجوم دام على اسطول الحرية الذي كان متوجها الى قطاع غزة هو بمثابة "ارهاب دولة"، مضيفا ان تركيا "لن تقف مكتوفة اليدين" ازاء ما حصل.
وقال اردوغان للصحافيين في سانتياغو في تشيلي قبيل مغادرته عائدا الى تركيا "فليعلم الجميع، لن تبقى (تركيا) مكتوفة اليدين وصامتة حيال هذا العمل الذي يعد ارهاب دولة غير انساني". ونقلت قنوات التلفزة التركية هذه التصريحات. واكد ان اسرائيل "داست على القانون الدولي" مضيفا ان "الهجوم يثبت ان اسرائيل لا تريد السلام في منطقتها". وتابع اردوغان "سنطلب ايضا عقد اجتماع طارئ لحلف شمال الاطلسي".
ووصف قائد اركان الجيش التركي الجنرال ايلكر باسبوغ في اتصال هاتفي مع نظيره الاسرائيلي غابي اشكينازي الاحد الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية بانه عمل "خطر وغير مقبول". وجاء في بيان للجيش التركي ان المحادثة جرت بمبادرة من الجانب الاسرائيلي الذي اطلع قائد الاركان على الاحداث التي جرت قبالة سواحل غزة.
واضاف البيان "خلال المحادثة وصف قائد الاركان استخدام القوة العسكرية في المياه الدولية بانه امر خطر وغير مقبول". واوضح ان الجنرال التركي قال لنظيره الاسرائيلي ان التدخل الاسرائيلي "له عواقب بالغة الخطورة".
اجتماع لحلف الأطلسي الثلاثاء
واعلن المتحدث باسم الحلف الاطلسي جيمس اباثوراي الاثنين ان سفراء دول الحلف سيعقدون الثلاثاء اجتماعا طارئا بناء على طلب تركيا لبحث الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية الذي كان متوجها الى قطاع غزة. وقال المتحدث لوكالة الانباء الفرنسية ان "اجتماعا لمجلس الحلف الاطلسي" الذي يضم السفراء ال28 للدول الاعضاء في الحلف "هو قيد التحضير لبعد ظهر غد (الثلاثاء) بناء على طلب السلطات التركية".
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اعلن في وقت سابق في تشيلي ان بلاده ستدعو الى عقد اجتماع طارئ للحلف الاطلسي بعد الهجوم الدامي الذي شنه كوماندوس اسرائيلي الاثنين على اسطول الحرية الذي كان ينقل مساعدات انسانية الى قطاع غزة.
الجيش الإسرائيلي: القتلى 9 فقط
في غضون ذلك، اكدت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي الاثنين ان هجوم البحرية الاسرائيلية على الاسطول الانساني الدولي الذي كان متجها الى قطاع غزة اوقع تسعة قتلى من ركاب هذه السفن التي تنقل ناشطين مؤيدين للفلسطينيين ومساعدات الى قطاع غزة.
وقالت المتحدثة ان الحصيلة السابقة التي اشار فيها الجيش الى سقوط "اكثر من عشرة قتلى" استندت الى "معلومات خاطئة" مضيفة "علمنا بمقتل تسعة اشخاص خلال العملية" دون ان تحدد جنسياتهم. واشار الجيش ايضا الى اصابة ما بين سبعة الى عشرة من جنوده بينهم اثنان نقلا الى المستشفى حيث وصفت اصاباتهم ب"الخطرة".
وحدث بعض التضارب في المعلومات بشأن حصيلة قتلى وجرحى اعمال العنف التي جرت على متن السفينة التركية مافي مرمرة المشاركة في الاسطول. فقد اشارت منظمة تركية غير حكومية مشاركة في القافلة البحرية الى 15 قتيلا على الاقل معظمهم من الاتراك. فيما اشارت قناة تلفزيونية اسرائيلية الى سقوط 19 قتيلا قبل ان تخفض العدد الى عشرة قتلى.
وتراوحت التقديرات لعدد المصابين بين 20 و30. ونقل الجرحى الى اربعة مستشفيات في اسرائيل لكن لم تعلن خطورة اصاباتهم.
هذا في وقت قرر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في نهاية المطاف اختصار زيارته الى كندا وإلغاء زيارته الى الولايات المتحدة للعودة الى اسرائيل بعد الهجوم العسكري الدامي على الاسطول الانساني الدولي المتوجه الى غزة، كما اعلن مسؤول اسرائيلي لوكالة فرانس برس الاثنين.
الأسد يدعو واشنطن إلى وقف اعتداءات إسرائيل
كما دعا الرئيس السوري بشار الاسد الاثنين الولايات المتحدة الى دفع اسرائيل لوقف "اعتداءاتها الوحشية" معتبرا ان الدعم الاميركي لاسرائيل "يسبب زعزعة الاستقرار في المنطقة"، بحسب وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).
وافادت الوكالة ان الاسد دعا، خلال استقباله السيناتور الجمهوري الاميركي بوب كروكر، الولايات المتحدة الى "دفع اسرائيل لوقف اعتداءاتها الوحشية ورفع الحصار عن قطاع غزة والسير قدما في عملية السلام كحل وحيد لعودة الامن والاستقرار للمنطقة".
واعتبر الرئيس السوري ان اسرائيل "تحظى بدعم غير محدود وغير مشروط من الولايات المتحدة مهما ارتكبت من جرائم الامر الذي يسبب زعزعة الاستقرار في منطقتنا واشعال فتيل التوترات والحروب" بحسب الوكالة.
ونقلت الوكالة عن الاسد "انه في الوقت الذي يسعى العرب من اجل السلام فان اسرائيل تقتل في عرض البحر مدنيين قادمين لكسر الحصار في استباحة مطلقة لحياة الانسان وكل القوانين والشرائع الدولية". من جانبه، اكد كروكر ان "من المهم ان تكون لدى الولايات المتحدة علاقات جيدة مع سوريا نظرا للدور المحوري الذي تلعبه في الشرق الاوسط".
كما تناول اللقاء "العلاقات الثنائية بين سوريا والولايات المتحدة وتطورات الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط وعملية السلام المتوقفة فى المنطقة". وكان الرئيس السوري اكد الاسبوع الماضي في حديث مطول لصحيفة "لا ريبوبليكا" الايطالية ان الولايات المتحدة فقدت نفوذها في عملية السلام في الشرق الاوسط وخيبت الامال التي أثارها باراك اوباما في هذا الخصوص.
وقال الأسد للصحيفة ان الولايات المتحدة "لم يعد لديها نفوذ لانها لا تفعل شيئا لأجل السلام. لكنها تبقى الدولة العظمى الوحيدة". واضاف ان "الرئيس الاميركي باراك اوباما احيا آمالا لكن لم يعد في وسعنا الانتظار (...) ان حقبة جديدة بدأت والتوافق بين قوى منطقة الشرق الاوسط بصدد اعادة رسم نظام المنطقة".
وكان اوباما اعلن مطلع ايار/مايو الحالي تمديد العقوبات الاميركية التي فرضها سلفه جورج بوش، متهما دمشق بدعم منظمات "ارهابية" والسعي الى امتلاك صواريخ واسلحة دمار شامل. كما اقترح اوباما رسميا على مجلس الشيوخ تعيين الدبلوماسي روبرت فورد سفيرا للولايات المتحدة في سوريا بعد خمس سنوات من شغور المنصب.
وفي حال اقر مجلس الشيوخ هذا التعيين، فان فورد سيكون اول سفير اميركي في دمشق منذ ان استدعت واشنطن سفيرها من سوريا بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005 في عملية تفجير وجهت اصابع الاتهام فيها الى سوريا التي نفت بشدة اي ضلوع لها في ذلك.
إسرائيل تواصل تبريراتها
قال وزير الصناعة والتجارة الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر الموجود في الدوحة الاثنين ان اسرائيل كانت تعي "ما قد يحصل" لاسطول الحرية وقد حذرت قادته من المضي قدما باتجاه غزة. وفي حديث مع وكالة فرانس برس على هامش مؤتمر للمنتدى الاقتصاد العالمي في العاصمة القطرية، قال بن اليعازر كنا نعي ما قد يحصل وقد حذرناهم وقلنا لهم ان ما يريدون القيام به هو استفزاز".
واضاف "شخصيا بصفتي وزيرا للتجارة، عرضت ان يتم نقل كل المساعدات (التي يحملها الاسطول) وان يتم ارسالها الى غزة عبرنا نحن، لكنهم لم يتصرفوا لانهم يريدون ان يكونوا نجوم الاستعراض، لا اكثر ولا اقل".
وقال الوزير الاسرائيلي "النتائج مؤسفة وانا آسف للخسائر ولكل نقطة دم سقطت، لكن عددا كبيرا من الناشطين على متن السفن كانوا يحملون السكاكين وبعضهم، حوالى سبعة او ثمانية اشخاص، كانوا يحملون مسدسات، فالامور ليست نظيفة". وخلص الى القول "عندما يتعلق الامر بالدفاع عن نفسك، عليك ان تفعل كل ما بوسعك، وكم بالحري ان كنت تدافع عن وطنك".
10 الاف متظاهر في اسطنبول
في غضون ذلك، تظاهر حوالى 10 الاف شخص الاثنين في الساحة الرئيسة في اسطنبول احتجاجا على الهجوم الاسرائيلي الدامي على اسطول الحرية لنقل مساعدات الى قطاع غزة الذي يضم سفنا تركية، على ما افاد صحافي في فرانس برس.
وهتف المتظاهرون في ساحة تقسيم في وسط اكبر مدينة تركية، "الموت لاسرائيل"، "ايها الجنود الاتراك توجهوا الى غزة". وهتف متظاهرون آخرون رفعوا اعلاما تركية وفلسطينية، "العين بالعين والسن بالسن". وقالت زينب ارسوي (50 عاما) ان "اسرائيل ارتكبت مجزرة، هذا ظلم كبير. لقد اهرقت دماء الابرياء. والسفينة انطلقت بأهداف انسانية محضة".
وذكر سيريف مانغال (40 عاما) "اطلب من الحكومة طرد القنصل الاسرائيلي ... واذا اقتضت الضرورة، نحن مستعدون للحرب". وكان حوالى 400 متظاهر تجمعوا امام القنصلية الاسرائيلية مرددين شعارات معادية لاسرائيل.
وانتشرت اعداد كبيرة من قوات الشرطة قبل الظهر في المكان ولم تحصل حوادث مهمة واكتفى بعض المتظاهرين بإلقاء زجاجات بلاستيكية في اتجاه المبنى. وفي انقرة تظاهر اقل من مئتي شخص امام مقر السفير الاسرائيلي الذي انتشرت قوات من الشرطة لحمايته.
وادى المتظاهرون صلاة امام منزل السفير، وفق ما نقل صحافي فرانس برس. واحتجت تركيا بشدة بعد الغارة الاسرائيلية الدامية على قافلة المساعدات محذرة من ان الحادث "يمكن ان تترتب عنه عواقب لا يمكن اصلاحها في علاقاتنا الثنائية". واعلن محمد كايا رئيس هيئة الاغاثة التركية في غزة سقوط "15 شهيدا على الاقل" معظمهم اتراك في الهجوم الاسرائيلي على القافلة .
تنديد أوروبي

كما عبر البرلمانيان الأوروبيان لوي ميشيل، من مجموعة التحالف الليبرالي الديمقراطي، وإيزابيل ديران من مجموعة الخضر، عن إدانتهما للإنزال الإسرائيلي. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها النائبان الأوروبيان صباح اليوم، "نعبر عن غضبنا واحتجاجنا على التصرف الإسرائيلي الذي يعتبر انتهاكا صارخاً للقانون الدولي"، حسب تعبيرهما، واصفين التصرف الإسرائيلي بـ"المبالغ فيه" وفق تعبيرهما

إلى ذلك، أشار لوي ميشيل إلى أن الاستخدام المفرط للعنف ضد النشطاء الدوليين المؤيدين لسكان غزة لن يساعد على حل المشكلة في المنطقة، "من شأن هذه الأعمال أن تقدم خدمة لهؤلاء الذي لا يريدون تسوية سلمية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، حسب كلامه

وعبر ميشيل وديران عن قناعتهما بضرورة أن يتحرك الإتحاد الأوروبي بسرعة، "من المهم إعطاء رد فعل أوروبي حازم وواضح"، كما قالا. وكان البرلمانيان الأوروبيان قد حذرا الأسبوع الماضي من رد فعل إسرائيلي عنيف على تحرك سفن الأسطول الدولي المؤيد لسكان قطاع غزة، وقد أعرب ناطق أوروبي عن "غضب" المفوضية تجاه ما جرى، مشيراً إلى أن الجهاز التنفيذي الأوروبي يطالب بفتح تحقيق في الموضوع

ويذكر بأن عدة سفن تحوي نشطاء أوروبيين وأتراكا وعربا تعرضت لهجوم إسرائيلي صباح اليوم فيما كانت تحاول الوصول إلى شواطئ قطاع غزة في إشارة تضامنية مع سكان القطاع ودعوة لرفع الحصار المفروض عليه

وكان برلمانيون أوروبيون قد نجحوا الأسبوع الماضي في دخول قطاع غزة عن طريق معبر رفح (مصر) حيث تفقدوا الوضع الإنساني هناك والمشاريع التي يمولها الإتحاد. وقد طالب البرلمانيون برفع الحصار بشكل فوري عن قطاع غزة، "لقد ساهم هذا الحصار في تدهور الوضع وتصاعد التطرف"، حسب تصريحات سابقة لهم.

قبرص تستدعي سفير اسرائيل وتندد ب"عمل اجرامي"

ندد الرئيس القبرصي ديمتريس خريستوفياس الاثنين بالهجوم الاسرائيلي الدامي على الاسطول الدولي الذي كان متجها الى قطاع غزة ووصفه ب"العمل الاجرامي" فيما استدعت الخارجية القبرصية السفير الاسرائيلي في نيقوسيا.

وقال الرئيس القبرصي للصحافيين ان "قتل الناس امر مدان وخسارة ارواح مدنية تشكل في نظري عملا اجراميا" مضيفا ان "الحكومة القبرصية لا يسعها سوى ادانة مثل هذه الاعمال". من جانبها اعلنت وزارة الخارجية استدعاء السفير الاسرائيلي.

وقالت الوزارة في بيان ان "الامين العام لوزارة الخارجية اعطى الامر للمدير السياسي باستدعاء سفير اسرائيل في نيقوسيا لمطالبته بتقرير رسمي ومعلومات عن عملية القوات المسلحة لبلاده" ضد الاسطول.

واضاف بيان الوزارة ان "موقف جمهورية قبرص الحازم هو ضرورة السماح للمنظمات غير الحكومية بممارسة انشطتها بحرية في اطار الشرعية واحترام القانون" مؤكدا ان "حكومة قبرص تكرر موقفها المؤيد لايصال للمساعدات الانسانية فورا وبشكل مستمر وغير مشروط الى قطاع غزة وفتحه امام المبادلات التجارية وحرية تنقل الافراد".

مطالبات بتحقيق دولي مستقل

وقد طالبت سويسرا الاثنين بفتح تحقيق دولي حول الهجوم الاسرائيلي الدامي على اسطول المساعدة الانسانية الى غزة. وابدت وزارة الخارجية السويسرية في بيان "قلقها الشديد للحوادث الخطرة التي وقعت قبالة سواحل غزة".

واعربت عن الاسف "لسقوط قتلى من المدنيين وجرحى بمن فيهم عناصر القوات الاسرائيلية"، وطلبت فتح تحقيق دولي "لالقاء الضوء كاملا على ظروف هذه المأساة". و"استدعت" الوزارة سفير اسرائيل لإبلاغه ب"قلق" السلطات السويسرية.

وذكرت بانه "يتعين على اسرائيل بموجب اتفاقيات جنيف ان تضمن توفير المؤن للسكان المدنيين لتغطية حاجاتهم المعيشية وكذلك المواد الطبية وغير ذلك من السلع الانسانية الضرورية".

كما طلبت منظمة العفو الدولية الاثنين من اسرائيل فتح "تحقيق مستقل يتمتع بمصداقية" حول الهجوم الاسرائيلي على اسطول المساعدات الانسانية الذي كان متجها الى غزة وطالبت برفع الحصار المفروض على القطاع.

وقالت المنظمة التي تعنى بالدفاع عن حقوق الانسان ومقرها لندن في بيان ان "منظمة العفو تطلب من اسرائيل فتح تحقيق فوري ومستقل يتمتع بمصداقية" في الهجوم الذي اوقع 19 قتيلا بين الركاب بحسب تلفزيون اسرائيلي. وقال مالكولم سمارت المسؤول عن دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في المنظمة "من الواضح ان القوات الاسرائيلية استخدمت القوة المفرطة".

واضاف "تقول اسرائيل ان قواتها كانت في حال الدفاع عن النفس لانها تعرضت لهجوم من قبل المتظاهرين لكن من الصعب ان نصدق بان مستوى القوة الذي استخدمته القوات الاسرائيلية كان مبررا". وتابع "لم يكن متناسبا مع خطورة التهديد".

وكاجراء اول دعت منظمة العفو اسرائيل فورا الى نشر القواعد التي اتبعتها مجموعة الكومندوس التي شنت الهجوم. واضاف ان "الناشطين على السفن قالوا بوضوح ان هدفهم الاول كان الاحتجاج على الحصار الاسرائيلي المستمر الذي يشكل عقابا جماعيا وبالتالي انتهاكا للقانون الدولي".

ويخضع قطاع غزة لحصار اسرائيلي منذ استيلاء حركة المقاومة الاسلامية حماس عليه في حزيران/يونيو 2007. وقال ان "الحصار لا يطال المجموعات المسلحة بل يعاقب كافة سكان غزة ووقعه يكون الاكبر على المحرومين" داعيا الى "رفعه فورا".

Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق