Facebook

ثـورات ملهوفـة

صـدمة الخروج من السـلطةتحت هذا العنوان وعن مركز دلتا للدراسات – بيروت يصدر قريباً للدكتور محمد احمد النابلسي وفيه: بعد تراث الاحبـاط العربي من الثورة العربية الكبرى حتى احتلال العراق ،عبر مسلسل الهياج الاميركي في المنطقة والتهديدات الاميركية المطلقة في جميع الاتجاهات وضد كل الدول العربية، تحول المواطن العربي الى إنسان ملهوف يبحث عن الامان في وجه هذه التهديدات. خاصة مع ارفاقها بالاعلانات المتكررة لوفاة العـروبة ونهايتها.

فقد جاء احتلال العراق مع ضحاياه واذلالاته المعنوية ليزيد لهفة الانسان العربي مضيفاً اليها عناصر الصدمة والترويع الاميركيين في العراق وجواره. وتضاعفت هذه اللهفة مع الانصياع العربي الرسمي للمشيئة الاميركية ولممارسات الجبروت الاميركي. بما افقد النظام العربي دور “الأب الحامي” وحوله اما لمستكين خاضع للمعتدي الاميركي ،ومتحالف معه احياناً، او الى معارض عاجز عن المواجهة ومستعد لتقديم التنازلات التي حولت معارضة الاحتلال الاميركي الى مجرد ممانعة. ما نقل دور “الأب الحامي للجمهور” من النظام الرسمي الى المقاومة العراقية التي استقطبت ملهوفين مقاتلين من مختلف الجنسيات العربية. هذه المقاومة وبغض النظر عن تناقضاتها واختراقاتها فقد كان لها شرف وقف الزحف العسكري الامريكي باتجاه دول عربية أخرى.

إلا أن الزحف الامريكي نحو هذه الدول استمر بوسائل اخرى جلبت انواعاً جديدة من اللهفة العربية العصية على الحماية التي تؤمنها المقاومات. وهي المحرك الرئيسي للثورات الملهوفة التي شهدتها بعض الدول العربية وتنتظرها أو تترقبها دول أخرى.

ولعل فقدان النظام الرسمي العربي لدور “الأب الحامي” هو الذي جعل حركة الملهوفين تتخذ طابع الاحتجاجات المتحدية للنظام ومن بعدها الانتقال للمطالبة باسقاطه.

ولعل اشتراك الشعوب العربية بتوصيف الشعوب الملهوفة هو العامل المشترك الوحيد بين الاحتجاجات العربية المختلفة في كل شيء لارتباطها بالتناقضات الداخلية لكل بلد على حدة. ما يجعل من القناعات الضمنية للشارع العربي المشتركات الجامعة الوحيدة بين الاحتجاجات العربية تحت عنوان اللهفة.

صحيح ان العديد من الشعوب العربية تحركت لتقول كلمتها لكن الشارع العربي لم يقل كلمته بعد وهي العليا. اذ ينتظر هذا الاعلان طمأنينة الوقاية من احباطات جديدة لا تزال معادلاتها حية في اللاوعي العربي. ومنها سلسلة الانقلابات العربية في الستينيات والمواجهات المكلفة للمشاريع الاميركية والغربية في المنطقة وصولاً الى قوائم المؤمرات التي لم تجد بعد من يجروء على فضحها وهتك ستائرها.

اما ما يقال ويكتب عن إساءات توظيف هذه الاحتجاجات ومحاولات احباطها واللاتفاف عليها عداك عن اختراقاتها فهي من مألوفات ردود الفعل امام أية محاولات تغيرية سياسية. وهذه التحركات الشعبية ستتحول الى حصينة يوم تتعالى على الاحقاد المحلية وتعيد توجهها نحو الأهداف المستورة لغاية اليوم بالقناعات الضمنية للشارع العربي عموماً.

انها اللحظة الجيوسياسية المناسبة لتحرير قناعات الشارع العربي من أسر ضمنيتها بسبب التهديدات الخارجية المصنعة لفيروسات النفس الملهوفة والمقهورة
Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق