Facebook

تعاطفك لوحده مش كفاية.. اعمل للثورة المضادة نهاية!


.. بص وطل 
أخبرتني زميلتي المسيحية بخوفها من السلفيين، فقد سمعت بأنهم سيطالبون الأقباط بدفع الجزية عندما يتمكّنون من البلاد.

طالبتها بضرورة حماية نفسها بتجنب التعرض للإعلام المصري بكل أنواعه المرئية والمكتوبة الخاص والحكومي؛ لضرره الفادح بالوعي وبالعقل.

وطمأنتها؛ فالسلفية مجموعات متنوعة ولا يجمعهم تنظيم واحد، وغالبيتهم يتعاملون بودّ مع المسيحيين؛ تنفيذًا لتعاليم ديننا ورأيتهم بالتحرير يرفعون شعار الوحدة الوطنية، وأقل القليل يرفضون التعامل مع غير المسلم ولا يعادونهم. والإعلام المغرض يكثف التركيز على بعض المغالين لإثارة القلاقل بين المسلمين والمسيحيين.

وأخبرتها بجهل الإعلام المغرض؛ فلا يوجد حدّ في الإسلام يسمى حد قطع الأذن! وفي الصعيد جرى العرف الشعبي على قطع أذن من يتم ضبطه في قضية أخلاقية للتشهير به وفضحه، وتم قطع الأذن في مشاجرة مع 10 أحدهم سلفي.

وأضفت: لسنا سذجًا لنتوهم استسلاماً سريعا وسهلا لكل اللصوص بالداخل؛ فقد اعتادوا النهب المنظم لمصر لمدة 30 عامًا واعتبروه حقًّا لهم ولن يتنازلوا بسهولة.

وسنصمد ونرفض نشر الفوضى بمصر، وسنحاربهم بالوعي وبالاطمئنان لحماية الخالق عزو وجل لنا لإجهاض مخططات نشر الرعب والفزع؛ فهم يراهنون على الدين لإثارة القلاقل فهو أغلى ما لدينا مسلمين ومسيحيين، فإذا هددونا بالفقر فقد جرّبناه، والمرض عايشناه، والدين هو السلاح المضمون، والإعلام إذا أراد التهدئة سيستضيف العقلاء، ولكنهم لا يفعلون لأن مصالح من يحركونهم لم تتحقق بعد.

أنارت الابتسامة وجه زميلتي ووافقتني..

وأضفت: إذا خدعكِ أحد مرة فهو مخطئ، وإذا خدعك ثانية فأنت المخطئة، فلا تسمحي لمن قاموا بتخويفك من الأجندات وبتوع إيران وحماس أيام الثورة من تخويفك بالسلفيين ولا بغيرهم مجددًا؛ فقد تلِفَت فزاعة الإخوان وكشفها الناس؛ لكثرة استخدامها من أيام المخلوع، فاخترعوا فزاعة السلفيين لإلهائنا عن المطالبة بحياة أفضل.

ووصل الأمر لقول أحدهم برفض منع الغاز عن إسرائيل حتى لا تدعم السعودية الجماعات الإسلامية لتصنيع الغاز محليا!!

ويتعمدون تجاهل مقتل مسيحية أسلمت هي وزوجها وأولادها على أيدي إخوتها المسيحيين، واغتصاب بعض المسيحيين لأطفال ونساء مسلمات لنشر الفتن.

ويطالبوننا بمسامحة المخلوع لكبر سنه، وبالتصالح مع الفاسدين الذين لم يتلوثوا بالدماء، وكأن السرقة والنهب لا تلوث أصحابها، وكأن من سرقوا أقوات الشعب وتركوه يعاني ويعيش في العشوائيات لا يستحقون المحاكمة، وكأن من سرقوا أحلام الشباب في العمل ودفعوه إلى المغامرة بأعمارهم في الهجرة غير المشروعة يحق لهم الإفلات من المحاكمة.

ويصدّعون رؤوسنا بسيادة دولة القانون، وهم ترزية قوانين تناسب من يقوم بتمويلهم.

فليست مصادفة استضافة رجال أعمال بالفضائيات ليؤكدوا عدم جدوى حبس رجال الأعمال ومنعهم من السفر، مطالبين بالاكتفاء بأخذ أكبر قدر من أموالهم للحفاظ على الثورة التي ناصبوها العداء في بداياتها، ويلتفون حولها الآن.

وسندخل موسوعة جينس لتخويفهم لنا من معاقبة رجال الأعمال اللصوص، فالمحاكمة ستخيف راغبي الاستتثمار العرب والأجانب، وكأن أي مستثمر يضع شرط السرقة والنهب لمصرنا قبل تفَضُّله بالاستثمار..

ويتناسون الحقيقة الاقتصادية وهي أن رجال الاستثمار الحقيقيين يهربون من المناخ الفاسد ويرحبون بدولة وسيادة القانون؛ حيث لن يتم ابتزازهم لمقاسمة أرباحهم.

وأتذكر رجل أعمال أخبرني بأن مسئولا مهمًّا طلب منه كيلو ذهب أيام المخلوع لتسهيل مشروعه، ورددتُ: يتعاملون مع الذهب بالكيلو؟!

وجميعنا قرأنا وشاهدنا الأموال التي كان يتقاسمها رجال المخلوع وابتزازهم رجالَ الأعمال لتستمر أعمالهم.

ونتذكر النكتة الشهيرة عن صاحب مقهى قام بتعليق صور الرؤساء الثلاثة وسأله زبون من هؤلاء؟

فقال: الأول عبد الناصر، بنى السد العالي وأقام المصانع وجعل التعليم مجانيًّا وقاد حرب الاستنزاف بعد النكسة. والثاني السادات، قاد حرب أكتوبر، والثالث أبو علاء؛ شريكي في القهوة!

فهم يصرون على استمرار نظرية أبو علاء للنهوض باقتصاد مصر، وهم الذين هللوا لبيع المصانع وتشريد العمال ومضاعفة البطالة وشجعوا بناء المنتجعات وبيع أراضي الدولة، ووووو..

فلنتنبه ولا نسمح للإعلام المغرض قائد الثورة المضادة بتشتيت انتباهنا وإلهائنا عمّا يجري من محاولات لتثبيت نظام المخلوع بوجوه جديدة.

ولنتذكر مسلسلات الإلهاء بالذعر من إنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير، وإلهاء هوس معركة الجزائر بسبب مباراة كرة قدم، وإثارة معارك مع دول شقيقة مثل سوريا وقطر وإيران، ولم يتكلموا كلمة واحدة ضد إسرائيل ولا أمريكا، وأقاموا حفلات صاخبة وبالغة السذاجة للترحيب بأوباما رغم يقينهم بأنه لا يختلف عن بوش إلا في درجة سُمك القناع الذي يرتديه.

وأصابونا بالاختناق بالإشادة بكاريزما أوباما، والكاريزما بريئة منه براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

ومديحهم أمريكا التي أتت بحاكم من أصل مسلم، وتناست أنه تخلى عن إسلامه وأن إشادتهم ترتد عليهم.

ولأنهم يطبقون مبدأ "اكذب اكذب حتى يصدقوك"، فقد راحوا يكذبون حتى فشلوا أن يقولوا الحقيقة؛ لإدمانهم الكذب، ووصلوا لدرجة رفض رؤية الحقيقة التي تخالف رغباتهم وتتناقض مع مصالحهم، فراحوا يلوثونها بأكاذيبهم وبصراخهم وبمنطقهم "الزن على الودان أمرّ من السحر".

كنت مؤخرًا بالتليفزيون المصري أتحدث عن الثورة، واتصلتْ مشاهدة تتهمني بأنني لا أعيش في مصر التي اختفى منها الأمان بعد الثورة وأنها تخاف أن تغادر بيتها.

فقلت: كنت من يومين في، ماسبيرو وتعرّضت للمضايقة من المعتصمين أمام ماسبيرو، وعزمت ألا أدخل المبنى إلا بعد رحيلهم، وتراجعت لرفضي السلبية، وطالبتها -على الهواء- ألا تستمع للإعلام المصري؛ لتعمده تخويف الناس، وأضفت: أنا وكل الحاضرين في الاستديو وكل من نعرف لا نمشي بالأسلحة كما يشاع في الإعلام المصري أن كل المصريين يسيرون بالأسلحة؛ لشدة الرعب، وليس معي ولا حتى مبرد للأظافر، وطالبتها بالإيجابية، واعترضت على قولها بتعجلنا للديمقراطية فلسنا مؤهلين لها، وقلت لها هذا رأي المخلوع ليسيطر علينا ومن الذكاء ألا نردده.

فإذا خرجت من البيت وأنا أقول لنفسي سأرتكب حادثة اليوم، فسينتهي اليوم بحادثة حتى وإن كانت أثناء ركن السيارة أمام منزلي.

وإذا قلت لنفسي الشارع به حفر ومطبات وسأقع فيها، فسأقع فيها الواحدة تلو الأخرى، أما إذا قلت: سأنتبه ولن أمشي مذعورة وسأكتفي بالحذر الذكي حتى لا أقع، وإذا وقعت سأسارع بتنظيف ملابسي وأواصل سيري.

فالثورة الفرنسية استمرت عشر سنوات حتى نجحت في تحقيق أهدافها، ووصلت للاستقرار المطلوب.

والثورة التونسية التي سبقتنا في خلع بن علي تعاني القلاقل ولكن إعلامهم أفضل، ولا يدير غالبيته البلاد تجاه تخريب الثورة أو إلقاء المسئولية على أية مشاكل على الثورة.

فالثورة ليست مسئولة عن الانفلات الأمني؛ فلم يكن شعارها "الشعب يريد انسحاب الشرطة"!

ولا عن التردي بمعظم مؤسسات الدولة، فمن أسباب إنفجار الثورة محاصرة هذا التردي وإعادة بنائها.

ولا تسأل الثورة عن عدم توافر سيولة مادية بالبلد، فليحاكم العباقرة التي أداروها لسنوات عجاف طوال.

ويتعمد الإعلام إخفاء الأخبار الإيجابية كزيادة معدل إنتاج القمح بعد الثورة إلى 33% وانفراج أزمة المياه مع إفريقيا، وكان سببها الرئيسي تعالي المخلوع على أبناء القارة، وساهم إشراك عبد الحكيم جمال عبد الناصر في الوفد الشعبي لكل من أوغندا وإثيوبيا في إزالة الغضب الإفريقي؛ للتاريخ المشرف الذي تركه عبد الناصر لمصر في تعامله مع الأفارقة، وهو ما نسفه السادات والمخلوع.

وفي الكثير من المؤسسات القومية الإعلامية حدث تراجع كبير في النهب المقنن وتقليص الأموال المخصصة لرؤساء مجالس الادارة وكبار العاملين.

لا تمتلك الثورة عصا الساحر، فحتى الساحر يضع ما يريد إخراجه في جيبه أولا قبل اخراجه، والثورة ليس في جيبها إلا إرادة شعب اعتصم بخالقه وتحدى الخوف بالاستبسال، ونتذكر صورة الشاب الرائع الذي وقف يوم 28 يناير وحيدا بصدره العاري أمام سيارة الأمن المركزي الغاشمة.

وعلى المصريين جميعا سواء شاركوا في الثورة أم اكتفوا بالتأييد أو حتى عارضوها أن يضعوا في قلوبهم وعقولهم أن حاضرهم ومستقبلهم لن يكون كما يحلمون، إلا إذا أجهضوا الثورة المضادة ورفضوا العقول المنقادة وتحلو بإرادة وقادة..
Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق