Facebook

الولايات المتحدة انتهاك معاهدات جنيف والقانون الدولي



أعداد مركز صقر للدراسات الإستراتيجية

ويكيليكس مستندات دقيقة تثبت جرائم الحرب في العراق

الولايات المتحدة انتهاك معاهدات جنيف والقانون الدولي

يوصف القانون الدولي غزو واحتلال العراق عدواناً, وتوصفه محكمة العدل الدولية بـ "إرهاب القوة" أي استخدام القوة اللاشرعي ضد دولة ضعيفة ,بعد ان ثبت زيف وأكاذيب مبررات العدوان الأساسية التي تذرع بها بوش وإدارته والمحافظين في أمريكا , وقد ضللوا الرأي العام العالمي وتلك جريمة بحد ذاتها[1], ولعل كان أبرز المبررات امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل وثبت خلو العراق منها, وعلاقته بأحداث 11 أيلول2001, كما صورته مؤسسات الدعاية الأمريكية ومكاتب العلاقات العامة, وثبت بالدلائل لا أسلحة دمار شامل ولا علاقة للعراق بتلك الإحداث المثيرة للجدل حتى اليوم[2] , وقد غيرت هذه الحرب ملامح التاريخ الإنساني ودمرت العراق دولة وشعبا , ومزقت المنطقة العربية بالحروب والنزاعات , وبعثرت النسق الدولي , واغتالت الشرعية الدولية , وألحقتها بمنظومة الحرب العالمية على الإرهاب ذات الطابع الديني الراديكالي المتشدد,وقد ارتكب في العراق جرائم حرب كبرى, وجرائم ضد الإنسانية "الجينوسايد" في العراق وأفغانستان وبقع أخرى من العالم, وما نشره موقع ويكيليكس من وثائق دقيقة أتثبتت ارتكاب جرائم حرب وحمامات الدم في العراق, وقد اشتركت فيها دول أجنبية وإقليمية ومليشيات وأدوات سياسية ضالعة, وبذلك أصبح العالم رهينة لتجار الموت والقتل اللذين باتوا يصنعون الإرهاب كمبرر لتجارة الأمن والسجون المربحة, وبالتأكيد نعيش اليوم في عالم فوضوي وغياب المجتمع الدولي والمؤسسات الأخرى, ولعل شعب العراق بعد الغزو عام 2003قد وثقت ذاكرته مشاهد بشعة سادية وقتل جماعي خارج القانون, وتطهير طائفي قل نظيره بالعالم, تحت مزدوجي الديمقراطية والإرهاب , وقد جرى توظفيهما بشكل طائفي بشع , خلف حزمة من جرائم حرب التي لا تسقط بالتقادم مهما طال الزمن.

ويكيليكس مستندات دقيقة تثبت جرائم الحرب في العراق

سبق وابرز موقع "ويكيليكس" وثائق مسترقة الكترونيا أو مسربة بشكل منظم لتقارير ومواقف تخص جيش الاحتلال الامريكي في العراق, وتوثق فيه جرائم حرب مركبة من جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية(الجينوسايد), وقد ارتكبت بالعراق منذ عام 2004 وحتى عام 2011, وتمتاز بأنها وثائق إدانة جنائية دقيقة لا تقبل الدحض والتشكيك, كونها وثائق تخص اكبر بيروقراطية بالعالم وهي الجيش الأمريكي, وقد أكد المسئولين الاميركان مصداقيتها, وتحاكي وقائع الجريمة بالزمان والمكان, وعدد الضحايا ونوع الجريمة والدلالة على الجاني , وتوثق آثار الجريمة على أجساد ضحاياه , وفي الغالب كانت الجرائم ترتكب في حظر التجوال الليلي, وأن من يتنقل ويرتكب تلك الجرائم أطراف تستطيع التنقل بحصانة قانونية سواء كانت أمريكية أو حكومية تابعة لها أو مرتزقة أو مليشيات الأحزاب الحاكمة, كما ان طبيعة التناول للوثائق والمصطلحات التي احتوتها تؤكد بشاعة القتل خارج القانون, وإلقاء الجثث في المزابل وعلى قارعة الطرق, تحت توصيف "جثث مجهولة الهوية" ويجري ذلك بعد "نزع هوية المواطن العراقي" وجميعها تحمل أثار تعذيب وحشية همجية لم يألفها الشعب العراقي من قبل , وكان ابرز ما يلفت النظر في الوثائق توافق الجناة وبمختلف توجهاتهم على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق الشعب العراقي ,خصوصا أن القانون الدولي يعاقب كل من ارتكب وشارك وحرض وتآمر على الإبادة الجماعية وفق المادة 3 من "اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها"[3], وتذكر الوثائق أيضا وبشكل كبير التعذيب الديمقراطي بوصف الجثث وحالة التعذيب الظاهرة عليها وأبرزها: تقطيع الجسد والأوصال والمناطق الحساسة بأدوات خشنة والتمثيل بالجثث وكذلك سلخ الوجه والأطراف بمواد حارقة[4], وتثقيب الرأس والجسد بالمثقب الكهربائي (الدريل),والذي يستخدم لتثقيب المعادن الصلبة, وأكدت التقارير على معاينة جثث لنساء مغتصبات ومعذبات ومثقب جسدهن بالمثقب ومشوهة الوجه بمواد كيماوية خارقة لإخفاء معالمه ,ويجري قتلهن بعد الاغتصاب والتعذيب وحسب التقرير لدوافع طائفية[5], ولكن ليس غريبا تواطؤ قوات الاحتلال الأمريكي مع الجناة وذلك بنسف أوكار التعذيب المكتشفة في الأزقة والأحياء كسجون سرية وأوكار تعذيب خاصة بالمليشيات, وكانت تحتوي على منشار كهربائي ومعدات أخرى وجدران ملطخة بالدماء , ويفترض أنها مسرح الجريمة[6], وتؤكد الوثائق أيضا وبوضوح القتل الفوري لقوات الاحتلال للمدنيين أطفال ونساء وكبار السن تحت عنوان "تصعيد القوة" أي إلغاء قواعد الاشتباك والتحول للقتل الفوري, بما لا يتسق مع اتفاقيات جنيف ومعاهدات الحرب الأخرى, وتعد تلك جرائم حرب كبرى, وتثبت الوثائق أيضا حقيقة الدور الإيراني الإرهابي الدموي المتحالف مع الاحتلال, والذي يعرفه الشعب العراقي كونها تحتكم على أدوات سياسية وأخرى مليشياوية, وتزودها بالعتاد والتدريب , وهذا ليس بجديد فان العالم بأسره يعرف دور إيران المريب بالعراق وأبعاده, وعرجت الوثائق على دور بلاك ووتر وأثبتت جرائمها بالوقت والمكان وعدد الضحايا, كما وأكدت الوثائق طائفية أحزاب السلطة وتسخيرها لقانون "الإرهاب" لشرعنه الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها, وتلك خلفية ونزعة مليشياوية لا يمكن تغييرها ولعل سلوكها طيلة تلك السنوات يؤكد ذلك, وقد كسر الشعب العراقي هذا الحاجز الإرهابي بخروجه للمطالبة بحقوقه.

الولايات المتحدة انتهكت معاهدات جنيف والقانون الدولي

أضحت أمريكا عاجزة عن المناورة وحسم الحروب العبثية التي شنها بوش وإدارته, وتمارس الهروب إلى الأمام, وهناك مصالح تقوم على أساس تلك الحروب ذات منحى شخصي لها صلة مباشرة برؤوس الأموال للشركات الكبرى, وتعتبر هذه الحروب حقل تجارب بشرية فعلية, وسوق حر وكبير لتصريف المنتجات, ولم يعد هناك مجتمع دولي يطبق القانون الدولي يمنع حروب تلك الشركات, أو هيئة حقوق إنسان تمنع القمع المجتمعي, والذي تمارسه أمريكا وحكوماتها وأدواتها السياسية والعسكرية المكتسبة, خصوصا بعد توثيق معالم الجرائم ضد الإنسانية في العراق من فضائح التعذيب والاغتصاب الحكومي في السجون السرية والعلنية , وشياع ثقافة "المرتزقة" في كافة مناحي الحياة , وقد اعترف "بترايوس " Petraeus وأقر بأن الولايات المتحدة انتهكت معاهدات جنيف والقانون الدولي؟ وطالب الجنرال سانشيز Sanchez- القائد العام السابق لقوات الاحتلال في العراق , بتشكيل لجنة نزيهة truth commission للتحقيق في المظالم التي حصلت أثناء إجراءات التحقيق وهذا ذر الرماد في العيون لتضليل الرأي العام , وقد شهد العراقيين قتل المتظاهرين العراقيين العزل وضربهم بالعصي واستخدام الكهرباء والماء الملوث لتفريقهم, وهذا ليس غريبا فقد أظهرت وسائل الإعلام قيام القوات الأمنية المدمجة والمدربة أجنبيا وهي فاقدة أي سند وطني نظرا لسلوكها وهي تقوم القتل بالركل والعصي والرقص على جثث الموتى , مع استمرار ظاهرة الاعتقال بدون محاكمة فيما يسمى "الاعتقال الاضطراري .preventive detention" , كما أن غالبية المعتقلين تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة والاهانة والإذلال والاغتصاب,وعند تقديم مرتكبي جرائم الحرب للمحاكمة ستتكشف أدلة وشواهد بشأن حقائق غير مسموح لها بالظهور, ويمكن الحصول عليها من خلال قانون حرية الوصول إلى المعلومات الأمريكي, ولعل ويكيليكس اظهر وثائق أكثر أدانه وخطورة, ويفترض من مجلس الأمن أن يبادر فورا إلى تشكيل محكمة جنائية لمحاكمة الجناة وليس المطالبة بالتحقيق فقط من الحكومة التي ترتكب هذه الجرائم,ونشهد في العراق أن الأدوات السياسية الحالية لا تأبه بجرائمها , وتعمل دون حياء لديمومة حكومة من القتلة والمجرمين على جماجم ضحاياهم من العراقيين, وأضحى العراق مسرحا للقتل الجماعي والتعذيب الممنهج وميدان حر لجرائم الحرب وبرعاية دولية أمريكية وإقليمية, ولعل صمت أمريكا والمجتمع الدولي ومجلس الأمن والجامعة العربية على الجرائم التي ارتكبت وترتكب كل يوم ضد المتظاهرين العزل, مما يؤكد الولايات المتحدة تحمي مجرمي الحرب ومنتهكي حقوق الإنسان خلافا لما تتبجح وسائل الدعاية بان أمريكا ديمقراطية وتحمي حقوق الإنسان.

تحاول الدوائر الأمريكية والحكومية العراقية والجهات الحزبية طمس الحقائق والوثائق التي تدين مجرمي الحرب في العراق بخطة خداع منظمة, وبذلك يجري تدليس واضح ومبرمج لجرائم الحرب المركبة , ارتكبتها قوات الاحتلال الأمريكية وبلاك وتر وإيران بحق العراقيين, وكذلك انتهاكات القوات الحكومية والمليشيات الطائفية والعرقية وتجسدت بوضوح عبر قتل المتظاهرين العزل في السليمانية والموصل والانبار والبصرة وبغداد,وتلك الجرائم لا تسقط بالتقادم حسب الاتفاقيات الدولية , وسيساق المجرمين إلى المحاكم ويجب أن تقوم أدارة أوباما بالاعتذار من الشعب العراقي وتقدم المجرمين للقضاء, وهذا لا يعفي المنظومة القانونية الحالية من العمل على تقديم المجرمين للعدالة وتحقيقا العدل والكف عن تدليس جرائم الحرب والقتل الجماعي اليومي الجاري في العراق ويبدوا ان القضاء مسييس حزبيا , هل يستفيق المجتمع الدولي ويغادر فلسفة التدجين الأمريكية , ويقف أمام جسامة الجريمة وأبعادها الإستراتيجية؟

مركز صقر للدراسات الإستراتيجية

‏‏الجمعة‏، 11‏ آذار‏، 2011



[1] . تقرير أعده هانز بليكس أمام مجلس الأمن أعلن ان العراق سلم فريقه معلومات مفصلة عن برامج تسليحه في الأيام التي سبقت الحرب, ومع ذلك لم يجد المفتشون أي دليل على وجود مراكز لتصنيع أسلحة الدمار الشامل,وقال بليكس في حديث 7 تشرين الثاني2003 لصحيفة اللومند عن تقرير قدمه ديفيد كاي في 2 تشرين الاول2003 أكد هذا التقرير لم يتم حتى الآن العثور على أي سلاح دمار شامل, وبالتالي فان التأكيدات بعض الحكومات في هذا الخصوص تبدوا اليوم مغلوطة,ويبدوا لي ان لا يوجد أي أثبات بان العراق كان يمثل تهديدا عسكريا واضحا ومباشراً, وقد استقال كاي لان لا جدوى من التفتيش لخلو العراق من الأسلحة.

[2] . سيمور هيرش في ذانيوريوركر في 31-3-2003----- هذه الحرب حطمت أكثر من أي حرب أخرى كل الأرقام القياسية بالأكاذيب واللصوصية الأدبية والتزوير والتضليل, ان فبركة الوثائق المزورة وتوجيه لاتهامات المزيفة شكلت أحدى القواعد الأساسية للسياسة الأمريكية والبريطانية بخصوص العراق وعلى الأقل منذ عام 1997.

[3] . العدوان على العراق وقتل وتهجير شعبه جريمة حرب وجريمة إبادة بشرية, مركز صقر للدراسات الإستراتيجية

[4] , وثيقة معنونة وحوش بغداد, في 1-12-2006,وثيقة –مسلوخ الذراع- حزيران 2006,وثيقة مسلوخ الوجه شباط 2006

[5] . وثيقة ثقوب في جسد امرأة آذار 2008,وثيقة جثة مجهولة الهوية شباط 2007.

[6] وثيقة في كانون الأول 2007 تحت عنوان دورية وتحديث للفعاليات


Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق