Facebook

اتفاق طهران والرضا الغربي .. بقلم : حسام كنفاني


لم يكن متوقّعاً أن يستقبل الغرب الاتفاق الثلاثي في طهران بالترحاب، كان لا بد من الإبقاء على عنصر القلق في التصريحات الأمريكية والأوروبية، من دون أن يعني ذلك أن الاتفاق لا يشكّل خرقاً كبيراً في الملف النووي الإيراني . كذلك لا تعني المواقف القلقة أن مسار الاتفاق لم يتم بالتنسيق مع الغرب عموماً، والولايات المتحدة خصوصاً . فالبرازيل وتركيا ما كانتا لتوقعا على مثل هذا الاتفاق لو لم يكن هناك ضوء أخضر من الدول المشرفة على الملف الإيراني . هذا ما ينبئ به مسار الوساطة التركية والبرازيلية .
مسار بدأ من لحظة الإعلان عن زيارة الرئيس البرازيلي لويس إيغناسيو لولا دا سيلفا إلى إيران، والحديث عن قمة ثلاثية تجمعه مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ورئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان . كثير من الكلام قيل في حينها، ووصولاً إلى يوم الجمعة الماضي، حين أعلنت أنقرة أن أردوغان لن يتوجه إلى طهران بانتظار مباحثات هاتفية مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون . الاتصال تمّ مساء الجمعة، لم يخرج أحد ليقول بماذا تحدّث الطرفان، لكن من الممكن استنباط منحى المباحثات المرتبطة خصوصاً بمقترح الوساطة .
أردوغان لا شك حصل من كلينتون على موافقة مسبقة على ملامح اتفاق يفاوض عليه لولا في طهران . ولو لم يدرك أردوغان أن ما توصّل إليه الرئيس البرازيلي سيحظى برضى الغرب، ما كان ليتوجّه بشكل عاجل إلى العاصمة الإيرانية للانضمام إلى المتباحثين، والمشاركة في توقيع الاتفاق في اليوم الثاني، وليعلن أن لا حاجة بعد اليوم لعقوبات .
مسعى تركيا والبرازيل، الدولتين الصاعدتين على المسرح العالمي، لم يأت من فراغ، هو تحرّك منسّق على مستوى أعلى . وما لا تستطيع الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية تقديمه بشكل مباشر، من الممكن تمريره عبر طرف ثالث لاحتواء أي تأزّم إضافي في الملف الإيراني، ولا سيما أن مسار العقوبات لا يسير في مصلحة الدول الراغبة فيه .
من الممكن القول إن الغرب لم يكن بعيداً عن الاتفاق، لكن الترحيب لا يمكن أن يصدر صريحاً في البيانات الرسمية . وحتى ما صدر من بيانات وتصريحات لا يمكن اعتبارها رافضة للاتفاق، ولا سيما أن الدول الثلاث ألقت الكرة في ملعب الوكالة الدولية للطاقة الذرية . البيان الأمريكي كان الأكثر تعبيراً عن الرضى المبطّن، إذا رأى إيجابية في الاتفاق من دون أن ينهي “القلق” . الأمر طبيعي، ولا سيما أن حل الملف النووي الإيراني ليس مرتبطاً فقط ب1200 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 3،5 في المائة . لكن الاتفاق الحالي هو فاتحة عهد جديد في هذا الملف.

Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق