Facebook

بشار الاسد لاسرائيل .. أسلحتكم وطائراتكم لن تحميكم








ما أن ظهرت التهديدات الإسرائيلية الأخيرة بشن حرب جديدة في المنطقة إلا وتباينت التفسيرات حول جدية هذا الأمر ، فهناك من رجح وقوعها ، فيما استبعد البعض الآخر أن تكرر تل أبيب الخطأ ذاته الذي ارتكبته في حربي تموز 2006 وغزة 2008 .

وكانت شرارة التهديدات الأخيرة بدأت في 23 يناير / كانون الثاني الماضي ، عندما أعرب وزير الدولة الإسرائيلي يوسي بيلين عن توقعاته بحدوث حرب إسرائيلية جديدة مع حزب الله اللبناني ، قائلا في تصريحات بثها "راديو إسرائيل" إن العالم فشل في تعامله مع حزب الله وإن الحزب ارتفعت معدلات قوته منذ حرب تموز في يونيو عام 2006.

وأضاف أن لبنان هو البلد الوحيد الذي يوجد فيه تنظيم عسكري - وذلك في إشارة الى حزب الله - لا يخضع لإمرته وإنما يحظى بدعم سوريا وإيران رغم كونه شريكا في الحكومة اللبنانية.

وتابع " إننا نتجه نحو مواجهة جديدة في الشمال لكنني لا أدري متى ستندلع مثلما كنا نجهل في أي وقت كانت حرب تموز ستندلع ، مع أن حزب الله عضو في الحكومة اللبنانية إلا أنه ليس لديها أي نفوذ عليه وإن ضرب العنف شمال إسرائيل فسوف نحمل سوريا ولبنان المسئولية".

وجاءت تصريحات بيلين بعد أن أعرب رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي عن خشيته من حرب إسرائيلية جديدة تستهدف لبنان ، مشيرا إلى تكثيف الطلعات الجوية الإسرائيلية فوق الأراضي اللبنانية في الفترة الأخيرة.

وقبل ذلك وتحديدا في 12 يناير/كانون الثاني الماضي ، حذر وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك لبنان وحزب الله من مغبة الإخلال بـ"الهدوء" الذي يسود الجبهة الشمالية.

وكان الأخطر مما سبق هو التصريحات التي ظهرت فيما بعد ، حيث حذر وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك مجددا في 2 فبراير / شباط من حرب مفتوحة بين إسرائيل وسوريا ستتطور إلى حرب إقليمية واسعة إذا لم يتوصل البلدان إلى تسوية سياسية.

وأضاف في تصريحات نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية " تل أبيب بعد هذه الحرب ستتفاوض مع سوريا على المسائل نفسها التي ناقشتها معها منذ 15 عاماً".

وتابع قائلا : "إن الشرق الأوسط مكان صعب لا رأفة فيه بالضعفاء وإن إسرائيل لن تقع في فخ الدبلوماسية" .
وشكك باراك بقدرة الولايات المتحدة على تجنيد الصين ودول أخرى للمشاركة في فرض عقوبات على إيران ولوح بأن الخيار العسكري ما زال مطروحاً .

تحذيرات المعلم

وسرعان ما خرج وزير الخارجية السوري وليد المعلم في 3 فبراير بأقوى تصريحات من نوعها عندما هدد إسرائيل بنقل الحرب إلى مدنها إذا ما أقدمت على شن أي عدوان على بلاده ، مؤكدا أن تلك الحرب ستكون شاملة إذا ما تم استهداف سوريا أو جنوب لبنان.

وقال المعلم في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الاسباني ميجيل انخيل موراتينوس في دمشق :" إن إسرائيل تزرع مناخ الحرب في المنطقة ، وأقول لهم كفاكم لعبا في هذه المنطقة".

وردا على سؤال حول المناورات العسكرية الإسرائيلية التي جرت في مطلع فبراير في صحراء النقب وتحاكي حربا على سوريا وإعلان رئيس هيئة الاركان العامة في الجيش الإسرائيلي أن على الجيش الإسرائيلي الاستعداد للحرب ، قال المعلم :" كل جيش يقوم بتدريبات والإسرائيليون إما أنهم يخاطبون وضعيا داخليا في تل أبيب أو يريدون إشعال نار الحرب في المنطقة بسبب عجزهم عن الالتزام بمتطلبات السلام".

وبعد ساعات من التصريحات السابقة ، سارع أفيغدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي للرد على وزير الخارجية السوري قائلا :" إن سوريا ستهزم وإن الرئيس بشار الأسد سيخسر السلطة في أي حرب مقبلة مع إسرائيل".
وخاطب ليبرمان القيادة السورية قائلا :" رسالتنا إلى الأسد يجب أن تكون واضحة ، لن تخسر فقط الحرب المقبلة ، لكن أنت وعائلتك ستخسرون السلطة" .

رد الأسد






ويبدو أن رد الرئيس السوري بشار الأسد على تهديدات ليبرمان لم يتأخر كثيرا ، حيث أكد في مقابلة مع مجلة "نيويوركر" الأمريكية في 4 فبراير أن السلام مع دولة الاحتلال لا يمكن أن يتحقق بدون استعادة كامل الحقوق والأراضي المحتلة.

وأضاف " الإسرائيليون أرادوا تدمير حماس في الحرب في ديسمبر/ كانون الأول 2008 ويجعلون للرئيس الفلسطيني محمود عباس حضورا قويا في الضفة الغربية ، في الواقع ، هذه دولة بوليسية ، وقد أضعفوا أبو مازن وجعلوا حماس أقوى ، الآن هم يريدون تدمير حماس ، لكن ما البديل عن حماس؟ إنه تنظيم القاعدة ، هناك حاجة الى قاموس خاص لتفسير تعابيرهم ، هم لا يملكون لا ما كان يملكه الجيل القديم الذي كان يعرف ما تعنيه السياسة مثل اسحق رابين وغيره ، لهذا السبب قلت إنهم كالأطفال يتقاتلون فيما بينهم ، يعبثون ، ولا يدرون ماذا يفعلون ، وهم لا يملكون قائدا للتحدث إليه ، وللتحدث حول أي شيء ، أي أنهم ليسوا مستعدين للدخول في حوار ، هم يريدون فقط أن يقتلوا في الميدان" .

واختتم الأسد قائلا :" يجب أن نقول لهم إنهم إذا كانون يشعرون بالقلق على إسرائيل ، فإن الأمر الوحيد الذي يحمي إسرائيل هو السلام ، لا كمية الطائرات ، ولا الأسلحة تستطيع حماية إسرائيل ، لذا عليهم أن ينسوا ذلك " .

وبجانب التصريحات السابقة التي تحمل لهجة حادة من جانب الأسد ، فقد كشفت صحيفة "السياسة" الكويتية في 6 فبراير أن سوريا قامت أيضا باستدعاء قوات الاحتياط وهيأت جبهتي لبنان وغزة تحسبا للحرب الشاملة.

وأضافت الصحيفة " التهديدات الإسرائيلية الجديدة لاقت هذه المرة رداً سياسياً سورياً أكثر حرارة ، فانتقلت دمشق مــن الرد الدفاعي إلى نوع من الهجوم النفسي باعتبار أن وراء هذه التهديدات ارتباكا لدى القيادة الإسرائيلية ناجم عن عــدم هضم الفشلين في حربي غزة ضد حماس العام الماضي وحرب يوليو / تموز ضد حزب الله اللبناني عام 2006 ".

ونــقــلــت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالموثوقة القول إن الجيش السوري بدأ منذ أسابيع عدة باستدعاء الاحتياط على دفعات لتدريبه وإعداده للحرب.

وفي لبنان ، لم يختلف رد الفعل هناك عما ذهبت إليه سوريا ، حيث كشفت مصادر أمنية في بيروت عن إعلان حالة الاستنفار القصوى بين صفوف كوادر حزب الله في كافة المناطق اللبنانية دون استثناء ، بينما تم الطلب إلى قيادات الحزب بتوخي الحذر خلال تنقلاتها تحسبا لأي "عمل إسرائيلي عدائي".

وأضافت المصادر ذاتها أن الحزب يتحضر لكافة الاحتمالات العسكرية وهو يراهن على استيعاب الضربة الأولى لأي عمل عدائي إسرائيلي كون استيعابها يختصر نصف الطريق للنصر في أية مواجهات.

وفي السياق ذاته ، كشف مصدر دبلوماسي لبناني أن تهديدات إسرائيل لن تمر دون حساب لأنها تعتبر خرقا فاضحا للقانون والشرعية الدولية وكل قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.

وأشار إلى أن لبنان بحكم موقعه اليوم كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي سيقوم بتحرك واسع النطاق على صعيد الدول الأعضاء فــي مجلس الأمن وسيحاول عقد جلسة لمجلس الأمن تخرج ببيان رئاسي على الأقل يدين إسرائيل لتهديداتها للبنان وللخروقات الدائمة التي ترتكبها انتهاكا للسيادة اللبنانية وللقرارات الدولية لاسيما القرار 1701.

وأضاف أن تذرع إسرائيل بسلاح حزب الله لإطلاق تهديداتها مجرد ذريعة في ظل التوافق على بحث موضوع ســلاح حــزب الله على طاولة الحوار الوطني ، مؤكدا أن لبنان تقدم بشكويين لإقــدام إسرائيل على خطف مواطن لبناني إضافة إلى قيامها بخروقات تفوق ستة آلاف خرق للقرارات الدولية.

احتمالات الحرب

التصريحات السابقة الصادرة من سوريا ولبنان تؤكد أن الدولتين تتعاملان بجدية تامة مع التهديدات الإسرائيلية ويبدو أن هناك من الوقائع ما تدفعهما في هذا الاتجاه .

فمعروف أنه منذ تأزم محادثات فيينا حول أزمة البرنامج النووي الإيراني وإسرائيل تضغط على واشنطن لمباركة العمل العسكري ضد طهران ولذا يرجح البعض أن تتحرك إسرائيل عسكريا بصورة أو بأخرى لاستهداف حلفاء إقليميين لإيران " حزب الله في لبنان أو حماس فى غزة " خلال العام الحالى أو أن تتحرك مباشرة لقصف منشآت إيران النووية في ظل عجز الدبلوماسية الأمريكية عن تحجيم التحرك النووى الإيرانى بالصورة التى ترتاح لها إسرائيل .

وبجانب ما سبق ، فإن صورة إسرائيل العسكرية لم تكن في أضعف حالاتها مثلما هي عليه منذ حربي تموز وغزة ولذا فهي قد تتحرك باتجاه شن عدوان جديد على أمل تحسين تلك الصورة ، ويبدو أنه مع استمرار الخلافات العربية - العربية ، لن تجد إسرائيل صعوبة كبيرة فى استمالة بعض المواقف الدولية بما فى ذلك دوائر سيادية فى واشنطن لتحرك عسكرى يستهدف حزب الله أو حماس تكون رسالته النهائية موجهة لإيران .أيضا ، فإن إسرائيل منذ صدور تقرير جولدستون وهي تشعر بعزلة دولية ، كما أنها في ظل حكومة التطرف التي تقودها غير مستعدة للتجاوب مع محاولات إدارة أوباما لاستئناف عملية السلام ولذا فإنها قد تحاول الالتفاف على ما سبق عبر شن عدوان جديد ، بل ويرجح البعض أن اغتيال القيادي العسكري في حماس محمود المبحوح في دبي مؤخرا قد
يكون مقدمة للعمل العسكري سواء ضد غزة أو حزب الله أو سوريا أو إيران .

زوبعة في فنجان







ورغم أن ما سبق يرجح احتمالات الحرب ، إلا أن هناك من يستبعد هذا الأمر كليا ليس فقط بسبب غرق أوباما في العراق وأفغانستان وحاجته لمساعدة سوريا وإيران في هذا الصدد ، بالإضافة إلى أن الظروف الإقليمية والدولية ليست هي تلك التي كانت عليها في حرب تموز ، فدمشق خرجت من العزلة الدولية التي كانت مفروضة عليها حينها ، كما أن لبنان لم يشهد استقرارا كما هو عليه الآن بل وأقرت حكومة سعد الحريري بشرعية سلاح حزب الله الذي كان محور خلافات واسعة قبل حرب تموز 2006 .

وهناك أمر آخر هام وهو أن تركيا التي طالما عرفت بعلاقاتها الاستراتيجية مع إسرائيل تقربت مؤخرا بقوة من سوريا بل وتم إلغاء تأشيرات الدخول لمواطني البلدين بالتزامن مع تدهور العلاقات بين أنقرة وتل أبيب بشكل غير مسبوق وهو الأمر الذي يجعل إسرائيل تفكر ألف مرة قبل التفكير في شن حرب على سوريا .

بل وهناك أيضا من وصف التهديدات الإسرائيلية بأنها مجرد زوبعة في فنجان وتأتي في إطار الرعب الإسرائيلي من انتقام حزب الله لاغتيال قائده العسكري عماد مغنية في 12 فبراير/شباط 2008 في دمشق ، ولعل هذا ما ظهر واضحا في تصريحات مسئول منطقة جنوب لبنان في حزب الله الشيخ نبيل قاووق الذي أكد أن ازدياد التهديدات الإسرائيلية للبنان خلال الفترة الأخيرة سببها خشية إسرائيل من اقتراب الذكرى الثانية لاغتيال القائد العسكري البارز عماد مغنية الذي هدد حزب الله بالانتقام له.

وأضاف قاووق " التهديدات الإسرائيلية المتواصلة ضد لبنان تعكس ارتفاع مستوى الهلع والرعب الذي يجتاح الإسرائيليين مع اقتراب الذكرى السنوية لاغتيال عماد مغنية".

المعارك داخل إسرائيل

وسواء تأكدت صحة تصريحات قاووق أم لا ، فإن إعلان واشنطن في مطلع فبراير عن تعيين روبرت فورد ليكون أول سفير أمريكي في دمشق منذ سحب سلفه في عام 2005 إنما يؤكد أن العلاقات بين أمريكا وسوريا تحولت من العداء إلى التعاون ، وفي حال كهذا ، فإنه يستبعد أن تشن إسرائيل حربا على دمشق ، خاصة وأن صحيفة "التايمز" البريطانية كشفت في 3 فبراير أن أمام فورد ملفات هامة أهمها إبعاد نظام الرئيس السوري بشار الأسد عن التحالف الطويل الأمد مع إيران وعن دعم دمشق لحزب الله وحماس ، موضحة أنه سيعمل أيضا على الضغط باتجاه التوصل إلى اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل.

بل إن المبعوث الشخصي للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى سوريا فيليب ماريني أعلن في 3 فبراير أيضا أن فرنسا لاحظت رغبة إيجابية من قبل الإدارة الأمريكية نحو دمشق ، واصفا علاقات بلاده بسوريا بالحميمة .

وبجانب الأمور السابقة التي تؤكد خروج دمشق من العزلة الدولية التي طالما استغلتها إسرائيل في السابق لابتزازها وممارسة الضغوط عليها ، فإن تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم التي حذر خلالها إسرائيل من أن أي حرب ضد سوريا ستتحول إلى "حرب شاملة" لن تسلم منها المدن الإسرائيلية لم تكن تنبع من فراغ فيما يبدو ، فقد أشار الكاتب البريطاني روبرت فيسك مؤخرا إلى أن حزب الله سينقل الحرب القادمة إلى شمالي إسرائيل عبر نشر عشرات من مقاتليه هناك ، وهو الأمر الذي من شأنه أن يحيد سلاح الجو الإسرائيلي ، هذا بالإضافة إلى أن ترسانة حزب الله العسكرية تطورت أضعاف ما كانت عليه في حرب تموز ، حيث تقدر ترسانة صواريخه حاليا بـ 40 ألفا ، مقابل 14000 في 2006.

والأمر المثير للانتباه في هذا الصدد أن حزب الله لم يركز على الجانب الكمي ، بل عمل أيضا بناء على دروس حرب تموز على زيادة المدى لإدخال الجزء الأساسي من العمق الإسرائيلي ضمن التهديد الصاروخي. ويبدو أن الحزب حصل على منظومات لم تكن في حوزته سابقاً إذ اعترف وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك مؤخرا بأن معظم سكان إسرائيل يقعون تحت التغطية الصاروخية لحزب الله ومن غير المستبعد أن يكون الحزب قد حصل على طرازات متطورة من صواريخ "زلزال" و"فاتح 110 " الذي يبلغ مداه 250 إلى 300 كيلومتر ويحمل رأساً تفجيرياً زنته نحو نصف طن .

وإضافة إلى الصواريخ السابقة ، فقد كشفت تقارير صحفية أيضا أن حزب الله عمل على زيادة احتياطه من الصواريخ المضادة للدروع مع التشديد على صاروخ "كورنيت" الذي حصل عليه من سوريا والقادر على إصابة الهدف من على بعد 5.5 كيلومترات وكان الوسيلة الأكثر فاعلية لصد العملية البرية للجيش الإسرائيلي وتشويش إجراءاته في المعارك البرية في حرب تموز.



صواريخ حزب الله خلال حرب تموز

وتبقى بعد ذلك عدة أمور من أبرزها أن إسرائيل قد تكون اتخذت قرارا بشن حرب جديدة في المنطقة ، إلا أنها غير قادرة على ضمان نتائجها وتفاعلاتها ، لأن الحرب هذه المرة قد تكون في أكثر من جبهة مثلما جاء في تهديد وليد المعلم ، بل وقد تكون داخل إسرائيل نفسها وفقا للتسريبات الصادرة عن حزب الله .

أيضا ، فإنه رغم كل الاستعدادات الإسرائيلية للقيام بعملية عسكرية كبرى سواء ضد لبنان أو سوريا أو حزب الله أو ضد حماس وغزة أو ضد إيران ، فإن تنفيذ تلك الحرب ليس سهلا ، حيث أن القرار مرتبط بموافقة أمريكية وإسرائيل لا يمكنها أن تشن أية حرب بدون ضوء أخضر من واشنطن ، والأمريكيون يدركون جيدا أن أية حرب على إيران أو على حزب الله ستكون نتائجها وخيمة وأنه يمكن تحديد متى تبدأ الحرب لكن لا أحد يستطيع أن يحدد نتائج تلك الحرب وأن يضمن انتهائها لمصلحة إسرائيل وأمريكا .

هذا بالإضافة إلى أن تنفيذ عملية عسكرية ضد إيران قد يؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة والأميركيون غير قادرين اليوم على تحمل نتائج تلك الحرب اقتصادياً وعسكرياً في ظل تصاعد المعارك في أفغانستان واليمن وعدم استقرار الوضع في العراق.

ورغم أن إسرائيل ترى في غزة الحلقة الأضعف في "جبهة الممانعة " وقد تكون هدف الحرب القادمة ، إلا أن تحليلات كثيرة أكدت أن وضع حماس اليوم أصبح أقوى مما كان عليه خلال الحرب على غزة في ديسمبر / كانون الأول 2008 وأن أي هجوم إسرائيلي سيشن على القطاع سيكون له تداعيات عسكرية وسياسية ليست لمصلحة الأمريكيين والإسرائيليين.

والخلاصة أنه من السهل على إسرائيل اتخاذ قرار بشن حرب جديدة في المنطقة ، إلا أنها على الأرجح لن تكون قادرة على التعامل مع نتائجها أو إحداث تغيير جذري في الأوضاع القائمة والتي تعتبرها تهديدا لها .


Share on Google Plus

About Unknown

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليق