Facebook

ساويرس وحنا يفضحان المؤامرة ضد المسيحيين



نجيب ساويرس وعطا الله حنا وبابا الفاتيكان

ما أن هدأت الأوضاع نسبيا بعد الحادث الإرهابي الذي وقع أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية في الساعات الأولى من العام الجديد ، إلا وفوجيء الجميع بتصريحات مستفزة جديدة لبابا الفاتيكان ، الأمر الذي دفع مصر هذه المرة لاتخاذ خطوات عملية لمواجهة التدخل السافر في شئونها الداخلية وعدم الاكتفاء فقط ببيانات الإدانة .

ففي 11 يناير ، أعلن المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي أن القاهرة كلفت السفيرة المصرية لدى الفاتيكان بالحضور إلى مصر للتشاور.

وأضاف زكي في تصريح له أن هذا الاستدعاء يأتي على خلفية تصريحات جديدة صادرة من الفاتيكان تمس الشأن المصرى وتعتبرها مصر تدخلا غير مقبول فى شئونها الداخلية على الرغم من حرص القاهرة على التواصل مع الفاتيكان بعد التصريحات التى صدرت عنه فى أعقاب الحادث الإرهابي فى الإسكندرية مطلع العام الجديد .

وتابع " وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط كان قد فند فى رسالة لنظيره فى دولة الفاتيكان عدة أمور تضمنتها التصريحات الصادرة عن الفاتيكان ومست وضع الأقباط فى مصر والعلاقة بين المسلمين والأقباط ورفض فيها أية مساعي تتم استنادا إلى جريمة الإسكندرية بهدف الترويج لما يسمى حماية المسيحيين فى الشرق الأوسط".

وأكد زكي أيضا أن رسالة الوزير المصرى تناولت حرص مصر على تفادى تصعيد المواجهة والتوتر على أسس دينية ورغبة مصر فى الاستفادة من سبل الحوار المتاحة كما حثت مسئولي الفاتيكان على الالتزام بذات الروح وتفادى إقحام الشأن المصري في تصريحاتهم والاتصالات التي يقومون بها مع بعض الدول الأوروبية.

وشدد زكي في هذا الصدد على أن مصر لن تسمح لأى طرف غير مصري بالتدخل فى شئونها الداخلية تحت أى ذريعة ، موضحا أن الشأن القبطي تحديدا يظل من صميم الشئون الداخلية المصرية في ضوء طبيعة التركيبة المجتمعية والنسيج الوطنى فى مصر.

تصريحات ساويرس



نجيب ساويرس

ولم يقتصر الأمر على الموقف الرسمي السابق ، فقد سارعت أيضا شخصيات مسيحية مصرية وعربية للتصدي لمحاولات البعض استغلال حادثي كنيسة "النجاة" في العراق وكنيسة "القديسين" في الإسكندرية لابتزاز الدول العربية عبر مزاعم حماية "الأقليات المسيحية" .

ففي حوار أجراه مع مجلة "المصور" ، أعلن رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس أن محاولة بعض الأقباط الاستقواء بالخارج أو الاتصال به "خيانة" .

وتابع ساويرس في هذا الصدد " الرئيس حسني مبارك لا يقبل على الإطلاق أي تمييز طائفي ولو حتى بالكلام ، لم تدخل الطائفية أسرته ولا بيته ولا يمكن أن يحدث ذلك ".

واستطرد " من الخطأ والعيب استغلال توقيت أزمة حادث كنيسة القديسين لكي نطرح مطالبات الأقباط المتعددة حتى إن كانت مشروعة ، التعصب موجود في الجانبين والحل هو أن يسود العدل من خلال الحوار المنطقي والصريح دون اللعب خارج الحدود لأن ولاء الوطن مقدم على الولاء للكنيسة ، لو تعارضت مصلحتي الطائفية ومصلحة الوطن لقدمت عليها مصلحة الوطن".

ولم يكتف ساويرس بما سبق بل إنه عبر أيضا عن ضيقه من الهجوم الذي تعرض له الأمن عقب حادث الإسكندرية ورشق قوات الشرطة بالطوب وقال إن الأمن أخذ تهديدات تنظيم القاعدة الأخيرة مأخذ الجد بدليل أنه زاد الحراسة على الكنائس بصورة ملحوظة فضلا عن أنه لا توجد دولة في العالم تستطيع إغلاق الطريق على الإرهاب مائة في المائة.

وأكد ثقته في أجهزة الأمن وشدد على أنها أفضل الأجهزة الأمنية في المنطقة كلها واستطاعت الدولة من خلالها أن تقضي على الإرهاب والمصريون نسيج متماسك وليس مسلمين ومسيحيين.

وقال ساويرس أيضا إن الحديث عن مطالب ومشاكل الأقباط في مصر في هذا التوقيت خطأ لأنها ضربة موجهة ضد مصر ككل ، وأضاف "هذا عيب وليس توقيتا مناسبا على الإطلاق ، لابد أن نواجه الإرهاب أولا، لذلك أرفض تصرف الأولاد الذين ضربوا الشرطة بالطوب.. هذا غباء.. الحزن شىء والغضب المنفلت شىء آخر.. أنا كلما ذهبت إلى الكنيسة أحرص على أن أصافح وأشكر كل ضابط أو جندي يرابط لحمايتها".

واختتم ساويرس تصريحاته قائلا :" الاتصال بالخارج خيانة.. أنا كقبطي لو اضطررت للإضرار ببلدي من أجل حقوقي كقبطي فلا أريد حقوقي كقبطي ولتكن مصلحة بلدي أولا.. أي إدخال للخارج أو الاستقواء به أو الاتصال به باسم حقوق الأقباط هو خيانة للوطن والحل أن نتكلم بالحق ونشكو هنا في الداخل بالعقل والمنطق والحقائق".

مخطط غربي






وبجانب تصريحات ساويرس ، فقد حذر المرجع الإسلامى العراقى الشيخ حسين المؤيد ورئيس أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية في القدس المحتلة الأب عطا الله حنا من وجود مخطط غربى لترهيب المسيحيين العرب بهدف ابتزاز دولهم للاعتراف بإسرائيل "دولة يهودية".

ونبه المؤيد وحنا المقيمان في العاصمة الأردنية عمان في مداخلة مع ندوة أقامها مركز الدراسات العربى الأوروبى في باريس تحت عنوان "ما هو الهدف من ترهيب المسيحيين العرب ؟" إلى أن الغرب يستعد لضرب مصالح المسيحيين العرب من أجل الضغط للاعتراف بإسرائيل "دولة يهودية".

وقال المرجع الإسلامي العراقى الشيخ حسين المؤيد إنه من الخطأ القبول بتفسير ما جرى من اعتداءات بحق المسيحيين فى العراق ومصر على أنه مجرد عمل إرهابى قامت به قوى إسلامية متطرفة لأن هذا التفسير بعيد عن الفهم والتحليل الدقيقين لمجريات الأحداث ويعيق التوصل للأهداف الحقيقية التى تقف وراءه.

وأضاف المؤيد أن نموذج التعايش الإسلامى المسيحى فى المجتمعات العربية هو نموذج تاريخي فريد وأنه عنصر أساسي في الثقافة العربية ، مشيرا إلى أن العنف والعمل الإجرامى وردود الأفعال غير المنضبطة هي حالات طارئة على الشعوب العربية ، وتابع أن هناك معطيات دقيقة أكدت أن إسرائيل تعمل على خلق الفتنة الدينية في المنطقة العربية .

وبدوره ، قال رئيس أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية في القدس المحتلة الأب عطا الله حنا إن المسيحيين العرب هم جزء أساسي من مكونات الأمة العربية ، مشيرا إلى أن العلاقة المسيحية الإسلامية لها تاريخ أصيل ولها جذور عميقة في تلك المنطقة حيث عاش المسيحيون والمسلمون معا جنبا إلى جنب ودافعوا عن قضاياهم الوطنية ودافعوا عن فلسطين وامتزجت دماء شهدائهم دفاعا عن مقدساتهم وعن كرامة الأمة العربية وثوابتها الوطنية.

وأكد أن هناك جهات استعمارية وعنصرية حاقدة لا تريد هذه الوحدة بين المسيحيين العرب والمسلمين وتريد إثارة النعرات وتفكيك الأمة العربية إلى طوائف ومذاهب دينية متناحرة ومتخاصمة فيما بينها وطالب بزيادة الوعى من أجل التصدي لتلك المؤامرة ، مناشدا رجال الدين مسلمين ومسيحيين ألا يستغلوا المساجد أو الكنائس من أجل التكفير والإساءة البعيدة عن القيم والثقافة العربية.

استفزاز جديد



بابا الفاتيكان

ورغم أن المواقف الوطنية السابقة ليست غريبة على المسيحيين العرب ، إلا أن توقيتها يحمل دلالات هامة جدا فيما يتعلق بالتصدي لدعوات بابا الفاتيكان المتكررة لحماية المسيحيين في الشرق وقبلها تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عما أسماه "مخطط شيطاني" يستهدف الأقليات المسيحية في الدول العربية .

وكان بابا الفاتيكان بينديكت السادس عشر جدد يوم الاثنين الموافق 10 يناير دعوته إلى حماية المسيحيين في مصر والعراق والشرق الأوسط بصفة عامة وطالب بإلغاء التشريع المعروف بـ"قانون الإساءة إلى الإسلام" في باكستان.

وخصص البابا خلال لقائه السنوي بسفراء ومبعوثي نحو 179 دولة لديها علاقات دبلوماسية مع الفاتيكان خطابه لقضية الحريات الدينية وقال إن حكومات الشرق الأوسط لابد أن تحمي الأقليات المسيحية بعد الهجومين اللذين استهدفا كلا من كنيسة القديسين في الإسكندرية بمصر في الساعات الأولى من اليوم الأول من الشهر الجاري وكنيسة النجاة في العاصمة العراقية بغداد مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وأشار البابا إلى عدد من المناطق في أنحاء العالم قال عنها إن بها انتهاكات أو إنكارا للحرية الدينية خاصة بالنسبة للمسيحيين ، وركز في هذا الصدد على العراق والهجمات التي وقعت هناك ، قائلا :" أجدد مناشدتي سلطات ذلك البلد وقادة الدين الإسلامي أن يتسنى لمواطنيهم المسيحيين العيش في أمان ومواصلة المساهمة في المجتمع الذي يعدون أعضاء بشكل كامل فيه".

كما استشهد بما أسماها "أعمال العنف" في مصر بما فيها تفجير كنيسة الإسكندرية الذي أسفر عن أكثر من عشرين قتيلا ، وتابع " مثل تلك الهجمات المتلاحقة أظهرت الحاجة الملحة لتبني حكومات المنطقة تدابير فعالة لحماية الأقليات الدينية رغم الصعوبات والمخاطر".

وتساءل البابا "هل نحتاج إلى تكرار الأمر في الشرق الأوسط؟، لمسيحيون سكان أصليون وحقيقيون يخلصون لبلدانهم الأصلية ويضطلعون بدورهم تجاه بلدانهم".

وأضاف "من الطبيعي أن المسيحيين ينبغي أن يتمتعوا بكافة حقوق المواطنة وحرية العقيدة وحرية العبادة والحرية في التعليم والتدريس واستخدام وسائل الإعلام".

حادث المنيا






ويبدو أن بابا الفاتيكان لن يفوت الحادث الذي وقع في المنيا في 11 يناير لمواصلة الاستفزاز في هذا الصدد خاصة بعد تصريحات محامي الكنيسة المصرية نجيب جبرائيل التي أدلى بها لقناة "بي بي سي" العربية وادعى خلالها أنه حادث طائفي مدبر باعتبار أن من قتل وأصيب فيه هم مسيحيون .

ولم يكتف جبرائيل بما سبق ، بل إنه طالب وزارة الداخلية المصرية بعدم الاستخفاف بعقول المسيحيين عبر الإشارة إلى أن مرتكب الحادث مضطرب نفسيا .

وأضاف أن حادث المنيا يأتي في إطار سلسلة الحوادث التي تستهدف المسيحيين في مصر ، مدافعا عن موقف بابا الفاتيكان في هذا الصدد .

وتابع أن هناك حساسية أكثر من اللازم في الموقف الرسمي المصري تجاه تصريحات بابا الفاتيكان ، مرجحا أن يساعد تدخل الفاتيكان على تحسين وضع الأقباط في مصر .

واللافت للانتباه أن تصريحات جبرائيل السابقة لا تتناقض فقط مع الموقف العاقل والوطني لرجل الأعمال نجيب سايروس وإنما هي تستبق نتائج التحقيقات في حادث المنيا .

وكانت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية المصرية تمكنت مساء الثلاثاء الموافق 11 يناير من إلقاء القبض على أحد الأشخاص بعد أن قام بإطلاق النار بشكل عشوائي على القطار الإسباني رقم 979 أسيوط - القاهرة بمحيط مركز سمالوط بمحافظة المنيا ، الأمر الذي أدى إلى مقتل شخص وإصابة 5 آخرين .

وكشف مصدر أمني أن المدعو "عامر عاشور عبد الظاهر حسن" مندوب شرطة قام مساء الثلاثاء الموافق 11 يناير حال توجهه إلى مقر عمله بمركز بني مزار بالمنيا باستقلال القطار 979 أسيوط - القاهرة أثناء توقفه بمحطة مركز سمالوط بالمنيا وأطلق أعيرة نارية داخل العربة رقم 9 من الطبنجة عهدته وفر هاربا .

وأضاف المصدر أن الحادث أسفر عن وفاة المواطن فتحى سعيد عبيد "71 عاما" وإصابة زوجته إيملى حنا تدلى "61 عاما" يقيمان بالقاهرة وكذا إصابة كل من صباح سينوت سليمان "52 عاما" وماريان نبيل ذكى "29 عاما" وماجى نبيل ذكى "26 عاما" وإيهاب أشرف كمال "26 عاما" يقيمون بالمنيا .

ومن جانبه ، نفى اللواء أحمد ضياء الدين محافظ المنيا وجود "شبهة طائفية" وراء الحادث وكشف أن الجاني كان استقل القطار وفجأة قام بإطلاق النار بشكل عشوائي داخل العربة رقم 9 مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 5 آخرين .

وأيا كانت نتائج التحقيقات في الحادث ، فإن هناك عدة حقائق ينبغي أن تؤخذ بالاعتبار قبل التسرع في إصدار أحكام من أبرزها أن حماية المسيحيين شأن داخلي تتكفل به الدول العربية باعتبار هؤلاء مواطنين لهم كافة الحقوق شأنهم كسائر المواطنين ، هذا بالإضافة إلى أن أية تصريحات غير مسئولة يستغلها الأعداء لإثارة الفتنة داخل الدول العربية ، بل إن بابا الفاتيكان طالما أثار غضب المصريين جميعا سواء مسلمين أو مسيحيين بتركيزه على مسيحيي العراق وتجاهله مأساة المسيحيين الفلسطينيين ، هذا بجانب تجاهله المجازر التي ارتكبها الاحتلال الأمريكي ضد المسلمين في العراق وأفغانستان بل وتجاهله أيضا حقيقة أن التدخلات الخارجية والاحتلال من أهم أسباب انتشار الإرهاب والفتنة الطائفية والمذهبية في عدد كبير من الدول العربية والمسلمة .

والخلاصة أن الأحداث الإرهابية كتفجير كنيسة القديسين يتطلب الحذر واليقظة ، فهناك مؤامرة غربية مفضوحة لإشعال الفتنة في الدول العربية وهذا ما أدركه كل من ساويرس وحنا مبكرا.

Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق