Facebook

على طريقة غاندي

على طريقة غاندي "يجب أن تكونوا انتم التغير الذي تودون تحقيقه في العالم"

https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhwmrgjV0Q4T5j5hXMFiP3Wy1GCsjhsfp9ndmKn3j3OI_0ghDUosCrE5LzHSqXSVpUI1PI8b-dkwUyStHNdiS9b9RkDsKeZH2SbbLfB0gRG1xziwML8n6jrMWT_TF9E2TXUcxG3FvlEbFA/s1600-r/61990234.lhT5aa4P.TunisiaMay062717.jpg

من يصدق في عالمنا العربي أن حرق شاب تونسي نفسه بعد ضيق فرص الحياة الكريمة وإهانة الأمن ستكون شرارة ثورة تونسية عارمة تجبر رئيس البلاد على الرحيل ..

نعم هذا ما جرى في ليلة 14 يناير التي فرحت بها الشعوب العربية وليس التونسيون وحدهم وأسموها ليلة الحرية !

شاهدنا التونسيين وقد احتشدوا بالآلاف أمام قصر الرئيس يهتفون بقوة وحسم النشيد الوطني الذي كتبه مصطفى الرافعي "حماة الحمى يا حماة الحمى .. هلموا هلموا لمجد الزمن ، لقد صرخت في عروقنا الدما .. نموت نموت ويحيا الوطن".. سقط بينهم 60 شهيدا وجرحى وراح معتقلون في مواجهات مع جنود أمن لا يحسد أحدهم على قسوته .

لم تكن المظاهرات التي استمرت أسابيع لسبب هين فنظام زين العابدين بن علي دام أكثر من عقدين وعُرف بالتعامل القمعي مع المواطنين وحرياتهم عبر ذراع الأمن ، وتمكين فئة منتفعة من مقدرات الشعب ال






ذي كان الفقر والبطالة من نصيب معظم شرائحه، مع سواد تربيطات كبرى منتفعة، وكان أيضا نظام حريص على كسب ولاء مؤسسات الصحافة والسياسة والفتوى والأحزاب ليقف الشعب وحيدا في مطالبه!.

لم يقنع التونسيون هذه المرة بمحاولات الرئيس امتصاص ثورتهم وإقالة الحكومة والبرلمان بعد تسديد التهم إليهم بالتسبب فيما وصلت إليه البلاد من حال، ولم يقنعوا بالوعود الرنانة للإصلاح .. فقد أصبح المطلب الأول هو رحيل رأس النظام نفسه ، وقد اضطر للإذعان وطار لا يعرف وجهة تاركا مقعد الرئيس شاغرا .

ردد المتظاهرون في مشهد الحرية كلمات الشاعر أبوالقاسم الشابي " إذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلابد أن يستجيب القدر ، ولابد لليل أن ينجلي .. ولا بد للقيد أن ينكسر" والتقت حولهم الشعب داعين الله بأن يكتب لهم النصر ..

تونس وشعوب الشرق



وائل قنديل

يقول الكاتب الصحفي المصري وائل قنديل : اللافت أن الشارع العربي يتبادل التهنئة و كأن الثورة لم تكن في تونس فقط بل امتدت لتشمل بقية البلدان العربية و هذا بالطبع يعكس أشواق التغيير التي تستبد بأفئدة كل مواطن عربي من المحيط إلى الخليج ، يستوي في ذلك عرب الخليج بعرب الأنهار فكلهم في الاستبداد و الجمود شرق.

وأظن أن غياب العدالة الإجتماعية ووجود نظام يعادى الأحلام ويكره الطموح المشروع لابد أن يؤدي لما شاهدناه في تونس، وهي بلد لا تختلف ظروف شعبها عن غيرها في المنطقة العربية ومن بينها مصر، وكأن الشاب البوعزيزي فقط رفع الغطاء عن إناء ظل يغلى فوق الموقد لأكثر من ربع قرن فانفجر !.

الشعب التونسي انتفض طلبا للحرية و الخبز و فرص العمل و إنهاء الفساد الضارب في البلاد، وأجبر أبطال انتفاضة البوعزيزي الرئيس على الرضوخ لمطالب كان التفكير فيها ضربا من الخيال حتى وقت قريب، من ذلك الإطاحة بوزير الداخلية و عدد من رؤوس الحكم و سحب توصيفاته بحق الثائرين التي اعتبرهم فيها مخربين و مأجورين، مقرا بأن رسالتهم وصلت و استوعبها جيدا ، ثم أعلن إطلاق حرية الصحافة وفتح ملفات الفساد والتحقيق فيها والتعهد بعدم الترشح للرئاسة مجددا ، كل ذلك شكل أول الغيث الذي حملته رياح التغيير في تونس.

ولكن الأشقاء التوانسة قالوا أن أوان المكاسب الصغيرة فات و صار الهدف هو التغيير الشامل لتكون تونس الخضراء معلمة للعالم العربي.






وردا على تساؤل حول انتقال شرارة التغيير قال الكاتب : الأحداث تداعت في تونس على نحو أسرع مما توقع أكثر المتفائلين حيث جاء الانهيار مفاجئا و مدويا بما يذكر بزلزال رومانيا الذي اقتلع شاوشيسكو عام 1989 و لاشك أننا أمام ما يمكن أن نطلق عليه انهيار سور برلين العربي حيث ستؤثر هذه الثورة بلا شك في محيطها العربي .

أما عن مخاوف سرقة مكاسب الثورة لصالح المنتفعين أو المؤسسة العسكرية فقال قنديل : هي حقيقة فالخوف من عمليات امتطاء أو سطو صامت على ثورة الشعب من جانب سياسيين محترفين كانوا رموزا فعلة في العصر البائد و أظن أن تنصيب الوزير الأول في تونس السيد محمد الغنوشي نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد يفاقم حالة الخوف و القلق من اختطاف الثورة أو سرقتها.

فالمعروف ان الغنوشي واحد من رجال الرئيس السابق المخلصين و ظهوره و هو يلقي بيان توليه السلطة و بجواره وزير الداخلية و رئيس مجلس النواب يحمل اكثر من مفارقة و مخالفة دستورية فالرجل هو الذي فوض نفسه بينما الدستور ينص على أن يفوضه رئيس الدولة و الأهم من ذلك أن آخر قرارات بن علي قبل الفرار كان إقالة الحكومة كلها أي أن الغنوشي لم يعد رئيسا للحكومة .

و اذا صح ما يتردد عن تنسيق بين الغنوش و الجيش للسيطرة على الموقف تكون الثورة الشعبية بامتياز قد تم اختطافها و تجييرها لصالح المؤسسة العسكرية !



محمد عفيفي

درس الحرية

من جهته أشار د. محمد عفيفي رئيس قسم التاريخ بآداب جامعة القاهرة إلى أن تونس كانت دائما من أهم مراكز الحضارة في العالم الإسلامي منذ عصر الفينيقيين ويشهد على ذلك الدور الذي قامت به مدينة القيروان وجامع الزيتونة، وشعب تونس متحضر يعرف قيمة الحرية والتسامح أيضا ويملك مثقفين مستواهم الفكري عالٍ.

كما أن تونس أول من أهدت للعالم العربي فكرة الدستور، وكانت بحكم قربها الجغرافي من أوروبا وخاصة فرنسا وإيطاليا تعرف قيم الثورة والحرية والمساواة، وقد استطاعت بثورة شعبها أيضا أن تطرد المحتل الفرنسي 1956 ، واسترد كثيرا من حرياتها في عهد الحبيب بورقيبة.

ولكن نظام زين العابدين بن علي الذي جاء في الثمانينات قمع الحريات لأن له ماضٍ استخباراتي ،






وتمكن من استمالة اليسار لضرب الإسلاميين ومنع وصولهم للحكم ثم قمع اليسار مجددا .

وبالرغم من أن تونس لديها موارد اقتصادية من الزراعة والسياحة ولكن النهب والفساد قضيا على فرصة الشعب في العيش الكريم، وحينما تجمع ذلك مع غياب الحرية والمساواة اندلعت الثورة وهذه الظروف عادة مقدمات أي ثورة في العالم .

يقول عفيفي: الثورة لا تستأذن قبل اندلاعها بل تقوم من شرارة بسيطة، ويمكن للثورة التونسية أن تنتقل للمغرب العربي بسهولة نتيجة التقارب بين هذه المجتمعات ويمكن تصديرها للعالم العربي أيضا ، وعموما فإن الدرس التونسي أنه في القرن 21 لا بديل عن الحرية .




Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق