Facebook

"الفيس كوستيللو" .. مغني البوب الشجاع الذي أغضب إسرائيل





الشجاع الفيس كاستيللو

مازالت الحرب الهمجية الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة وما تخللها من استهداف واسع للأطفال والنساء تثير استياء أحرار العالم ، حيث يفاجيء الجميع من حين لآخر بتقارير صحفية تتحدث عن موقف بطولي يفضح الكيان الصهيوني أكثر وأكثر وفي عقر دار الغرب ذاته .

ففي 18 مايو / أيار ، أعلن المغني البريطاني الشهير "الفيس كوستيللو" إلغاء حفلاته المقررة في إسرائيل خلال يونيو / حزيران احتجاجا على جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين ، وقال كوستيللو على موقعه الإلكتروني إن قراره يرجع إلى سياسة "الترويع والتخويف" التي تنتهجها إسرائيل مع الفلسطينيين .

وأضاف أنه كان من المقرر أن يحيي حفلين في 30 و31 يونيو في مسرح قيصر الروماني الذي يعتبر من أرقى المواقع الثقافية الإسرائيلية ، إلا أنه تراجع عن هذا الأمر على الرغم من توقيعه عقد مع شركة إنتاج إسرائيلية.

وتابع " عندما قررت الوصول إلى إسرائيل لم آخذ بالحسبان وضع الفلسطينيين الذين يعانون من الذل والإهانة بسبب سياسة حكومة إسرائيل بحجة الأمن ".

واستطرد " بعد تفكير عميق ، قررت إلغاء الحفلات في إسرائيل ، وآمل أن تكون الموسيقى ليست ضجة فقط وإنما موقف أيضا ، هناك العديدون الذين يتشككون في صحة سياسات حكومة إسرائيل في المستوطنات وينتقدون ممارسات التخويف والترويع وما هو أسوأ مع المدنيين الفلسطينيين تحت مسمى أمن إسرائيل ".

وعلى الفور ، انتقدت وزيرة الرياضة والثقافة الإسرائيلية ليمور ليفنات قرار كوستيللو وقالت في بيان لها :" إن الفنان الذي يقاطع معجبيه في إسرائيل لا يستحق أن يقدم إليهم حفلة موسيقية".

وكوستيللو من مواليد لندن لكنه ينحدر من أصول إيرلندية وبدأ حياته الفنية في السبعينيات من القرن الماضي واشتهر بعزفه على الجيتار ويغني البوب والروك.

ويبدو أن موقفه لن يكون الأخير من نوعه ، فهناك حملة أطلقها العديد من المغنيين العالميين لمقاطعة إسرائيل بينهم عازف الجيتار والمغني الأمريكي المكسيكي الأصل كارلوس سانتانا الذي سبق أن ألغى حفلات موسيقية في إسرائيل وكذلك عازف الراب الأمريكي جيل سكوت هيرون ، هذا بالإضافة إلى حالة الاستياء المتصاعدة داخل بريطانيا على خلفية تزوير جوازات سفر مواطنيها في فضيحة اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي مؤخرا .

طعن بالسكين






بل إن الغضب تجاه سياسات إسرائيل اتخذ أشكالا أخرى في بريطانيا بخلاف مقاطعة الحفلات الغنائية ، حيث تعرضت نائبة السفير الإسرائيلي لدى بريطانيا تاليا لادور فريشر في 30 إبريل / نيسان الماضي لمحاولة طعن بالسكين من قبل فتاة كانت تشارك في مظاهرة احتجاجية مناوئة لإسرائيل .

وكشفت الإذاعة الإسرائيلية أن الحادث وقع بعد قيام الدبلوماسية الإسرائيلية بإلقاء محاضرة في جامعة مانشستر بشمال انجلترا ، حيث صعد متظاهرون مناوئون لإسرائيل على سيارة كانت تقلها وحاولوا تحطيم زجاج نوافذها فيما يعتقد أن فتاة حاولت طعنها بالسكين ، إلا أن الشرطة البريطانية تمكنت من إخراج الدبلوماسية من المكان بسلام.

بل إن جرائم إسرائيل أثارت أيضا غضب الأطفال وليس الكبار فقط في الغرب وهو يرجح أنها زرعت بذور فنائها على المدى الطويل .

ففي 3 مارس / آذار الماضي ، وتحت عنوان " السفارة الإسرائيلية في مدريد تشتكي ضد بطاقات بريدية مناهضة للسامية بعث بها إليها تلاميذ مدارس إسبان " ، نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية تقريرا مثيرا جاء فيه أن المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية في العاصمة الإسبانية مدريد أعرب عن غضبه الشديد بسبب قيام تلاميذ من مدرسة "إلكاسيل" الإعدادية في ألموينز بالقرب من مدينة فالنسيا بإرسال رسائل مزعجة إلى السفارة ، مشيرا إلى أن مصدر الإزعاج بالنسبة للسفارة كان الموضوعات التي تتناولها بطاقات أولئك الأطفال وهي : الحرب والمال وقتل الأطفال .

مدرسة إلكاسيل

وكان عشرات من تلاميذ المدرسة وجهوا بطاقات بريدية إلى السفير الإسرائيلي أشارت إلى أنه يتعين على الإسرائيليين الرحيل عن فلسطين وتسليمها إلى الفلسطينيين.

واتهم الأطفال وتتراوح أعمارهم بين الثامنة والتاسعة من العمر إسرائيل بقتل الأطفال الفلسطينيين وبشن الحرب من أجل المال.

وعلى الفور ، سارع المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية للتعبير عن انزعاجه الشديد من الأطفال وبطاقاتهم بل واتهم الحكومة الإسبانية صراحة بما أسماه السماح باستخدام المدارس الحكومية للترويج للكراهية ضد كل من اليهود وإسرائيل وذلك في بلد يصنف على أنه واحد من أكثر البلدان معاداة للسامية في أوروبا.

واستطرد " البطاقات البريدية المذكورة ، البعض منها احتوى على رسائل مزعجة للغاية فقد وجهوا (أي الأطفال) أسئلة من قبيل : لماذا تقتلون الأطفال؟ أو قالوا : إن المال ليس هو كل شيء ، وإن كان من أحد يجب أن يرحل ، فهم الإسرائيليون ، لأنها ليست أرضكم" .

ويبدو أن الغضب الإسرائيلي السابق لم يأت بنتيجة ، حيث أكد جوان مالوندا مدير المدرسة المذكورة أن طلاب مدرسته هم بالفعل من قاموا بإرسال تلك البطاقات إلى السفارة الإسرائيلية بعد أن كانوا قد صمموها بأنفسهم ورسموها بأيديهم.






ونفى في هذا الصدد أن يكون جرى تلقين التلاميذ أي مفاهيم أو أفكار بشكل مسبق أو أن يكونوا قد دفعوا دفعا إلى رسم تلك البطاقات وإرسالها إلى السفارة الإسرائيلية ، قائلا :" معظم هذه الأعمال تم إنجازها في المنازل وهي تعكس أجواء البيئة الاجتماعية الخاصة بهم ، لقد تم الطلب إليهم ببساطة أن يكتبوا بطاقة بريدية عن الموضوع" .

وبجانب تنشئة الأجيال الجديدة في الغرب على نبذ جرائم إسرائيل ، فإن مدرسة "إلكاسيل" قدمت أيضا هدية كبيرة وغالية للقضية الفلسطينية من خلال عبارة " وإن كان من أحد يجب أن يرحل ، فهم الإسرائيليون ، لأنها ليست أرضكم" .

تلك العبارة تحمل أهمية قصوى لأنها جاءت متزامنة مع تسارع وتيرة عمليات التهويد والاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية تمهيدا لإعلان إسرائيل "دولة يهودية ".

والخلاصة أن مجازر إسرائيل ضد أطفال غزة بصفة خاصة والفلسطينيين بصفة عامة لن تفلت من العقاب حتى ولو تم تجاهل تقرير جولدستون ، فالأجيال الجديدة التي استيقظت على صور قتل الأطفال بالأسلحة المحرمة دوليا لن يستطيع اللوبي الصهيوني خداعها بأن إسرائيل كانت تدافع عن نفسها خاصة وأنها هي التي شنت العدوان على غزة وقتلت المدنيين في منازلهم على مرأى ومسمع العالم كله.

Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق