Facebook

للقضاء على "القاعدة"..

عن محيط



باراك أوباما وديفيد كاميرون

عواصم: رفض رئيس الأركان البريطاني الجديد الجنرال دافيد ريتشاردز استبعاد التدخل العسكري في اليمن للقضاء على ما اسماه بـ "التهديد المتزايد لإرهابيي القاعدة المتمركزين هناك".

ونقلت صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء عن ريتشاردز قوله: "لا رغبة هناك في "فتح جبهة ثانية هناك"، إلا أن ذلك "قد يكون" ضروريا في المستقبل.

وردا على سؤال طرح عليه عبر إذاعة "بي بي سي" حول احتمال أن يصبح اليمن "أفغانستان جديدة"، حيث ينتشر حاليا أكثر من 150 ألف جندي أجنبي بينهم 10 آلاف بريطاني، أجاب ريتشاردز: "يجب ألا يحدث ذلك"، ولا أعتقد أيضا أن اليمنيين يريدون ذلك".

وأضاف الجنرال ريتشاردز الذي تسلم مهامه الجمعة، "أن الحكومة اليمنية لا تعتقد أنها بحاجة لمساعدتنا وأنها ليست قطعا في وضع عاجز عن محاربة المتطرفين، مثلها مثل معظم الدول الإسلامية"». وتابع "أعتقد أن دورنا هو أن نبقى إلى جانبه لمساعدته حيث هو أكثر حاجة إلينا. وفي الوقت نفسه نركز جهودنا على أفغانستان".

في سياق متصل، قالت الصحيفة إن رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون أبلغ البرلمان بأن بريطانيا "ستتخذ كل الخطوات اللازمة لاستئصال سرطان الإرهاب الذي يربض في شبه الجزيرة العربية".

وحسبما ذكرت هيئة الاذاعة البريطانية، بي بي سي"، نقلت الصحيفة إعلان وزير التنمية الدولية ألان دنكان عن إرسال مساعدات مالية لليمن في محاولة للحيلولة دون أن تصبح دولة فاشلة. وتشير إلى تحذير الوزير من أن اليمن قد يكون على شفا الانهيار بسبب الفقر المدقع، وأن الأشهر القليلة المقبلة قد تكون محورية بالنسبة لمستقبله.

في هذا الشأن أيضا ركزت الصحيفة في صفحتها الأولى على أن رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون لم يعلم بمسألة وجود الطرود المشتبه بها "إلا بعد 11 ساعة من العثور على أحدها في مطار إيست ميدلاند البريطاني، فيما تم إبلاغ الرئيس الأمريكي باراك أوباما عما كان يحدث خلال 5 دقائق فقط من العثور على الطرد المشبوه".

في هذه الأثناء، كشف عدد متزايد من المسؤولين العسكريين وفي إدارة الرئيس باراك أوباما يرون عن أنه من الضروري أن توضع بعض فرق القوات الخاصة الأمريكية المكلفة القضاء على "المتمردين" في اليمن تحت السيطرة العملانية لوكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه".

وقال مسؤولون طلبوا عدم كشف هوياتهم إن مسألة الطردين المفخخين اللذين انطلقا من اليمن باتجاه الولايات المتحدة تؤكد الضرورة الملحة لإعادة النظر في جميع الخيارات العسكرية المطروحة أمام إدارة أوباما.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في عددها الصادر أمس أنه في حال تولت "سي آي ايه" قيادة فرق القوات الخاصة المكلفة تصفية "المتمردين" وخصوصا مقاتلي تنظيم القاعدة في اليمن، فسيكون بإمكان الولايات المتحدة التركيز على أهداف إرهابية بشكل أسرع وأكثر سرية.

وفي هذه الحالة سيكون لدى الولايات المتحدة هامش أكبر للمناورة لضرب عناصر القاعدة دون الحصول على ضوء أخضر من الحكومة اليمنية.

ولفتت إلى أن هذا التغيير من شأنه أن يسمح بتقليص سلسلة القيادة وأيضا لحكومة صنعاء بعدم الإقرار بعمليات لأن هذه العمليات ستكون تحت غطاء السي آي ايه.



عناصر تابعة للقاعدة باليمن

وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن البيت الأبيض يفكر في إضافة طائرات مسلحة من دون طيار تابعة لسي آي ايه إلى الترسانة المستخدمة ضد المتمردين في اليمن.

في غضون ذلك، يري إبراهيم أحمد الأكوع، الباحث الإسلامي المتخصص في دراسة تاريخ الحركات الأصولية، أن التدخل العسكري الأمريكي المباشر في الحرب ضد القاعدة سيشهد نقلة نوعية خلال الفترة القادمة من مرحلة العمل العسكري السري وغير المعلن إلى مرحلة العمل العسكري المعلن .

ويعتقد ، في حديثه لصحيفة "الخليج" الاماراتية، أن "التدخل العسكري الأمريكي بشكل معلن سيتسبب، في حال حدوثه، بتداعيات خطيرة من قبيل إسقاط الحكومة الحالية وتعزيز وجود القاعدة في البلاد".

كما اعتبر الشيخ ناصر أحمد صالح فراس، أحد وجهاء القبائل في مأرب، شرقي البلاد، أن الوجود العسكري الأمريكي في اليمن مرفوض شعبياً، وأن إقدام الولايات المتحدة بالتدخل العسكري المباشر وبشكل مكشوف في الحرب ضد القاعدة سيضاعف من قوة هذا التنظيم لاعتبارات أهمها أن هذه القوات لن تواجه فقط القاعدة، لكنها ستواجه قبائل يمنية مسلحة ستقاتل ليس لنصرة تنظيم القاعدة، ولكن دفاعاً عن الأرض والعرض، فنحن لا نقبل وجود الأمريكيين في العراق فما بالك لو وجدوا في اليمن" .

في سياق متصل، اكد خبير امريكي في مكافحة الارهاب ان بلاده اكثر قلقا حيال خطر تنظيم القاعدة في اليمن، وتنوي مضاعفة الضغوط على عناصره.

وقال "لا يشعرون انهم محاصرون، على الاقل حتى الان، على قدر الحصار الذي يخضع له اصدقاؤهم في المناطق القبلية" في باكستان.

واضاف ان "كل من التزم الوقوف في صفوفنا يدرك ضرورة تغيير ذلك". وذكرت صحيفتا "وول ستريت جورنال"، و"واشنطن بوست"، ان هذا الادراك لخطر القاعدة في اليمن قد يؤدي الى تكثيف عمليات "سي. آي. ايه" في البلاد، بما في ذلك عبر هجمات طائرات من دون طيار.

لا للتدخل الأجنبي

في هذه الأثناء، أيد مجلس النواب "البرلمان" اليمني موقف الرئيس علي عبدالله صالح الرافض لأي تدخل في شؤون البلاد الداخلية .

وأكد النواب الذين تحدثوا في جلسة المجلس التي عقدت الاحد الماضي، أن هناك استهدافاً استخباراتياً وصهيونياً لليمن، وقال النائب سعيد دومان إن استهداف اليمن ليس جديداً، بل إنها قضية موضوعة على أجندة النظام العالمي الجديد "الظالم"، وعبر عن خشيته من أن تكون دول كبرى تحاول إيجاد مبرر للعدوان على اليمن، فيما أكد النواب يحيى سهيل وعبدالعزيز جباري ومحمد الحزمي أن الخلافات الداخلية أضرت باليمن.

أما النائب عبدالكريم جدبان فحمل الولايات المتحدة المسؤولية الكبرى في تأليب العالم ضد اليمن، واصفاً إياها بـ "العدو الأول"، وقال إنها تعمل على زرع الفتن المذهبية لتقديم نفسها إلى الشعوب كمخلص، وقال إنها بعد استكمال مشاريع الفتنة في الصومال والعراق ولبنان تعمل على احتلال اليمن لموقعه الجغرافي .

من جانبه، طلب النائب عبدالقادر الدعيس حضور نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، لتوضيح ما إذا كانت العملية مفبركة ولها علاقة بالانتخابات النصفية للكونجرس الأمريكي، في حين انتقد النائب علي العمراني أجهزة الأمن، ونوه بأن وزارتي الداخلية والدفاع تأخذان نصيب الأسد من موازنات الدولة من دون أن يكون أداؤهما في المستوى المطلوب .

من جهتها، أعربت المعارضة المنضوية في إطار أحزاب اللقاء المشترك عن قلقها البالغ من "التبعات والتداعيات التي قد تلقي بظلالها القاتمة على المصالح الجوية لشعبنا وبلادنا جراء حادثة الطرود المشبوهة وصلتها باليمن"، ودعت في بيان إلى "احتواء هذه التداعيات وإجراء تحقيق شامل وشفاف يعلن في نتائجه الحقيقة كاملة للرأي العام المحلي والعالمي" .

وكان الرئيس اليمني صرّح:" نحن لا نريد ولن نسمح لأحد أن يتدخل في الشأن اليمني ويقوم بمطاردة العناصر الإرهابية لتنظيم القاعدة في اليمن".

وأبدى صالح استعداد بلاده للتعاون في القضية مؤكدا أن اليمن وانطلاقا من إرادتها السياسية القوية ستواصل جهودها في مكافحة الإرهاب ولن تتوانى أو تتراجع عن ذلك، مبديا في ذات الوقت الحرص على تعزيز التنسيق والتعاون والشراكة مع المجتمع الدولي ممثلا بـ"الدول الصديقة والشقيقة وفي المقدمة دول الجوار حتى يتم القضاء على آفة الإرهاب واجتثاثه من جذوره".

وقال: "لقد دفعنا ثمنا باهظا جراء الأضرار التي لحقت بوطننا واقتصادنا الوطني جراء الأعمال الإرهابية سواء الخسائر الكبيرة في مجال السياحة أو في مجال الاستثمار أو في مجالات عديدة أخرى".

وأضاف: "نحن لا نريد ولن نسمح لأحد أن يتدخل في الشأن اليمني ويقوم بمطاردة العناصر الإرهابية لتنظيم القاعدة في اليمن، بل نحن الذين سنقوم بتعقبهم ومطاردتهم ودك أوكارهم بطائراتنا وآلياتنا ومعداتنا الأمنية والعسكرية أينما تتواجد تلك العناصر".

"انهيار الجيش وسقوط النظام"

كانت القيادة المركزية الأمريكية حذرت في وقت سابق من انهيار قوات الأمن والجيش اليمنيين، اللذين تشكّك في قدرتهما على إدارة الحرب على الجبهتين الشمالية حيث المعارك المتقطعة مع أنصار عبد الملك الحوثي، والجنوبية في مواجهة الحراك الجنوبي وتنظيم القاعدة.

وأشارت القيادة المركزية الأمريكية، في تقويم لها، إلى أن نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يكافح لاحتواء "حركتي التمرد" في الشمال والجنوب، وأن وزنهما يعرّض قوات الأمن والجيش اليمنيين لخطر الانهيار، وخصوصاً إذا أضيف إليهما تآكل الاقتصاد اليمني.

ورسم قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال جيمس ماتيس، صورة قاتمة للوضع في اليمن، بعدما أبلغ لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي وجود "دلائل على تراجع قدرة الرئيس اليمني على ضبط الوضع"، بعدما "كان قد أدار هذه التهديدات عن طريق المفاوضات وبتسلسل مع خصومه".

وأشار إلى أن مجموعة من العقبات المختلفة في التحديات المذكورة "يمكن أن تستنفد موارد صنعاء العسكرية والأمنية ودفع الوضع نحو نقطة الانهيار".

وأوضح ماتيس، الذي عمل مع الجيش اليمني، أن نظام حكم الرئيس اليمني مهدد بالثورات وفشل الاقتصاد وضعف الوضع الأمني وتراجع احتياطيات النفط الخام.

ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن ماتيس، قوله: إن "ست سنوات من الصراع المتقطع في شمال غرب اليمن بين الحكومة اليمنية والثوار الحوثيين يهدد الاستقرار".

وأوضح ماتيس أن الوضع في اليمن يتطلب تقديم مساعدات عسكرية أمريكية إضافية، فيما خصصت الإدارة الأمريكية 150 مليون دولار مساعدة عسكرية وأمنية لليمن في العام المالي الحالي الذي ينتهي في 30 سبتمبر/أيلول المقبل.

وشدد ماتيس على أن مثل هذه المساعدة يجب أن تكون مصحوبة بمساعدة مدنية لتحسين الخدمات الحكومية في اليمن، موضحاً أنه "ينبغي علينا أن نعمل مع اليمن ليس فقط في بناء القدرات العسكرية والاستخبارية، ولكن يجب علينا أيضاً أن نشجع، وحيثما كان ذلك ممكناً، برامج تنموية والمساعدة الإنسانية والفنية".

وقال: "أن التزاماً أمريكياً طويل الأمد تجاه اليمن وشعبه، وخاصة الأنشطة التي تساعد اليمن في توفير الحكم الرشيد والخدمات لشعبه، سيكون أكثر فعالية في تعزيز قدرة الحكومة وزيادة الاستقرار وحرمان المتطرفين من ملاذ آمن".

Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق