Facebook

تقرير استخباراتي إسرائيلي

تقرير نشرة "Debka" الاستخباراتية الإسرائيلية

حول حملة تطهير في الجيش السوري

بشار الأسد ينفذ أكبر حملة تطهير في الجيش السوري

خاص واستثنائي للمصادر العسكرية لـ"دبكة"

مستقبليات

شكل تقليدي ومنذ أكثر من 25 عاماً يقوم الجيش السوري بعملية تبديل إذ ينقل عدداً من الضباط من مناصبهم ويسند إليهم مناصب أخرى مرتين كل عام، مرة في الصيف ومرة في الشتاء. وبشكل عام يدور الحديث عن تنقلات صغيرة ليس لها كبير أثر على ما يحدث في الجيش. ولكن هذه المرة، ومع حلول الصيف، أصدر رئيس سورية بشار الأسد أوامره بإجراء التغييرات المعترضة وهي أكبر عملية تطهير تجري دفعة واحدة في الجيش السوري.

وتقول المصادر العسكرية لـ"دبكة" في خبر استثنائي إن الأسد قد أمر بإقالة أو بالإحالة على التقاعد لما يزيد عن 40% من عدد الضباط العاملين في هيئة الأركان العامة السورية في دمشق، ونقل نصف قادة الفرق السورية المختلفة المنتشرة في أرجاء سورية ولبنان من مناصبهم وقد أحيل أكثر من نصف الضباط إلى التقاعد، فيما نقل البقية إلى مهام قيادية، لا تتمتع بأهمية عملية، في دمشق وفي مناطق سورية أخرى.

وحسب مصادرنا فقد تمت كذلك إقالة غالبية سلاح الجو، باستثناء قائد السلاح وقائد مخابرات سلاح الجو السوري، وقد تمت ترقية ضباط شباب وعينوا بدلا عنهم. وبما أن الحديث يدور عن إقالة عدة آلاف من الضباط فهذا يعني بأن عملية تطهير حقيقية قد جرت في الجيش السوري وتقول مصادرنا كذلك أن الرجل الذي يقف خلف كواليس عملية التطهير هذه والذي قدم المشورة للرئيس بشار الأسد لإجرائها هو الجنرال علي أصلان، الذي كان المستشار العسكري الموثوق جداً لوالد بشار الأسد، حافظ الأسد وعلي أصلان، الموجود هو نفسه في التقاعد كان الرجل الذي قدم المشورة على مدى سنوات طويلة لحافظ الأسد في ما يتعلق بكيفية المحافظة على حكم السلالة العلوية في سورية، وكيفية التسلل والعمل سراً في حركات الإرهاب الدولية والإسلامية–الفلسطينية في سنيّ السبعينيات والثمانينيات. ويقدر خبراؤنا العسكريون أن حملة التطهير في الجيش جاءت لتساعد بشار في تقليص ميزانية صيانة الجيش، والتي يشكل فيها بند الرواتب البند الأكبر. وكذلك من أجل تقوية سيطرته الشخصية داخل الجيش بعد ابتعاد مصطفى طلاس، البالغ 72 عاماً، من منصب وزير الدفاع وقال أصلان للأسد أنه لا يستطيع في هذه المرحلة أن يهدد مكانة طلاس الذي يعتبر حتى بعد ترك منصبه الرجل الأقوى في سورية، إلا أن بإمكانه أن يستخدم حقيقة خروجه من التقاعد لقطعه عن مصادر قوته في الجيش. ويقول الخبراء العسكريون إن تلك التغييرات الدراماتيكية لن تؤدي إلى تغييرات في البنية القيادية في الجيش السوري، أو في الانتشار التكتيكي لفرقه، أو بقوة النيران التي في حوزة أسلحته المختلفة والخلاصة هي أن الجيش السوري هو جيش قديم يستخدم نظم أسلحة قد فات زمانها في ميدان القتال العصري. وطائراته المقاتلة وأجهزة الملاحة والتوجيه الخاصة بها تعود في أحسن الأحوال إلى منتصف الثمانينيات. بينما سفن الصواريخ الخاصة بالأسطول السوري هي في وضع متدن إلى درجة يمكن القول إن الأسطول غير قائم من ناحية عملية. وببساطة لا يوجد لدى بشار الأسد المال الكافي من أجل تحويل جيشه إلى جيش عصري، كما أنه لا تلوح في الأفق دلائل على أنه سيكون هناك احتمال بأن يتوفر لسورية المال اللازم للقيام بعملية تحديث لنظم السلاح القديمة. أما الفرع الوحيد في هذه التركيبة العسكرية القديمة والذي يمكن أن ينسب إليه وزن عملي هو "الصناعات العسكرية السورية"، التي تشغل بشكل أساسي بواسطة المال والمعرفة التكنولوجية الإيرانية. وتنتج تلك الصناعات صواريخ أرض-أرض قصيرة ومتوسطة المدى من طراز سكاد C وسكاد D، وأنواع مختلفة من السلاح الكيميائي والسلاح البيولوجي وفي هذا الإطار، يقيم السوريون وبدون ضجيج بنية تحتية بحثية في المجال النووي تهدف إلى تأهيل الجيش السوري للاستعداد لتطوير سلاح نووي ولتخصيب اليورانيوم. ورغم أن السوريين يكذبون هذا الأمر بشدة إلا أنهم سيحصلون وربما يكونون قد حصلوا على مساعدة في التكنولوجيا النووية من الصين، كوريا الشمالية، إيران، وليبيا، عندما كانت هذه الأخيرة تعمل على تطوير خيار كهذا حتى نهاية عام 2003. وتشير مصادرنا العسكرية إلى أنه باستثمار مالي متواضع لا يتعدى حدود 45-60مليون دولار في العام نجح الإيرانيون بالسيطرة على الأقسام الأكثر تقدماً في الصناعات العسكرية السورية وتحويلها إلى ما يشبه "الصناعة الخلفية"، التي ستزودهم بالصواريخ، السلاح غير التقليدي، والذخيرة التي تقدم للجيش الإيراني أو لجيوش أخرى، مثل حزب الله، تحارب إلى جانب إيران على جبهات أخرى في الشرق الأوسط بعيداً عن حدودها. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من أن الجيش السوري لا يتدخل مباشرة في الحرب الدائرة بين الأمريكيين وقوات العصابات العراقية، إلا أن للمخابرات العسكرية السورية قصة مختلفة تماماً، إذ أنها اليوم متورطة بما لا يقل عن أربع جبهات حرب نشطة:

1- العراق: تساعد المخابرات هناك في تجنيد المقاتلين وتدريبهم وإرسالهم إلى العراق بواسطة المنظمات الإرهابية مثل حزب الله والمنظمات الفلسطينية مثل الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية القيادة العامة التابعة لأحمد جبريل. والمئات من مقاتلي العصابات العراقية هم مواطنون سوريون، الذين تم تجنيدهم لهذا الحدث في الأطراف الفقيرة للمدن السورية الكبيرة أو في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.

2- الفلسطينيون: مثلما هو الحال في العراق فإن المخابرات السورية تقوم بتقديم المساعدة في تهريب مقاتلي حزب الله والمنظمات الفلسطينية والسلاح والمال إلى الضفة الغربية عبر هضبة الجولان.

3- حزب الله: تستمر العلاقة والتنسيق العسكري والاستخباراتي الوثيق بين السوريين وزعامة حزب الله. وكما كانت مصادر "دبكة" قد أفادت في الأسابيع الماضية فإن بشار الأسد هو من أصدر أوامره لحزب الله بتسخين الجبهة على الحدود بين لبنان وإسرائيل.

4- لقاعدة: على الرغم من التكذيبات المتكررة الصادرة عن دمشق والتي تنفي علاقتها بالنشاطات الإرهابية للقاعدة وبالقتال الذي يخوضه عناصرها في العراق فإن دمشق تُستخدم كنقطة عبور رئيسية لعناصر القاعدة الذين يصلون إلى سورية من أجل المرور عبر الحدود العراقية. وأحد الأدلة الدامغة على هذه العلاقة الاستخباراتية-اللوجستية القائمة بين سورية والقاعدة يتمثل في موجة الاعتقالات الأخيرة في دمشق في أوساط العناصر الذين تم تسجيلهم خلال الشهور الأخيرة في مكاتب التجنيد الخاصة بالقاعدة في دمشق للذهاب إلى العراق. وتقول المصادر الاستخباراتية ومحاربة الإرهاب الخاصة بنا في خبر خاص أن موجة الاعتقالات هذه ترتبط بالأحداث الإرهابية الغريبة التي جرت في حي المزة الفاخر في دمشق في 27 نيسان/أبريل. وكانت "الدبكة" و"دبكة نات ويكلي" قد أفادت في حينه أن هذه العملية قد نُفذت من قبل عناصر قاعدة سوريين عادوا من معارك الفلوجة في العراق. وقد ظهر الآن عنصر جديد كان تورط في العملية الإرهابية. إذ تفيد مصادرنا الاستخباراتية أنه وعلى الرغم من أن عناصر القاعدة كانوا متورطين في العملية إلا أنها لم تكن عملية إرهابية بالمطلق. فقد استأجر عناصر القاعدة، لا أكثر ولا أقل عم بشار الأسد، رجل الأعمال السوري-الأوروبي، رفعت الأسد شقيق الرئيس المتوفى حافظ الأسد. إذ يوجد لرفعت خلاف شديد مع العائلة التي تسيطر على البناء وقطعة الأرض في المزة. ويدعي رفعت أن هذه الأملاك تعود له وأنه قد أُخرج منها بالخديعة، وبدون دفع المال له. وقد استأجر رفعت الذي قرر أنه سيهاجم بيت هذه العائلة وسيصفيها كلها وسيدمر المبنى، استأجر من أجل ذلك عناصر القاعدة حتى تظهر هذه العملية وكأنها عمل إرهابي ومنذ اللحظة التي أظهر فيها التحقيق الشخص الذي يقف بشكل حقيقي خلف "العملية" فرض الرئيس بشار الأسد تعتيماً كاملاً على نتائجه. وقد وُجد في الهواتف الخليوية التي عثر عليها في حوزة عناصر القاعدة المُستَأجَرين" أرقام تلفونات كثيرة لعناصر القاعدة القاطنين بدمشق وكذلك أرقام تلفونات للفلسطينيين المرتبطين بهم. وكل من وجد رقم هاتفه عند عناصر القاعدة الذين عملوا في حي المزة تم اعتقاله. ويدور الحديث عن أكثر من 200 شخص.

Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق