Facebook

فاروق حسني وازمات لاتنسي

"وليمة لأعشاب البحر"

يعرف عن فاروق حسني انحيازه لحرية الفكر المطلقة ، ومن أشهر قراراته التي أثارت عليه النقد ، قراره بنشر رواية "وليمة لأعشاب البحر" للكاتب السوري حيدر حيدر عام 2000، والتي حوت عبارات مسيئة للذات الإلهية وللقرآن ، وقد نشرتها الوزارة على ميزانية الدولة رغم أن مجمع البحوث الإسلامية اعتبر ما بها "كفراً " ، وكان رد الوزير على مهاجميه أنه لا ينبغي أنه لا توجد سلطة دينية أو سياسية على حرية الإبداع ، وعلى أثر تصريحاته واجه الوزير موجة هجوم عارمة من نواب الإخوان المسلمين بمجلس الشعب .






محرقة بني سويف

فوجيء المصريون بحريق مسرح قصر ثقافة بني سويف يوم الاثنين 5 سبتمبر 2005 ، والذي راح ضحيته 35 شخصا من نقاد وكتاب ومخرجي وممثلي المسرح ، واعتبر الحريق نقطة فاصلة في تاريخ وزارة الثقافة ، فعلى إثره طالب مجموعة من المثقفين بالتحقيق مع حسني وأبلغوا النائب العام فيما اعتبروه "إهمالا من وزير الثقافة" لكونه المسئول الأول عن قصور الثقافة ، وتقدم حسني باستقالته من منصبه ، وقال حينها أنه يفعل ذلك " حفاظا على تاريخه بوزارة الثقافة والذي شهدت به محافل دولية" .

سرقة آثار المتحف المصري

تمت في عهد الوزير سرقة المتحف المصري مرتين ، وصدر حكماً قضائيا على مدير مكتب الوزير في قضية فساد كبرى متعلقة بتدمير آثار ومخالفات ترميمها.

وفي قضية شهيرة تم فقد 280 قطعة أثرية نادرة هربت من مصر، ولذا اعتبرت من القضايا الشهيرة ، وقد هربت الآثار في طرود خرجت من قرية البضائع بواسطة شركة تصدير وأخفى الجناة بعضها في أواني زجاجية علي أنها من منتجات خان الخليلي، وتم ضبطها في أحد مطارات سويسرا ، ومن بين الانتقادات للوزارة في مجال الآثار ما تعرض له متحف الفن الإسلامي من تفكيك أضر بوحدته .

تسفير الآثار المصرية للخارج لتشارك بالمعارض الدولية ، جعل الكثير من الأثريين ينتقدون الوزير لأن هذا يعرضها للخطر ، ووصلت الخلافات لساحة القضاء الذي انتصر لرأي علماء الآثار .

رأيه بالحجاب

أزمة الحجاب ووزير الثقافة المصري كانت عنوانا لمئات المقالات الصحفية والبرامج التلفزيونية وأثارت استهجان الرأي العام في مصر وعربيا على اعتبار أنها تناقضت مع صريح القرآن والسنة بفرضية الحجاب على المسلمات ، حيث اعتبر حسني حجاب المرأة " تأخراً وعودة للوراء" وقال في تصريحات لصحيفة المصرى اليوم : "النساء بشعرهن الجميل كالورود، التي لا يجب تغطيتها وحجبها عن الناس"، وأضاف: "والدين الآن أصبح مرتبطاً بالمظاهر فقط، رغم أن العلاقة الإيمانية بين العبد وربه، لا ترتبط بالملابس" .


قصاصة صحفية

وأضاف الوزير : "لابد أن تعود مصر جميلة كما كانت، وتتوقف عن تقليد العرب الذين

كانوا يعتبرون مصر في وقت من الأوقات قطعة من أوروبا" ، واستطرد: "نحن عاصرنا أمهاتنا وتربينا وتعلمنا علي أيديهن، عندما كن يذهبن للجامعات والعمل دون حجاب، فلماذا نعود الآن إلي الوراء؟!" " أعتقد أن الأمر ليست له علاقة بالتقوى والورع، وإلا فما تفسير مشاهدة مناظر الشباب والبنات علي الكورنيش وكلهن محجبات" وأكد أن وزارة الثقافة ومن يمثلها لابد أن تكون حائط الصد الرئيسي أمام هذه الأفكار، "بهدف الدعوة للانفتاح والعمل المحترم".

وكان نواب مجلس الشعب من الأغلبية والمعارضة قد طالبوا بإقالة وزير الثقافة فاروق حسني,‏ أو استقالته فورا‏,‏ باعتبار أن تصريحاته تناقض ثوابت الدين وما استقر بوجدان المواطن المصري.

على الصعيد الثقافي أصدرت مجموعة من المثقفين المصريين بيانا بتأييد حق فاروق حسني في أن يدلي برأي شخصي بدون أن يتعرض للهجوم ‏,‏ إعمالا لحق حرية الرأي والتعبير.

صلته بالمخابرات

اشتعلت الساحة الثقافية المصرية وانشغلت بصدور كتاب أستاذ القانون والوزير الأسبق د· يحيى الجمل "قصة حياة عادية" حيث رمز الدكتور الجمل في كتابه الصادر 2004 ، للوزير بحرف الفاء، وللمرة الأولى يكتب عن خدمة وزير الثقافة المصري فاروق حسني في أجهزة المخابرات أيام عمله في السفارة المصرية في باريس في أوائل السبعينات، سنوات الغليان الفكري والمعارضات السياسية المتعددة وتزايد الطلبة والمثقفين أو هروبهم إلى الخارج·

بعد تداول السيرة على نطاق شعبي واسع، أتى رد الوزير فاروق حسني على صفحات المجلة الأسبوعية “المصوّر” ليعلن دون تردد فخره بتلك الخدمة، التي قال إنها كانت بهدف حماية الطلبة من تجنيدهم لجهات معادية، في وقت كانت به باريس مسرحاً لأعمال المخابرات الإسرائيلية، وفي الحوار الذي جمعت فيه "المصور" الوزير فاروق حسني بصاحب السيرة (الجمل) أثنى فيه الأخير على عمل الوزير الذي كان آنذاك ملحقا ثقافياً وشبهه بـ “سومرست موم” حينما قدم هذا الكاتب الإنجليزي "خدمة عظمى" لبلاده في أثناء الحرب العالمية الثانية بتعامله مع جهاز الأمن القومي، كما ذكر أنه لم يقصد الإساءة للوزير .

إهدار المال العام

واجه وزير الثقافة فاروق حسني اتهامات بإهدار المال العام وكان من بين الاتهامات تلك الميزانية الهائلة المرصودة لجهاز التنسيق الحضاري .

هذا بالإضافة إلي العديد من الشكوك التي تحوم حول مشروعات ترميم الآثار والأموال الهائلة التي أنفقت عليها دون نتيجة واضحة، وعن أخطاء الترميم يقول الدكتور حجاجي إبراهيم- عالم الآثار المعروف- منتقدًا ما حدث للمتحف القبطي في ترميمه الأخير وجامع أحمد بن طولون وعمرو بن العاص وجامع الأزهر، وكذلك أخطاء ترميم الكنيسة المعلقة والتي كل فترة يعلُن عن زيادة تكلفة ترميمها فمِن 26 مليونًا إلى 60 مليونًا إلى 100 مليون حتى الآن!! والتي كان من المقرر أن يتم افتتاحها في عهد الدكتور عاطف عبيد وحتى الآن لم يتم افتتاحها.

وينتقد الدكتور أحمد الصاوي- أستاذ الآثار بجامعة القاهرة- غياب الشفافية في إعلان الأرقام وعمليات الإسناد وأسماء الشركات والطرق الفنية المستخدمة في الترميم، على الرغم من أن ذلك جزءٌ يتعلق بالمال العام وكيفية إنفاقه، ولا بد من الإشارة إلى أسماء المقاولين وقيمة المقاولات.

اتهام مساعده بتخريب القاهرة

اتهم أيمن عبدالمنعم مدير صندوق التنمية الثقافية بالوزارة والمقرب جداً من الوزير، وحسين أحمد مدير صندوق آثار النوبة وعدد من موظفي الوزارة بتلقي رشاوي من أصحاب شركات المقاولات مقابل إرساء أعمال بمناطق أثرية.
وبلغت حظوة عبدالمنعم عند الوزير حسبما ذكرت جريدة "أخبار الأدب" الإسبوعية إلي حد أن الوزير كان يكلفه بشكل مباشر بأعمال في قطاع الآثار دون الرجوع لرئيس القطاع، ولم يمر عامة الثاني في الوزارة حتي أسند إليه الوزير مشروع القاهرة التاريخية رغم عدم تخصصه في الآثار المصرية حسب دراسته، مما كان له أثره كبير الضرر للمشروع.

ومن الأمور الجديرة بالملاحظة أن مشروع القاهرة التاريخية وأغلب المشروعات التي كان أيمن عبدالمنعم



الوزير ومساعده

يشرف عليها كانت تستعين بشركات مقاولات من خارج المجلس الأعلي للآثار على الرغم من وجود قطاع خاص بتلك المشروعات في الوزارة.

لم يكن أيمن عبدالمنعم مديراً لمشروع القاهرة التاريخية فقط بل كان مديراً لصندوق التنمية الثقافية، وبهذه الصفة كان يشرف أيضاً على مشروعات متحف الإسكندرية القومي الذي بلغ 65 مليون جنيه ، ومشروع إنشاء متحف الحضارة الذي تتعدي ميزانيته 800 مليون جنيه ، ومسرح دمنهور بتكلفة 20 مليون جنيه ، وأربعة مشروعات بمنطقة أبو سمبل الأثرية منها مشروع ترميم معابد أبو سمبل وكلابشة وفيلة ومعابد السبوع وعمدا بتكلفة 180 مليون جنيه ، وحتي الآن لم تتسلم الآثار وفقاً ل"أخبار الأدب" مشروعات متحف الحضارة أو القاهرة التاريخية، وأيضاً قصر محمد على بشبرا الخيمة رغم انتهاء الأعمال به وافتتاحه رسمياً.

ومن جانبه أكد فاروق حسني وزير الثقافة أنه لن يتستر علي فساد ولا يحمي أي انحراف ولابد أن يأخذ القانون مجراه في القضية. مشيراً إلي أنه شكل ثلاث لجان لحصر ومراجعة الأعمال والمشروعات بالقاهرة التاريخية والنوبة للتأكد من خلوها من أية مخالفات.

وبرر الوزير المكافئات الكبيرة التي كان أيمن عبدالمنعم يحصل عليها والتي تصل لثلاثين ألف جنيه شهريا بأن حجم الإنفاق على المشروعات التي يديرها تقدر بالملايين ، لذا كان يجب أن تكون مكافئاته كبيرة حتى لاينحرف .

المثقفون يتحدثون

الكاتب ورئيس تحرير دورية "القاهرة" الثقافية صلاح عيسى رأى أن حسني وضع وضع مباديء هامة منها عدم تعامل الوزارة مع المثقفين من منطلق حزبي ، أن تكون الوزارة وطنية معبرة عن كل التيارات ولا تبنى موقفها من أي مثقف على أساس القرب من الحزب الحاكم.

في إجابته على تساؤل (محيط) قال شيخ النقاد التشكيليين كمال الجويلي: أرى أن له العديد من الإنجازات فقد أنشأ صالون الشباب ، وأقام مهرجان السينما السنوي ، ورمم العديد من الآثار في الأقصر وأسوان ، كما رمم آثار بقصر الأمير طاز والغوري والقاهرة الفاطمية، وساعد اهتمامه بمنحة التفرغ على الارتقاء الفن. وأرى أنه منذ فترة تولي ثروت عكاشة لوزارة الثقافة لم يأت وزير نشط إلا فاروق حسني .

الدكتور نصار عبدالله أستاذ الفلسفة السياسية اعتبر أن فترة تولي فاروق حسني لم تخل من الكوارث مثل حريق المسرح ، ولكنها شهدت إنجازات كبيرة وأهمها مشروع مكتبة الأسرة ، ولكن يعاب على الوزارة التوسع في الاحتفالات والمؤتمرات التي لا معنى لها .

الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي اعتبر فاروق حسني نموذجا معتدلا ومناسبا لوزارة الثقافة ، ورأى أنه من النادر أن نحصل على نظير له لأن الكوادر الثقافية قليلة في مصر .

الدكتورة ليلى تكلا ترى أن فاروق حسني له بصمات واضحة سواء في مجال الحفاظ على الآثار الفرعونية والجريورومان أو القبطية و الإسلامية أو حتى الآثار الحديثة مثل دار الأوبرا ومكتبة القاهرة الكبرى وقصور الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة الذي يعد أحد قلاع التنوير المصرية ، نجح فاروق في جعله خلية نحل لا تنتهي منها الندوات والمؤتمرات الدولية التي تتسع لنجوم الفكر عالميا ، وترى أنه لا يوجد أفضل منه لهذا المنصب .

على العكس تماما قارن جمال الغيطاني الأديب ورئيس تحرير مجلة "أخبار الأدب" بين مجيء فاروق حسني وبين نكسة 67 ، حيث انتكست الأوضاع الثقافية بمصر منذ توليه ، الأمر الذي – وفق الغيطاني- أتاح الفرصة للتيارات الظلامية لتنتشر بالشوارع ، ورأى أن صرح وزارة الثقافة أصبح يمثل وسيلة للربح ، بل وتمنى الغيطاني ألا يكون لدينا وزارة للثقافة من الأساس.

يشاركه الرأي الأديب المصري يوسف القعيد ، فقد كتب بصحيفة "نهضة مصر" أن الوزارة المتمثلة في فاروق حسني من "جرائمها " إهمال قصور ثقافة الأقاليم الأمر الذي انتهى بحريق قصر ثقافة بني سويف ، كما أن الوزير قد حجب 17 جائزة من أصل 30 من جوائز الدولة التشجيعية، وهي جريمة نيابية كاملة الأركان على حد وصف القعيد، ورأى القعيد أن الوزير أحد أسباب تدهور دور مصر الثقافي بين الدول العربية

الكاتب أحمد الخميسي قال أن وضع الثقافة في مصر لم يتردى بسبب الوزارة ، فهو انعكاس للأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتردية عموما في مصر .

الوزير يرد

في حوار معه منشور بجريدة "الوفد" المصرية رد الوزير على اتهامه بالإعتماد على أوروبا في استيراد مزيد من الفكر التحرري ، وقال أنه يسعى لنشر المفاهيم الثقافية الصحيحة ويشجع الإبداع ولا يخشى الاستفادة من الغرب لخدمة "التنوير" .

وأضاف: "أنا كمصري وعربي أتمني الفوز بمنصب مدير اليونيسكو للتواصل مع العالم بأسره وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الفكر الإسلامي والعربي وأعتمد في ذلك علي إنجازاتي الداخلية منذ أن بدأت تولي المسئولية في وزارة الثقافة بدءاً بالبنية الثقافية من حيث الكم والكيف في شتي القطاعات واستحداث قطاعات جديدة لم تكن موجودة، ثم تشجيع الجانب الإبداعي في كل المجالات خاصة بين قطاع الشباب والاهتمام بالجانب العلمي من خلال البعثات وانتهاء بالحفاظ علي التراث الإنساني داخل مصر التي تعد متحفاً مفتوحاً نظراً لانتشار الآثار في كل بقعة علي أرضها.. ".

وفي حواره مع الصحيفة المذكورة آنفا قال أن أيمن عبدالمنعم أثري بدأ العمل بالمجلس الأعلي للآثار بشكل نشط وجاء للعمل بالوزارة في نفس تخصصه الأثري عام 1993 وعمل في البداية تحت إشراف رؤساء القطاعات والهيئات وأثبت كفاءة كبيرة من خلال تواجده الدائم في مواقع العمل الأمر الذي جعلني أكلفه بالإشراف علي بعض المشروعات وأنجز عشرات المشروعات في أوقات قياسية ودون انحراف مما جعله قريباً مني بالفعل ، أما إذا كان قد أخطأ فليتحمل خطؤه، وخطأه يتضاعف عندي في حالة ثبوت إدانته نظراً لقربه مني.


Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق