فيما يعد رضوخا لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، قال مسئولون إسرائيليون ودبلوماسيون غربيون إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وافقت على استثناء مدينة القدس الشرقية والوحدات السكنية قيد الإنشاء من المفاوضات حول تجميد الاستيطان بشكل مؤقت فى الضفة الغربية المحتلة.
وقالت الولايات المتحدة ان تجميدا تاما لانشطة الاستيطان ليس شرطا مسبقا لاستئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كرولي إن موقف ادارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما من الاستيطان اليهودي "لم يتغير" غير أن الهدف الرئيسي هو إعادة اطلاق المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. واضاف المتحدث "يجب ان لا ننسى الهدف الذي نأمل في تحقيقه ان الاساس هو المفاوضات".وتابع "نحن نأمل الوصول الى مفاوضات رسمية تتيح التوصل الى تسوية بين الاسرائيليين والفلسطينيين في اطار مشروعنا للسلام الشامل في الشرق الاوسط".ونقلت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلى مسؤول قوله إن المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط جورج ميتشيل صار مقتنعا بأن نتنياهو لن يعلن تجميدا للاستيطان فى القدس الشرقية التى يعتبرها مع الغربية عاصمة أبدية لإسرائيل.
وأضافت أن نتنياهو عرض على ميتشيل خلال لقائهما أمس الأول فى لندن مقترحا بأن تعلن إسرائيل تجميد الاستيطان فى الضفة لمدة تسعة شهور، مع استثناء القدس و2500 مبنى قيد الإنشاء. وسيبحث ميتشيل هذا المقترح خلال اجتماع فى واشنطن الأسبوع المقبل مع مساعدى نتنياهو، قبل الرد بشكل نهائى.
ومن المتوقع أن يزور ميتشيل تل أبيب فى الأسبوع الثانى من الشهر المقبل، لوضع اللمسات النهائية على الاتفاق، تمهيدا لاستئناف مباحثات السلام، التى يرفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس استئنافها قبل وقف الاستيطان.
وأقر مسؤول كبير في الخارجية الامريكية طلب عدم كشف هويته، بان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يعارض دعوة واشنطن لتجميد كامل للاستيطان.
واضاف ان واشنطن تسعى حاليا الى معرفة ما اذا كان الفلسطينيون وحلفائهم العرب يقبلون تسوية لاستئناف المفاوضات المعلقة منذ نهاية 2008.
وقال هذا المسؤول "لقد حددنا سقفا عاليا والهدف الآن هو معرفة الى أي حد يمكننا الاقتراب من هذا الهدف". واضاف "لدينا موقف واضح جدا عبرنا عنه حول ما نعتبره ضروريا لكن اذا اقتربنا بشكل كاف من هذا الهدف واذا قبلته الاطراف" المعنية فان واشنطن ستقبله.
وكان المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل التقى نتانياهو الاربعاء في لندن دون حدوث اختراق حول ملف الاستيطان الشائك واعلن الطرفان انهما سيلتقيان مجددا الاسبوع المقبل في واشنطن.
ويسعى نتيانياهو الذي يجد نفسه موزعا بين مطالب المجتمع الدولي ومطالب المتشددين في تحالفه الحكومي اليميني، منذ اسابيع الى التوصل الى تسوية بشأن مذكرة تفاهم لاقامة مساكن داخل المستوطنات اليهودية.
وتطلب الادارة الامريكية تجميدا تاما للاستيطان لدفع المفاوضات مع الفلسطينيين. وتبنت الدول الاوروبية الكبرى الموقف ذاته.
وبحسب مسؤولين اسرائيليين فان نتانياهو الذي رفض في وقت سابق اي حديث عن تجميد الاستيطان، اقترح تعليق طلبات العروض العامة الخاصة ببناء مساكن للمستوطنين في الضفة الغربية حتى بداية 2010.
واشاد الرئيس اوباما على الفور بهذه "البادرة" الاسرائيلية ودعا الدول العربية والفلسطينيين الى تقديم تنازلات من جانبهم. ويربط الفلسطينيون استئناف المفاوضات مع اسرائيل بتجميد تام للاستيطان.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
أضف تعليق