Facebook

الريشة .. ولاء آخر للثورة

بتول حجاوي و حنين عودةالجزيرة توك

كم يختلجنا الشعور بالفخر إذا رأينا مشاهد مجاهدين من أجل قضية، نشعر بولائهم لها حتّى النّفس الأخير، لأنّهم حتى هذا النفس الأخير وهبوه فداءً لقضيّتهم ولا أغلى منه على إنسان.
لا شكّ أن هذا النّضال لا يضاهيه آخر ولا يحتل مكانته، ولكن أيضاً هناك وسائل أخرى للنّضال لا تقل أهميّة، فقد أظهر رسام الكاريكاتير السياسي " كارلوس لطّوف " النضال بفنّه ورسوماته التي لفتت انتباهنا في مظاهرات الشّعوب العربية بكثرة انتشارها ومدى تعبيرها.
أثبت هذا الفنّان البرازيلي من أصل لبناني بألوانه صاحبة الأقدام السائرة معنا في مظاهراتنا والتي تهتف ضد الظلم، ولأوطان تشتهي أن تشتنشق رذاذ حرية بعد أن ضجرت من استنشاق الظلم، أنّه ليس بالضّرورة أن أكون فلسطيني كي أدافع عن القضية الفلسطينية، أو يمني أو مصري أو تونسي ولكن كفى بنبض الإنسان في داخل البشري وضميره الحي أن يقوده للنضال والدّفاع ضد أي ظلم والمطالبة بالعدالة الحقيقة والعملية.
"بدأت الرسم منذ أن كنت مجرد طفل في روضة الأطفال وأتذكر بعض الرسومات القديمة منها التي كانت عن الحيوانات الأليفة والعائلة "... هكذا يقول عن نفسه، كارلوس لطوف، الفنان البرازيلي من أصل لبناني، أحد الذين آمنوا بقضايا الشعوب العادلة وحقّها في الحياة، وأجادوا التعبير عن ذلك من خلال الرسم.ولد الرسام السياسي لطوف في أواخر نوفمبر في عام 1968 في ساو كريستوفو ( ريو دي جانيروالبرازيل، وهو الآن يعيش فيها.
تصور أعماله شريحة كبيرة من القضايا الإنسانية في العالم خاصة ما يتعلّق بالشّرق الأوسط ومناهضة الولايات المتحدة والتدخل العسكري، وأشهر أعماله هي التي تجسّد الصّراع العربي الإسرائيلي، ولم ينسَ لطوف من رسوماته الثورات العربية لاسيّما ثورتيّ تونس ومصر.
فهذه الصورة تمثّل الراحل محمد البوعزيزي، مُشعل فتيل الثورة التونسية


أما هذه الصورة فهي للمصري خالد سعيد والذي توفي بعد تعرضه للضرب المبرح لأفراد الشرطة المصرية
الثورة المصرية ونجاحها
 

 
 
 
الديمقراطية تشرق في ميدان التحرير
 
 
والتضييق على الصحافة:
 
 
 
 
نشرت كثير من أعمال لطوف في كثير من المواقع مثل مواقع الإعلام المستقل (انديميديا Indymedia) والمدونات الخاصّة، كما نشرت في العديد من المجلات مثل النسخة البرازيلية من جريدة "ماد", وفي جريدة " لوموند ديبلوماتيك " و " تورونتو ستاربالإضافة إلى مجلة الأحرف السعودية ، وصحيفة الأخبار اللبنانية.
بدأ اهتمام لطوف بالقضية الفلسطينية بعد أن زار فلسطين حيث استمرت زيارته 15 يوماً، شاهد خلالها عن قرب الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون في ظل الاحتلال الاسرائيلي فلم يستطع إلا أن يكون معهم ويدعمهم من خلال رسوماته التي تعبر عن واقعهم.
ويعتبر لطوف سلسلة (كلّنا فلسطينيون we are all Palestinians ) من أهم الأعمال التي قام بها.
 
 
 
 
 
"التضامن مع الناس هو مايدفعني للرسم, هناك اختلافات في الديانة، في اللغة وفي الثقافات ومع هذا نحن بشر نذوق نفس المعاناة وعدونا في الإنسانية واحد"، هكذا قال كارلوس لطوف لـ"الجزيرة توك".
ويقول عن الرسائل التي يريد توجيهها للناس من خلال رسوماته وردود فعل الناس تجاه هذا النوع من أنواع التعبير: "في الحقيقة ليس هناك رسالة أقدّمها أنا شخصيا من خلال رسوماتي، رسالتي تأتي من الناس الذين يستخدمون هذه الرسومات كمكبّر لصوتهم، هدفي الأول هو إعطاء صوت لمن لاصوت لهم.. كما أن ردود فعل الناس بالنسبة لرسومي مشجعة ولطيفة، وفي الواقع تلقيت تهديدات بالقتل من قبل الصهاينة، وهذا ليس مستغرباً منهم"
 
نيلسون مانديلا كفلسطيني في السجون الإسرائيلية
 
 
 
سجون جوانتنامو
تحرير السود والعنصرية
 
الوحدة الوطنية في مصر


سألناه العديد من الأسئلة إلا أنّ إجاباته كانت كثيرة الاختصار ، لعلّه مع قاعدة أن " خير الكلام ما قل ّ ودل ّ "، ومع ذلك لفت نظرنا آخر عبارة له بأنّه تلقّى تهديدات بالقتل من قبل الصّهاينة وأنّه لم يستغرب منهم ذلك.
دفعتنا عبارته هذه إلى القراءة أكثر عن سيرة حياته وعن شخصه ومعرفة المزيد، لنجد الإجابة في عبارة له على موقع ويكيبيديا نصّها : رد لطوف على اتهامات معاداة السامية ومقارنته برسامين نازيين، " رسومي لا تركز على اليهود أو على اليهودية.. تركيزي هو على إسرائيل ككيان سياسي، كحكومة, على كون قواتها المسلحة قمراً صناعياً للمصالح الأميركية في الشرق الأوسط، وتركز خاصة على السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.. يحدث أن اليهود الإسرائيليين هم من يظلمون الفلسطينيين.. إن الذين يحطون من قدري يقولون إن استخدام ماجن دافيد ( نجمة إسرائيل) في رسومي المتعلقة بإسرائيل هو دليل لا يدحض على معاداة السامية، إلا أنه ليس خطأي إذا اختارت إسرائيل رمز مقدس ذو دوافع دينية كرمز قومي لها، مثل شمعدان الكنيست أو نجمة داود في آلات قتل مثل F - 16 طائرة".
 
تصريحه هذا عن اليهود ، يؤكد أنّ القضيّة الفلسطيينة واضحة ومدعومة، أنّه يفهم يهودنا جيّدا وكأنّه عاش معهم وعاشرهم، مع أن زيارته لفلسطين لم تكن بهذا الوقت الكثير فأبهج داخلنا أنّ رسالتنا ستصل للعالم ليس فقط عن طريقنا كعرب فلسطينيين وإنما بمساعدة كل إنسان يشعر بحس الانسانية والمسؤولية، وأخيراً مدى شجاعة هذا الفنّان للتعبير عن كل ما يريد بدون أي خوف من أي جهة مهما كانت.

كارلوس لطّوف، إنسان يختلف عن غيره بأن امتزجت فيه روح الإبداع مع ضمير الإنسانيّة الحي النّابض، شغفاً بمساعدة الناس والتعبير عن قضاياهم وكأنّها قضيّته وكأنّه منهم. 
لطوف شارك معنا بطريقة أخرى ففي لحظة ما يمتنع لسانه عن التّعبير، تبقى الصّورة وحدها.. وحدها فقط تحدثنا ألوانها وتفاصيلها، تكلّمنا عن نفسها وكأنّها الوشوشة الثّائرة.. ريشة ٌ حرّة لصاحب حرّ يستحقّ التّقدير.

Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق